تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
بيوت الموت.. قرارات الإزالة على الورق
على مدار السنوات الماضية، تحولت المنازل القديمة في القرى والمدن المصرية إلى قنابل موقوتة فوق رؤوس سكانها، تنهار فجأة لتخلف وراءها ضحايا أبرياء بين قتيل وجريح، رغم صدور قرارات إزالة لها منذ سنوات لكنها بقيت حبيسة الأدراج، لا تجد طريقها للتنفيذ.
ورغم خطورة الوضع، يتمسك بعض الأهالي بالبقاء في تلك المنازل المتهالكة، رافضين الخروج منها إما لضعف إمكانياتهم المادية، أو لغياب البديل الآمن، أو لارتباطهم بجذور ممتدة في تلك البيوت التي ورثوها عن الآباء والأجداد.. وبين تقاعس الأجهزة المحلية وتمسك السكان، تظل المأساة تتكرر بين الحين والآخر في مشهد يدمي القلوب.
ضحايا تحت الأنقاض.. والقرارات لا تنفذ
شهدت محافظات عدة انهيارات مأساوية، من بينها الزقازيق والإسكندرية وأسيوط، حيث لقي العشرات مصرعهم تحت أنقاض منازل قديمة، بعضها صادر له قرارات إزالة منذ سنوات، لكن لم تُنفذ لأسباب إدارية أو بسبب اعتراضات السكان. في كل مرة تُعاد المأساة بنفس التفاصيل: صراخ أطفال، أسر مشردة، ومبانٍ مجاورة تتصدع بفعل الانهيار.
المحليات في مرمى الاتهام
يُحمل خبراء ومسؤولون سابقون الوحدات المحلية المسؤولية الكبرى في تفاقم الأزمة، لعدم مراجعتها الدورية لحالة المنازل القديمة، وعدم تنفيذ قرارات الإزالة في حينها. فقرارات صدرت منذ أكثر من 10 سنوات لم يُنفذ منها سوى القليل، ما جعل آلاف المنازل الخطرة ما زالت مأهولة بالسكان حتى اليوم.
الأهالي بين مطرقة الفقر وسندان الخطر
"فين أروح؟"
سؤال يردده معظم سكان تلك المنازل عندما يُطلب منهم الإخلاء. كثير منهم لا يملك ثمن شراء أو استئجار مسكن جديد، وآخرون يخشون الابتعاد عن مصادر رزقهم أو ترك مناطقهم التي اعتادوا عليها.
هذه المعاناة الإنسانية تجعل بعض الأسر تُفضل المجازفة بالبقاء في منازل متهالكة على المبيت في الشارع.
الحلول الممكنة.. قبل فوات الأوان
مراجعة شاملة للمنازل القديمة: على المحليات تنفيذ حملات حصر دورية للمنازل القديمة، مع تصنيفها إلى آيلة للسقوط يجب هدمها فورًا، وأخرى يمكن ترميمها.
تنفيذ قرارات الإزالة بحسم ووضع جدول زمني مُلزم لإزالة المباني التي تُشكل خطرًا داهمًا على حياة ساكنيها.
الترميم بدل الهدم حيثما أمكن: المنازل القابلة للترميم يجب التدخل فيها هندسيًا للحفاظ عليها وتخفيف الأعباء على السكان.
توفير بدائل آمنة عبر الوحدات السكنية في مشروعات "سكن لكل المصريين" أو تخصيص شقق مؤقتة لحين انتهاء الترميم أو الإزالة.
+
مشاركة المجتمع المدني الجمعيات الأهلية يمكن أن تلعب دورًا في دعم الأسر الفقيرة وتغطية تكاليف الانتقال أو الترميم.
الخطر يطرق الأبواب
الزمن ليس في صالح سكان هذه المنازل، فكل يوم يمر قد يكون بداية مأساة جديدة. إنقاذ الأرواح يبدأ من تحرك عاجل وحاسم من المحليات، مع تعاون الأهالي وتوفير بدائل واقعية. فحياة البشر لا تحتمل الانتظار في أدراج القرارات، ولا يجوز أن تُترك حتى تتحول إلى نعي في عناوين الصحف.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية