تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

«بى بى سى» بالجُرم المشهود!

«فى حين يتم توثيق الضحايا الإسرائيليين باعتبارهم أشخاصا محبوبين، يتم اقتلاع الفلسطينيين من جذورهم.. حتى فى الموت. لا يوصفون بأنهم أمهات أو آباء أو أبناء.. إنهم مجرد جثث هامدة. لا يتم ذكر أسماء الضحايا الفلسطينيين على عكس الإسرائيليين. كل أشكال التجريد من الإنسانية التى غالبا ما تكون موجودة فى لغة الصحافة استخدمتها هيئة الإذاعة البريطانية، حسب دراسة حديثة لتغطياتها للعدوان على غزة.

 

الدراسة العلمية اعتمدت على 600 مقال و4 آلاف منشور على موقع الهيئة خلال الفترة من 7 أكتوبر حتى 2 ديسمبر الماضيين، وركزت على كيفية التعامل مع الوفيات الفلسطينية والإسرائيلية. يتم استخدام فعل مات مع الضحية الفلسطينية، وكأنه مات على سريره، أما مع الضحية الإسرائيلى فيجرى استخدام فعل قُتل، أى أن هناك قاتلا هو الفلسطينى، وكذلك تأكيد أن إسرائيل ترفض أى مقارنة بين قتل حماس لمدنييها والطريقة التى مات بها الفلسطينيون فى غاراتها.

فى ثنايا المقالات والأخبار جرى ذكر لفظى أم وجدة 51 مرة فيما يتعلق بالإسرائيليين مقابل 32 للفلسطينيين، مع ملاحظة الفرق الشاسع فى عدد الضحايا، كما جرى ذكر ابنة أو حفيدة إسرائيلية 35 مرة مقابل 15 مرة للفلسطينيات، وأب أو جد 33 مرة للإسرائيليين مقابل 9 للفلسطينيين، وابن أو حفيد 25 مرة للإسرائيليين و11 للفلسطينيين، وتكرر لفظ مذبحة 20 مرة فيما يتعلق بالضحايا الإسرائيليين ومقابل لا شىء تماما للفلسطينيين.

إنها العنصرية والكراهية للعرب والمسلمين والتحيز المسبق. صحفى بريطانى وصف النتائج بأنها فضيحة وطنية بريطانية، قائلا إن النتائج تتحدث عن نفسها. «بى بى سى» تعامل الفلسطينيين باعتبار أن حياتهم أقل كثيرا من حياة الإسرائيليين. مع كل الحقائق الصادمة التى كشفتها الدراسة، فإنها ليست جديدة. إعلاميون وصحفيون فى المحطة البريطانية الأشهر نددوا بطريقة تناول العدوان على غزة والضغوط التى مارسها رؤساؤهم عليهم للسير فى طريق الانحياز ونبذ المهنية والمصداقية التى بنت عليها هيئة الإذاعة سمعتها. وللأسف هى ليست وحدها التى غادرت القيم الصحفية والإنسانية. غالبية الإعلام البريطانى والغربى يسير على نفس الدرب.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية