تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
أذكى من الذكاء الاصطناعى!
هل نحتاج تطبيقات الذكاء الاصطناعى كى نختلق قصة أو خبرا أو نميمة؟ كم الأخبار الكاذبة المنتشرة، والتى يصدقها كثيرون يؤكد أننا أذكى من هذه التطبيقات التى ركزنا على جانبها السلبى فقط، وهو القدرة على الاختلاق والتزييف.
لم نفكر كثيرا فى الثورة المعرفية والتكنولوجية التى أحدثتها وكيفية الاستفادة منها. كل همنا تضييق الخناق عليها. فى الواقع لسنا بحاجة إليها. لدينا قدرات استثنائية للاختلاق وتأليف قصص لم تحدث ونشرها على أوسع نطاق.
قبل أيام، انتشرت على السوشيال ميديا قصة عن أن المذيعة منى الشاذلى قالت للفنانة الكبيرة إنعام سالوسة، فى حوار تليفزيونى، كنت فاكرة حضرتك مسيحية؟ فردت عليها «وهل بعد ما عرفتى أنى مسلمة حبك ليا قل؟».. ليستمر الحوار « المكتوب» الذى أظهر مدى تحضر وحكمة الفنانة التى أفحمت المذيعة. تلقف كثيرون القصة وأشبعوا المذيعة هجوما وسخرية، لتخرج السيدة أنعام نافية إجراءها حوارا من الأساس مع المذيعة.
تعامل الذين جلدوا المذيعة مع الحوار على أنه حقيقى ولم يعطوا أنفسهم الفرصة كى يتثبتوا. لم يفكر أحد فى البحث عنه على اليوتيوب. نسى الزملاء الذين نشروا الحكاية على مواقعهم الاتصال بها، وربما لم يرغبوا.
إنه التحيز العمدى، كما يقول عالم النفس ستيفان ليفاندوفسكى بجامعة بريستول البريطانية. إذا سمع شخص خبرا يتمني حدوثه سيصدقه لأنه يتماشى مع آرائه. هذا التحيز يجعلنا بشكل لا إرادى نشعر بأنه ليس من الضرورى التحقق من الخبر، بل قد يصل الأمر للانزعاج من فكرة التحقق ذاتها.
إنه أيضا سلوك القطيع المتفشي بالسوشيال ميديا، والذى يجعلنا نتبع آراء وسلوكيات الآخرين بدلا من أن تكون لنا آراء خاصة. ربما أيضا تكون لنا مصلحة شخصية فى المشاركة فى ذيوع خبر نعلم أنه غير صحيح.
لسنا وحدنا الذين نفتقد ملكة الوعى والتمييز. جامعة ستانفورد أجرت قبل سنوات دراسة أكدت فيها أن ٨٠٪ من الناس لا يستطيعون إدراك الفرق بين المحتوى الممول والأخبار الحقيقية. نفس النسبة ليست لديها مشكلة فى استقاء الأخبار من مصادر مجهولة. شكرا سيدة إنعام. عذرا سيدة منى.
aabdelsalam65@gmail.com
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية