تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
"٣ يوليو" .. وعقيدة الشرف
٣ يوليو، تاريخ فارق فى تاريخ هذا الوطن.. انتقال من حالة التهديد إلى الإرادة والحسم.. تجسيد حقيقى لعظمة المصريين وموقفهم عندما يستشعرون الخطر على هذا الوطن، اليوم تمر عشر سنوات على بيان ٣ يوليو ٣١٠٢.. الذى عكس مطالب المصريين وإرادتهم التى خرجوا بالملايين من أجلها فى ثورة ٠٣ يونيو العظيمة.
«٣ يوليو»، بالنسبة لى يعني، شهادة جديدة، ومجداً يضاف إلى سلسلة أمجاد قواتنا المسلحة الباسلة، جسد عقيدتها الشريفة والوطنية فى الانحياز لإرادة المصريين وإنقاذها، عندما قرر عزل نظام الإخوان الفاشى والإرهابى الذى دفع البلاد دفعاً إلى خطر الاقتتال الأهلي، وتقسيم المصريين إلى جماعات وشيع، وتآمر على هذا الوطن ورفض الاستجابة لارادة المصريين ومطالبهم، وسعى لانتزاع هوية الوطن، وعمل ضد المصلحة الوطنية، وتحالف مع قوى الشر والشيطان لإضعاف وإسقاط الدولة الوطنية المصرية، وفرض أجندات خارجية تريد أن تجعل من مصر العظيمة تابعاً ضعيفاً مستكيناً تحت عباءة الإخوان المجرمين تلك الجماعة الإرهابية التى سعت إلى اختطاف الوطن وتجريده من ثوابته وقيمه وهويته وعمقه الحضاري.
«٣ يوليو»، يعنى بالنسبة لى شرف المؤسسة العسكرية العظيمة، بيت الوطنية المصرية، الحصن والدرع والسند، جيش هذا الشعب نسيجه الوطنى الذين لا يرون سوى المصلحة الوطنية، والمصالح العليا لهذا الوطن، والدفاع عن وحدته وأمنه وسلامة أراضيه، والحفاظ على ثوابته، وقيمه وحدوده، وحقوقه، والحيلولة دون بث الفتنة بين أبنائه، والتصدى بشجاعة وجسارة وبطولة لكل ما يهدد وجوده وتساند وتدعم وتقف إلى جوار كل من يسعى إلى تحقيق أهداف الوطن، وتطلعات أبنائه والحفاظ على مقدراته.
٣ يوليو.. كان ومازال وسوف يحيا بوجدان المصريين، وتاريخ هذا الوطن، عملاً وطنياً وتاريخياً فذاً، تجسيداً لإنقاذ مصر وشعبها من الوقوع فى براثن جماعة إرهابية، لم يكن الوطن أو الوطنية مكوناً فى عقيدتها الخبيثة والشيطانية، ورفضاً لمبدأ إخوانى إجرامي، «يا نحكمكم يا نقتلكم»، ورفضاً قاطعاً لتهديد المصريين وإفزاعهم وإرهابهم، والتصدى لكل محاولات التنكيل أو المساس بهم، أو تهديد حياتهم وأرواحهم لذلك فإن موقف القوات المسلحة الذى حمى إرادة المصريين سجله التاريخ بحروف من نور وهو امتداد عظيم لمواقفها وثوابتها الشريفة فى إعلاء مصلحة الوطن والشعب.
٣ يوليو، هو واحد من أعظم أيام الوطن وإعلان لنظام وطنى يرعى مصالح مصر وشعبها وتغيير جذرى فى مسيرة الوطن نحو الأمن والاستقرار والبناء، والتنمية، والقضاء على كافة التهديدات والأزمات، وتمكين الدولة المصرية من امتلاك القوة والقدرة، وأن مصر لأهلها وشعبها وليس لفئة، أو جماعة، أو فصيل.
المشهد فى ٣ يوليو، يكشف بوضوح حالة الاصطفاف لجميع مكونات الأمة المصرية، وتجسيداً حقيقياً لتاريخها وميراثها وعمقها الحضاري.. حيث وقف قائد عظيم واستثنائى امتلك شرفاً ووطنية بلا حدود، وشجاعة وجسارة منقطعة النظير، لم ير سوى مصلحة مصر وشعبها، لم ترهبه تهديدات ولم يخش إلا الله ولم يسع إلا لمصلحة الوطن والشعب، وقف فى شموخ مصر ليعلن إنفاذ إرادة المصريين.
الفريق أول عبدالفتاح السيسى القائد العام وزير الدفاع آنذاك وفى لحظة إعلان بيان ٣ يوليو، جسد بكل صدق وواقعية وشرف عقيدة الجيش المصرى العظيم فى الحفاظ على الوطن، والتصدى لكل ما يهدد أمنه ووحدته ومستقبله ووجوده، وقد حاول مراراً وتكراراً وبكل صدق وشرف إيجاد الحلول وإرساء السلام المجتمعي، وقدم النصح والنصيحة المخلصة للرئيس المعزول محمد مرسى للحفاظ على اللحمة الوطنية، ورعاية مصالح المصريين جميعاً دون تمييز، وأن يدرك الرئيس المعزول أنه لا يمثل الجماعة الإرهابية، ولكنه رئيس لكل المصريين، ويعمل لرعاية مصالح الوطن، وحاول التقريب بين وجهات النظر، ودعا الجميع للجلوس على مائدة وطنية واحدة، لكن الجماعة الإرهابية لم تسمع لصوت العقل والشرف والإخلاص والحرص على الوطن، فقد كان جل اهتمامها هو التمكين والتكويش والسيطرة على مفاصل الدولة المصرية.. وتنفيذ مخطط الأخونة، ونزع هوية الوطن، واستبدالها بثقافات غريبة لم تعرفها مصر، وباتت تهدد أمن واستقرار وسلامة الوطن.
الفريق أول عبدالفتاح السيسي، فى بيان «٣ يوليو» ضرب أروع وأعظم الأمثلة للقائد الوطنى الجسور الشريف، ابن أشرف مؤسسة وطنية، وكان نموذجاً للتضحية والإيثار وإعلاء المصلحة الوطنية دون النظر لأى مصلحة شخصية أو مجرد التفكير فى أى حسابات أخرى من خوف أو تهديدات، فقد كانت مصر نصب عينيه وملء فؤاده، وحماية شعبها هى الهدف والغاية، وإنفاذ إرادته هى المهمة الشريفة والوطنية لجيش مصر العظيم.
كان الفريق أول عبدالفتاح السيسى عند اتخاذ قراره الانحياز لإرادة المصريين وإنفاذها يدرك العواقب جيداً، وسينفذه ضد أشرس وأقذر تنظيم إرهابى عرفه التاريخ، لكنه كان ومازال يدرك أن جيش مصر العظيم وأبطاله أكبر من أى تهديد وأنه سوف يتصدى بشجاعة كعادته لأى محاولات من شأنها المساس بأمن الوطن وسلامته، كان يدرك أن الإرهاب والإجرام، قادم لا محالة، وأن الوطن سيكون هدفاً لإجرام وإرهاب الإخوان، لكنه قرر أن يخوض معركة الدفاع عن مصر وشعبها بشجاعة وفداء وتضحيات، مؤمناً أن النصر محسوم لا محالة لمصر وشعبها وجيشها فى معركة البناء والوجود.
كانت قلوب وعقول المصريين، تنتظر بلهفة، وشغف، على أحر من الجمر، الملايين من المصريين فى الميادين والشوارع وأمام الشاشات فى كل ربوع البلاد ينتظرون بيان الحسم والمصير، يتطلعون لموقف وقرار جيش مصر العظيم فى حماية وإنفاذ إرادتهم،
أتذكر أن بيان «٣ يوليو» كان يصادف يوم الأربعاء، وكنت مكلفاً فى هذا اليوم بإصدار العدد الأسبوعي لجريدة الجمهورية، وجاء البيان فى المساء، وجميع الزملاء المتواجدين يقفون أمام التليفزيون، وعند سماع انتخابات رئاسية مبكرة، عمت الفرحة والتصفيق وقمت بالسجود على الأرض، من فرط الفرحة، إنه يوم تاريخى ومصيرى وحاسم لمن شعروا خلال حكم الإخوان المجرمين أن مصر تختطف، وفى لحظة البيان أدرك الجميع أن مصر عادت إليهم، استردوا وطنهم عمت الفرحة والسعادة والأفراح والأحضان كافة ربوع البلاد، لكن هناك رجالاً وأبطالاً كانوا يتحسبون ويستعدون لما هو قادم من تحديات وتهديدات جسام على هذا الوطن، لكنهم قرروا نحن لها، وجاهزون بكل ما نملك وبأرواحنا لتأمين هذا الوطن، واجتثاث الإرهاب وجماعاته وأذنابه.
«٣ يوليو»، كان عرساً وعيداً وطنياً عظيماً، فقد كان شهادة ميلاد جديدة لهذا الوطن، أدرك الجميع أنها لحظة وفرصة تاريخية لتصحيح الأوضاع، للقضاء على كل ما يهدد أمن الوطن، ويعرقل مسيرته، ويتسبب فى أزمات ومعاناة لهذا الشعب، لقد صاغ «٣ يوليو» .. صفحات جديدة مضيئة فى هذا الوطن، رغم التضحيات التى قدمها أبناء هذا الوطن من أبطال الجيش والشرطة.. فإن دماءهم روت شجرة البناء والتنمية والأمن والأمان والاستقرار ومنح الأمل وتحقيق الأحلام لشعب طالما حرم من حق التطلع والأمل حتى الأحلام.
أعظم ما فى ٣ يوليو، أن الشعب استعاد الوطن، وأن القدر منحهم قائداً عظيماً واستثنائياً، امتلك شجاعة الإنقاذ لهذا الوطن، وإرادة البناء والتنمية والإصلاح، لذلك فإن الرئيس عبدالفتاح السيسى أعظم مكاسب «٣ يوليو» العظيمة الذى مثل علامة فارقة فى تاريخ الوطن.
واجه الجيش المصرى العظيم، والشرطة الوطنية تحديات جساماً، وتهديدات خطيرة تنامت فى سيناء أرض الأبطال والشهداء وامتدت لكافة ربوع البلاد، وتحت مبدأ الإخوان المجرمين يا نحكمكم يا نقتلكم. تبارت الجماعة الإرهابية وأذنابها وأعوانها وحلفاؤها وداعموها فى تنفيذ العمليات الإجرامية والإرهابية لكن أبطال الجيش العظيم، والشرطة الوطنية، قرروا فداء شعب مصر، والتضحية من أجل الوطن وأن لهم فى النهاية النصر، وتطهير كافة ربوع البلاد وفى القلب منها سيناء الحبيبة من التطرف والإرهاب، ليحل الأمن والأمان والاستقرار والبناء والتنمية والإنجازات، ودارت عجلة الإصلاح، والمشروعات القومية العملاقة لتغير وجه الحياة فى مصر، وتبنى الإنسان فى ملحمة عظيمة وتجربة مهمة.
«٣ يوليو» .. بالنسبة لى مرحلة فارقة، وحدث عظيم، نقل مصر من حالة إلى حالة.. من الفوضى والإرهاب والانفلات وشبه وأشلاء الدولة إلى دولة الأمن والاستقرار والمؤسسات والقانون، دولة القوة والقدرة، دولة الدور والثقل والمكانة، فقد استردت الدولة هيبتها وعافيتها، وتصدت لكافة المخاطر، وقضت على الأزمات والمعاناة العميقة.
«٣ يوليو» هو إعادة البعث والروح للدولة المصرية، تلك الروح التى حققت المعجزات، وعبرت أصعب التحديات والعقبات، وبدلت الأزمات بالنجاحات وقهرت المستحيل، وبنت بأروع وأعظم ما يكون البناء على مدى التاريخ .
الجيش المصرى العظيم، ثروة هذه الأمة وعمود خيمتها، وأصل وجودها، هو أفضل وأعز ما تملك الأمة المصرية، وأعظم استثمار للمصريين، فهو قوتهم وقدرتهم، وحامى الأرض والعرض والكرامة الوطنية، الجيش الذى ضحى بأرواح ودماء أبنائه، ولم يبخل على هذا الوطن بالعطاء والوفاء والدعم والمساندة.. عمل بتحد، وإرادة وفى سباق مع الزمن على محورين أساسيين، تطهير البلاد من التهديدات والإرهاب، والمخاطر، ومساندة الدولة المصرية وجهودها فى تنفيذ رؤية القائد العظيم الرئيس السيسى فى البناء والتنمية، فسطر ملحمة وطنية، وحقق إنجازات عظيمة فى أسرع وقت وبأعلى المعايير والمواصفات، هدفه الحفاظ على الأمن القومى بمفهومه الشامل، وتحقيق آمال وتطلعات المصريين.
الجيش المصرى العظيم بعد «٣ يوليو» وما قدمه من ملحمة فداء وعطاء وتضحيات، أصبح واحداً من أقوى جيوش العالم، وأقوى جيش فى المنطقة وأفريقيا بعد تنفيذ الرؤية التاريخية والقرار الذى استشرف المستقبل ولحماية مصر والدفاع عن أمنها القومى فى تطوير وتحديث الجيش المصرى وتزويده بأحدث منظومات التسليح، فى تطبيق حقيقى لاستراتيجية تنويع مصادر السلاح استفادة من دروس الماضى وأحداث شهدتها مصر عقب ٥٢ يناير.. يدافع عن حق الوطن فى الحياة والخلود يحمى حدوده وأرضه وثرواته وحقوقه المشروعة يحمى ولا يعتدى يجسد سياسات مصر الحكيمة والمتوازنة فامتلاك القوة والقدرة يحفظ السلام والاستقرار ويمنع العدوان والأطماع، تنفيذاً لاستراتيجية القائد العظيم «العفى محدش يقدر يأكل لقمته» التى أصلحت الخلل فى موازين القوة بالمنطقة وأعادت لها التوازن وأصبح العالم يعول على قيادة مصر فى حفظ الأمن والاستقرار والسلام. لذلك فلا تتعجب أن الجيش المصرى فى عهد القائد الاستثنائى المخلص الشريف انتصر فى معركتى البقاء والبناء.
«٣ يوليو».. هو الأساس الذى بنت عليه مصر مشروعها الوطنى فى بناء مصر الحديثة.. نحو الجمهورية الجديدة.
تحيا مصر
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية