تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

«فخ» الدولة الفلسطينية!

خلال الأيام القليلة الماضية، بدت الولايات المتحدة متحمسة لقيام دولة فلسطينية، لدرجة شعر معها كثيرون أن هناك شيئا ما غير مفهوم فى السلوك الأمريكى. إذ بينما تسمح إدارة بايدن لإسرائيل بالقتل والتدمير والتجويع والعقاب الجماعى لأهالى غزة، تتحدث عن مستقبل مشرق للفلسطينيين قائم على دولة تحقق طموحاتهم وتستعيد حقوقهم. ماذا يحدث بالضبط؟

 

الرؤية الأمريكية كالتالى: «سيدعم الزعماء العرب التكامل الإقليمى، بما فى ذلك التطبيع مع إسرائيل، مقابل إنهاء حرب غزة وقبول إسرائيل مسارا واضحا للحصول على الحقوق السياسية الفلسطينية ودولة فلسطينية موحدة تضم الضفة الغربية وغزة». الدولة الفلسطينية إذن ليست أمرا محتما. إنها مشروطة بالتطبيع مع إسرائيل واعتبارها جزءا من المنظومة السياسية للمنطقة. التكامل الإقليمى يعنى ضمن ما يعنى، عزل إيران عن هذه المنظومة. ولأن العرب تعرضوا للدغ الإسرائيلى المتكرر، فإن الدولة الفلسطينية قد لا تتحقق على أرض الواقع. نيتانياهو وافق 2009 على دولة فلسطينية بشروط، لكنه حارب بكل وسيلة لإفشال الفكرة. قبله، وفى التسعينيات، كان وعد قيام الدولة الفلسطينية ملء السمع والبصر، ولم يتحقق شىء. حديث الدولة وليس الدولة ذاتها مجرد مبرر للضغط على العرب للتطبيع وإحياء الاتفاقات الإبراهيمية مجددا. لقد كانت الآمال كبارا قبيل هجمات حماس على إسرائيل 7 أكتوبر الماضى، بأن التطبيع سيتم استكماله خلال أسابيع وليس شهورا لتأتى الحرب الإسرائيلية وتوقف العملية مؤقتا. وهذا أحد أسباب الموقف الأمريكى المنحاز لإسرائيل والراغب فى سحق حماس، لأنها أفشلت خطط التطبيع الأمريكية والإسرائيلية. ثم إن نيتانياهو يتحدث عن سيطرة إسرائيلية على الأراضى الواقعة غرب نهر الأردن، أى كامل فلسطين التاريخية، فماذا سيتبقى للدولة الموعودة؟ أخشى أن التصريحات الأمريكية المتكررة حول الدولة الفلسطينية للاستهلاك الدولى والعربى تحديدا، لاستعادة مصداقية واشنطن التى تلاشت لدى غالبية العرب بعد موقفها من العدوان. الوعود مقابل التطبيع آن لها أن تتوقف، وأن تكون المعادلة الجديدة خطوة مقابل خطوة، أى أن يتم التطبيع مع قيام الدولة على الأرض وليس على الورق. استعجال العودة للتطبيع سوف يكون طعنة لكل تضحيات الفلسطينيين ومكافأة للعدوان.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية