تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
أعداء مجدى يعقوب!
فى 7 فبراير الماضى، ألقيت الضوء على كتاب جديد بالإنجليزية عن الدكتور مجدى يعقوب من تأليف سيمون بيرسن وفيونا جورمان، وتمنيت ترجمته للعربية. النسخة العربية صدرت قبل أيام عن الدار المصرية اللبنانية، بعنوان: «مذكرات مجدى يعقوب.. جراح خارج السرب». وجاءت الترجمة للأستاذ أحمد شافعى بمستوى يليق بالطبيب العالمى الكبير.
لم يكن طريقه مفروشا بالورد مطلقا. مثل الرواد الكبار تعرض لحروب شرسة، لا يتذكرها كثيرون، لأنهم يهتمون بالإشادة فقط متغافلين أن العظماء لم يصبحوا كذلك إلا لأنهم خالفوا السائد وحاولوا تغيير العالم. كان أعداء الدكتور مجدى يقفون له بالمرصاد. فى وقت كانت عمليات القلب محفوفة بالمخاطر نهاية الستينيات، تقدم الصفوف وصمم على إنقاذ أرواح البشر. فشلت بعض عمليات أجراها، وهذا طبيعى، فى مجال بكر، إلا أن برلمانيين انتقدوه بشدة بل صدر قرار بإيقاف عمليات زرع القلب لمزيد من الأبحاث.
لم ييأس يعقوب. واصل طريقه. كان مؤمنا بنهج الفيلسوف كارل بوبر القائم على ضرورة التجربة لتفنيد فكرة، فإن لم يتسن إثبات خطئها، فهى صواب. يقارنه المؤلفان بعبدالناصر. كل منهما كان يريد تغيير العالم لكن بشكل مختلف. لدى كل منهما رؤية للعدالة الاجتماعية.
شعارات عبدالناصر للمساواة وحقوق الفقراء راقت ليعقوب المثالى، لكن اشتراكيته لم تنسجم مع سعيه للتميز. واصل يعقوب عملياته الرائدة. حقق نتائج فارقة لكن فشل بعضها أعطى بعض الساسة الفرصة لمهاجمته. وزير الصحة البريطانى كينث كلارك قال أول الثمانينيات عن يعقوب: «هذا الجراج المجنون يحاول أن يجرى عمليات زراعة قلب.. كيف يمكن أن نوقفه؟. أفضل سبيل إغلاق مستشفى هيرفيلد الذى يعمل فيه». تمر السنوات ويواصل الطبيب العظيم نضاله وتفوقه، فإذا بوزير صحة آخر هو ديفيد ميلور يرسل له عام 1989، رسالة يقول فيها: «عزيزى مجدى.. تلقيت بمزيد من السرور نبأ وصولك إلى عملية زراعة القلب رقم ألف. إنه إنجاز يستحق الفخر». عام 1992، يحصل على لقب سير. أفضل وأطرف وصف له ما قاله الكوميدى البريطانى إريك موركام: «إنه عمر الشريف بمبضع جراح. لقد أنقذ حياتى».
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية