لا شك أن صحيفة «الأهرام»  العريقة هى «دفتر الأحوال المصرية» منذ انطلاق العدد الأول لها فى 5 أغسطس 1876 على يد الأخوين سليم وبشارة تقلا، حيث نجحت على مدى سنوات عديدة وعمر طويل يمتد لما يقرب من 148 عامًا، فى رصد وتسجيل وقائع الحياة المصرية بحلوها ومرها.. بانتصاراتها وانكساراتها.

واستطاعت صحيفة «الأهرام» على مدى تلك السنوات الطويلة حجز مقعدها الدائم فى عقل وذهن ووجدان المواطن المصرى على مختلف المستويات الفكرية والثقافية المتعددة فى المجتمع، حيث تمكنت الصحيفة العريقة من رصد وتسجيل واقعى وحقيقى للواقع المصرى، بل الواقع العربى والعالمى أيضًا، وإن اختلفت المساحات والموضوعات والتفاصيل لكل ملف من الملفات أو خبر  من الأخبار أو مقال من المقالات، ولكن تجمع بينها قواسم مشتركة تتمثل فى المصداقية والدقة والحيادية التى  كانت ومازالت تحرص عليها «الأهرام» عامًا بعد عام، لا تتبدل ولا تتغير على مدى50 ألف عدد نحتفل بها من خلال هذا الإصدار الوثائقى المتميز الذى لا يرصد تاريخ الصحيفة العريقة فحسب وإنما تاريخ مصر والعالم العربى.
 

أعتقد أن جريدة «الأهرام» التى  ولدت منذ سنوات طويلة وتمكنت من الاستمرار فى الصدور على الرغم من كل الصعاب التى  مرت بها على مدى قرن ونصف القرن تقريبًا تحولت إلى منبر للرأى والفكر ومنارة حقيقية للتنوير، وأصبحت الآن القاطرة الحقيقية للصحافة القومية فى مصر بفضل الدعم الكبير الذى تقدمه القيادة السياسية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى لرعاية الإعلام المصرى، واستمراره كقوة ناعمة تسهم فى تعزيز جهود الدولة فى جميع القطاعات.

من هنا، فإن احتفالنا بصدور العدد الـ 50 ألفًا من الصحيفة الأقدم والأعرق فى العالم العربى وواحدة من أقدم صحف العالم، يعطينا دفعة قوية لاستمرار العمل، وبذل المزيد من الجهد، لتحقيق نتائج أفضل لخدمة وطننا الحبيب.

كل التحية لفريق العمل داخل مؤسسة «الأهرام» العريقة، وكل الشكر والتقدير للقارئ الكريم على ثقته فى «الأهرام» التى  تعد ثقة فى الصحافة الوطنية والإعلام الوطنى المتميز، ليكون ذلك السند الحقيقى لاستمرارنا بالنهج والقوة نفسيهما خلال المرحلة المقبلة.