تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
إسرائيل.. من يقود القطار؟!
مثل الحرباء التى تغير لونها طبقا للظروف المحيطة، يفعل نيتانياهو ذلك على مدى سنوات طويلة لكن قدراته الانتهازية والبراجماتية تضاءلت وأصبحت لا تنطلى على أحد. قبيل بدء جلسة الاستماع الأولى لقضية الإبادة الجماعية التى رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل، أمام محكمة العدل الدولية، صرح بأن إسرائيل ليست لديها نية لترحيل الفلسطينيين ولا احتلال غزة بشكل دائم. هذا المتلون ينسى أنه أكد مرارا بقاء جيش الاحتلال فى غزة، والعمل على ترحيل طوعى لأبنائها إلى الخارج. وقد فضحه العضو البارز فى الليكود دانى دانون عندما قال إن نيتانياهو أبلغه قبل أسبوعين بأنه يعمل على الترحيل، لكن المشكلة فى العثور على دول توافق على استقبال اللاجئين. المشكلة الأخطر ليست فى تلونه و«حربائيته» فقط بل فى خضوعه لابتزاز اليمين الدينى المتطرف للبقاء فى السلطة، وتجنب السجن بتهم الرشوة. مسئول أمريكى أبلغ موقع» بوليتيكو» أنه ليس من الواضح من يقود القطار فى إسرائيل. نيتانياهو محاصر بين أحزاب وسط لا تريد التحالف معه مطلقا، ويمين متطرف يفرض عليه شروطه للاستمرار بالحكومة. هو نفسه ألمح للأمريكيين قائلا «يداى مقيدتان. أنا موجود فى تحالف مع أحزاب أخرى. إنها الضرورات التى أواجهها». محاولات إرضاء المتطرفين سموتريتش وبن غفير تضعف قدرته على اتخاذ قرارات مهمة. أصبح أسيرا لديهما.
آرون ديفيد ميلر المفاوض الأمريكى السابق يصفه قائلا: «إنه يائس بشكل متزايد. اعتبر نفسه العلامة التجارية لإسرائيل، لكن هذه العلامة تضررت بشدة. إنه مثال رهيب لزعيم خلط بين بقائه السياسى ومصالح بلاده مما يدفعه لاتخاذ قرارات رهيبة». نيتانياهو فى مثل هذا الوضع يمثل خطورة شديدة على المنطقة والعالم. مستعد للوصول إلى درجة الجنون فى قراراته حتى يرضى من يحمونه من السقوط. لم تعد الغطرسة سمته الأساسية بل تراجع عن « طاووسيته» وتكبره، وأصبح كل ما يريده إطالة أمد الحرب كى يستمر فى السلطة ويؤجل المصير المحتوم. تصريحاته العلنية مختلفة تماما عما يقوم به أو يعتزم عمله. فى العلن يخاطب العالم، وفى السر يرضى حراسه الذين يمنعون سجنه.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية