تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

لا‭ ‬تهاون‭ ‬ولا‭ ‬تفريط

الأمن‭ ‬القومى‭ ‬المصرى‭ ‬خط‭ ‬أحمر‭.. ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬العواطف‭.. ‬أو‭ ‬الشعارات‭.. ‬فمصالح‭ ‬وسيادة‭ ‬الدول‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬تملك‭.. ‬فهى‭ ‬قضية‭ ‬بقاء‭ ‬ووجود

لا‭ ‬تهاون‭ ‬ولا‭ ‬تفريط


لا‭ ‬أحد‭ ‬يستطيع‭ ‬المزايدة‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عقود‭ ‬طويلة‭ ‬ودفعت‭ ‬ثمناً‭ ‬باهظاً‭ ‬من‭ ‬أرواح‭ ‬ودماء‭ ‬أبنائها‭.. ‬وتكلفة‭ ‬باهظة‭ ‬من‭ ‬مواردها‭ ‬وتقدمها‭ ‬وخاضت‭ ‬حروباً‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬نصرة‭ ‬الحق‭ ‬الفلسطينى‭ ‬وأن‭ ‬ينال‭ ‬الشعب‭ ‬الشقيق‭ ‬حقوقه‭ ‬المشروعة‭.. ‬ومازالت‭ ‬مصر‭ ‬تولى‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬اهتماماً‭ ‬محورياً‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الحوارات‭ ‬والاتصالات‭ ‬واللقاءات‭ ‬مع‭ ‬الشركاء‭ ‬الدوليين‭ ‬أو‭ ‬فى‭ ‬اللقاءات‭ ‬الثنائية‭ ‬والمحافل‭ ‬الدولية‭ ‬وتبذل‭ ‬جهوداً‭ ‬مكثفة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التسوية‭ ‬السلمية‭ ‬الشاملة‭ ‬والعادلة‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭.. ‬وإقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مستقلة‭ ‬عاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭.. ‬ولا‭ ‬تدخر‭ ‬جهداً‭ ‬فى‭ ‬دعم‭ ‬الأشقاء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حل‭ ‬أزماتهم‭ ‬وتوحيد‭ ‬الصف‭ ‬الفلسطينى‭ ‬وإنهاء‭ ‬حالة‭ ‬الانقسام‭ ‬واستضافت‭ ‬عشرات‭ ‬الاجتماعات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬اللحمة‭ ‬وتوحيد‭ ‬الكلمة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬نيل‭ ‬حقوق‭ ‬الأشقاء‭ ‬المشروعة‭ ‬ونجاح‭ ‬مصر‭ ‬المتكرر‭ ‬فى‭ ‬إنهاء‭ ‬المعاناة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والتهدئة‭ ‬وايقاف‭ ‬اطلاق‭ ‬النار‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬الفلسطينى‭ ‬والإسرائيلى‭ ‬وأصبحت‭ ‬القاهرة‭ ‬صاحبة‭ ‬الدور‭ ‬والثقل‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭.. ‬ويعول‭ ‬عليها‭ ‬العالم‭ ‬فى‭ ‬أمنها‭ ‬واستقرارها‭.. ‬ولعل‭ ‬الأحداث‭ ‬الأخيرة‭ ‬والمتصاعدة‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬الفلسطينى‭ ‬والإسرائيلى‭ ‬التى‭ ‬تنذر‭ ‬بعواقب‭ ‬وخيمة‭ ‬وكارثية‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭.. ‬بل‭ ‬وعلى‭ ‬السلم‭ ‬والأمن‭ ‬الإقليمى‭ ‬والدولي‭.‬
الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأوطان‭.. ‬وبقائها‭ ‬ووجودها‭ ‬وأمنها‭ ‬القومي‭.. ‬لا‭ ‬يتأتى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الكلام‭ ‬والشعارات‭.. ‬ولكن‭ ‬بامتلاك‭ ‬الإرادة‭ ‬والرؤية‭ ‬وتقديرات‭ ‬المواقف‭ ‬الدقيقة‭.. ‬التى‭ ‬تبنى‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬موضوعية‭ ‬وواقعية‭ ‬صحيحة‭ ‬تؤتى‭ ‬ثمارها‭.. ‬ولا‭ ‬تدفع‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭ ‬التاريخية‭ ‬والوطنية‭ ‬إلى‭ ‬أتون‭ ‬الضياع‭.. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬إجراء‭ ‬تقدم‭ ‬عليه‭ ‬الدول‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬والإطار‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬الحماسيات‭ ‬والعواطف‭.. ‬ولكن‭ ‬يتم‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬حسابات‭ ‬دقيقة‭ ‬ومحسوبة‭ ‬بميزان‭ ‬الذهب‭ ‬خاصة‭ ‬أنها‭ ‬تتعلق‭ ‬بمصير‭ ‬القضية‭ ‬والحقوق‭ ‬والنضال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬نيل‭ ‬الحقوق‭ ‬المشروعة‭.. ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬الإقدام‭ ‬أو‭ ‬المجازفة‭ ‬بمغامرات‭ ‬تتسبب‭ ‬فى‭ ‬ضياع‭ ‬الحقوق‭.. ‬وبناء‭ ‬رؤية‭ ‬دولية‭ ‬ليست‭ ‬فى‭ ‬صالح‭ ‬القضية‭.. ‬وتأتى‭ ‬بانعكاسات‭ ‬سلبية‭ ‬وربما‭ ‬كارثية‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الحقوق‭ ‬المشروعة‭.. ‬أو‭ ‬يتسبب‭ ‬الإجراء‭ ‬غير‭ ‬المحسوب‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬تقديرات‭ ‬موقف‭ ‬وحسابات‭ ‬دقيقة‭ ‬وموضوعية‭ ‬وواقعية‭ ‬فى‭ ‬تبرير‭ ‬إجراءات‭ ‬مضادة‭ ‬تزيد‭ ‬الطين‭ ‬بلة‭ ‬وتؤدى‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬الكارثة‭.. ‬وتضعف‭ ‬الأمل‭ ‬فى‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الأهداف‭.. ‬بل‭ ‬تتسبب‭ ‬فى‭ ‬انعكاسات‭ ‬خطيرة‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬وعلى‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭.. ‬بل‭ ‬وعلى‭ ‬الشعب‭ ‬نفسه‭ ‬بتفاقم‭ ‬معاناته‭ ‬وازهاق‭ ‬أرواح‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الأبرياء‭ ‬وخسائر‭ ‬كارثية‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الأصعدة‭.‬
حديث‭ ‬العقل‭ ‬والمنطق‭ ‬والواقع‭ ‬يفرض‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نتحدث‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬لغة‭ ‬العواطف‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تغيب‭ ‬عنا‭ ‬جميعاً‭ ‬نحن‭ ‬المصريين‭ ‬ولنا‭ ‬ماض‭ ‬وحاضر‭ ‬ومستقبل‭ ‬لا‭ ‬يقبل‭ ‬المزايدة‭.. ‬ومع‭ ‬إقرارنا‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطينى‭ ‬الشقيق‭ ‬تعرض‭ ‬لموجات‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬والظلم‭ ‬والتنكيل‭ ‬وإزدواجية‭ ‬المعايير‭.. ‬والممارسات‭ ‬البربرية‭ ‬والوحشية‭ ‬من‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬والتوسع‭ ‬الاستيطانى‭ ‬وانتهاك‭ ‬المقدسات‭ ‬والإسراف‭ ‬والإفراط‭ ‬فى‭ ‬سياسات‭ ‬الاعتقال‭.. ‬قل‭ ‬ما‭ ‬تشاء‭ ‬ونحن‭ ‬نقر‭ ‬بذلك‭.. ‬لكن‭ ‬فى‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬مسارات‭ ‬بل‭ ‬وضغوط‭ ‬دولية‭ ‬مكثفة‭ ‬لإيقاف‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬والضرب‭ ‬بالقرارات‭ ‬والمواثيق‭ ‬والأعراف‭ ‬الدولية‭ ‬عرض‭ ‬الحائط‭.. ‬وهناك‭ ‬أيضاً‭ ‬جهود‭ ‬واتصالات‭ ‬مكثفة‭.. ‬القاهرة‭ ‬هى‭ ‬الطرف‭ ‬المحورى‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استئناف‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬تسوية‭ ‬سلمية‭ ‬وحل‭ ‬عادل‭ ‬وشامل‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬إقرارنا‭ ‬بما‭ ‬يتعرض‭ ‬له‭ ‬الأشقاء‭ ‬فى‭ ‬فلسطين‭.. ‬من‭ ‬ممارسات‭ ‬غير‭ ‬إنسانية‭ ‬وغير‭ ‬قانونية‭ ‬من‭ ‬السلطة‭ ‬القائمة‭ ‬بالاحتلال‭ ‬وتجاوزها‭ ‬لكثير‭ ‬من‭ ‬المعايير‭ ‬الإنسانية‭ ‬والدولية‭ ‬والأممية‭.. ‬وازدواجية‭ ‬المعايير‭.‬
والسؤال‭ ‬هنا‭ ‬ما‭ ‬جدوى‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬التى‭ ‬نفذتها‭ ‬الكتائب‭ ‬الفلسطينية‭ ‬فى‭ ‬غزة‭.. ‬وهنا‭ ‬أطرح‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬التساؤلات‭ ‬المهمة‭:‬
أولاً‭: ‬هل‭ ‬تم‭ ‬حساب‭ ‬النتائج‭ ‬والعواقب‭ ‬والانعكاسات‭ ‬لهذه‭ ‬العمليات‭ ‬التى‭ ‬استهدفت‭ ‬العمق‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬بنجاح‭ ‬على‭ ‬الأشقاء‭ ‬من‭ ‬أهالى‭ ‬غزة‭ ‬وما‭ ‬الإجراءات‭ ‬العنيفة‭ ‬التى‭ ‬تتخذها‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬من‭ ‬قتل‭ ‬وتدمير‭ ‬للبنية‭ ‬التحتية‭ ‬والأساسية‭.. ‬والدماء‭ ‬والأرواح‭ ‬التى‭ ‬تسقط‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬من‭ ‬مآس‭ ‬وكوارث‭ ‬ومعاناة‭ ‬إنسانية‭.. ‬وبعد‭ ‬تشديد‭ ‬الحصار‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬الشامل‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬الذى‭ ‬يمنع‭ ‬عنها‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬يوفر‭ ‬سبل‭ ‬الحياة‭ ‬للمواطنين‭ ‬الفلسطينيين‭.. ‬وفى‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬القصف‭ ‬المستمر‭ ‬والمتواصل‭ ‬والعنيف‭.. ‬أين‭ ‬سيذهب‭ ‬الأشقاء‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬العزل‭ ‬فى‭ ‬القطاع‭.. ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬النتائج‭ ‬واضحة‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬الآن‭.‬
ثانياً‭:‬‭ ‬هل‭ ‬الكتائب‭ ‬التى‭ ‬نفذت‭ ‬الهجوم‭ ‬على‭ ‬العمق‭ ‬والأراضى‭ ‬الفلسطينية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬التى‭ ‬استولت‭ ‬عليها‭ ‬وهل‭ ‬تمتلك‭ ‬هذه‭ ‬القدرة‭.. ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬أى‭ ‬حرب‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يخوضها‭ ‬طرف‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬قوة‭ ‬ضارية‭ ‬تشل‭ ‬يد‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تدمير‭ ‬مراكز‭ ‬سيطرته‭ ‬ومطاراته‭.. ‬وقواعد‭ ‬ونظم‭ ‬دفاعه‭ ‬الجوى‭ ‬وإسكات‭ ‬نيرانه‭.. ‬حتى‭ ‬يمكننا‭ ‬القول‭ ‬إنه‭ ‬أصبح‭ ‬عاجزاً‭ ‬أو‭ ‬ضعيفاً‭ ‬عن‭ ‬رد‭ ‬الفعل‭.. ‬وقدرة‭ ‬الطرف‭ ‬المهاجم‭ ‬على‭ ‬فرض‭ ‬واقع‭ ‬يجبر‭ ‬فيه‭ ‬عدوه‭ ‬على‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬عنيف‭.. ‬أو‭ ‬تقويض‭ ‬وإضعاف‭ ‬رد‭ ‬الفعل‭ ‬المتوقع‭.. ‬الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتحقق‭.‬
ثالثاً‭: ‬ما‭ ‬رد‭ ‬الفعل‭ ‬الدولى‭ ‬والإقليمى‭ ‬حيال‭ ‬هذا‭ ‬الهجوم‭.. ‬هل‭ ‬أضاف‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬أم‭ ‬انه‭ ‬أفقدها‭ ‬حتى‭ ‬بعض‭ ‬المواقف‭ ‬التى‭ ‬تبدو‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬التوازن‭.. ‬وزاد‭ ‬من‭ ‬عنف‭ ‬المواقف‭ ‬المنحازة‭ ‬لقوات‭ ‬الاحتلال‭.. ‬بل‭ ‬وجعل‭ ‬قوى‭ ‬كبرى‭ ‬مثل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تحرك‭ ‬أسطولها‭ ‬وحاملة‭ ‬طائراتها‭ ‬وإقامة‭ ‬جسر‭ ‬جوى‭ ‬لمساعدة‭ ‬ودعم‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬بالسلاح‭ ‬والمال‭ ‬وظهور‭ ‬نوايا‭ ‬ومخططات‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬أمامها‭ ‬فرصة‭ ‬للتنفيذ‭ ‬لكن‭ ‬الهجوم‭ ‬المفاجئ‭.. ‬نشط‭ ‬آلة‭ ‬هذه‭ ‬المخططات‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يلحق‭ ‬الضرر‭ ‬بالقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والأوضاع‭ ‬فى‭ ‬غزة‭.. ‬وله‭ ‬انعكاسات‭ ‬وتأثيرات‭ ‬وضغوط‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭.. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬المواقف‭ ‬الغريبة‭ ‬التى‭ ‬أعلنت‭ ‬بشكل‭ ‬صارخ‭ ‬انحيازها‭ ‬ودعمها‭ ‬لإسرائيل‭.‬
رابعاً‭:‬‭ ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬مخطط‭ ‬خبيث‭ ‬وشيطانى‭ ‬يحاولون‭ ‬تنفيذه‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عقود‭.. ‬لكنهم‭ ‬يحلمون‭ ‬الآن‭ ‬بتنفيذه‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬تداعيات‭ ‬الهجوم‭ ‬الذى‭ ‬تم‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬الأربعة‭ ‬الماضية‭ ‬على‭ ‬العمق‭ ‬الإسرائيلي‭.. ‬ودعونى‭ ‬أكن‭ ‬أكثر‭ ‬وضوحاً‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬طرح‭ ‬التساؤلات‭ ‬الآتية‭:‬
‭> ‬هذا‭ ‬الحصار‭ ‬المحكم‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.. ‬وتواصل‭ ‬القصف‭ ‬الجوى‭ ‬المكثف‭.. ‬وقتل‭ ‬وإزهاق‭ ‬الأرواح‭ ‬وسقوط‭ ‬الضحايا‭ ‬وهدم‭ ‬المنازل‭ ‬وتدمير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬والأساسية‭ ‬فى‭ ‬القطاع‭.. ‬السؤال‭ ‬هنا‭ ‬أين‭ ‬سيذهب‭ ‬المواطنون‭ ‬فى‭ ‬غزة‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬محاولات‭ ‬للنزوح‭ ‬إلى‭ ‬الحدود‭ ‬المصرية‭ ‬وهنا‭ ‬تتحقق‭ ‬الأهداف‭ ‬الخبيثة‭ ‬لقوى‭ ‬الشر‭ ‬التى‭ ‬سعت‭ ‬لها‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عقود‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تردد‭ ‬فى‭ ‬الأيام‭ ‬الأخيرة‭ ‬عن‭ ‬مطالبة‭ ‬أهالى‭ ‬غزة‭ ‬بمغادرة‭ ‬القطاع‭ ‬وتفريغه‭ ‬من‭ ‬مواطنيه‭.. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيضع‭ ‬غزة‭ ‬على‭ ‬طبق‭ ‬من‭ ‬الذهب‭ ‬أمام‭ ‬إسرائيل‭ ‬وتتحقق‭ ‬الأهداف‭ ‬الشيطانية‭ ‬فى‭ ‬التخلص‭ ‬منهم‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬سيناء‭ ‬كما‭ ‬كانوا‭ ‬يخططون‭ ‬وفى‭ ‬هذا‭ ‬النزوح‭ ‬الفلسطينى‭ ‬إلى‭ ‬الأراضى‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬سيناء‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬رفضه‭ ‬الرئيس‭ ‬محمد‭ ‬حسنى‭ ‬مبارك‭ ‬بشكل‭ ‬قاطع‭ ‬عندما‭ ‬عرض‭ ‬عليه‭ ‬نتنياهو‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬سيناء‭ ‬لتوطين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬فيه‭.. ‬وحينها‭ ‬قال‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬مواطن‭ ‬مصرى‭ ‬يملك‭ ‬أن‭ ‬يتنازل‭ ‬عن‭ ‬شبر‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬أرض‭ ‬مصر‭.‬
وطالبه‭ ‬‮«‬أى‭ ‬مبارك‮»‬‭ ‬بعدم‭ ‬الحديث‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬مرة‭ ‬أخري‭.. ‬وما‭ ‬كشفه‭ ‬الرئيس‭ ‬محمود‭ ‬عباس‭ ‬أبومازن‭ ‬انه‭ ‬تلقى‭ ‬عرضاً‭ ‬بالحصول‭ ‬على‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬سيناء‭ ‬لتوطين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬مقابل‭ ‬ان‭ ‬تحصل‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬صحراء‭ ‬النقب‭.. ‬وهو‭ ‬العرض‭ ‬الذى‭ ‬وافق‭ ‬عليه‭ ‬الرئيس‭ ‬المعزول‭ ‬محمد‭ ‬مرسى‭ ‬وجماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬العميلة‭ ‬والخائنة‭ ‬والمتآمرة‭ ‬على‭ ‬مصر‭.. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬نشرته‭ ‬صحيفة‭ ‬فورين‭ ‬بوليس‭ ‬الأمريكية‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬صناع‭ ‬القرار‭.. ‬بان‭ ‬جون‭ ‬كيرى‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكى‭ ‬الأسبق‭ ‬حمل‭ ‬عرضاًللمعزول‭ ‬والعميل‭ ‬محمد‭ ‬مرسى‭ ‬بأن‭ ‬يوافق‭ ‬على‭ ‬التنازل‭ ‬عن‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬سيناء‭ ‬لتوطين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬مقابل‭ ‬التنازل‭ ‬عن‭ ‬ديون‭ ‬مصر‭ ‬ودعمته‭ ‬بعض‭ ‬القوى‭ ‬الدولية‭ ‬والإقليمية‭.. ‬ونفس‭ ‬العرض‭ ‬الشيطانى‭ ‬عرض‭ ‬لكن‭ ‬لدينا‭ ‬قيادة‭ ‬سياسية‭ ‬وطنية‭ ‬شريفة‭ ‬تصدت‭ ‬لذلك‭ ‬بحسم‭ ‬وشجاعة‭ ‬وشرف‭ ‬ووطنية‭.. ‬لذلك‭ ‬طهرت‭ ‬وحررت‭ ‬مصر‭ ‬سيناء‭ ‬من‭ ‬الإرهاب‭ ‬واستعادت‭ ‬كامل‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬وتبنت‭ ‬ونفذت‭ ‬أكبر‭ ‬عملية‭ ‬بناء‭ ‬وتنمية‭ ‬فى‭ ‬سيناء‭ ‬أنفقت‭ ‬عليها‭ ‬الدولة‭ ‬650‭ ‬مليار‭ ‬جنيه‭ ‬وهناك‭ ‬مشروعات‭ ‬ورؤية‭ ‬لتنمية‭ ‬شمال‭ ‬ووسط‭ ‬سيناء‭ ‬بتكلفة‭ ‬300‭ ‬مليار‭ ‬جنيه‭.. ‬من‭ ‬هنا‭ ‬سيناء‭ ‬سوف‭ ‬تكون‭ ‬مؤمنة‭ ‬بالقوة‭ ‬والقدرة‭ ‬والبناء‭ ‬والتنمية‭ ‬وتكون‭ ‬مركزاً‭ ‬لجذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬وقلعة‭ ‬للصناعة‭ ‬الوطنية‭ ‬وجزءاً‭ ‬من‭ ‬قدرات‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‭ ‬واللوجستيات‭ ‬وشبكة‭ ‬طرق‭ ‬متعددة‭ ‬وأنفاق‭ ‬تربطها‭ ‬بالجسد‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬مدن‭ ‬القناة‭ ‬ومحافظات‭ ‬الجمهورية‭.. ‬وسرعة‭ ‬الوصول‭ ‬والانتقال‭ ‬إليها‭ ‬وجعلها‭ ‬مليئة‭ ‬بالبشر‭ ‬والاستثمارات‭ ‬والنشاط‭ ‬التجارى‭ ‬والصناعى‭ ‬والزراعى‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬أصيبت‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬والشيطان‭ ‬بالجنون‭ ‬وأحبطت‭ ‬مخططاتها‭ ‬وصفدت‭ ‬أمامها‭ ‬الأبواب‭ ‬وسدت‭ ‬الثغرات‭.‬
لذلك‭ ‬فإن‭ ‬فكرة‭ ‬النزوح‭ ‬إلى‭ ‬الحدود‭ ‬المصرية‭ ‬ومحاولات‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬لعبور‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬إلى‭ ‬سيناء‭.. ‬وبالتالى‭ ‬فكرة‭ ‬الشيطان‭ ‬فى‭ ‬توطين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬فيها‭ ‬تؤدى‭ ‬إلى‭ ‬أمور‭ ‬خطيرة‭.‬
‭>> ‬تهديد‭ ‬مباشر‭ ‬وحقيقى‭ ‬للأمن‭ ‬القومى‭ ‬المصري‭.. ‬فإذا‭ ‬كانت‭ ‬مصر‭ ‬وشعبها‭ ‬أكثر‭ ‬الداعمين‭ ‬للحقوق‭ ‬المشروعة‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطينى‭ ‬بكل‭ ‬الآليات‭ ‬والأساليب‭ ‬والجهود‭ ‬المتواصلة‭ ‬لكن‭ ‬فى‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬مصدراً‭ ‬للخطر‭ ‬والضرر‭ ‬الجسيم‭ ‬على‭ ‬أمننا‭ ‬القومي‭.‬
‭>> ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬مخططات‭ ‬شيطانية‭ ‬تسعى‭ ‬لفرض‭ ‬الأمر‭ ‬الواقع‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توطين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬فى‭ ‬سيناء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الضغط‭ ‬الرهيب‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬بالحصار‭ ‬والقصف‭ ‬الجوى‭ ‬المتواصل‭ ‬وربما‭ ‬الاجتياح‭ ‬البرى‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬لن‭ ‬يفلح‭.. ‬ولن‭ ‬يتحقق‭ ‬وغير‭ ‬مقبول‭ ‬تماماً‭.. ‬ولن‭ ‬يستطيع‭ ‬أحد‭ ‬ان‭ ‬يفرض‭ ‬أمراً‭ ‬واقعاً‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬طبقاً‭ ‬لما‭ ‬يدور‭ ‬فى‭ ‬عقل‭ ‬الشيطان‭ ‬الذى‭ ‬يضع‭ ‬الذرائع‭ ‬والحجج‭ ‬لتدخله‭ ‬لصالح‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬والافراط‭ ‬فى‭ ‬الدعم‭ ‬المختلف‭ ‬لعملياتها‭ ‬العسكرية‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.. ‬وهو‭ ‬هدف‭ ‬واضح‭ ‬ومفهوم‭.. ‬لذلك‭ ‬أقول‭ ‬ان‭ ‬الهدف‭ ‬مصر‭.. ‬والهدف‭ ‬سيناء‭.. ‬لذلك‭ ‬لابد‭ ‬ان‭ ‬يفهم‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬مصرى‭ ‬ويعى‭ ‬خطورة‭ ‬ما‭ ‬يحاك‭ ‬لمصر‭ ‬وسيناء‭.. ‬ولا‭ ‬تحكمه‭ ‬العواطف‭ ‬والحماسيات‭ ‬فلا‭ ‬أحد‭ ‬يزايد‭ ‬علينا‭ ‬بمواقفنا‭ ‬وتضحياتنا‭ ‬وانحيازنا‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وحقوق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطينى‭ ‬المشروعة‭ ‬لكن‭ ‬فى‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يصاب‭ ‬أمننا‭ ‬القومى‭ ‬بالضرر‭ ‬الداهم‭.. ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬تتحقق‭ ‬مخططات‭ ‬الشيطان‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬مصر‭ ‬وهى‭ ‬التى‭ ‬رفضته‭ ‬بشموخ‭ ‬وكبرياء‭ ‬وشرف‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عقود‭.. ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬الماضى‭ ‬أو‭ ‬الحاضر‭.‬
والسؤال‭ ‬هنا‭.. ‬إذا‭ ‬استجبنا‭ ‬لأصحاب‭ ‬العواطف‭ ‬والشعارات‭ ‬والحماسيات‭ ‬بالموافقة‭ ‬على‭ ‬النزوح‭ ‬من‭ ‬يتحمل‭ ‬فاتورة‭ ‬وتداعيات‭ ‬أى‭ ‬عمل‭ ‬ضد‭ ‬إسرائيل‭.. ‬ألن‭ ‬يقال‭ ‬ان‭ ‬مصر‭ ‬تتحمل‭ ‬ذلك‭ ‬فى‭ ‬ساعتها‭.. ‬لن‭ ‬يقولوا‭ ‬من‭ ‬نفذ‭.. ‬وما‭ ‬خطورة‭ ‬وتداعيات‭ ‬توطين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬المصري‭.‬
‭>>‬‭ ‬مغادرة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬لأراضيهم‭ ‬وتركهم‭ ‬لقطاع‭ ‬غزة‭ ‬ونزوحهم‭ ‬للحدود‭ ‬المصرية‭ ‬أو‭ ‬افتراضية‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬توطينهم‭ ‬فى‭ ‬سيناء‭ ‬و‭ ‬هذا‭ ‬مستحيل‭ ‬تماماً‭ ‬بل‭ ‬المستحيل‭ ‬بعينه‭.. ‬هو‭ ‬قتل‭ ‬نهائى‭ ‬وإجهاز‭ ‬على‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وحقوق‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬المشروعة‭ ‬ولن‭ ‬يكون‭ ‬بامكانهم‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬دولة‭ ‬أو‭ ‬حقوق‭ ‬مشروعة‭ ‬وساعتها‭ ‬سنقول‭ ‬ان‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬قد‭ ‬قبرت‭ ‬وماتت‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬ترضاه‭ ‬على‭ ‬الاطلاق‭.. ‬مصر‭ ‬الشريفة‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬الشرفاء‭ ‬فى‭ ‬فلسطين‭ ‬لذلك‭ ‬أقول‭ ‬ان‭ ‬الهدف‭ ‬مصر‭.. ‬والمؤامرة‭ ‬عليها‭ ‬مازالت‭ ‬حاضرة‭ ‬والمخططات‭ ‬لم‭ ‬تنته‭ ‬والسيناريوهات‭ ‬القديمة‭ ‬عادت‭ ‬لتنشط‭ ‬بسبب‭ ‬حسابات‭ ‬وتقديرات‭ ‬موقف‭ ‬غير‭ ‬دقيقة‭ ‬وعدم‭ ‬البحث‭ ‬فى‭ ‬النتائج‭ ‬الكارثية‭ ‬على‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والشعب‭ ‬الفلسطينى‭ ‬والذى‭ ‬تزيد‭ ‬معاناته‭.. ‬بعد‭ ‬هذا‭ ‬الهجوم‭ ‬الذى‭ ‬أضر‭ ‬بالقضية‭ ‬ولم‭ ‬يضف‭ ‬إليها‭ ‬والمستفيد‭ ‬الوحيد‭ ‬سياسياً‭ ‬وواقعياً‭ ‬هى‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬ومعسكر‭ ‬الشر‭.‬
مصر‭ ‬تتابع‭ ‬باهتمام‭ ‬تطورات‭ ‬الأوضاع‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬والأوضاع‭ ‬فى‭ ‬فلسطين،‭ ‬وتحذر‭ ‬من‭ ‬خطورة‭ ‬التصعيد‭ ‬الحالى‭ ‬وتداعياته‭ ‬التى‭ ‬قد‭ ‬تطال‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة،‭ ‬لذلك‭ ‬تكثف‭ ‬القاهرة‭ ‬اتصالاتها‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات‭ ‬لوقف‭ ‬جولة‭ ‬المواجهات‭ ‬العسكرية‭ ‬الحالية‭ ‬حقناً‭ ‬للدماء‭ ‬وحماية‭ ‬المدنيين‭ ‬من‭ ‬الجانبين‭ ‬الفلسطينى‭ ‬والإسرائيلي‭.‬
الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬مواقف‭ ‬مصر‭ ‬ثابتة‭ ‬لا‭ ‬تتغير‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬السلام‭ ‬العادل‭ ‬والشامل‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬هو‭ ‬السبيل‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الحقيقى‭ ‬والمستدام‭ ‬للشعب‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬وان‭ ‬مصر‭ ‬لا‭ ‬تتخلى‭ ‬عن‭ ‬التزاماتها‭ ‬بالقضايا‭ ‬العربية‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭.‬
أهداف‭ ‬مصر‭ ‬وآمالها‭ ‬تكمن‭ ‬فى‭ ‬حل‭ ‬وتسوية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬المفاوضات‭ ‬التى‭ ‬تفضى‭ ‬إلى‭ ‬السلام‭ ‬العادل‭ ‬واقامة‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ولكنها‭ ‬لن‭ ‬تسمح‭ ‬بتصفية‭ ‬القضية‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬أطراف‭ ‬أخري‭.‬
الاتصال‭ ‬بمصر‭ ‬لا‭ ‬ينقطع،‭ ‬وتتواصل‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬القوى‭ ‬الدولية‭ ‬الفاعلة‭ ‬وجميع‭ ‬الأطراف‭ ‬الإقليمية‭ ‬المؤثرة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التوصل‭ ‬لوقف‭ ‬فورى‭ ‬للعنف‭ ‬وتحقيق‭ ‬تهدئة‭ ‬تحقن‭ ‬دماء‭ ‬المدنيين‭ ‬من‭ ‬الجانبين‭.‬
لذلك‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬تحكمنا‭ ‬العواطف‭ ‬والمشاعر‭ ‬خاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بسلامة‭ ‬الوطن‭ ‬وأمنه‭ ‬القومى‭ ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يعى‭ ‬المصريون‭ ‬تعقيدات‭ ‬الموقف‭ ‬وان‭ ‬سيناء‭ ‬هى‭ ‬الهدف‭ ‬فى‭ ‬إحياء‭ ‬شيطانى‭ ‬لمخطط‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬بتصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬أطراف‭ ‬أخرى‭ ‬وان‭ ‬يدرك‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬العظيم‭ ‬حجم‭ ‬التهديد‭ ‬وما‭ ‬يحاك‭ ‬لمصر‭ ‬وأمنها‭ ‬القومي،‭ ‬والمؤامرة‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬البلاد،‭ ‬والمخططات‭ ‬التى‭ ‬يحاولون‭ ‬تنفيذها‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬سيناء‭ ‬لكن‭ ‬مصر‭ ‬صامدة‭ ‬شامخة‭ ‬ثابتة،‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬أى‭ ‬قوة‭ ‬أن‭ ‬تفرض‭ ‬عليها‭ ‬أمراً‭ ‬واقعاً،‭ ‬لذلك‭ ‬علينا‭ ‬كمصريين‭ ‬ألا‭ ‬نتعامل‭ ‬فى‭ ‬تقييم‭ ‬الأمور‭ ‬بالعواطف،‭ ‬والنظر‭ ‬إليها‭ ‬بحماس‭ ‬دون‭ ‬عقل،‭ ‬فالمصلحة‭ ‬العليا‭ ‬للوطن‭ ‬تحتم‭ ‬اجراءات‭ ‬واضحة‭ ‬وحاسمة‭ ‬بما‭ ‬يحمى‭ ‬ويحافظ‭ ‬على‭ ‬أمنها‭ ‬القومى‭ ‬والذى‭ ‬يرتبط‭ ‬بوجود‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن‭.‬
الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬قائد‭ ‬وطنى‭ ‬شريف‭ ‬مخلص‭ ‬لوطنه،‭ ‬يثق‭ ‬فيه‭ ‬شعبه،‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬يتهاون‭ ‬أو‭ ‬يفرط‭ ‬فى‭ ‬الحفاظ‭ ‬وحماية‭ ‬وصون‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬المصرى‭ ‬ولن‭ ‬يتنازل‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬أبداً‭ ‬تحت‭ ‬أى‭ ‬ظرف‭ ‬من‭ ‬الظروف‭ ‬وهذا‭ ‬مصدر‭ ‬ثقة‭ ‬والتفاف‭ ‬واصطفاف‭ ‬المصريين‭ ‬حول‭ ‬قيادتهم‭ ‬السياسية،‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬يواجه‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬مؤامرات‭ ‬ومخططات‭ ‬وضغوط‭ ‬وابتزاز‭ ‬ومحاولات‭ ‬تعطيل‭ ‬مسيرتها‭ ‬ومشروعها‭ ‬الوطنى‭ ‬لذلك‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬نتعامل‭ ‬مع‭ ‬الأمور‭ ‬والتهديدات‭ ‬بالعقل‭ ‬والواقع‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬العواطف‭ ‬والحماس‭.‬

تحيا مصر

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية