تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
إثيوبيا.. ليهنأ العالم بآبى!
ما هو الصراع الأسوأ فى القرن الـ21؟ ربما يتبادر إلى ذهنك العدوان الهمجى الإسرائيلى على غزة أو الحرب الأوكرانية الروسية، إلا أن أليكس دى وال المدير التنفيذى لمؤسسة السلام العالمى ومولوجيتا بيرهى الباحثة فى المؤسسة يجزمان بأنه الحرب الأهلية الكارثية فى إثيوبيا، التى انتهت قبل 18 شهرا وأودت بحياة نصف مليون جندى و360 ألف مدنى، ومازالت تداعياتها تلقى بظلال كئيبة على حاضر ومستقبل البلاد.
يقول الباحثان فى دراسة نشرتها «مجلة فورين أفيرز»: لم يتم استعادة السلام مطلقا. الحكومة تواجه تمردا من جانب جماعات ساعدتها فى إنهاء الحرب الأهلية بإقليم تيجراى نوفمبر 2022. هناك تمرد آخر فى منطقة أوروميا الأكبر والأكثر اكتظاظا بالسكان. 30 مليون نسمة، (ربع سكان البلاد)، معرضون للمجاعة خلال الشهور المقبلة. وكأن المشكلات الداخلية وحدها لا تكفى. رئيس الوزراء آبى أحمد يدس أنفه فى الدول المجاورة. أشعل توترات جديدة مع الصومال بعد اتفاقه مع حكومة أرض الصومال على استخدام أديس أبابا لأحد الموانى. الصومال رفضت بقوة الاتفاق الذى ينتهك سيادتها. آبى أيضا يتدخل فى الحرب الأهلية السودانية، بل قام بإشارات تهديدية ضد إريتريا التى دعمته لإنهاء الحرب الأهلية.
العالم، وخاصة الغرب وبعض قوى إقليمية، يتحمل المسئولية عن الجنون والتطرف الحاليين فى إثيوبيا. آبى تولى الحكم 2018 بآمال عريضة ووقع اتفاق سلام أنهى حربا مريرة مع إريتريا. حصل 2019 على نوبل للسلام التى لا يستحقها. وبعد أن ورث اقتصادا مستقرا ومتسارع النمو، أدخل البلاد أزمات داخلية وخارجية عديدة. حاول اللعب فى التركيبة السياسية للبلاد واعتدى على صلاحيات ممنوحة لبعض المناطق مما أشعل الحرب الأهلية ثم استدار على من دعموه وحاول تحييدهم أو افتراسهم. إثيوبيا الآن فى حالة يُرثى لها سياسيا واقتصاديا( تخلفت قبل شهور عن دفع ديونها). استئناف الحرب الأهلية مسألة وقت. تفجر الصراع مع دول أخرى وارد. المجاعة تخيم على البلاد. فليهنأ العالم بصنيعته.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية