تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

إسرائيل تضحى بالرهائن!

على مدى عشرات السنين، روجت إسرائيل لدعاية مضمونها أنها مستعدة لعمل المستحيل من أجل إنقاذ مواطنيها فى أى مكان بالعالم. ودائما ما تجرى الإشارة لعمليتى ميونيخ بألمانيا الغربية 1972 وعنتيبى بأوغندا 1976، اللتين تحركت فيهما إسرائيل لتصفية مسلحين فلسطينيين احتجزوا رهائن إسرائيليين، على أنهما نموذج لمدى تقديس إسرائيل لحياة مواطنيها. فى العدوان الحالى على غزة، تلاشت هذه الأسطورة بل جرى دفنها.

 

الجيش الإسرائيلى اعترف الجمعة الماضية بقتل 3 رهائن، لكن هذا القتل، وإن كان بطريق الخطأ، يثبت أن حياة الرهائن لم تعد أولوية قصوى، كما يدعى القادة الإسرائيليون. نيتانياهو ليس معنيا بالمسألة. كل ما يهمه تدمير حماس. أفشل عدة مرات محاولات استئناف الهدنة الإنسانية حتى يمكن التفاوض على إطلاق سراح رهائن معتقدا أن ذلك سيتم من خلال القوة. نيتانياهو الفاشل يؤمن بأن استمرار العمليات وحده سيضمن خضوع حماس وتسليمها بشروط إسرائيل للإفراج عنهم، ولذلك منع رئيس الموساد دافيد بارنيا من السفر لقطر للتفاوض حول هدنة الأسبوع الماضى، لكنه اضطر مرغما للسماح له بالسفر بعد مقتل الرهائن.

غرور القوة والعنجهية تغلب على المنطق وليذهب الرهائن إلى الجحيم. نيتانياهو ليس وحده، هناك تيار متشدد فى السياسة والإعلام والمجتمع يؤمن بأن تدمير حماس أهم من إنقاذ الرهائن. وقد عبر عن هذا التيار، الباحث الإسرائيلى دافيد واينبرج فى مقال بصحيفة« جيروزاليم بوست» قال فيه:«كل شىء لابد أن يخضع للهدف الرئيسى، وهو اجتثاث حماس. المخاوف الإنسانية على الرهائن ينبغى وضعها جانبا. هذا يعنى استخدام القوة العسكرية الباردة والساحقة للقضاء على مقاتلى حماس فى كل زاوية ومدرسة ومسجد ومنشأة تابعة للأونروا. يجب ألا نربط أنفسنا بقواعد القانون الدولى الإنسانى غير العادية والفاحشة التى لا يتم تطبيقها إلا على إسرائيل. لا يجب الخضوع للضغوط الدولية لتوفير الوقود لغزة، لأن ذلك يعنى تغذية العدو».

العدوان على غزة أظهر أسوأ ما فى المجتمع الإسرائيلى. الدعايات الكاذبة سقطت. نحن أمام ثور هائج لا يعرف حدودا أخلاقية أو إنسانية. ما يهمه فقط التدمير والانتقام.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية