تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

‮«‬الشعب‭ ‬المُلهم‮»‬

انتهى‭ ‬اليوم‭ ‬الثالث‭ ‬والأخير‭ ‬للانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬وتركنا‭ ‬نمعن‭ ‬النظر‭ ‬والعقل‭ ‬فى‭ ‬قراءة‭ ‬المشهد‭ ‬الانتخابى‭ ‬المبهر‭.. ‬وحالة‭ ‬الإصرار‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬والنزول‭ ‬والخروج‭ ‬الكبير‭ ‬للمصريين‭ ‬وهو‭ ‬مشهد‭ ‬وبحق‭ ‬تاريخى‭ ‬فاق‭ ‬كل‭ ‬التوقعات‭ ‬خاصة‭ ‬ان‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬جاءت‭ ‬فى‭ ‬توقيت‭ ‬بالغ‭ ‬الدقة‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الأصعدة‭ ‬ومختلف‭ ‬المستويات‭.. ‬فى‭ ‬أتون‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العالمية‭ ‬على‭ ‬المصريين‭.. ‬لكنهم‭ ‬ألقوا‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬خلف‭ ‬ظهرهم‭.. ‬وانطلقوا‭ ‬إلى‭ ‬صناديق‭ ‬الاقتراع‭ ‬بمشاركة‭ ‬ايجابية‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭

.. ‬لم‭ ‬ينشغلوا‭ ‬بأى‭ ‬أمور‭ ‬أخري،‭ ‬لم‭ ‬يبالوا‭ ‬بأى‭ ‬شيء‭ ‬سوى‭ ‬التعبيرعن‭ ‬إرادتهم‭ ‬فى‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭.. ‬واختيار‭ ‬الرئيس‭ ‬القادر‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬وضمان‭ ‬بقائه‭ ‬ووجوده‭.. ‬فالمصريون‭ ‬ليس‭ ‬لديهم‭ ‬أى‭ ‬شيء‭ ‬أغلى‭ ‬من‭ ‬مصر‭.. ‬هى‭ ‬سترهم‭ ‬وغطاهم‭.. ‬هى‭ ‬ملاذهم‭ ‬وثروتهم‭.. ‬هى‭ ‬أرواحهم‭ ‬وحياتهم‭.. ‬هى‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬لديهم‭.. ‬فلا‭ ‬معنى‭ ‬لحياة‭ ‬بلا‭ ‬وطن‭.. ‬فقد‭ ‬استشعروا‭ ‬الخطر‭.. ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬صراعات‭ ‬دامية‭ ‬وأطماع‭ ‬ومؤامرات‭ ‬ومخططات‭ ‬شيطانية‭ ‬تستهدف‭ ‬سيادة‭ ‬وأمن‭ ‬وأراضى‭ ‬الوطن‭.. ‬اعتبروا‭ ‬ان‭ ‬صناديق‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬جبهة‭ ‬يحاربون‭ ‬عليها‭ ‬عدوهم‭ ‬أو‭ ‬قل‭ ‬أعداءهم‭.‬

قرر‭ ‬المصريون‭ ‬الخروج‭ ‬الكبير‭ ‬والتاريخى‭ ‬إلى‭ ‬صناديق‭ ‬الاقتراع‭ ‬بالانتخابات‭ ‬الرئاسية‭. ‬تأكيداً‭ ‬لاختيار‭ ‬قائد‭ ‬عظيم‭.. ‬اطمأنوا‭ ‬إليه‭.‬،‭. ‬ووجدوا‭ ‬فيه‭ ‬الصدق‭ ‬والعمل‭ ‬والإخلاص‭ ‬والشرف‭ ‬والانقاذ‭ ‬والبناء‭ ‬والتنمية‭.. ‬قادر‭ ‬على‭ ‬ضمان‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬وجوده‭ ‬فكل‭ ‬شيء‭ ‬يهون‭ ‬أمام‭ ‬مصر‭.‬

رغم‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمات‭ ‬العالمية‭ ‬وتأثيرها‭ ‬على‭ ‬المصريين‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الجميع‭ ‬وقف‭ ‬مشدوهاً‭ ‬منبهراً‭ ‬أمام‭ ‬توافد‭ ‬المصريين‭ ‬بالملايين‭ ‬على‭ ‬اللجان‭ ‬الانتخابية‭.. ‬المرأة‭ ‬والشباب‭ ‬وكبار‭ ‬السن‭ ‬والرجال‭ ‬وعلماء‭ ‬ومثقفون‭ ‬وعمال‭ ‬وموظفون‭ ‬وربات‭ ‬منزل‭ ‬وعاملات‭ ‬وفنانون‭ ‬وأئمة‭ ‬وقساوسة‭.. ‬هذه‭ ‬هى‭ ‬مصر‭ ‬يا‭ ‬سادة‭.. ‬خارج‭ ‬التوقعات‭.. ‬وصدق‭ ‬الإعلام‭ ‬الدولى‭ ‬عندما‭ ‬قال‭ ‬فى‭ ‬تقاريره‭ ‬عن‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬فى‭ ‬مصر‭: ‬ان‭ ‬الإقبال‭ ‬فاق‭ ‬كل‭ ‬التوقعات‭.. ‬يا‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬شعب‭ ‬عظيم‭.. ‬يصنع‭ ‬الفارق‭.. ‬ويكتب‭ ‬التاريخ.‬

لك‭ ‬ان‭ ‬تتخيل‭ ‬حجم‭ ‬الضخ‭ ‬الإعلامى‭ ‬المعادى‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الثانية‭ ‬كذباً‭ ‬وتشويهاً‭ ‬وتشكيكاً‭ ‬وتحريضاً‭ ‬إلا‭ ‬ان‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يزحزح‭ ‬موقف‭ ‬المصريين‭ ‬قيد‭ ‬أنملة‭.. ‬ولم‭ ‬ينل‭ ‬من‭ ‬وعيهم‭ ‬أو‭ ‬يهزم‭ ‬إرادتهم‭.. ‬هزيمة‭ ‬نكراء‭ ‬تلقاها‭ ‬العملاء‭ ‬والمرتزقة‭.. ‬وضربات‭ ‬قاصمة‭ ‬لقوى‭ ‬الشر‭ ‬ودحر‭ ‬المؤامرات‭ ‬وحملات‭ ‬وأحاديث‭ ‬الإفك‭.‬
مليارات‭ ‬وملايين‭ ‬أنفقت‭ ‬وخلايا‭ ‬ولجان‭ ‬إلكترونية‭ ‬تفرغت‭ ‬لإحباط‭ ‬المصريين‭ ‬وابعادهم‭ ‬عن‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬الانتخابات‭.. ‬وأجهزة‭ ‬مخابرات‭ ‬معادية‭ ‬واصلت‭ ‬الليل‭ ‬بالنهار‭.. ‬كذباً‭ ‬وتلفيقاً‭ ‬بالتشويه‭ ‬والتشكيك‭ ‬والتزييف‭ ‬لأبواق‭ ‬ومنابر‭ ‬المرتزقة‭ ‬من‭ ‬الإخوان‭ ‬المأجورين‭.. ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬ذهب‭ ‬مع‭ ‬الريح‭.. ‬ألقاه‭ ‬المصريون‭ ‬فى‭ ‬القمامة‭ ‬لم‭ ‬يلتفتوا‭ ‬إليه‭ ‬ولم‭ ‬يعيروه‭ ‬بالاً‭ ‬أو‭ ‬اهتماماً‭ ‬ولن‭ ‬تجد‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬إلا‭ ‬إلقاء‭ ‬العملاء‭ ‬والمرتزقة‭ ‬من‭ ‬الإخوان‭ ‬المجرمين‭ ‬وأذنابهم‭ ‬فى‭ ‬البحر‭ ‬وطردهم‭ ‬من‭ ‬بلادهم‭ ‬بعد‭ ‬هذا‭ ‬الفشل‭ ‬الذريع‭ ‬وتحطيم‭ ‬حملات‭ ‬الأكاذيب‭ ‬المتواصلة‭ ‬على‭ ‬صخرة‭ ‬الوعى‭ ‬المصري‭.‬

ليس‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬المرجفين‭ ‬والمشككين‭ ‬والمتخاذلين‭ ‬ان‭ ‬يتحدث‭ ‬باسم‭ ‬شعب‭ ‬مصر‭ ‬العظيم‭.. ‬أو‭ ‬المزايدة‭ ‬على‭ ‬مواقفه‭ ‬أو‭ ‬التشكيك‭ ‬فى‭ ‬وعيه‭ ‬وفهمه‭.. ‬فهو‭ ‬دائماً‭ ‬يفاجئ‭ ‬الجميع‭ ‬بمواقفه‭ ‬وحضوره‭ ‬ووعيه‭ ‬واحتضانه‭ ‬لوطنه‭.. ‬واصطفافه‭ ‬حول‭ ‬قيادته‭ ‬كما‭ ‬يقولون‭.. ‬شعب‭ ‬عظيم‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬‮«‬كتالوج‮»‬‭.. ‬فلم‭ ‬تتوقع‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬والتآمر‭ ‬ان‭ ‬تنجو‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬مخطط‭ ‬شيطانى‭ ‬استهدف‭ ‬إسقاطها‭ ‬وتقسيمها‭ ‬لتحقيق‭ ‬أطماع‭ ‬المتآمرين‭.. ‬قالوا‭ ‬انها‭ ‬لن‭ ‬تقوم‭ ‬قبل‭ ‬500‭ ‬عام‭ ‬بعد‭ ‬وصول‭ ‬الإخوان‭ ‬المجرمين‭ ‬لحكمها‭.. ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬انتفض‭ ‬مثل‭ ‬المارد‭ ‬وقلب‭ ‬الطاولة‭ ‬فى‭ ‬وجه‭ ‬المؤامرة‭.. ‬وعبر‭ ‬بمصر‭ ‬إلى‭ ‬بر‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والاستقرار‭ ‬والبناء‭ ‬والتنمية‭.. ‬لم‭ ‬تتوقع‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬أن‭ ‬تنجح‭ ‬ثورة‭ ‬30‭ ‬يونيو‭ ‬العظيمة‭ ‬فى‭ ‬انقاذ‭ ‬مصر‭ ‬وضرب‭ ‬كل‭ ‬مخططات‭ ‬التقسيم‭ ‬والاستقطاع‭ ‬والتفكيك‭ ‬والإسقاط‭ ‬والاضعاف‭.‬

قرر‭ ‬الشعب‭ ‬النزول‭ ‬دون‭ ‬ان‭ ‬يفكر‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬شيء‭ ‬سوى‭ ‬حماية‭ ‬وطنه‭.. ‬واختيار‭ ‬قيادته‭ ‬القادرة‭ ‬بحكمة‭ ‬وشموخ‭ ‬على‭ ‬العبور‭ ‬بمصر‭ ‬إلى‭ ‬بر‭ ‬الأمان‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬يستهدفها‭ ‬من‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬التى‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬فرض‭ ‬واقع‭ ‬يتنافى‭ ‬مع‭ ‬أمنها‭ ‬القومي‭.. ‬يحاصروننا‭ ‬بالأزمات‭ ‬والصراعات‭ ‬والفوضى‭ ‬والحرائق‭ ‬فى‭ ‬الجنوب‭ ‬والغرب‭ ‬والشرق‭ ‬والبر‭ ‬والبحر‭.. ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬جيشاً‭ ‬من‭ ‬105‭ ‬ملايين‭ ‬جاهزون‭ ‬لفرض‭ ‬الإرادة‭ ‬المصرية‭ ‬والاصطفاف‭ ‬خلف‭ ‬قيادة‭ ‬وطنية‭ ‬شريفة‭ ‬مخلصة‭.. ‬

لذلك‭ ‬أقول‭ ‬ان‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬وما‭ ‬ستسفر‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬نتائج‭ ‬هى‭ ‬تفويض‭ ‬تاريخى‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭.. ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬صاحب‭ ‬القرار‭ ‬والإرادة‭ ‬لمجابهة‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬والمؤامرات‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬مصر‭.. ‬وأمنها‭ ‬القومى‭ ‬واستكمال‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والمشروع‭ ‬الوطنى‭ ‬لتحقيق‭ ‬التقدم‭.‬

نتيجة‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬التى‭ ‬انتهت‭ ‬بالأمس‭ ‬ستفرز‭ ‬رئيس‭ ‬استثنائى‭ ‬يحظى‭ ‬بدعم‭ ‬وتأييد‭ ‬شعبى‭ ‬منقطع‭ ‬النظير‭.. ‬وتفويض‭ ‬تاريخى‭ ‬موقع‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬ملايين‭ ‬المصريين‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تأمين‭ ‬وحماية‭ ‬مصر‭ ‬وأمنها‭ ‬القومى‭ ‬والعبور‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬بر‭ ‬الأمان‭.‬

المصريون‭ ‬ذهبوا‭ ‬إلى‭ ‬الانتخابات‭ ‬فى‭ ‬مشاهد‭ ‬ولوحات‭ ‬أبرز‭ ‬ملامحها‭ ‬أننا‭ ‬نستشعر‭ ‬أنهم‭ ‬أسرة‭ ‬واحدة‭.. ‬كل‭ ‬بيت‭ ‬وأسرة‭ ‬وعائلة‭.. ‬ذهبت‭ ‬طواعية‭ ‬للإدلاء‭ ‬بأصواتها‭.. ‬اختارت‭ ‬الوطن‭ ‬والبناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬وحمايتها‭.. ‬عندما‭ ‬ترى‭ ‬هذه‭ ‬اللوحات‭ ‬المبهرة‭ ‬لحشود‭ ‬المصريين‭ ‬تدرك‭ ‬تماماً‭ ‬أنك‭ ‬أمام‭ ‬شعب‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد‭.. ‬وهذا‭ ‬سر‭ ‬أسرار‭ ‬العبور‭ ‬والتفوق‭ ‬والقوة‭ ‬والقدرة‭ ‬وأهم‭ ‬أسلحة‭ ‬المواجهة‭.‬

قوى‭ ‬الشر‭ ‬والمؤامرة‭ ‬والعداء‭ ‬لمصر‭ ‬راهنت‭ ‬بالباطل‭ ‬وعدم‭ ‬قراءة‭ ‬مفاتيح‭ ‬ومضمون‭ ‬وتاريخ‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭.. ‬ان‭ ‬المصريين‭ ‬سوف‭ ‬يعزفون‭ ‬عن‭ ‬المشاركة‭.. ‬وإذا‭ ‬بهم‭ ‬يفاجئون‭ ‬العالم‭ ‬ويبهرون‭ ‬الدنيا‭ ‬بموجات‭ ‬وحشود‭ ‬ونزول‭ ‬بالملايين‭ ‬للمشاركة‭ ‬فى‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬وتشير‭ ‬الأرقام‭ ‬المبدئية‭ ‬إلى‭ ‬أننا‭ ‬أمام‭ ‬حدث‭ ‬تاريخي‭.. ‬انتخابات‭ ‬رئاسية‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬حضوراً‭ ‬ومشاركة‭ ‬وتنظيماً‭ ‬وتحضراً‭ ‬وإرادة‭ ‬واستثنائية‭.. ‬نرصدها‭ ‬فى‭ ‬عيون‭ ‬وأحاديث‭ ‬المصريين‭.. ‬تحملوا‭ ‬الوقوف‭ ‬فى‭ ‬طوابير‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الهدف‭ ‬هو‭ ‬التصويت‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مصر‭.. ‬

مشاهد‭ ‬اللجان‭ ‬الانتخابية‭ ‬يكسوها‭ ‬علم‭ ‬مصر‭.. ‬وروعة‭ ‬المعاملة‭ ‬من‭ ‬الجميع‭ ‬والترحيب‭ ‬لبعضنا‭ ‬البعض‭.. ‬وكأننا‭ ‬نزف‭ ‬التهانى‭ ‬فى‭ ‬عيد‭ ‬من‭ ‬الأعياد‭.. ‬فلم‭ ‬يكن‭ ‬مجرد‭ ‬استحقاق‭ ‬انتخابى‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬تظاهرة‭ ‬بالملايين‭ ‬فى‭ ‬حب‭ ‬مصر‭.. ‬ولأننا‭ ‬شعب‭ ‬ذكى‭ ‬أصيل‭ ‬احتشد‭ ‬ليرد‭ ‬الجميل‭ ‬لمن‭ ‬لم‭ ‬يدر‭ ‬ظهره‭ ‬يوماً‭ ‬لوطنه‭ ‬ولبى‭ ‬النداء‭ ‬وجمع‭ ‬بين‭ ‬الانقاذ‭ ‬والإنجاز‭.‬

المصريون‭ ‬فى‭ ‬انتظار‭ ‬المستقبل‭ ‬الواعد‭.. ‬وجنى‭ ‬الثمار‭ ‬والاطمئنان‭ ‬على‭ ‬الوطن‭.. ‬مع‭ ‬قيادة‭ ‬وطنية‭ ‬حكيمة‭ ‬استعدت‭ ‬جيداً‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬يواجه‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬وتهديدات‭ ‬ومؤامرات‭ ‬وشيدت‭ ‬قلاع‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭.‬
الحقيقة‭ ‬ان‭ ‬الجميع‭ ‬شركاء‭ ‬فى‭ ‬رسم‭ ‬هذه‭ ‬الصورة‭ ‬المشرفة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬3‭ ‬أيام‭ ‬أغلبية‭ ‬شريفة‭ ‬ومعارضة‭ ‬وطنية‭ ‬وشباب‭ ‬واعٍ‭ ‬وامرأة‭ ‬هى‭ ‬حصن‭ ‬الحاضر‭ ‬والمستقبل‭ ‬وكبار‭ ‬فى‭ ‬السن‭.. ‬حب‭ ‬الوطن‭ ‬يجرى‭ ‬فى‭ ‬عروقهم‭.. ‬لذلك‭ ‬كنا‭ ‬جميعاً‭ ‬نحن‭ ‬المصريين‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬أيام‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬استعراض‭ ‬للقوة‭ ‬والإرادة‭ ‬المصرية‭.. ‬نبعث‭ ‬برسالة‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭.. ‬ولقوى‭ ‬الشر‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭.. ‬مصر‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬تركع‭ ‬إلا‭ ‬لله‭.. ‬ولن‭ ‬تستطيع‭ ‬أى‭ ‬قوة‭ ‬ابتزازها‭ ‬أو‭ ‬مساومتها‭ ‬على‭ ‬خطوطها‭ ‬الحمراء‭.. ‬ولن‭ ‬تخضع‭ ‬لضغوط‭ ‬أو‭ ‬إملاءات‭ ‬فهناك‭ ‬شعب‭ ‬عظيم‭ ‬يقف‭ ‬خلف‭ ‬قيادته‭ ‬ويصطف‭ ‬حول‭ ‬وطنه‭ ‬فهل‭ ‬هناك‭ ‬قوة‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬وهل‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يعترينا‭ ‬الخوف‭.. ‬اصطفاف‭ ‬واجماع‭ ‬وحكمة‭ ‬وقوة‭ ‬وقدرة‭.‬

النزول‭ ‬والاحتشاد‭ ‬بالملايين‭ ‬والخروج‭ ‬الكبير‭ ‬للمصريين‭ ‬إلى‭ ‬صناديق‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬هو‭ ‬إعلان‭ ‬حاسم‭ ‬وقاطع‭ ‬ان‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬لن‭ ‬يحدث‭.. ‬ولن‭ ‬يسمح‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬بتكراره‭.. ‬لن‭ ‬تفلح‭ ‬المؤامرات‭ ‬والمخططات‭ ‬فى‭ ‬استهداف‭ ‬الوطن‭.. ‬ولا‭ ‬تراجع‭ ‬عن‭ ‬استكمال‭ ‬مشروع‭ ‬مصر‭ ‬الوطنى‭ ‬للتقدم‭.. ‬ولا‭ ‬لعودة‭ ‬الفوضى‭ ‬والانفلات‭ ‬والضعف‭ ‬وغياب‭ ‬الرؤية‭ ‬والخوف‭ ‬والتردد‭ ‬والإرادة‭..

‬المصريون‭ ‬نزلوا‭ ‬للتمسك‭ ‬بالإنجاز‭ ‬والنجاح‭.. ‬أصروا‭ ‬على‭ ‬العلم‭ ‬والتنظيم‭ ‬والرؤية‭.. ‬قرروا‭ ‬ان‭ ‬يخوضوا‭ ‬المعركة‭ ‬لآخرها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تمكين‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬الشاملة‭ ‬والمؤثرة‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭.‬

تحية‭ ‬إلى‭ ‬شعب‭ ‬مصر‭ ‬العظيم‭ ‬مفتاح‭ ‬وركيزة‭ ‬وصمام‭ ‬الأمان‭ ‬لخلود‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭.. ‬وهو‭ ‬سر‭ ‬أمجاده‭ ‬وانتصاراته‭.‬

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية