تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الأهــــرام.. ذاگـــرة وطـــن

محطات مهمة فى حياة الأوطان، أحداثا كانت أو مواقف وقرارات أو تدشين كيانات وانطلاق مؤسسات، تتفرد بلادنا بحضارتها العريقة وأزمنتها المتعاقبة وعصورها المتنوعة على مدار التاريخ الممتد لآلاف السنين؛ بعلامات مضيئة فى شتى المجالات..

المصريون صناع حضارة قديما وحديثا، شعب متحضر أصيل وقوى علم الدنيا منذ فجر التاريخ كيف تبنى الدول وتصون مقدراتها وتحمى حدودها وتدير شئون حكمها، عظماء فى الطب وعباقرة فى الهندسة والفلك والزراعة والفنون وكافة مناحى الحياة وشئونها، وعلى مسار الأجداد تسير بلادنا تبنى وتشيد وتعيد أمجادا كانت قد اختفت وتوارت.

تبقى مصر غنية بصحافتها القومية العريقة، أحد أهم مفردات القوى الناعمة للدولة، منصات مهمة وأدوات رئيسية للتثقيف والتنوير ونشر الوعى، مؤسسات وطنية عملاقة تعى قدر الكلمة وأهميتها وخطورتها وتنظر بعين المسئولية للقضايا والأوضاع الراهنة محليا وإقليميا ودوليا، صحافة تدافع عن الدولة ومؤسساتها الوطنية وأولويات شعبها ومصالحه، صحافة تبث روح الأمل والتفاؤل فى مستقبل أفضل وتعلى من قدر إنجازات ضخمة تحققت بسواعد وعرق المصريين، صحافة لا تغفل التحديات ومكائد أهل الشر والأزمات العابرة للحدود وتتعامل مع الأحداث بموضوعية واحترافية.

اليوم نتحدث عن «الأهرام»، قاطرة صحافة مصر القومية، نحتفل معا ونفخر بـ «الأهرام»، هذا الكيان الصحفى القومى العملاق، المؤسسة العريقة الكبرى التى ملأت الدنيا فكرا وتنويرا وإبداعا وثقافة، انطلاقة قبل 150 عاما، لصحيفة وطنية أخذت على عاتقها الأولوية للوطن واحترام المواطنين وتلبية احتياجات الجمهور والقراء، منبرا صحفيا ثريا يشبع رغبات المعرفة والفكر والثقافة والأدب والفنون.

قرن ونصف من الزمان على إصدار العدد الأول من الأهرام فى 5 أغسطس 1876، على يد الأخوين سليم وبشارة تقلا، تاريخ ممتد من النجاحات فى بلاط صاحبة الجلالة، لتكون الأهرام ذاكرة الوطن التاريخية، التى سجلت أحداثا مهمة فى تاريخ مصر، ومنبرا صحفيا متفردا فى رصده وتحليلاته ومعايشاته والتعامل مع القضايا والأحداث من منظور وطنى يراعى المصلحة القومية للبلاد وحق الجمهور فى المعرفة والمعلومة الحقيقية والموثوقة البعيدة عن أى إثارة أو متاجرة أو تلاعب بفكر أو مداعبة أحلام وبيع أوهام.

هذا التاريخ العريق لـ»الأهرام» انطلاقا من التأسيس وحتى اليوم، مر عبر مراحل ثرية ومتنوعة على أيدى كتاب كبار وعظماء، أسهموا بقوة فى بناء مدرسة الأهرام الصحفية العريقة والمتميزة، مدرسة النخبة التى خرجت أجيال من «الأهراميين»، عمالقة فى الرأى والفكر والإبداع، وأعمدة فى الرصد والتحليل، لكل منهم إسهاماته الثرية، كتائب «أهرامية» شيوخا وشبابا حققت كثيرا من النجاحات وتركت بصمة واضحة سواء على مستوى المهنة داخل مصر فى مختلف المؤسسات والإصدارات أو خارج البلاد، نماذج مهنية لا تعرف للطموح حدودا ولا تتهاون فى أصول وأدبيات المهنة وقواعدها.

صحيفة قومية وعلى مدار تاريخها كانت لقضايا الوطن والمواطن الأولوية على صدر صفحاتها، منبر إعلامى مارس وأبناؤه دورا مهنيا فى التثقيف والتنوير والإخبار عبر فنون العمل الصحفى المتنوعة بمختلف أشكالها، «الأهرام» دائما كانت على العهد، فى طليعة المدافعين عن الوطن وقضاياه ومؤسساته ومصالحه، سد منيع فى وجه أهل الشر ودعاة الفتنة والأفكار المغلوطة، صحيفة وطنية عملاقة تواجه الشائعات وسموم المغرضين بالحقائق والمصادر الموثوقة، صحيفة تمارس دورها وفق الأصول المهنية وبما يحقق تطلعات المصريين ويخدم مصالح وطنهم.

عام بعد عام، وجيل وراء جيل، تطورت الأهرام بطريقة مذهلة شكلا وفى المضمون، من الأسبوعى إلى اليومى، ومن انطلاقة الإسكندرية إلى القاهرة عاصمة الإبداع، إلى عبور الحدود، لتكون واحدة من أعرق وأقدم صحف العالم، مؤسسة متكاملة متنوعة الإصدارات العامة والمتخصصة ومراكز بحثية ودراسات وجامعة متميزة.

تاريخ حافل بالنجاحات، ورغم التحديات التى تعصف بالصحافة العالمية؛ ستواصل «الأهرام» المسيرة بتكاتف جهود أبنائها والإخلاص فى العمل والبناء فى كل ركن من أركان المؤسسة وأصولها.. كل عام و«الأهرام» و«الأهراميون» بخير، ومزيد من التقدم والرقى والازدهار إن شاء الله، كل عام ومصر وشعبها الكريم بخير، وتحيا مصر.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية