تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > عبد الرازق توفيق > ‮"٣ ‬‭ ‬يوليو" ‬.. وعقيدة‭ ‬الشرف

‮"٣ ‬‭ ‬يوليو" ‬.. وعقيدة‭ ‬الشرف

‮٣‬‭ ‬يوليو،‭ ‬تاريخ‭ ‬فارق‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭.. ‬انتقال‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬التهديد‭ ‬إلى‭ ‬الإرادة‭ ‬والحسم‭.. ‬تجسيد‭ ‬حقيقى‭ ‬لعظمة‭ ‬المصريين‭ ‬وموقفهم‭ ‬عندما‭ ‬يستشعرون‭ ‬الخطر‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الوطن،‭ ‬اليوم‭ ‬تمر‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬بيان‭ ‬‮٣‬‭ ‬يوليو‭ ‬‮٣١٠٢‬‭.. ‬الذى‭ ‬عكس‭ ‬مطالب‭ ‬المصريين‭ ‬وإرادتهم‭ ‬التى‭ ‬خرجوا‭ ‬بالملايين‭ ‬من‭ ‬أجلها‭ ‬فى‭ ‬ثورة‭ ‬‮٠٣‬‭ ‬يونيو‭ ‬العظيمة‭.‬

‮«٣‬‭ ‬يوليو‮»‬،‭ ‬بالنسبة‭ ‬لى‭ ‬يعني،‭ ‬شهادة‭ ‬جديدة،‭ ‬ومجداً‭ ‬يضاف‭ ‬إلى‭ ‬سلسلة‭ ‬أمجاد‭ ‬قواتنا‭ ‬المسلحة‭ ‬الباسلة،‭ ‬جسد‭ ‬عقيدتها‭ ‬الشريفة‭ ‬والوطنية‭ ‬فى‭ ‬الانحياز‭ ‬لإرادة‭ ‬المصريين‭ ‬وإنقاذها،‭ ‬عندما‭ ‬قرر‭ ‬عزل‭ ‬نظام‭ ‬الإخوان‭ ‬الفاشى‭ ‬والإرهابى‭ ‬الذى‭ ‬دفع‭ ‬البلاد‭ ‬دفعاً‭ ‬إلى‭ ‬خطر‭ ‬الاقتتال‭ ‬الأهلي،‭ ‬وتقسيم‭ ‬المصريين‭ ‬إلى‭ ‬جماعات‭ ‬وشيع،‭ ‬وتآمر‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬ورفض‭ ‬الاستجابة‭ ‬لارادة‭ ‬المصريين‭ ‬ومطالبهم،‭ ‬وسعى‭ ‬لانتزاع‭ ‬هوية‭ ‬الوطن،‭ ‬وعمل‭ ‬ضد‭ ‬المصلحة‭ ‬الوطنية،‭ ‬وتحالف‭ ‬مع‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬والشيطان‭ ‬لإضعاف‭ ‬وإسقاط‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬المصرية،‭ ‬وفرض‭ ‬أجندات‭ ‬خارجية‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬العظيمة‭ ‬تابعاً‭ ‬ضعيفاً‭ ‬مستكيناً‭ ‬تحت‭ ‬عباءة‭ ‬الإخوان‭ ‬المجرمين‭ ‬تلك‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية‭ ‬التى‭ ‬سعت‭ ‬إلى‭ ‬اختطاف‭ ‬الوطن‭ ‬وتجريده‭ ‬من‭ ‬ثوابته‭ ‬وقيمه‭ ‬وهويته‭ ‬وعمقه‭ ‬الحضاري‭.‬

‮«٣‬‭ ‬يوليو‮»‬،‭ ‬يعنى‭ ‬بالنسبة‭ ‬لى‭ ‬شرف‭ ‬المؤسسة‭ ‬العسكرية‭ ‬العظيمة،‭ ‬بيت‭ ‬الوطنية‭ ‬المصرية،‭ ‬الحصن‭ ‬والدرع‭ ‬والسند،‭ ‬جيش‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬نسيجه‭ ‬الوطنى‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يرون‭ ‬سوى‭ ‬المصلحة‭ ‬الوطنية،‭ ‬والمصالح‭ ‬العليا‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن،‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬وحدته‭ ‬وأمنه‭ ‬وسلامة‭ ‬أراضيه،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬ثوابته،‭ ‬وقيمه‭ ‬وحدوده،‭ ‬وحقوقه،‭ ‬والحيلولة‭ ‬دون‭ ‬بث‭ ‬الفتنة‭ ‬بين‭ ‬أبنائه،‭ ‬والتصدى‭ ‬بشجاعة‭ ‬وجسارة‭ ‬وبطولة‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬يهدد‭ ‬وجوده‭ ‬وتساند‭ ‬وتدعم‭ ‬وتقف‭ ‬إلى‭ ‬جوار‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬الوطن،‭ ‬وتطلعات‭ ‬أبنائه‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬مقدراته‭.‬

‮٣‬‭ ‬يوليو‮‬‭.. ‬  كان‭ ‬ومازال‭ ‬وسوف‭ ‬يحيا‭ ‬بوجدان‭ ‬المصريين،‭ ‬وتاريخ‭ ‬هذا‭ ‬الوطن،‭ ‬عملاً‭ ‬وطنياً‭ ‬وتاريخياً‭ ‬فذاً،‭ ‬تجسيداً‭ ‬لإنقاذ‭ ‬مصر‭ ‬وشعبها‭ ‬من‭ ‬الوقوع‭ ‬فى‭ ‬براثن‭ ‬جماعة‭ ‬إرهابية،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الوطن‭ ‬أو‭ ‬الوطنية‭ ‬مكوناً‭ ‬فى‭ ‬عقيدتها‭ ‬الخبيثة‭ ‬والشيطانية،‭ ‬ورفضاً‭ ‬لمبدأ‭ ‬إخوانى‭ ‬إجرامي،‭ ‬‮«‬يا‭ ‬نحكمكم‭ ‬يا‭ ‬نقتلكم‮»‬،‭ ‬ورفضاً‭ ‬قاطعاً‭ ‬لتهديد‭ ‬المصريين‭ ‬وإفزاعهم‭ ‬وإرهابهم،‭ ‬والتصدى‭ ‬لكل‭ ‬محاولات‭ ‬التنكيل‭ ‬أو‭ ‬المساس‭ ‬بهم،‭ ‬أو‭ ‬تهديد‭ ‬حياتهم‭ ‬وأرواحهم‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬موقف‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الذى‭ ‬حمى‭ ‬إرادة‭ ‬المصريين‭ ‬سجله‭ ‬التاريخ‭ ‬بحروف‭ ‬من‭ ‬نور‭ ‬وهو‭ ‬امتداد‭ ‬عظيم‭ ‬لمواقفها‭ ‬وثوابتها‭ ‬الشريفة‭ ‬فى‭ ‬إعلاء‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن‭ ‬والشعب‭.‬

‮٣‬‭ ‬يوليو،‭ ‬هو‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬أعظم‭ ‬أيام‭ ‬الوطن‭ ‬وإعلان‭ ‬لنظام‭ ‬وطنى‭ ‬يرعى‭ ‬مصالح‭ ‬مصر‭ ‬وشعبها‭ ‬وتغيير‭ ‬جذرى‭ ‬فى‭ ‬مسيرة‭ ‬الوطن‭ ‬نحو‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والبناء،‭ ‬والتنمية،‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬التهديدات‭ ‬والأزمات،‭ ‬وتمكين‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬من‭ ‬امتلاك‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة،‭ ‬وأن‭ ‬مصر‭ ‬لأهلها‭ ‬وشعبها‭ ‬وليس‭ ‬لفئة،‭ ‬أو‭ ‬جماعة،‭ ‬أو‭ ‬فصيل‭.‬

المشهد‭ ‬فى‭ ‬‮٣‬‭ ‬يوليو،‭ ‬يكشف‭ ‬بوضوح‭ ‬حالة‭ ‬الاصطفاف‭ ‬لجميع‭ ‬مكونات‭ ‬الأمة‭ ‬المصرية،‭ ‬وتجسيداً‭ ‬حقيقياً‭ ‬لتاريخها‭ ‬وميراثها‭ ‬وعمقها‭ ‬الحضاري‭.. ‬حيث‭ ‬وقف‭ ‬قائد‭ ‬عظيم‭ ‬واستثنائى‭ ‬امتلك‭ ‬شرفاً‭ ‬ووطنية‭ ‬بلا‭ ‬حدود،‭ ‬وشجاعة‭ ‬وجسارة‭ ‬منقطعة‭ ‬النظير،‭ ‬لم‭ ‬ير‭ ‬سوى‭ ‬مصلحة‭ ‬مصر‭ ‬وشعبها،‭ ‬لم‭ ‬ترهبه‭ ‬تهديدات‭ ‬ولم‭ ‬يخش‭ ‬إلا‭ ‬الله‭ ‬ولم‭ ‬يسع‭ ‬إلا‭ ‬لمصلحة‭ ‬الوطن‭ ‬والشعب،‭ ‬وقف‭ ‬فى‭ ‬شموخ‭ ‬مصر‭ ‬ليعلن‭ ‬إنفاذ‭ ‬إرادة‭ ‬المصريين‭.‬

الفريق‭ ‬أول‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬القائد‭ ‬العام‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬آنذاك‭ ‬وفى‭ ‬لحظة‭ ‬إعلان‭ ‬بيان‭ ‬‮٣‬‭ ‬يوليو،‭ ‬جسد‭ ‬بكل‭ ‬صدق‭ ‬وواقعية‭ ‬وشرف‭ ‬عقيدة‭ ‬الجيش‭ ‬المصرى‭ ‬العظيم‭ ‬فى‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الوطن،‭ ‬والتصدى‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬يهدد‭ ‬أمنه‭ ‬ووحدته‭ ‬ومستقبله‭ ‬ووجوده،‭ ‬وقد‭ ‬حاول‭ ‬مراراً‭ ‬وتكراراً‭ ‬وبكل‭ ‬صدق‭ ‬وشرف‭ ‬إيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬وإرساء‭ ‬السلام‭ ‬المجتمعي،‭ ‬وقدم‭ ‬النصح‭ ‬والنصيحة‭ ‬المخلصة‭ ‬للرئيس‭ ‬المعزول‭ ‬محمد‭ ‬مرسى‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬اللحمة‭ ‬الوطنية،‭ ‬ورعاية‭ ‬مصالح‭ ‬المصريين‭ ‬جميعاً‭ ‬دون‭ ‬تمييز،‭ ‬وأن‭ ‬يدرك‭ ‬الرئيس‭ ‬المعزول‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمثل‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية،‭ ‬ولكنه‭ ‬رئيس‭ ‬لكل‭ ‬المصريين،‭ ‬ويعمل‭ ‬لرعاية‭ ‬مصالح‭ ‬الوطن،‭ ‬وحاول‭ ‬التقريب‭ ‬بين‭ ‬وجهات‭ ‬النظر،‭ ‬ودعا‭ ‬الجميع‭ ‬للجلوس‭ ‬على‭ ‬مائدة‭ ‬وطنية‭ ‬واحدة،‭ ‬لكن‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية‭ ‬لم‭ ‬تسمع‭ ‬لصوت‭ ‬العقل‭ ‬والشرف‭ ‬والإخلاص‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬الوطن،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬جل‭ ‬اهتمامها‭ ‬هو‭ ‬التمكين‭ ‬والتكويش‭ ‬والسيطرة‭ ‬على‭ ‬مفاصل‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭.. ‬وتنفيذ‭ ‬مخطط‭ ‬الأخونة،‭ ‬ونزع‭ ‬هوية‭ ‬الوطن،‭ ‬واستبدالها‭ ‬بثقافات‭ ‬غريبة‭ ‬لم‭ ‬تعرفها‭ ‬مصر،‭ ‬وباتت‭ ‬تهدد‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬وسلامة‭ ‬الوطن‭.‬

الفريق‭ ‬أول‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي،‭ ‬فى‭ ‬بيان‭ ‬‮«٣‬‭ ‬يوليو‮»‬‭ ‬ضرب‭ ‬أروع‭ ‬وأعظم‭ ‬الأمثلة‭ ‬للقائد‭ ‬الوطنى‭ ‬الجسور‭ ‬الشريف،‭ ‬ابن‭ ‬أشرف‭ ‬مؤسسة‭ ‬وطنية،‭ ‬وكان‭ ‬نموذجاً‭ ‬للتضحية‭ ‬والإيثار‭ ‬وإعلاء‭ ‬المصلحة‭ ‬الوطنية‭ ‬دون‭ ‬النظر‭ ‬لأى‭ ‬مصلحة‭ ‬شخصية‭ ‬أو‭ ‬مجرد‭ ‬التفكير‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬حسابات‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬خوف‭ ‬أو‭ ‬تهديدات،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬مصر‭ ‬نصب‭ ‬عينيه‭ ‬وملء‭ ‬فؤاده،‭ ‬وحماية‭ ‬شعبها‭ ‬هى‭ ‬الهدف‭ ‬والغاية،‭ ‬وإنفاذ‭ ‬إرادته‭ ‬هى‭ ‬المهمة‭ ‬الشريفة‭ ‬والوطنية‭ ‬لجيش‭ ‬مصر‭ ‬العظيم‭.‬

كان‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬عند‭ ‬اتخاذ‭ ‬قراره‭ ‬الانحياز‭ ‬لإرادة‭ ‬المصريين‭ ‬وإنفاذها‭ ‬يدرك‭ ‬العواقب‭ ‬جيداً،‭ ‬وسينفذه‭ ‬ضد‭ ‬أشرس‭ ‬وأقذر‭ ‬تنظيم‭ ‬إرهابى‭ ‬عرفه‭ ‬التاريخ،‭ ‬لكنه‭ ‬كان‭ ‬ومازال‭ ‬يدرك‭ ‬أن‭ ‬جيش‭ ‬مصر‭ ‬العظيم‭ ‬وأبطاله‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬أى‭ ‬تهديد‭ ‬وأنه‭ ‬سوف‭ ‬يتصدى‭ ‬بشجاعة‭ ‬كعادته‭ ‬لأى‭ ‬محاولات‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬المساس‭ ‬بأمن‭ ‬الوطن‭ ‬وسلامته،‭ ‬كان‭ ‬يدرك‭ ‬أن‭ ‬الإرهاب‭ ‬والإجرام،‭ ‬قادم‭ ‬لا‭ ‬محالة،‭ ‬وأن‭ ‬الوطن‭ ‬سيكون‭ ‬هدفاً‭ ‬لإجرام‭ ‬وإرهاب‭ ‬الإخوان،‭ ‬لكنه‭ ‬قرر‭ ‬أن‭ ‬يخوض‭ ‬معركة‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬مصر‭ ‬وشعبها‭ ‬بشجاعة‭ ‬وفداء‭ ‬وتضحيات،‭ ‬مؤمناً‭ ‬أن‭ ‬النصر‭ ‬محسوم‭ ‬لا‭ ‬محالة‭ ‬لمصر‭ ‬وشعبها‭ ‬وجيشها‭ ‬فى‭ ‬معركة‭ ‬البناء‭ ‬والوجود‭.‬

كانت‭ ‬قلوب‭ ‬وعقول‭ ‬المصريين،‭ ‬تنتظر‭ ‬بلهفة،‭ ‬وشغف،‭ ‬على‭ ‬أحر‭ ‬من‭ ‬الجمر،‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬المصريين‭ ‬فى‭ ‬الميادين‭ ‬والشوارع‭ ‬وأمام‭ ‬الشاشات‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد‭ ‬ينتظرون‭ ‬بيان‭ ‬الحسم‭ ‬والمصير،‭ ‬يتطلعون‭ ‬لموقف‭ ‬وقرار‭ ‬جيش‭ ‬مصر‭ ‬العظيم‭ ‬فى‭ ‬حماية‭ ‬وإنفاذ‭ ‬إرادتهم،

‭ ‬أتذكر‭ ‬أن‭ ‬بيان‭ ‬‮«٣‬‭ ‬يوليو‮»‬‭ ‬كان‭ ‬يصادف‭ ‬يوم‭ ‬الأربعاء،‭ ‬وكنت‭ ‬مكلفاً‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬بإصدار‭ ‬العدد‭ ‬الأسبوعي‭ ‬لجريدة‭ ‬الجمهورية،‭ ‬وجاء‭ ‬البيان‭ ‬فى‭ ‬المساء،‭ ‬وجميع‭ ‬الزملاء‭ ‬المتواجدين‭ ‬يقفون‭ ‬أمام‭ ‬التليفزيون،‭ ‬وعند‭ ‬سماع‭ ‬انتخابات‭ ‬رئاسية‭ ‬مبكرة،‭ ‬عمت‭ ‬الفرحة‭ ‬والتصفيق‭ ‬وقمت‭ ‬بالسجود‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬من‭ ‬فرط‭ ‬الفرحة،‭ ‬إنه‭ ‬يوم‭ ‬تاريخى‭ ‬ومصيرى‭ ‬وحاسم‭ ‬لمن‭ ‬شعروا‭ ‬خلال‭ ‬حكم‭ ‬الإخوان‭ ‬المجرمين‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬تختطف،‭ ‬وفى‭ ‬لحظة‭ ‬البيان‭ ‬أدرك‭ ‬الجميع‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬عادت‭ ‬إليهم،‭ ‬استردوا‭ ‬وطنهم‭ ‬عمت‭ ‬الفرحة‭ ‬والسعادة‭ ‬والأفراح‭ ‬والأحضان‭ ‬كافة‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد،‭ ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬رجالاً‭ ‬وأبطالاً‭ ‬كانوا‭ ‬يتحسبون‭ ‬ويستعدون‭ ‬لما‭ ‬هو‭ ‬قادم‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬وتهديدات‭ ‬جسام‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الوطن،‭ ‬لكنهم‭ ‬قرروا‭ ‬نحن‭ ‬لها،‭ ‬وجاهزون‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬نملك‭ ‬وبأرواحنا‭ ‬لتأمين‭ ‬هذا‭ ‬الوطن،‭ ‬واجتثاث‭ ‬الإرهاب‭ ‬وجماعاته‭ ‬وأذنابه‭.‬
‮«٣‬‭ ‬يوليو‮»‬،‭ ‬كان‭ ‬عرساً‭ ‬وعيداً‭ ‬وطنياً‭ ‬عظيماً،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬شهادة‭ ‬ميلاد‭ ‬جديدة‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن،‭ ‬أدرك‭ ‬الجميع‭ ‬أنها‭ ‬لحظة‭ ‬وفرصة‭ ‬تاريخية‭ ‬لتصحيح‭ ‬الأوضاع،‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يهدد‭ ‬أمن‭ ‬الوطن،‭ ‬ويعرقل‭ ‬مسيرته،‭ ‬ويتسبب‭ ‬فى‭ ‬أزمات‭ ‬ومعاناة‭ ‬لهذا‭ ‬الشعب،‭ ‬لقد‭ ‬صاغ‭ ‬‮«٣‬‭ ‬يوليو‮» ‬‭.. ‬صفحات‭ ‬جديدة‭ ‬مضيئة‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الوطن،‭ ‬رغم‭ ‬التضحيات‭ ‬التى‭ ‬قدمها‭ ‬أبناء‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬أبطال‭ ‬الجيش‭ ‬والشرطة‭.. ‬فإن‭ ‬دماءهم‭ ‬روت‭ ‬شجرة‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والاستقرار‭ ‬ومنح‭ ‬الأمل‭ ‬وتحقيق‭ ‬الأحلام‭ ‬لشعب‭ ‬طالما‭ ‬حرم‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬التطلع‭ ‬والأمل‭ ‬حتى‭ ‬الأحلام‭.‬

أعظم‭ ‬ما‭ ‬فى‭ ‬‮٣‬‭ ‬يوليو،‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬استعاد‭ ‬الوطن،‭ ‬وأن‭ ‬القدر‭ ‬منحهم‭ ‬قائداً‭ ‬عظيماً‭ ‬واستثنائياً،‭ ‬امتلك‭ ‬شجاعة‭ ‬الإنقاذ‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن،‭ ‬وإرادة‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والإصلاح،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬أعظم‭ ‬مكاسب‭ ‬‮«٣‬‭ ‬يوليو‮»‬‭ ‬العظيمة‭ ‬الذى‭ ‬مثل‭ ‬علامة‭ ‬فارقة‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬الوطن‭.‬
واجه‭ ‬الجيش‭ ‬المصرى‭ ‬العظيم،‭ ‬والشرطة‭ ‬الوطنية‭ ‬تحديات‭ ‬جساماً،‭ ‬وتهديدات‭ ‬خطيرة‭ ‬تنامت‭ ‬فى‭ ‬سيناء‭ ‬أرض‭ ‬الأبطال‭ ‬والشهداء‭ ‬وامتدت‭ ‬لكافة‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد،‭ ‬وتحت‭ ‬مبدأ‭ ‬الإخوان‭ ‬المجرمين‭ ‬يا‭ ‬نحكمكم‭ ‬يا‭ ‬نقتلكم‭. ‬تبارت‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية‭ ‬وأذنابها‭ ‬وأعوانها‭ ‬وحلفاؤها‭ ‬وداعموها‭ ‬فى‭ ‬تنفيذ‭ ‬العمليات‭ ‬الإجرامية‭ ‬والإرهابية‭ ‬لكن‭ ‬أبطال‭ ‬الجيش‭ ‬العظيم،‭  ‬والشرطة‭ ‬الوطنية،‭ ‬قرروا‭ ‬فداء‭ ‬شعب‭ ‬مصر،‭ ‬والتضحية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوطن‭ ‬وأن‭ ‬لهم‭ ‬فى‭ ‬النهاية‭ ‬النصر،‭ ‬وتطهير‭ ‬كافة‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد‭ ‬وفى‭ ‬القلب‭ ‬منها‭ ‬سيناء‭ ‬الحبيبة‭ ‬من‭ ‬التطرف‭ ‬والإرهاب،‭ ‬ليحل‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والاستقرار‭ ‬والبناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والإنجازات،‭ ‬ودارت‭ ‬عجلة‭ ‬الإصلاح،‭ ‬والمشروعات‭ ‬القومية‭ ‬العملاقة‭ ‬لتغير‭ ‬وجه‭ ‬الحياة‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬وتبنى‭ ‬الإنسان‭ ‬فى‭ ‬ملحمة‭ ‬عظيمة‭ ‬وتجربة‭ ‬مهمة‭.‬

‮«٣‬‭ ‬يوليو‮» ‬‭.. ‬بالنسبة‭ ‬لى‭ ‬مرحلة‭ ‬فارقة،‭ ‬وحدث‭ ‬عظيم،‭ ‬نقل‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭.. ‬من‭ ‬الفوضى‭ ‬والإرهاب‭ ‬والانفلات‭ ‬وشبه‭ ‬وأشلاء‭ ‬الدولة‭ ‬إلى‭ ‬دولة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والمؤسسات‭ ‬والقانون،‭ ‬دولة‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة،‭ ‬دولة‭ ‬الدور‭ ‬والثقل‭ ‬والمكانة،‭ ‬فقد‭ ‬استردت‭ ‬الدولة‭ ‬هيبتها‭ ‬وعافيتها،‭ ‬وتصدت‭ ‬لكافة‭ ‬المخاطر،‭ ‬وقضت‭ ‬على‭ ‬الأزمات‭ ‬والمعاناة‭ ‬العميقة‭.‬

‮«٣‬‭ ‬يوليو‮»‬‭  ‬ هو‭ ‬إعادة‭ ‬البعث‭ ‬والروح‭ ‬للدولة‭ ‬المصرية،‭ ‬تلك‭ ‬الروح‭ ‬التى‭ ‬حققت‭ ‬المعجزات،‭ ‬وعبرت‭ ‬أصعب‭ ‬التحديات‭ ‬والعقبات،‭ ‬وبدلت‭ ‬الأزمات‭ ‬بالنجاحات‭ ‬وقهرت‭ ‬المستحيل،‭ ‬وبنت‭ ‬بأروع‭ ‬وأعظم‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬البناء‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬التاريخ‭ .‬
الجيش‭ ‬المصرى‭ ‬العظيم،‭ ‬ثروة‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬وعمود‭ ‬خيمتها،‭ ‬وأصل‭ ‬وجودها،‭ ‬هو‭ ‬أفضل‭ ‬وأعز‭ ‬ما‭ ‬تملك‭ ‬الأمة‭ ‬المصرية،‭ ‬وأعظم‭ ‬استثمار‭ ‬للمصريين،‭ ‬فهو‭ ‬قوتهم‭ ‬وقدرتهم،‭ ‬وحامى‭ ‬الأرض‭ ‬والعرض‭ ‬والكرامة‭ ‬الوطنية،‭ ‬الجيش‭ ‬الذى‭ ‬ضحى‭ ‬بأرواح‭ ‬ودماء‭ ‬أبنائه،‭ ‬ولم‭ ‬يبخل‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬بالعطاء‭ ‬والوفاء‭ ‬والدعم‭ ‬والمساندة‭.. ‬عمل‭ ‬بتحد،‭ ‬وإرادة‭ ‬وفى‭ ‬سباق‭ ‬مع‭ ‬الزمن‭ ‬على‭ ‬محورين‭ ‬أساسيين،‭ ‬تطهير‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬التهديدات‭ ‬والإرهاب،‭ ‬والمخاطر،‭ ‬ومساندة‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬وجهودها‭ ‬فى‭ ‬تنفيذ‭ ‬رؤية‭ ‬القائد‭ ‬العظيم‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬فى‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية،‭ ‬فسطر‭ ‬ملحمة‭ ‬وطنية،‭ ‬وحقق‭ ‬إنجازات‭ ‬عظيمة‭ ‬فى‭ ‬أسرع‭ ‬وقت‭ ‬وبأعلى‭ ‬المعايير‭ ‬والمواصفات،‭ ‬هدفه‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬بمفهومه‭ ‬الشامل،‭ ‬وتحقيق‭ ‬آمال‭ ‬وتطلعات‭ ‬المصريين‭.‬

الجيش‭ ‬المصرى‭ ‬العظيم‭ ‬بعد‭ ‬‮«٣‬‭ ‬يوليو‮» ‬‭ ‬وما‭ ‬قدمه‭ ‬من‭ ‬ملحمة‭ ‬فداء‭ ‬وعطاء‭ ‬وتضحيات،‭ ‬أصبح‭ ‬واحداً‭ ‬من‭ ‬أقوى‭ ‬جيوش‭ ‬العالم،‭ ‬وأقوى‭ ‬جيش‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬وأفريقيا‭ ‬بعد‭ ‬تنفيذ‭ ‬الرؤية‭ ‬التاريخية‭ ‬والقرار‭ ‬الذى‭ ‬استشرف‭ ‬المستقبل‭ ‬ولحماية‭ ‬مصر‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬أمنها‭ ‬القومى‭ ‬فى‭ ‬تطوير‭ ‬وتحديث‭ ‬الجيش‭ ‬المصرى‭ ‬وتزويده‭ ‬بأحدث‭ ‬منظومات‭ ‬التسليح،‭ ‬فى‭ ‬تطبيق‭ ‬حقيقى‭ ‬لاستراتيجية‭ ‬تنويع‭ ‬مصادر‭ ‬السلاح‭ ‬استفادة‭ ‬من‭ ‬دروس‭ ‬الماضى‭ ‬وأحداث‭ ‬شهدتها‭ ‬مصر‭ ‬عقب‭ ‬‮٥٢‬‭ ‬يناير‭.. ‬يدافع‭ ‬عن‭ ‬حق‭ ‬الوطن‭ ‬فى‭ ‬الحياة‭ ‬والخلود‭ ‬يحمى‭ ‬حدوده‭ ‬وأرضه‭ ‬وثرواته‭ ‬وحقوقه‭ ‬المشروعة‭ ‬يحمى‭ ‬ولا‭ ‬يعتدى‭ ‬يجسد‭ ‬سياسات‭ ‬مصر‭ ‬الحكيمة‭ ‬والمتوازنة‭ ‬فامتلاك‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬يحفظ‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬ويمنع‭ ‬العدوان‭ ‬والأطماع،‭ ‬تنفيذاً‭ ‬لاستراتيجية‭ ‬القائد‭ ‬العظيم‭ ‬‮«‬العفى‭ ‬محدش‭ ‬يقدر‭ ‬يأكل‭ ‬لقمته‮»‬‭ ‬التى‭ ‬أصلحت‭ ‬الخلل‭ ‬فى‭ ‬موازين‭ ‬القوة‭ ‬بالمنطقة‭ ‬وأعادت‭ ‬لها‭ ‬التوازن‭ ‬وأصبح‭ ‬العالم‭ ‬يعول‭ ‬على‭ ‬قيادة‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬حفظ‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والسلام‭. ‬لذلك‭ ‬فلا‭ ‬تتعجب‭ ‬أن‭ ‬الجيش‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬عهد‭ ‬القائد‭ ‬الاستثنائى‭ ‬المخلص‭ ‬الشريف‭ ‬انتصر‭ ‬فى‭ ‬معركتى‭ ‬البقاء‭ ‬والبناء‭.‬
‮«٣‬‭ ‬يوليو‮»‬‭.. ‬ هو‭ ‬الأساس‭ ‬الذى‭ ‬بنت‭ ‬عليه‭ ‬مصر‭ ‬مشروعها‭ ‬الوطنى‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬مصر‭ ‬الحديثة‭.. ‬نحو‭ ‬الجمهورية‭ ‬الجديدة‭.‬

تحيا مصر

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية