تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

مفتى الديار فى بلاد الهند

نجحت الدولة المصرية على مدار السنوات الماضية فى استئصال شأفة التشدد والتطرف ودحر الإرهاب من خلال جهود خلاقة.. ومقاربات شاملة.. متعددة الأبعاد سواء الاقتصادى والاجتماعى والفكرى والثقافي.. وهو ما أدى إلى تحقيق نتائج عظيمة.. فى ترسيخ الأمن والأمان والاستقرار والبناء والتنمية والوعى الحقيقى والتسامح والتعايش وقبول الآخر.

نجحت «مصر- السيسي» فى الداخل بأروع ما يكون فى مكافحة الفكر المتطرف والمتشدد.. والتصدى لجماعات الظلام والضلال.. وتطهير المنابر من آثام التشدد والتعصب والمتاجرة بالدين والخداع والتدليس.. والقضاء على خطاب الكراهية والفتن وتأجيج المشاكل والأزمات.. وفق رؤية علمية.. ودينية تجسد صحيح الدين الإسلامى.. وتوضح مقاصده وغاياته فى بناء الإنسان واحترام الأديان والرموز ونشر المحبة والاخاء والحوار والبناء والتنمية والعمل على حفظ سلام وأمان المجتمع بالحجج والبراهين الدامغة وبنصوص واضحة لا لبس فيها من القرآن والسنة.. فالإسلام دين الحياة والنماء والبناء والعمل على إسعاد الانسان وتوفير الحياة الكريمة له.. واحترام الانسان لنفسه ولغيره.. وقبول الآخر والتعايش مع الأديان الأخرى فى تعاون وسلام والعمل على مصالح البلاد والعباد..

فالإسلام دين اختيار.. لم يجبر أى انسان على اعتناق دين أو فكر أو معتقد بعينه.. فالله- عز وجل- هو من يحاسب.. ولا مجال فيه للاجبار.
الإسلام أيضاً ليس دين القتل والخراب والدمار بل هو رسالة حياة للبناء والتعمير والتنمية والنماء والأخلاق الحسنة وتمثل معظم وأغلبية سور وآيات القرآن الكريم فى نصوصها الحث على البناء والسلام والأخلاق والتعاون والاعمار.. وإعلاء من قدر وقيمة الإنسان.. «ولقد كرمنا بنى آدم» وهو الأحرص على حياة الانسان والحفاظ على الأوطان وترسيخ الأمن والأمان والاستقرار «الذى أطعمهم من جوع وأمنهم من خوف».

الدولة المصرية على مدار سنوات بذلت جهوداً وتضحيات باهظة من أجل دحر الأفكار الخبيثة والشيطانية.. التى أشعلت التطرف والتشدد ونشرت الإرهاب واختطفت الأمن والاستقرار من خلال محاور مختلفة ومتعددة سواء على صعيد المواجهة العسكرية والأمنية وانتصرت ونجحت فى تطهير البلاد والأرض من بؤر التطرف والتشدد والإرهاب..

ولعل سيناء هى المثل والقدوة التى باتت تنعم بالأمن والاستقرار والنماء بفضل رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى وإرادته الصلبة.. وتضحيات أشرف الرجال. 
الأمر لم يتوقف عند المواجهة العسكرية والأمنية فحسب ولكن جاءت المقاربة الشاملة للمواجهة لتمثل الحل العبقرى فى دحر الإرهاب واستئصال شأفة الت طرف والتشدد من خلال ملحمة بناء وتنمية وتعمير.. فى كافة المجالات والقطاعات والعمل على الارتقاء بجودة حياة المصريين وتحسين ظروفهم المعيشية وتوفير الحياة الكريمة لهم.. وتحسين دخل المواطن المصرى وإصدار قرارات وحزم مالية والتوسع فى برامج الحماية الاجتماعية وتطوير وتنمية قرى الريف المصرى وتعمير وتنمية سيناء بشكل غير مسبوق وأيضاً القضاء على العشوائيات والأمراض مثل «فيروس سي» وقوائم الانتظار والتوسع فى المبادرات الرئاسية فى مجال الصحة والارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للمواطنين وعدم السماح بوجود أزمات أو نقص أو عجز فى السلع الأساسية.. ودعم الفئات الأكثر احتياجاً والأولى بالرعاية بشكل غير مسبوق.

لم تنس الدولة أو تغفل بناء البشر.. بناء العقول.. من خلال العمل على ترسيخ القيم والمبادئ والهوية المصرية.. والتسامح والتعايش وتجديد الخطاب الدينى وتكافؤ الفرص والعدل والمساواة والشفافية وقبول الآخر والمواطنة والأمر المهم أيضاً هو بناء الوعى الدينى الحقيقى من خلال الاستعانة بأهل الذكر من العلماء والأئمة والتوسع فى تدريبهم وتأهيلهم على أعلى مستوى وانشاء أكاديمية خاصة لهذا الغرض.. وإعمار بيوت الله انشائياً ودينياً وفكرياً.. وطرد بؤر التطرف والتشدد ومنعها تماماً من اعتلاء المنابر.

ما أريد أن أقوله ان الدولة المصرية نجحت فى الداخل بأعظم ما يكون وأصبحت أجواء وثقافة وعقيدة التسامح والتعايش والاعتدال والوسطية تسود الدولة المصرية فى خطابها وكلماتها على لسان قيادتها السياسية تدعو دائماً فى جميع المحافل والمناسبات الدولية بالحرب على الإرهاب وان ذلك لن يتأتى إلا من خلال تعاون وتكاتف دولي.. لم تكتف بذلك ولكن عملت بالفعل على أرض الواقع.. خاصة ان التجربة المصرية فى مجال محاربة التطرف والتشدد ودحر الإرهاب أصبحت هى المثل والنموذج الذى تلجأ إليه دول العالم.. لذلك فإن جهود مصر أيضاً على الصعيد الدولى ومساهمتها فى نشر الاعتدال والوسطية والتسامح والتعايش وتوضيح رسالة وجوهر الإسلام فى دول العالم واضحة للجميع.. ولعل زيارة الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية للهند أبلغ دليل ومثال.. وفيها نوايا طيبة وحرص على اظهار الإسلام بالشكل الحقيقى وما فيه من قيم ومبادئ إنسانية تحافظ على حياة البشر.. وأيضاً زيارة المفتى فيها مطاردة وإصرار على دحر الأفكار الخبيثة وقطع جذور التطرف والتشدد أينما كان.

مفتى الجمهورية قوبل فى الهند بحفاوة بالغة وباستقبال أسطوري.. وبقلوب وعقول مفتوحة.. ووجدان متعطش للفكر الوسطى وسماحة الأديان.. والتسامح والاعتدال والانسانية والتعاون بين الدول والشعوب ومبادئ الإسلام فى تعزيز جسور التعاون بين الأمم .
المفتى الذى خطب فى أكبر مساجد الهند بحضور ما يربو على 30 ألف شخص،، كان محوراً لاهتمام هندى بل دولى رفيع المستوي.. خاصة ان المفتى جسد التجربة المصرية فى ترسيخ الاعتدال والوسطية والتسامح وقبول الآخر فى أرقى صورها وأبرز الوجه الحقيقى السمح للإسلام كدين حياة مدللاً بالنصوص والآيات والأحاديث النبوية.. لأن العالم يتوق إلى التعرف على الوجه الحقيقى وجوهر الإسلام.. وأيضاً للاعتدال والوئام والتعايش والحوار بدلاً من موجات متصارعة وشرسة للإرهاب والتطرف والتشدد والتعصب وخطابات الكراهية التى هددت العالم.

زيارات المفتى ناجحة بكل المقاييس ومثمرة وتحقق نتائج عظيمة فى خدمة الإسلام والبشرية والإنسانية ودحر الإرهاب والتطرف والتشدد.. وزيارة الهند التى نجحت بشكل فاق التوقعات جاءت بعد زيارة «بريطانيا» بشهور والتى حققت أيضاً نجاحاً وزخماً غير مسبوق.. فى إبطال مفعول الأفكار المتطرفة والمتشددة وتحطيم بؤر الإرهاب التى هددت كثيراً من مجتمعات العالم.. وهو ما يجسد الاهتمام العالمى بالدور المصري.. وان يحل بديلاً لكل منابر ومراكز التطرف والتشدد ويرسخ ملامح التسامح والتعايش والتعاون والتقارب بين الشعوب والحوار بين الدول والأديان ولعل وجود الأئمة والعلماء المصريين خلال شهر رمضان فى دول كسفراء لمصر رسالة قوية عن دور مصر.. لذلك أتمنى استمرار هذا التفاعل وهذه الزيارات المثمرة التى ترسخ رسالة مصر فى الحفاظ على الانسانية والتعايش السلمى .
تحيا مصر

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية