تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

لم يستهدف الهجوم الإسرائيلى الأخير على إيران ـ الذى لم تعترف حكومة نيتانياهو رسميا بمسئوليتها عنه ـ التسبب فى أضرار حقيقية، بل كان، كما ذكرت مصادر إسرائيلية، رسالة بأن إسرائيل لديها القدرة العسكرية على الوصول لأهدافها داخل إيران.

إيران اعتبرت الضربة خرقا أمنيا ربما قام به متسللون أو جواسيس. لم يكن هناك أى ذكر لإسرائيل. كلا البلدين سمح لبعضهما البعض بمساحة من التغطية والإنكار تتيح تجاوز ذروة التوتر الذى وصلت إليه علاقتهما.

صحيفة لبنانية مقربة من طهران نقلت عن مصدر أمنى إيرانى قوله:
«لا نسعى إلى زيادة التوتر فى هذا الوقت وبعد هذه التطورات» متوقعا: «أن تهدأ التوترات المباشرة لكن المواجهات بين البلدين ستستمر فى شكل معارك خفية».

الحديث إذن عن إغلاق دائرة الصدامات وجها لوجه له ما يبرره. الوضع الراهن كالتالى.. إسرائيل لا تريد مواجهة مباشرة مع إيران. أمريكا لا تريد الحرب. إيران أيضا توقفت عن حديث «نهاية الصبر الاستراتيجى»، الذى راج عقب استهداف القنصلية الإيرانية فى دمشق بداية أبريل واغتيال جنرالين كبيرين. سيعود الصبر، وسيتم إسناد مهمة الرد على الاعتداءات الإسرائيلية إلى فصائل موالية لطهران فى لبنان واليمن والعراق.

أمامنا، على ما يبدو، فترة هدوء فى المواجهات المباشرة لكن ذلك يحمل تساؤلات: على حساب من، وإلى متى سيستمر؟ نيتانياهو خضع للرغبة الأمريكية بألا يكون الرد الإسرائيلى على الضربة الإيرانية لإسرائيل عنيفا..
ما مقابل ذلك؟
هل هناك وعد أمريكى بالسماح له باجتياح رفح وإسقاط أو على الأقل تخفيف الشروط الأمريكية بتوفير مأوى لمئات آلاف الفلسطينيين قبل العملية؟

نيتانياهو يعيش حاليا شهر عسل مع إدارة بايدن.

هناك احتضان أمريكى وغربى لإسرائيل فى مقابل عقوبات أكبر على إيران..

نيتانياهو لا يريد التفريط فى ذلك. هناك معضلة أخرى: ماذا لو اغتالت إسرائيل مسئولا عسكريا أو "نوويا" إيرانيا بارزا، هل ستواصل طهران صبرها الإستراتيجى أم تعود لضربات على شاكلة «الوعد الصادق»؟

فى كل الأحوال من المهم ألا تضيع البوصلة وتتشتت الاهتمامات بعيدا عن القضية الأساسية، وهى العدوان الإسرائيلى الهمجى على غزة.

aabdelsalam65@gmail.com

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية