الانتخابات الإيطالية تصبح نقطة تحول، فائتلاف أقصى اليمين يفوز بالأغلبية بنحو ٤٤٪ من الأصوات، وجورجيا ميلونى زعيمة حركة فراتيلى دى إيطاليا تستعد لتشكيل الحكومة، فهى صاحبة الكتلة الأكبر، والحكومة الجديدة تخلف حكومة ماريو دراجى التى عصفت بها الأزمات.

والفاشيون الجدد واليمينيون المتشددون والقوميون يسيطرون على مجلسى النواب والشيوخ، ويسار الوسط (الحزب الديمقراطي) يكتفى بدور المعارضة، وتحالف اليسار والخضر يتراجع، وحركة خمس نجوم الشعبوية ترفع تمثيلها بحصولها على ١٥٪ من الأصوات.

وفوز أقصى اليمين يحدث لأول مرة فى إيطاليا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، والسبب ارتفاع شعبية تحالف فراتيلى دى إيطاليا وحزبى الرابطة وفورتزا إيطاليا، وتشتت أحزاب اليسار والوسط، وتفكك التحالف الحاكم بسبب تداعيات الحرب فى أوكرانيا.

والنتيجة تدعم ارتباط اليمين الإيطالى باليمين الحاكم فى بولندا والمجر، وهو ما يهدد بانقسامات داخل الاتحاد الأوروبي، وبروكسل تراهن على إمكانية كبح جماح روما، فهى الأكثر مديونية فى منطقة اليورو، ويلزمها ٢٠٠ مليار يورو لإنعاش الاقتصاد.

وحكومة أقصى اليمين تنتظرها فور تشكيلها فى نوفمبر المقبل استحقاقات عاجلة، فالغضب الشعبى يتزايد لارتفاع تكاليف المعيشة، والتضخم وعجز الموازنة يتفاقم، وأزمة الديون (ثلاثة تريليونات يورو) تحتاج إلى معالجة، وكلها تحديات تهدد ثالث أكبر اقتصاد فى أوروبا بعدم الاستقرار.