تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
إذا عطست أمريكا!
خلال الشهور الماضية، لم يجد الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى(البنك المركزى) وسيلة لمواجهة الارتفاع غير المسبوق للأسعار سوى زيادة أسعار الفائدة. نضبت أفكار مسئوليه إلا من هذا الحل. البنوك اضطرت لدفع معدلات فائدة أعلى بكثير من قدراتها للمودعين. بعضها أصيب بحالة ترنح وعدم قدرة على التصرف . وهذا ما حدث لبنك وادى السيليكون الجمعة الماضى، ومازال العالم يعيش على وقعه ويخمن: من التالى فى الانهيار؟
البنك الذى يتعامل مع أكثر من نصف شركات التكنولوجيا الأمريكية الناشئة واجه فجوة مالية فى موازنته. حاول معالجة أزمته لكنه فشل. أصيب المودعون بالذعر، فتدفقوا لسحب أموالهم. أعلن البنك إفلاسه. إنه سيناريو كلاسيكى حدث كثيرا، وسيحدث أكثر رغم اختلاف الأسباب فى كل مرة. الأزمة المالية العالمية 2008 بدأت بسوق العقارات الأمريكية. حاليا شركات التكنولوجيا هى البداية. السلطات الأمريكية حاولت التهدئة من خلال الاستحواذ على البنك وضمان أموال المودعين لأقل من ربع مليون دولار، وبالقول إن الإصلاحات التى تمت بعد 2008 ستحمى الصناعة المصرفية.
كلام إدارة بايدن قالته إدارة بوش الابن بعد انهيار بنك ليمان براذرز الشهير( سبتمبر 2008). يومها خرج مساعدو بوش لطمأنة الأمريكيين، ثم ماذا حدث؟. انهار 19 بنكا من أكبر البنوك بأمريكا التى دخلت والعالم أزمة لم تحدث منذ ثلاثينيات القرن العشرين. شركات التكنولوجيا أصبحت عصب اقتصاديات العالم، وأى أزمة تتعرض لها سيمتد أثرها لأرجاء المعمورة. أنصاف الآلهة فى الاحتياطى الفيدرالى يتصرفون دون مبالاة لمشاكل الآخرين خاصة فقراء العالم. كل ما يهمهم معالجة التضخم دون اهتمام بتأثير قراراتهم على بقية الدول. رفع أسعار الفائدة الأمريكية هوى بعملات دول كثيرة فى الأرض وأوقع ملايين الملايين تحت خط الفقر. ومع ذلك هم مستمرون باستخدام هذا السلاح الذى ثبت فشله مرارا وتكرارا.
أليس مثيرا للانتباه والتأمل أن شرارة أزمة 2008 انطلقت من أمريكا، وأن انهيار» السيليكون فالى» الأمريكى ربما كان بداية لأزمة جديدة. وقديما قالوا إذا عطست أمريكا، أصيب العالم بالزكام. الآن يمكن القول إذا تخبط «طبيب» الاقتصاد الأمريكى، سقط فقراء العالم جوعا.
aabdelsalam65@gmail.com
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية