تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

التطبيع مقابل محو فلسطين!

انزاحت الستارة عن مسرح شاسع. الكاميرات مسلطة على الممثل«الكبير» الذى يؤدى«مونولوجا» طويلا. يتحدث إلى نفسه. المقاعد فارغة والجمهور ترك مقاعده فور ظهور الممثل. هكذا كان حال رئيس الوزراء الإسرائيلى نيتانياهو أمس الأول خلال إلقاء كلمته فى الجمعية العامة للأمم المتحدة. لكنه، وهو الذى اعتاد على المواقف المحرجة، مضى يتحدث وكأنه أمام جمهور غفير من مؤيديه المتعصبين.. يدغدغ أحلامهم ويمنحهم ما لا يستحقون ويزيف فى التاريخ والجغرافيا والوقائع. للأسف، الأمم المتحدة كانت منصة لنشر أكاذيبه وترهاته.

 

خاطب المقاعد الخالية عارضا خريطة أظهرت مناطق باللون الأخضر للدول التى وقعت اتفاقات سلام مع إسرائيل أو تخوض مفاوضات للتطبيع معها. الضفة وغزة جزء من إسرائيل. محا نيتانياهو فلسطين من الخريطة فى وقت يكثف جهوده مدعوما من أمريكا للتطبيع مع العرب، وكأن التطبيع مشروط بإسقاط فلسطين أرضا وشعبا ومستقبلا من الوجود. اعتبرت الخريطة الأراضى الفلسطينية جزءا من إسرائيل منذ ١٩٤٨، أى أنها لم تحتلها فى حرب يونيو ١٩٦٧. إنه المغتصب عندما يكتب التاريخ. ليست تلك المرة الأولى التى يستخدم الساسة الإسرائيليون سلاح الخرائط فى حربهم الاستئصالية ضد الفلسطينيين، وزير المالية المتطرف سموتريتش عرض مؤخرا فى باريس خريطة لإسرائيل تضم الأردن والأراضى الفلسطينية قائلا: «لا يوجد شىء اسمه الشعب الفلسطينى، وهو اختراع وهمى عمره مائة عام فقط». ساسة آخرون ضموا لخريطة إسرائيل سوريا ولبنان.

تحدث نيتانياهو عن شرق أوسط جديد ليس فيه دولة فلسطينية.. تفرض فيه إسرائيل سلامها الذى يطلب من العرب نسيان عداوات الماضى والحقوق الفلسطينية والعربية والتطلع إلى مستقبل بعقل يمحو من ذاكرته ما حدث فى الماضى، وقلب ليس فيه سوى الشوق لازدهار اقتصادى وحدود مفتوحة وسماوات أكثر انفتاحا. السلام حسب هذا المنطق لا يتحقق بشروط مسبقة على شاكلة استعادة الحقوق المشروعة للفلسطينيين بل إنه هدف فى حد ذاته. التطبيع السريع سيجعل ثمار هذا السلام تتساقط ليعم الوئام وتسود الرفاهية ويكفينا معاناة وضحايا وعداوات. إنه السلام الزائف فى نسخته الإسرائيلية الجديدة، فهل يقبله العرب؟.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية