تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
الإعلام الفاجر!
فى فترة حكم ترامب، شكلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية وحدة لكشف أكاذيبه التى كان يتفوه بها كما يتنفس. ارتفع «برج» تصريحاته غير الصحيحة ليصل إلى ٢٠ ألف كذبة بنهاية رئاسته. حسنا.. من يعدد الآن أكاذيب الصحافة والإعلام؟ منذ هجمات غزة على إسرائيل السبت الماضى، مارس الإعلام الغربى فجوره كما لم يحدث من قبل. آلاف التقارير والأخبار جرى نشرها وتضمنت معلومات لا أساس لها من الصحة. كان هدفها إظهار مدى بشاعة وهمجية حماس. تطلق صحيفة أو قناة الكذبة فتنقلها عنها جيوش الإعلام الغربى وتضيف عليها دون أن تتحقق قبل النشر.
مثال واحد يظهر كيف أن الصحافة الغربية، التى تلقى علينا دائما محاضرات فى ضرورة التأكد من صحة الخبر والاعتماد على أكثر من مصدر موثوق قبل إذاعته، تركت مبادئها وانحازت لإسرائيل الضحية «البريئة». بدأت الجريمة بخبر أذاعته الصحفية نيكول زيديك فى قناة «آى٢٤» الإسرائيلية، وجاء فيه: «جنود أبلغونى أنهم يعتقدون أن ٤٠ طفلا جرى قطع رؤوسهم». تلقف الإعلام الغربى والسوشيال ميديا، المعلومة المضللة ونشروها مع طوفان من تعليقات الكراهية والإدانة لحماس والفلسطينيين والعرب. صحيفة التايمز البريطانية الأكثر رصانة بين نظيراتها قالت فى مانشيتها الأربعاء الماضى: حماس قطعت رقاب ٤٠ طفلا فى مجزرة. الاندبندنت نقلت عن جنرال إسرائيلى قوله: «قطعوا رؤوس النساء والأطفال. رأينا أطفالا موتى. الجثث مشوهة لذا من الصعب التحقق منها لكن رائحة الموت تنتشر فى القرية». وهكذا سار الإعلام الغربى على نفس المنوال. سياسيون تلقفوا الخبر وأضافوا إليه نعوتا أخرجت حماس من الإنسانية، كما فعل بايدن الذى قال إنه لم يتخيل رؤية إرهابيين يقطعون رؤوس أطفال.
وبعد أن انتشر الخبر الكاذب وصدقه كثيرون عبر العالم، تراجع البيت الأبيض زاعما أن التصريحات كانت مبنية على مزاعم مسئولين إسرائيليين وتقارير إعلامية محلية، وعاد الإعلام الغربى ليكرر معزوفته عن ضرورة التحقق من الخبر أولا. هل اعتذر بايدن أو الصحفيون الغربيون عن أكاذيبهم؟ لا بالطبع. إنها العنجهية والعنصرية الغربية التى تلصق شتى الموبقات والجرائم بالخصوم، وتحتكر لنفسها الإنسانية والتحضر والرقى.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية