تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
لا تهاون ولا تفريط
الأمن القومى المصرى خط أحمر.. لا يعرف العواطف.. أو الشعارات.. فمصالح وسيادة الدول أهم ما تملك.. فهى قضية بقاء ووجود
لا تهاون ولا تفريط
لا أحد يستطيع المزايدة على دور مصر فى القضية الفلسطينية على مدار عقود طويلة ودفعت ثمناً باهظاً من أرواح ودماء أبنائها.. وتكلفة باهظة من مواردها وتقدمها وخاضت حروباً من أجل نصرة الحق الفلسطينى وأن ينال الشعب الشقيق حقوقه المشروعة.. ومازالت مصر تولى القضية الفلسطينية اهتماماً محورياً من خلال الحوارات والاتصالات واللقاءات مع الشركاء الدوليين أو فى اللقاءات الثنائية والمحافل الدولية وتبذل جهوداً مكثفة من أجل التسوية السلمية الشاملة والعادلة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.. وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.. ولا تدخر جهداً فى دعم الأشقاء من أجل حل أزماتهم وتوحيد الصف الفلسطينى وإنهاء حالة الانقسام واستضافت عشرات الاجتماعات من أجل تحقيق اللحمة وتوحيد الكلمة الفلسطينية من أجل نيل حقوق الأشقاء المشروعة ونجاح مصر المتكرر فى إنهاء المعاناة الفلسطينية والتهدئة وايقاف اطلاق النار بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى وأصبحت القاهرة صاحبة الدور والثقل فى المنطقة.. ويعول عليها العالم فى أمنها واستقرارها.. ولعل الأحداث الأخيرة والمتصاعدة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى التى تنذر بعواقب وخيمة وكارثية على المنطقة.. بل وعلى السلم والأمن الإقليمى والدولي.
الحفاظ على الأوطان.. وبقائها ووجودها وأمنها القومي.. لا يتأتى من خلال الكلام والشعارات.. ولكن بامتلاك الإرادة والرؤية وتقديرات المواقف الدقيقة.. التى تبنى على أسس موضوعية وواقعية صحيحة تؤتى ثمارها.. ولا تدفع هذه القضايا التاريخية والوطنية إلى أتون الضياع.. لذلك فإن كل إجراء تقدم عليه الدول فى هذا الشأن والإطار يجب أن يكون بعيداً عن الحماسيات والعواطف.. ولكن يتم بناء على حسابات دقيقة ومحسوبة بميزان الذهب خاصة أنها تتعلق بمصير القضية والحقوق والنضال من أجل نيل الحقوق المشروعة.. ولا يمكن الإقدام أو المجازفة بمغامرات تتسبب فى ضياع الحقوق.. وبناء رؤية دولية ليست فى صالح القضية.. وتأتى بانعكاسات سلبية وربما كارثية على هذه الحقوق المشروعة.. أو يتسبب الإجراء غير المحسوب بناء على تقديرات موقف وحسابات دقيقة وموضوعية وواقعية فى تبرير إجراءات مضادة تزيد الطين بلة وتؤدى إلى تفاقم الكارثة.. وتضعف الأمل فى الوصول إلى الأهداف.. بل تتسبب فى انعكاسات خطيرة على المنطقة وعلى دول الجوار.. بل وعلى الشعب نفسه بتفاقم معاناته وازهاق أرواح الآلاف من الأبرياء وخسائر كارثية على كافة الأصعدة.
حديث العقل والمنطق والواقع يفرض علينا أن نتحدث بعيداً عن لغة العواطف التى لا تغيب عنا جميعاً نحن المصريين ولنا ماض وحاضر ومستقبل لا يقبل المزايدة.. ومع إقرارنا أن الشعب الفلسطينى الشقيق تعرض لموجات من العنف والظلم والتنكيل وإزدواجية المعايير.. والممارسات البربرية والوحشية من قوات الاحتلال والتوسع الاستيطانى وانتهاك المقدسات والإسراف والإفراط فى سياسات الاعتقال.. قل ما تشاء ونحن نقر بذلك.. لكن فى ذات الوقت كانت هناك مسارات بل وضغوط دولية مكثفة لإيقاف هذه الممارسات والضرب بالقرارات والمواثيق والأعراف الدولية عرض الحائط.. وهناك أيضاً جهود واتصالات مكثفة.. القاهرة هى الطرف المحورى فيها من أجل استئناف عملية السلام والوصول إلى تسوية سلمية وحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين ولكن مع إقرارنا بما يتعرض له الأشقاء فى فلسطين.. من ممارسات غير إنسانية وغير قانونية من السلطة القائمة بالاحتلال وتجاوزها لكثير من المعايير الإنسانية والدولية والأممية.. وازدواجية المعايير.
والسؤال هنا ما جدوى العمليات العسكرية التى نفذتها الكتائب الفلسطينية فى غزة.. وهنا أطرح مجموعة من التساؤلات المهمة:
أولاً: هل تم حساب النتائج والعواقب والانعكاسات لهذه العمليات التى استهدفت العمق الإسرائيلى بنجاح على الأشقاء من أهالى غزة وما الإجراءات العنيفة التى تتخذها قوات الاحتلال من قتل وتدمير للبنية التحتية والأساسية.. والدماء والأرواح التى تسقط وهو ما يبدو الآن على أرض الواقع من مآس وكوارث ومعاناة إنسانية.. وبعد تشديد الحصار الإسرائيلى الشامل على قطاع غزة الذى يمنع عنها كل ما من شأنه يوفر سبل الحياة للمواطنين الفلسطينيين.. وفى ظل هذا القصف المستمر والمتواصل والعنيف.. أين سيذهب الأشقاء من المواطنين العزل فى القطاع.. أعتقد أن النتائج واضحة على أرض الواقع الآن.
ثانياً: هل الكتائب التى نفذت الهجوم على العمق والأراضى الفلسطينية قادرة على الحفاظ على الأرض التى استولت عليها وهل تمتلك هذه القدرة.. خاصة أن أى حرب يمكن أن يخوضها طرف لابد أن تكون هناك قوة ضارية تشل يد الطرف الآخر من خلال تدمير مراكز سيطرته ومطاراته.. وقواعد ونظم دفاعه الجوى وإسكات نيرانه.. حتى يمكننا القول إنه أصبح عاجزاً أو ضعيفاً عن رد الفعل.. وقدرة الطرف المهاجم على فرض واقع يجبر فيه عدوه على رد فعل عنيف.. أو تقويض وإضعاف رد الفعل المتوقع.. الحقيقة أن هذه الأمور ما كان يمكن أن يتحقق.
ثالثاً: ما رد الفعل الدولى والإقليمى حيال هذا الهجوم.. هل أضاف للقضية الفلسطينية أم انه أفقدها حتى بعض المواقف التى تبدو أقرب إلى التوازن.. وزاد من عنف المواقف المنحازة لقوات الاحتلال.. بل وجعل قوى كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية تحرك أسطولها وحاملة طائراتها وإقامة جسر جوى لمساعدة ودعم قوات الاحتلال بالسلاح والمال وظهور نوايا ومخططات لم تكن أمامها فرصة للتنفيذ لكن الهجوم المفاجئ.. نشط آلة هذه المخططات وهو ما يلحق الضرر بالقضية الفلسطينية والأوضاع فى غزة.. وله انعكاسات وتأثيرات وضغوط على دول الجوار.. بالإضافة إلى المواقف الغريبة التى أعلنت بشكل صارخ انحيازها ودعمها لإسرائيل.
رابعاً: نحن أمام مخطط خبيث وشيطانى يحاولون تنفيذه على مدار عقود.. لكنهم يحلمون الآن بتنفيذه فى ظل تداعيات الهجوم الذى تم خلال الأيام الأربعة الماضية على العمق الإسرائيلي.. ودعونى أكن أكثر وضوحاً من خلال طرح التساؤلات الآتية:
> هذا الحصار المحكم على المواطنين الفلسطينيين فى قطاع غزة.. وتواصل القصف الجوى المكثف.. وقتل وإزهاق الأرواح وسقوط الضحايا وهدم المنازل وتدمير البنية التحتية والأساسية فى القطاع.. السؤال هنا أين سيذهب المواطنون فى غزة بطبيعة الحال محاولات للنزوح إلى الحدود المصرية وهنا تتحقق الأهداف الخبيثة لقوى الشر التى سعت لها على مدار عقود وهو ما تردد فى الأيام الأخيرة عن مطالبة أهالى غزة بمغادرة القطاع وتفريغه من مواطنيه.. وهو ما سيضع غزة على طبق من الذهب أمام إسرائيل وتتحقق الأهداف الشيطانية فى التخلص منهم على حساب سيناء كما كانوا يخططون وفى هذا النزوح الفلسطينى إلى الأراضى المصرية فى سيناء وهو ما رفضه الرئيس محمد حسنى مبارك بشكل قاطع عندما عرض عليه نتنياهو الحصول على جزء من سيناء لتوطين الفلسطينيين فيه.. وحينها قال لا يوجد مواطن مصرى يملك أن يتنازل عن شبر واحد من أرض مصر.
وطالبه «أى مبارك» بعدم الحديث فى هذا الأمر مرة أخري.. وما كشفه الرئيس محمود عباس أبومازن انه تلقى عرضاً بالحصول على جزء من سيناء لتوطين الفلسطينيين مقابل ان تحصل مصر على جزء من صحراء النقب.. وهو العرض الذى وافق عليه الرئيس المعزول محمد مرسى وجماعة الإخوان العميلة والخائنة والمتآمرة على مصر.. وهو ما نشرته صحيفة فورين بوليس الأمريكية القريبة من صناع القرار.. بان جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى الأسبق حمل عرضاًللمعزول والعميل محمد مرسى بأن يوافق على التنازل عن جزء من سيناء لتوطين الفلسطينيين مقابل التنازل عن ديون مصر ودعمته بعض القوى الدولية والإقليمية.. ونفس العرض الشيطانى عرض لكن لدينا قيادة سياسية وطنية شريفة تصدت لذلك بحسم وشجاعة وشرف ووطنية.. لذلك طهرت وحررت مصر سيناء من الإرهاب واستعادت كامل الأمن والاستقرار وتبنت ونفذت أكبر عملية بناء وتنمية فى سيناء أنفقت عليها الدولة 650 مليار جنيه وهناك مشروعات ورؤية لتنمية شمال ووسط سيناء بتكلفة 300 مليار جنيه.. من هنا سيناء سوف تكون مؤمنة بالقوة والقدرة والبناء والتنمية وتكون مركزاً لجذب الاستثمارات وقلعة للصناعة الوطنية وجزءاً من قدرات مصر فى مجال التجارة العالمية واللوجستيات وشبكة طرق متعددة وأنفاق تربطها بالجسد المصرى فى مدن القناة ومحافظات الجمهورية.. وسرعة الوصول والانتقال إليها وجعلها مليئة بالبشر والاستثمارات والنشاط التجارى والصناعى والزراعى من هنا أصيبت قوى الشر والشيطان بالجنون وأحبطت مخططاتها وصفدت أمامها الأبواب وسدت الثغرات.
لذلك فإن فكرة النزوح إلى الحدود المصرية ومحاولات الضغط على مصر لعبور الفلسطينيين إلى سيناء.. وبالتالى فكرة الشيطان فى توطين الفلسطينيين فيها تؤدى إلى أمور خطيرة.
>> تهديد مباشر وحقيقى للأمن القومى المصري.. فإذا كانت مصر وشعبها أكثر الداعمين للحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى بكل الآليات والأساليب والجهود المتواصلة لكن فى ذات الوقت لا يمكن ان تكون مصدراً للخطر والضرر الجسيم على أمننا القومي.
>> ان هناك مخططات شيطانية تسعى لفرض الأمر الواقع على مصر من خلال توطين الفلسطينيين فى سيناء من خلال الضغط الرهيب على غزة بالحصار والقصف الجوى المتواصل وربما الاجتياح البرى لكن هذا الأمر لن يفلح.. ولن يتحقق وغير مقبول تماماً.. ولن يستطيع أحد ان يفرض أمراً واقعاً على مصر طبقاً لما يدور فى عقل الشيطان الذى يضع الذرائع والحجج لتدخله لصالح قوات الاحتلال والافراط فى الدعم المختلف لعملياتها العسكرية فى قطاع غزة.. وهو هدف واضح ومفهوم.. لذلك أقول ان الهدف مصر.. والهدف سيناء.. لذلك لابد ان يفهم كل مواطن مصرى ويعى خطورة ما يحاك لمصر وسيناء.. ولا تحكمه العواطف والحماسيات فلا أحد يزايد علينا بمواقفنا وتضحياتنا وانحيازنا للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى المشروعة لكن فى ذات الوقت لا يمكن ان يصاب أمننا القومى بالضرر الداهم.. ولا يمكن ان تتحقق مخططات الشيطان على حساب مصر وهى التى رفضته بشموخ وكبرياء وشرف على مدار عقود.. سواء فى الماضى أو الحاضر.
والسؤال هنا.. إذا استجبنا لأصحاب العواطف والشعارات والحماسيات بالموافقة على النزوح من يتحمل فاتورة وتداعيات أى عمل ضد إسرائيل.. ألن يقال ان مصر تتحمل ذلك فى ساعتها.. لن يقولوا من نفذ.. وما خطورة وتداعيات توطين الفلسطينيين على الأمن القومى المصري.
>> مغادرة الفلسطينيين لأراضيهم وتركهم لقطاع غزة ونزوحهم للحدود المصرية أو افتراضية الموافقة على توطينهم فى سيناء و هذا مستحيل تماماً بل المستحيل بعينه.. هو قتل نهائى وإجهاز على القضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين المشروعة ولن يكون بامكانهم الحديث عن دولة أو حقوق مشروعة وساعتها سنقول ان القضية الفلسطينية قد قبرت وماتت وهو ما لا ترضاه على الاطلاق.. مصر الشريفة ولا حتى الشرفاء فى فلسطين لذلك أقول ان الهدف مصر.. والمؤامرة عليها مازالت حاضرة والمخططات لم تنته والسيناريوهات القديمة عادت لتنشط بسبب حسابات وتقديرات موقف غير دقيقة وعدم البحث فى النتائج الكارثية على القضية الفلسطينية والشعب الفلسطينى والذى تزيد معاناته.. بعد هذا الهجوم الذى أضر بالقضية ولم يضف إليها والمستفيد الوحيد سياسياً وواقعياً هى قوات الاحتلال ومعسكر الشر.
مصر تتابع باهتمام تطورات الأوضاع فى المنطقة والأوضاع فى فلسطين، وتحذر من خطورة التصعيد الحالى وتداعياته التى قد تطال أمن واستقرار المنطقة، لذلك تكثف القاهرة اتصالاتها على جميع المستويات لوقف جولة المواجهات العسكرية الحالية حقناً للدماء وحماية المدنيين من الجانبين الفلسطينى والإسرائيلي.
الحقيقة أن مواقف مصر ثابتة لا تتغير تؤكد أن السلام العادل والشامل القائم على حل الدولتين هو السبيل لتحقيق الأمن الحقيقى والمستدام للشعب الإسرائيلى وان مصر لا تتخلى عن التزاماتها بالقضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
أهداف مصر وآمالها تكمن فى حل وتسوية القضية الفلسطينية عن طريق المفاوضات التى تفضى إلى السلام العادل واقامة الدولة الفلسطينية ولكنها لن تسمح بتصفية القضية على حساب أطراف أخري.
الاتصال بمصر لا ينقطع، وتتواصل مع جميع القوى الدولية الفاعلة وجميع الأطراف الإقليمية المؤثرة من أجل التوصل لوقف فورى للعنف وتحقيق تهدئة تحقن دماء المدنيين من الجانبين.
لذلك يجب ألا تحكمنا العواطف والمشاعر خاصة فيما يتعلق بسلامة الوطن وأمنه القومى لذلك يجب أن يعى المصريون تعقيدات الموقف وان سيناء هى الهدف فى إحياء شيطانى لمخطط قوى الشر بتصفية القضية الفلسطينية على حساب أطراف أخرى وان يدرك هذا الشعب العظيم حجم التهديد وما يحاك لمصر وأمنها القومي، والمؤامرة التى تواجه البلاد، والمخططات التى يحاولون تنفيذها على حساب سيناء لكن مصر صامدة شامخة ثابتة، لا تستطيع أى قوة أن تفرض عليها أمراً واقعاً، لذلك علينا كمصريين ألا نتعامل فى تقييم الأمور بالعواطف، والنظر إليها بحماس دون عقل، فالمصلحة العليا للوطن تحتم اجراءات واضحة وحاسمة بما يحمى ويحافظ على أمنها القومى والذى يرتبط بوجود الوطن والمواطن.
الرئيس السيسى قائد وطنى شريف مخلص لوطنه، يثق فيه شعبه، لم ولن يتهاون أو يفرط فى الحفاظ وحماية وصون الأمن القومى المصرى ولن يتنازل عن ذلك أبداً تحت أى ظرف من الظروف وهذا مصدر ثقة والتفاف واصطفاف المصريين حول قيادتهم السياسية، فى ظل ما يواجه مصر من مؤامرات ومخططات وضغوط وابتزاز ومحاولات تعطيل مسيرتها ومشروعها الوطنى لذلك لابد أن نتعامل مع الأمور والتهديدات بالعقل والواقع بعيداً عن العواطف والحماس.
تحيا مصر
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية