تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

مرافعة‭ ‬للتاريخ

مصر‭ ‬الداعم‭ ‬التاريخى‭ ‬للحق‭ ‬الفلسطينى‭.. ‬ونصرة‭ ‬حقوق‭ ‬الأشقاء‭ ‬المشروعة‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬قضيتهم‭ ‬من‭ ‬محاولات‭ ‬التصفية‭.. ‬جهود‭ ‬مصر‭ ‬وتضحياتها‭ ‬ومساعيها‭ ‬مستمرة‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المسارات‭ ‬والاتجاهات‭ ‬السياسية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬والقانونية‭ ‬والإنسانية‭.. ‬فمنذ‭ ‬اندلاع‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬فى‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضى‭ ‬لم‭ ‬تتوقف‭ ‬جهود‭ ‬مصر‭ ‬وسباقها‭ ‬مع‭ ‬الزمن‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭.. ‬وتحويل‭ ‬دفة‭ ‬المفهوم‭ ‬العالمى‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭.. ‬والإقرار‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬حل‭ ‬لإنهاء‭ ‬الصراع‭ ‬الإسرائيلي‭ - ‬الفلسطينى‭ ‬إلا‭ ‬بحل‭ ‬الدولتين‭.. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتحدث‭ ‬به‭ ‬العالم‭.. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الدعم‭ ‬الإنسانى‭ ‬الكبير‭ ‬فقد‭ ‬بلغ‭ ‬اجمالى‭ ‬المساعدات‭ ‬التى‭ ‬دخلت‭ ‬القطاع‭ ‬142‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬ساهمت‭ ‬منها‭ ‬مصر‭ ‬بـ102‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬والعالم‭ ‬جميعاً‭ ‬40‭ ‬ألف‭ ‬طن‭..

‬وبالأمس‭ ‬قدمت‭ ‬مصر‭ ‬مذكرتين‭ ‬ومرافعة‭ ‬شفهية‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭.. ‬كشفت‭ ‬وفضحت‭ ‬فيها‭ ‬جرائم‭ ‬وانتهاكات‭ ‬وممارسات‭ ‬إسرائيل‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭.. ‬واغتصاب‭ ‬حقوقهم‭ ‬وأراضيهم‭ ‬والتوسع‭ ‬فى‭ ‬الاستيطان‭ ‬وتغيير‭ ‬الواقع‭ ‬الديموجرافى‭ ‬واجبار‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬على‭ ‬ترك‭ ‬أراضيهم‭ ‬والاستيلاء‭ ‬عليها‭ ‬باستخدام‭ ‬القوة‭ ‬المفرطة‭.. ‬ وهو‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬فصلاً‭ ‬جديداً‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬المصرى‭ ‬لنصرة‭ ‬الحق‭ ‬الفلسطينى‭ ‬المشروع‭ ‬وتحقيق‭ ‬تطلعات‭ ‬الأشقاء‭ ‬وتخفيف‭ ‬معاناتهم‭.. ‬إنه‭ ‬دور‭ ‬عظيم‭ ‬واضح‭ ‬وثابت‭ ‬ومحدد‭ ‬وشريف‭ ‬وشامل‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المحاور‭ ‬والمسارات‭ ‬والأصعدة‭.‬


مرافعة‭ ‬للتاريخ

أثبتت‭ ‬مصر‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬أنها‭ ‬صاحبة‭ ‬دور‭ ‬واضح‭ ‬ومحدد‭ ‬وغير‭ ‬محدود‭ ‬وأنها‭ ‬وبحق‭ ‬الراعى‭ ‬والداعم‭ ‬التاريخى‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭.. ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الجبهات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ضمان‭ ‬الحقوق‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المشروعة‭.. ‬وفضح‭ ‬الممارسات‭ ‬والانتهاكات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬التى‭ ‬تجاوزت‭ ‬جميع‭ ‬حدود‭ ‬القانون‭ ‬الدولى‭ ‬العام‭ ‬والقانون‭ ‬الدولى‭ ‬الإنساني‭.. ‬وأيضاً‭ ‬إنقاذ‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطينى‭ ‬من‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬التى‭ ‬يشنها‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬وتدمير‭ ‬كافة‭ ‬سبل‭ ‬ومقومات‭ ‬الحياة‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬حصار‭ ‬وتجويع‭ ‬وقتل‭ ‬للمدنيين‭ ‬والنساء‭ ‬والأطفال‭.. ‬والتى‭ ‬فاقت‭ ‬عقول‭ ‬البشر‭ ‬وأقل‭ ‬ما‭ ‬توصف‭ ‬به‭ ‬هو‭ ‬الهمجية‭ ‬والبربرية‭ ‬والوحشية‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬الاستخدام‭ ‬المفرط‭ ‬للقوة‭ ‬فى‭ ‬حق‭ ‬شعب‭ ‬أعزل‭

.. ‬فتلك‭ ‬المشاهد‭ ‬التى‭ ‬يظهر‭ ‬فيها‭ ‬الأشقاء‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬طعام‭ ‬وغذاء‭ ‬يندى‭ ‬لها‭ ‬جبين‭ ‬الإنسانية‭.. ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬ممارسات‭ ‬إجرامية‭ ‬لدولة‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيونى‭.. ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬يحظى‭ ‬بدعم‭ ‬وتأييد‭ ‬وتمويل‭ ‬دول‭ ‬كبرى‭ ‬توفر‭ ‬له‭ ‬الغطاء‭ ‬الشامل‭ ‬للاستمرار‭ ‬والمضى‭ ‬فى‭ ‬إجرامه‭ ‬من‭ (‬استخدام‭) ‬غير‭ ‬موضوعى‭ ‬ومزدوج‭ ‬المعايير‭ ‬لحق‭ ‬الـ«فيتو‮»‬‭ ‬للمرة‭ ‬الثالثة‭ ‬وآخرها‭ ‬وقف‭ ‬مشروع‭ ‬القرار‭ ‬الجزائرى‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬لأسباب‭ ‬إنسانية‭.. ‬وأيضاً‭ ‬دعم‭ ‬إسرائيل‭ ‬بـ14‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬إضافية‭ ‬لمواصلة‭ ‬آلة‭ ‬القتل‭ ‬والإبادة‭ ‬فى‭ ‬حق‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬باتت‭ ‬الأرقام‭ ‬فى‭ ‬أعداد‭ ‬الشهداء‭ ‬والمصابين‭ ‬مرعبة‭ ‬اقتربت‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬ألف‭ ‬شهيد‭ ‬وما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬مصاب‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬مفقود‭ ‬وتشريد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليونى‭ ‬فلسطينى‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتنافى‭ ‬مع‭ ‬مبادئ‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭.. ‬والقانون‭ ‬الدولى‭ ‬الإنساني‭.. ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬تدمير‭ ‬المستشفيات‭ ‬والقضاء‭ ‬التام‭ ‬على‭ ‬منظومة‭ ‬الصحة‭ ‬فى‭ ‬غزة‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬القتل‭ ‬والقصف‭ ‬وتدمير‭ ‬المخابز‭ ‬ومحطات‭ ‬المياه‭ ‬والكهرباء‭ ‬والمدارس‭ ‬وتحويل‭ ‬القطاع‭ ‬إلى‭ ‬مجرد‭ ‬أشلاء‭ ‬وأطلال‭ ‬وبيوت‭ ‬أشباح‭.. ‬وبات‭ ‬استهداف‭ ‬المستشفيات‭ ‬وسيارات‭ ‬الإسعاف‭ ‬وقنص‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬أمراً‭ ‬لا‭ ‬يحرك‭ ‬ساكناً‭ ‬لدى‭ ‬الداعمين‭ ‬والصامتين‭ ‬على‭ ‬الإجرام‭ ‬الصهيوني‭.‬

مصر‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬الهمجى‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬تقف‭ ‬موقفاً‭ ‬تاريخياً‭ ‬شريفاً‭ ‬واضحاً‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المسارات‭ ‬والأصعدة‭ ‬والاتجاهات‭.. ‬تواصل‭ ‬الليل‭ ‬بالنهار‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬انقاذ‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وقضيتهم‭ ‬من‭ ‬مؤامرة‭ ‬شيطانية‭ ‬حاكتها‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭.. ‬رفضت‭ ‬بوضوح‭ ‬وحسم‭ ‬محاولات‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والتهجير‭ ‬القسرى‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬خارج‭ ‬أراضيهم‭.. ‬وهى‭ ‬أهم‭ ‬وأبرز‭ ‬النقاط‭ ‬التى‭ ‬تحظى‭ ‬بجهود‭ ‬مصرية‭ ‬متواصلة‭.. ‬لأنها‭ ‬تدرك‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬نوايا‭ ‬شيطانية‭.. ‬ومخططات‭ ‬خبيثة‭ ‬لتصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭.. ‬وتهجير‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وطى‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بلا‭ ‬رجعة‭.. ‬وهى‭ ‬أساليب‭ ‬صهيونية‭ ‬معروفة‭ ‬ومكشوفة‭ ‬لذلك‭ ‬تتصدى‭ ‬مصر‭ ‬بحسم‭ ‬لمحاولات‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬كشف‭ ‬الجانب‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬عن‭ ‬نواياه‭ ‬الخبيثة‭ ‬علانية‭ ‬فى‭ ‬رفض‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬وإقامة‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المستقلة‭.. ‬

ومن‭ ‬أهم‭ ‬وأبرز‭ ‬النجاحات‭ ‬التى‭ ‬حققتها‭ ‬مصر‭ ‬هى‭ ‬تحويل‭ ‬مفاهيم‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬فى‭ ‬التعاطى‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وتغيير‭ ‬المواقف‭ ‬حيالها‭.. ‬حتى‭ ‬بات‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬وإقامة‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬مفهوماً‭ ‬راسخاً‭ ‬لدى‭ ‬العالم‭ ‬بأنه‭ ‬السبيل‭ ‬الأمثل‭ ‬والحل‭ ‬الوحيد‭.. ‬لإنهاء‭ ‬الصراع‭ ‬المتكرر‭ ‬والمتصاعد‭ ‬بين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والإسرائيليين‭ ‬والضمان‭ ‬أيضاً‭ ‬لأمن‭ ‬واستقرار‭ ‬وسلام‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.. ‬بل‭ ‬ان‭ ‬العالم‭ ‬أصبح‭ ‬على‭ ‬قناعة‭ ‬بأن‭ ‬الممارسات‭ ‬والانتهاكات‭ ‬والإجرام‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬يفوق‭ ‬ويتجاوز‭ ‬حدود‭ ‬العقل‭.. ‬ويضرب‭ ‬مبادئ‭ ‬القانون‭ ‬الدولى‭ ‬والإنسانى‭ ‬عرض‭ ‬الحائط‭.. ‬كما‭ ‬ان‭ ‬العالم‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬هول‭ ‬المجازر‭ ‬والمذابح‭ ‬والحصار‭ ‬والتجويع‭ ‬والإبادة‭ ‬التى‭ ‬يرتكبها‭ ‬جيش‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيونى‭ ‬فى‭ ‬حق‭ ‬الفلسطينيين‭.. ‬وهناك‭ ‬دول‭ ‬لها‭ ‬مواقف‭ ‬متصاعدة‭ ‬ضد‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬ولا‭ ‬يتوقف‭ ‬العالم‭ ‬عن‭ ‬المطالبة‭ ‬بانقاذ‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وانفاذ‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭.‬

مصر‭ ‬التى‭ ‬تتصدى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مواقف‭ ‬واضحة‭ ‬وثابتة‭ ‬ومحددة‭ ‬وشريفة‭ ‬لمحاولات‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وابتلاع‭ ‬الحقوق‭ ‬والأراضى‭ ‬الفلسطينية‭.. ‬ترفض‭ ‬بشكل‭ ‬قاطع‭ ‬وحازم‭ ‬اجبار‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬والتجويع‭ ‬والضغط‭ ‬عليهم‭ ‬للنزوح‭ ‬إلى‭ ‬الأراضى‭ ‬المصرية‭.. ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬عزم‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيونى‭ ‬وتهديده‭ ‬بتنفيذ‭ ‬هجوم‭ ‬برى‭ ‬واقتحام‭ ‬مدينة‭ ‬رفح‭ ‬الفلسطينية‭ ‬التى‭ ‬يعيش‭ ‬فيها‭ ‬1‭.‬4‭ ‬مليون‭ ‬نازح‭ ‬فلسطينى‭ ‬بما‭ ‬يؤكد‭ ‬المخطط‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬لتصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وتهجير‭ ‬وتشريد‭ ‬الفلسطينيين‭.. ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬توطينهم‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الأراضى‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬سيناء‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬اعتبرته‭ ‬مصر‭ (‬خطًا‭ ‬أحمر‭) ‬ومساساً‭ ‬بأمنها‭ ‬القومي‭.. ‬وإعلاناً‭ ‬واضحاً‭ ‬بتصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وإشعالاً‭ ‬لمنطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬بنذر‭ ‬حرب‭ ‬شاملة‭ ‬تطال‭ ‬الجميع‭ ‬دون‭ ‬استثناء‭.‬

دور‭ ‬مصر‭ ‬الواضح‭ ‬والمحدد‭ ‬والثابت‭ ‬والشريف‭ ‬لا‭ ‬يقبل‭ ‬المزايدة‭.. ‬فعلى‭ ‬مدار‭ ‬‮١٣٩‬‭ ‬يوماً‭ ‬لم‭ ‬تهدأ‭ ‬مصر‭ ‬وتبذل‭ ‬جهوداً‭ ‬متواصلة‭ ‬ومخلصة‭ ‬وفعالة‭ ‬ومؤثرة‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الأصعدة‭ ‬السياسية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬والدولية‭ ‬والإقليمية‭ ‬وإنسانياً‭.. ‬فقد‭ ‬بلغ‭ ‬حجم‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والإغاثية‭ ‬الذى‭ ‬دخل‭ ‬إلى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬142‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬مساعدات‭.. ‬ساهمت‭ ‬مصر‭ ‬وحدها‭ ‬بـ102‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬منها‭ ‬وجميع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬40‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬فقط‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يكشف‭ ‬عن‭ ‬حجم‭ ‬الدعم‭ ‬والموقف‭ ‬الشريف‭ ‬الذى‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬مصر‭ ‬لمساندة‭ ‬الحق‭ ‬الفلسطينى‭ ‬وانقاذ‭ ‬الأشقاء‭ ‬وتخفيف‭ ‬حجم‭ ‬الكارثة‭ ‬الإنسانية‭ ‬التى‭ ‬يتعرضون‭ ‬لها‭.. ‬

كما‭ ‬ان‭ ‬مصر‭ ‬لا‭ ‬تتوانى‭ ‬عن‭ ‬كشف‭ ‬تفاصيل‭ ‬الانتهاكات‭ ‬والسياسات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬حق‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭  ‬أو‭ ‬حقوق‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬المشروعة‭ ‬أو‭ ‬الممارسات‭ ‬الصهيونية‭ ‬التى‭ ‬تخالف‭ ‬مبادئ‭ ‬القانون‭ ‬الدولى‭ ‬والقانون‭ ‬الدولى‭ ‬الإنسانى‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬مثل‭ ‬الاستيطان‭ ‬حيث‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬المستوطنين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬700‭ ‬ألف‭ ‬مستوطن‭

.. ‬كما‭ ‬ان‭ ‬انتهاكات‭ ‬إسرائيل‭ ‬كقوة‭ ‬احتلال‭ ‬تتنافى‭ ‬تماماً‭ ‬مع‭ ‬مبادئ‭ ‬القانون‭ ‬الدولى‭ ‬فى‭ ‬اجبار‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وباستخدام‭ ‬القوة‭ ‬على‭ ‬ترك‭ ‬أراضيهم‭.. ‬ومحاولات‭ ‬إسرائيل‭ ‬إحداث‭ ‬تغيير‭ ‬ديموجرافى‭ ‬فى‭ ‬الأراضى‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والمحاولات‭ ‬المستمرة‭ ‬لتغيير‭ ‬الوضع‭ ‬الفلسطينى‭ ‬القائم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الاحتلال‭ ‬الذى‭ ‬دام‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭.‬

قلت‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬ايحاء‭ ‬بوجود‭ ‬خلافات‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬مخطط‭ ‬ومرسوم‭ ‬وتمثيلية‭ ‬هزلية‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬تقسيم‭ ‬وتوزيع‭ ‬الأدوار‭.. ‬ خاصة‭ ‬وان‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تخشى‭ ‬من‭ ‬خطورة‭ ‬الدعم‭ ‬المفرط‭ ‬لإجرام‭ ‬إسرائيل‭ ‬وتأثيراته‭ ‬على‭ ‬الرأى‭ ‬العام‭ ‬الأمريكي‭.. ‬واقتراب‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬الأمريكية‭ ‬نهاية‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬ولمست‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بالفعل‭ ‬تأثيرات‭ ‬الدعم‭ ‬لإسرائيل‭ ‬والتأييد‭ ‬لإجرامها‭ ‬بتراجع‭ ‬فرص‭ ‬الرئيس‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭.. ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬يكشف‭ ‬عبثية‭ ‬الخلافات‭ ‬المزعومة‭ ‬بين‭ ‬واشنطن‭ ‬وتل‭ ‬أبيب‭ ‬هو‭ ‬الدعم‭ ‬المطلق‭ ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬يتوقف‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬دعم‭ ‬إضافى‭ ‬يقدر‭ ‬بـ14‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬أو‭ ‬اجهاض‭ ‬مشروع‭ ‬القرار‭ ‬الجزائرى‭ ‬لوقف‭ ‬الحرب‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬لأسباب‭ ‬إنسانية‭.. ‬وأيضاً‭ ‬الدعم‭ ‬العسكرى‭ ‬فى‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬لحماية‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬التى‭ ‬تشنها‭ ‬إسرائيل‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بل‭ ‬والتدخل‭ ‬عسكرياً‭ ‬ضد‭ ‬أى‭ ‬عناصر‭ ‬تهدد‭ ‬أمن‭ ‬إسرائيل‭.‬

مصر‭ ‬أعلنت‭ ‬عن‭ ‬أسفها‭ ‬البالغ‭ ‬ورفضها‭ ‬لتكرار‭ ‬عجز‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬عن‭ ‬إصدار‭ ‬قرار‭ ‬بوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬فى‭ ‬غزة‭.. ‬وذلك‭ ‬تعليقاً‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬‮"الفيتو" ‬لوقف‭ ‬مشروع‭ ‬القرار‭ ‬الجزائرى‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬فى‭ ‬غزة‭ ‬لأسباب‭ ‬إنسانية‭.. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يبرز‭ ‬الجهود‭ ‬العربية‭ ‬المكثفة‭ ‬لوقف‭ ‬العدوان‭.. ‬ويعد‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬مندوب‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬بعدم‭ ‬شرعية‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬وان‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬مكان‭ ‬للموت‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجسد‭ ‬التعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬العربى‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬والجهود‭ ‬المتواصلة‭ ‬لانقاذ‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطينى‭ ‬وقضيته‭.. ‬كما‭ ‬جاءت‭ ‬مرافعة‭ ‬المندوب‭ ‬الفلسطينى‭ ‬جامعة‭ ‬وشاملة‭ ‬وكشفت‭ ‬وفضحت‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬لمبادئ‭ ‬القانون‭ ‬الدولى‭ ‬والممارسات‭ ‬الإجرامية‭ ‬فى‭ ‬حق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭.‬

فى‭ ‬بيان‭ ‬الخارجية‭ ‬المصرية‭ ‬حول‭ ‬عجز‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬عن‭ ‬إصدار‭ ‬قرار‭ ‬يقضى‭ ‬بالوقف‭ ‬الفورى‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬استخدام‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لحق‭ ‬النقض‭ ‬للمرة‭ ‬الثالثة‭ ‬جاء‭ ‬شامخاً‭ ‬مليئاً‭ ‬بالحقائق‭ ‬وكشف‭ ‬عن‭ ‬عجز‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬عن‭ ‬ايقاف‭ ‬الحرب‭ ‬رغم‭ ‬سقوط‭ ‬30‭ ‬ألف‭ ‬مدنى‭ ‬معظمهم‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال‭ ‬مما‭ ‬يعد‭ ‬سابقة‭ ‬مشينة‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬تعامل‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬مع‭ ‬النزاعات‭ ‬المسلحة‭ ‬والحروب‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬التاريخ‭ ‬يترتب‭ ‬عليه‭ ‬المسئولية‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والإنسانية‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬سقوط‭ ‬الضحايا‭ ‬المدنيين‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬انتقائية‭ ‬وازدواجية‭ ‬فى‭ ‬معايير‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الحروب‭ ‬والنزاعات‭ ‬المسلحة‭ ‬فى‭ ‬مناطق‭ ‬مختلفة‭ ‬فى‭ ‬العالم‭.. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬قمة‭ ‬الشموخ‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬اتخاذ‭ ‬المواقف‭ ‬دفاعاً‭ ‬عن‭ ‬الحقوق‭ ‬المشروعة‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭.. ‬وأيضاً‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطينى‭ ‬الشقيق‭.‬

قدمت‭ ‬مصر‭ ‬بالأمس‭ ‬مذكرتين‭ ‬ومرافعة‭ ‬شفهية‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬حول‭ ‬الانتهاكات‭ ‬والسياسات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الواضحة‭ ‬للقانون‭ ‬الدولى‭ ‬والقانون‭ ‬الدولى‭ ‬الإنسانى‭ ‬وما‭ ‬ترتكبه‭ ‬إسرائيل‭ ‬فى‭ ‬حق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطينى‭ ‬فى‭ ‬أطول‭ ‬احتلال‭ ‬امتد‭ ‬لعقود‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬انتهاكات‭ ‬واغتصاب‭ ‬للأراضى‭ ‬دون‭ ‬وجه‭ ‬حق‭.. ‬وتوسع‭ ‬فى‭ ‬الاستيطان‭ ‬وعدم‭ ‬منح‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬مبدأ‭ ‬حق‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭.. ‬وقتل‭ ‬وتجويع‭ ‬وحصار‭ ‬وإبادة‭.. ‬حتى‭ ‬وصل‭ ‬التصعيد‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬فاقت‭ ‬كل‭ ‬الحدود‭ ‬الإنسانية‭ ‬والقانونية‭ ‬الدولية‭.. ‬وتعد‭ ‬هذه‭ ‬المرافعة‭ ‬التاريخية‭ ‬التى‭ ‬قدمتها‭ ‬لمصر‭ ‬دعماً‭ ‬إضافياً‭ ‬لمساندة‭ ‬الحق‭ ‬الفلسطيني‭.. ‬يضاف‭ ‬إلى‭ ‬مجهودات‭ ‬سابقة‭ ‬كثيرة‭ ‬قدمتها‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الأصعدة‭ ‬والمسارات‭ ‬لتعريف‭ ‬العالم‭ ‬بالكارثة‭ ‬الإنسانية‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وكشف‭ ‬وفضح‭ ‬السياسات‭ ‬والممارسات‭ ‬والانتهاكات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطينى‭ ‬ومحاولات‭ ‬تصفية‭ ‬وطمس‭ ‬قضيته‭ ‬واغتصاب‭ ‬أراضيه‭ ‬وتغيير‭ ‬ملامح‭ ‬الوضع‭ ‬القائم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬فرض‭ ‬أمر‭ ‬واقع‭ ‬باستخدام‭ ‬القوة‭ ‬المفرطة‭.‬

جاءت‭ ‬مرافعة‭ ‬مصر‭ ‬أمام‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬تجسيداً‭ ‬لإدراك‭ ‬وجهد‭ ‬مصر‭ ‬وتوثيقها‭ ‬للانتهاكات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المخالفة‭ ‬لمبادئ‭ ‬القانون‭ ‬الدولى‭ ‬والقانون‭ ‬الدولى‭ ‬الإنسانى‭.. ‬وعكست‭ ‬جهداً‭ ‬كبيراً‭ ‬واستثنائياً‭ ‬فى‭ ‬الإعداد‭ ‬والتجهيز‭ ‬لهذه‭ ‬المرافعة‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يساهم‭ ‬بشكل‭ ‬فعال‭ ‬فى‭ ‬تشكيل‭ ‬رؤية‭ ‬عالمية‭ ‬حول‭ ‬جرائم‭ ‬وانتهاكات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عقود‭ ‬طويلة‭ ‬نهاية‭ ‬بالعدوان‭ ‬الوحشى‭ ‬الحالى‭ ‬الذى‭ ‬مازال‭ ‬يحصد‭ ‬أرواح‭ ‬الأبرياء‭ ‬والمدنيين‭ ‬والأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬فى‭ ‬حرب‭ ‬إبادة‭ ‬كاملة‭ ‬ومن‭ ‬تجويع‭ ‬وحصار‭ ‬وتشريد‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬مليونى‭ ‬فلسطينى‭ ‬وتهجير‭ ‬لشعب‭ ‬بالكامل‭ ‬يعيش‭ ‬على‭ ‬أرضه‭ ‬التى‭ ‬تغتصب‭ ‬باستخدام‭ ‬القوة‭.. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬وجود‭ ‬فرصة‭ ‬سانحة‭ ‬لاستصدار‭ ‬فتوى‭ ‬من‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬تتسم‭ ‬بالشمولية‭ ‬والتكامل‭ ‬حول‭ ‬ممارسات‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬بعد‭ ‬آخر‭ ‬فتوى‭ ‬عن‭ ‬الجدار‭ ‬العازل‭ ‬قبل‭ ‬20‭ ‬عاماً‭ ‬والتى‭ ‬طالبت‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬بتفكيكه‭ ‬وأكدت‭ ‬انه‭ ‬مخالف‭ ‬للقانون‭ ‬الدولى‭.‬

جهود‭ ‬مصر‭ ‬المتواصلة‭ ‬لنصرة‭ ‬الحق‭ ‬الفلسطينى‭ ‬ووقف‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬تأتى‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬عادل‭ ‬لتوثيق‭ ‬رؤية‭ ‬مصر‭ ‬للحقوق‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والتأكيد‭ ‬على‭ ‬مسئولية‭ ‬إسرائيل‭ ‬كقوة‭ ‬احتلال‭ ‬عن‭ ‬كافة‭ ‬الممارسات‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭ ‬من‭ ‬استيطان‭ ‬وتهجير‭ ‬وتشريد‭ ‬واضطهاد‭ ‬وتمييز‭ ‬وتضع‭ ‬العالم‭ ‬أمام‭ ‬مسئولياته‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭.. ‬كما‭ ‬أكدت‭ ‬المرافعة‭ ‬المصرية‭ ‬ان‭ ‬الجهود‭ ‬المصرية‭ ‬العديدة‭ ‬والمتنوعة‭ ‬وعلى‭ ‬كافة‭ ‬الأصعدة‭ ‬والمسارات‭ ‬تتسق‭ ‬مع‭ ‬دورها‭ ‬وموقفها‭ ‬التاريخى‭ ‬الداعم‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭.‬

مرافعة‭ ‬مصر‭ ‬بالأمس‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬جاءت‭ ‬شاملة‭ ‬مؤكدة‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬النقاط‭ ‬أبرزها‭ ‬منع‭ ‬إسرائيل‭ ‬كقوة‭ ‬احتلال‭ ‬ان‭ ‬ينال‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬حق‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭ ‬وان‭ ‬الاحتلال‭ ‬الممتد‭ ‬لعقود‭ ‬طويلة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يتسق‭ ‬مع‭ ‬مبادئ‭ ‬القانون‭ ‬الدولى‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬استخدام‭ ‬القوة‭ ‬المفرطة‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬السكان‭ ‬الأصليين‭ ‬أصحاب‭ ‬الأرض‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬أراضى‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

‭>‬‭ ‬المرافعة‭ ‬التاريخية‭ ‬لمصر‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬أكدت‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬النقاط‭ ‬التى‭ ‬كشفت‭ ‬بالحقائق‭ ‬والأدلة‭ ‬والأسانيد‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المخالفة‭ ‬لمبادئ‭ ‬القانون‭ ‬الدولى‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭.. ‬فالاحتلال‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬وسياسة‭ ‬الأمر‭ ‬الواقع‭ ‬غير‭ ‬قانونية‭.. ‬وغير‭ ‬شرعية‭ ‬وخطيرة‭ ‬جداً‭.‬

‭>‬‭ ‬استمرار‭ ‬إسرائيل‭ ‬فى‭ ‬السياسات‭ ‬التشريدية‭ ‬والتهجيرية‭ ‬بحق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطينى‭ ‬الحصار‭ ‬والتجويع‭ ‬ومنع‭ ‬وصول‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬إلى‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬عمل‭ ‬غير‭ ‬إنسانى‭ ‬وغير‭ ‬قانونى‭ ‬والأدهى‭ ‬والأخطر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬تخطيط‭ ‬إسرائيل‭ ‬لاقتحام‭ ‬رفح‭ ‬الفلسطينية‭ ‬التى‭ ‬يعيش‭ ‬بها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬1‭.‬4‭ ‬مليون‭ ‬فلسطينى‭.. ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قتلت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬ألف‭ ‬فلسطينى‭ ‬وأصابت‭ ‬الآلاف‭.. ‬وهناك‭ ‬مفقودون‭ ‬تحت‭ ‬الدمار‭ ‬بعشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬وتشريد‭ ‬مليونى‭ ‬فلسطينى‭ ‬فى‭ ‬انتهاك‭ ‬واضح‭ ‬للقانون‭ ‬الدولى‭.. ‬وشددت‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬وقف‭ ‬السياسات‭ ‬والممارسات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬فى‭ ‬الأراضى‭ ‬الفلسطينية‭ ‬لأنها‭ ‬غير‭ ‬قانونية‭.‬

‭>‬‭ ‬وكشفت‭ ‬المرافعة‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬شرعية‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬للأراضى‭ ‬الفلسطينية‭ ‬واغتصابها‭ ‬أو‭ ‬الاستيلاء‭ ‬عليها‭ ‬وعدم‭ ‬شرعية‭ ‬الاستيطان‭ ‬والتمييز‭ ‬العنصرى‭ ‬ومشددة‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬القرارات‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬الضم‭ ‬والإجراءات‭ ‬عن‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬والجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬تؤكد‭ ‬عدم‭ ‬شرعية‭ ‬وقانونية‭ ‬المستوطنات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬وعملية‭ ‬الضم‭ ‬والإجراءات‭ ‬التى‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬إسرائيل‭ ‬لتغيير‭ ‬شخصية‭ ‬ووضع‭ ‬مدينة‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭ ‬وان‭ ‬الدولة‭ ‬المحتلة‭ ‬يحظر‭ ‬عليها‭ ‬تغيير‭ ‬الوضع‭ ‬القائم‭ ‬فى‭ ‬الأراضى‭ ‬التى‭ ‬تحتلها‭ ‬وتمنع‭ ‬من‭ ‬ضم‭ ‬أى‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الأراضي‭.‬

المرافعة‭ ‬المصرية‭ ‬الشفهية‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬المذكرات‭ ‬التى‭ ‬تقدمت‭ ‬بها‭ ‬مصر‭.. ‬كشفت‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬ومحدد‭ ‬وفضحت‭ ‬الانتهاكات‭ ‬والممارسات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬التى‭ ‬خالفت‭ ‬مبادئ‭ ‬القانون‭ ‬الدولى‭ ‬والإنسانى‭.. ‬وإضافة‭ ‬قوية‭ ‬لدورها‭ ‬وجهودها‭ ‬المتواصلة‭.. ‬وسباقها‭ ‬مع‭ ‬الزمن‭ ‬لمحاصرة‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬دولياً‭.. ‬وتقديم‭ ‬الدعم‭ ‬المتعدد‭ ‬للأشقاء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬عبر‭ ‬مسارات‭ ‬كثيرة‭.. ‬خاصة‭ ‬الجانب‭ ‬الإنساني‭.. ‬والسعى‭ ‬الدءوب‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.‬

‭> ‬حالة‭ ‬العربدة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المستمرة‭ ‬والانتهاكات‭ ‬الصارخة‭ ‬لمبادئ‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭.. ‬بدعم‭ ‬وتأييد‭ ‬من‭ ‬قوى‭ ‬كبرى‭ ‬تؤدى‭ ‬إلى‭ ‬انعدام‭ ‬المصداقية‭ ‬والثقة‭ ‬فى‭ ‬المؤسسات‭ ‬والمنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬وان‭ ‬ما‭ ‬ترتكبه‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬حرب‭ ‬إبادة‭ ‬ومجازر‭ ‬ومذابح‭ ‬وتجويع‭ ‬وحصار‭ ‬وإفراط‭ ‬فى‭ ‬استخدام‭ ‬القوة‭ ‬يؤدى‭ ‬إلى‭ ‬ترسيخ‭ ‬سياسات‭ ‬الغاب‭ ‬وتغييب‭ ‬المبادئ‭ ‬والقواعد‭ ‬والقوانين‭ ‬الدولية‭ ‬والإنسانية‭ ‬ويرسخ‭ ‬ثقافة‭ ‬الاحتلال‭ ‬والاستيطان‭ ‬والتشريد‭ ‬والتهجير‭ ‬والقتل‭ ‬وسفك‭ ‬الدماء‭ ‬وقنص‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭.. ‬فنحن‭ ‬أمام‭ ‬أطول‭ ‬احتلال‭ ‬فى‭ ‬التاريخ‭ ‬هو‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬للأراضى‭ ‬الفلسطينية‭.. ‬وان‭ ‬الجرائم‭ ‬الوحشية‭ ‬وانتهاكات‭ ‬إسرائيل‭ ‬للقانون‭ ‬الدولى‭ ‬منذ‭ ‬1967‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ومجلس‭ ‬الأمن‭ ‬والقانون‭ ‬الدولى‭ ‬والإنسانى‭ ‬منتهية‭ ‬الصلاحية‭ ‬ولا‭ ‬تخدم‭ ‬أمن‭ ‬وسلام‭ ‬وعدل‭ ‬واستقرار‭ ‬العالم‭.. ‬بل‭ ‬ان‭ ‬ازدواجية‭ ‬المعايير‭ ‬والانحياز‭ ‬للقتل‭ ‬ودعم‭ ‬حروب‭ ‬الإبادة‭ ‬هى‭ ‬شرارة‭ ‬ومسمار‭ ‬فى‭ ‬نعش‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭.‬

‭> ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يستطيع‭ ‬المزايدة‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬مصر‭ ‬الواضح‭ ‬والمحدد‭ ‬والثابت‭ ‬والشريف‭.. ‬الذى‭ ‬يجسد‭ ‬التاريخ‭ ‬والحاضر‭.. ‬فما‭ ‬تقدمه‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬ومساعدات‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المسارات‭ ‬والأصعدة‭ ‬هو‭ ‬دور‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬أحد‭ ‬القيام‭ ‬به‭ ‬إلا‭ ‬مصر‭ ‬التى‭ ‬قدمت‭ ‬تضحيات‭ ‬وجهوداً‭ ‬ودعماً‭ ‬ومساندة‭ ‬لحقوق‭ ‬الأشقاء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬المشروعة‭.. ‬لذلك‭ ‬فالمتاجرات‭ ‬والمزايدات‭ ‬والشعارات‭ ‬التى‭ ‬يطلقها‭ ‬المرتزقة‭ ‬والعملاء‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تجدى‭ ‬نفعاً‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬تنامى‭ ‬الوعى‭ ‬الحقيقى‭ ‬بما‭ ‬تقدمه‭ ‬مصر‭ ‬لقضايا‭ ‬أمتها‭ ‬العربية‭ ‬وفى‭ ‬القلب‭ ‬منها‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭.. ‬والتى‭ ‬تمس‭ ‬أمنها‭ ‬القومى‭ ‬وحاضرها‭ ‬ومستقبلها‭ ‬وهى‭ ‬محل‭ ‬الاهتمام‭ ‬للدولة‭ ‬المصرية‭ ‬وقيادتها‭ ‬الوطنية‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تدخر‭ ‬جهداً‭ ‬وتسابق‭ ‬الزمن‭ ‬لانقاذ‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬قضيتهم‭ ‬والتخفيف‭ ‬من‭ ‬معاناتهم‭.. ‬وشعب‭ ‬يضحى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬نصرة‭ ‬الأشقاء‭ ‬ويعطى‭ ‬بلا‭ ‬حدود‭ ‬بصدق‭ ‬وشرف‭.‬

الأداء‭ ‬المتميز‭ ‬للدكتورة‭ ‬ياسمين‭ ‬موسى‭ ‬المستشارة‭ ‬القانونية‭ ‬بوزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬يليق‭ ‬بعظمة‭ ‬الدولة‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬المصرية‭ ‬ويؤكد‭ ‬أنها‭ ‬غنية‭ ‬بأبنائها‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الكفاءات‭ ‬والقدرات‭ ‬الاستثنائية،‭ ‬فقد‭ ‬تحدثت‭ ‬بترتيب‭ ‬وتنظيم‭ ‬ومنطق‭ ‬وبحضور‭ ‬وكفاءة‭ ‬وتمكن‭.. ‬هذه‭ ‬هى‭ ‬مصر‭ ‬وهؤلاء‭ ‬هم‭ ‬أبناؤها،‭ ‬فى‭ ‬وطن‭ ‬عظيم‭ ‬لا‭ ‬يبخل‭ ‬على‭ ‬أمته‭ ‬بأى‭ ‬جهد‭ ‬أو‭ ‬عطاء‭ ‬نصرة‭ ‬للحق‭ ‬والشرعية‭.‬
تحيا مصر

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية