تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > عبد الرازق توفيق > سيناء‭ .. ‬الإرادة‭ ‬والرؤية

سيناء‭ .. ‬الإرادة‭ ‬والرؤية

من‭ ‬التطهير‭ ‬إلى‭ ‬التعمير‭ ..‬‭ ‬حماية‭ ‬ثنائية‭ ‬لبوابة‭ ‬مصر‭ ‬الشرقية
معارك‭ ‬وجودية‭ ‬كثيرة‭ ‬خاضتها‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭.. ‬تجسد‭ ‬صلابة‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭.. ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬البقاء‭ ‬والحلول‭ ‬والحقيقة‭ ‬ان‭ ‬سيناء‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬هذه‭ ‬المعارك‭ ‬الخالدة‭.. ‬لأنها‭ ‬دائماً‭ ‬محل‭ ‬استهداف‭ ‬خارجى‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬التاريخ‭.. ‬وترتبط‭ ‬ارتباطاً‭ ‬وثيقاً‭ ‬بالأمن‭ ‬القومى‭ ‬المصري‭.. ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬الأمجاد‭ ‬والانتصارات‭ ‬التى‭ ‬تحققت‭ ‬على‭ ‬رمال‭ ‬سيناء‭ ‬أنارت‭ ‬تاريخ‭ ‬مصر‭ ‬وسطرت‭ ‬صفحاته‭ ‬بحروف‭ ‬من‭ ‬نور‭.‬

من‭ ‬أجل‭ ‬سيناء‭ ‬التى‭ ‬تعرضت‭ ‬للاحتلال‭ ‬فى‭ ‬يونيو‭ ‬1967‭.. ‬خاضت‭ ‬مصر‭ ‬معركة‭ ‬مقدسة‭ ‬شديدة‭ ‬الخصوصية‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭.. ‬قررت‭ ‬منذ‭ ‬اللحظة‭ ‬الأولى‭ ‬لما‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬5‭ ‬يونيو‭ ‬1967‭ ‬‮«‬إن‭ ‬ما‭ ‬أخذ‭ ‬بالقوة‭ ‬لن‭ ‬يسترد‭ ‬إلا‭ ‬بالقوة‮»‬‭ ‬حددت‭ ‬الهدف‭ ‬الإستراتيجى‭ ‬هو‭ ‬تحرير‭ ‬سيناء‭ ‬واستعادتها‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬مصر‭.. ‬وفرض‭ ‬كامل‭ ‬السيادة‭ ‬عليها‭ ‬مهما‭ ‬تكلف‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬تضحيات‭ ‬جسام‭..
‬لذلك‭ ‬سطرت‭ ‬ملحمة‭ ‬جديدة‭ ‬بعد‭ ‬6‭ ‬سنوات‭ ‬وتحديداً‭ ‬فى‭ ‬أكتوبر‭ ‬1973‭ ‬حيث‭ ‬عبر‭ ‬الجيش‭ ‬المصرى‭ ‬العظيم‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬إلى‭ ‬الضفة‭ ‬الشرقية‭ ‬محطماً‭ ‬كافة‭ ‬القيود‭ ‬والتحديات‭ ‬والعقبات‭ ‬والصعاب‭.. ‬وضارباً‭ ‬أروع‭ ‬أمثلة‭ ‬الشجاعة‭ ‬والفداء‭ ‬وعبقرية‭ ‬التخطيط‭ ‬والتنفيذ‭ ‬ليعكس‭ ‬عمق‭ ‬الإرادة‭ ‬المصرية‭.. ‬وقدرة‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬على‭ ‬تجاوز‭ ‬انكساراتها‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬انتصارات‭.‬

نجحت‭ ‬مصر‭ ‬باقتدار‭ ‬وإعجاز‭ ‬فى‭ ‬تحرير‭ ‬سيناء‭ ‬سواء‭ ‬بالحرب‭ ‬أو‭ ‬السياسة‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬حتى‭ ‬عادت‭ (‬طابا‭) ‬إلى‭ ‬حضن‭ ‬الوطن‭ ‬ورفع‭ ‬العالم‭ ‬المصرى‭ ‬عليها‭.. ‬ليضاف‭ ‬مجد‭ ‬جديد‭ ‬إلى‭ ‬تاريخ‭ ‬الأمة‭ ‬المصرية‭.. ‬وهو‭ ‬قابل‭ ‬للتكرار‭ ‬بما‭ ‬يتسق‭ ‬مع‭ ‬عظمة‭ ‬وقوة‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭.. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى:‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الجيش‭ ‬المصرى‭ ‬عملها‭ ‬مرة‭ ‬فهو‭ ‬قادر‭ ‬يعملها‭ ‬كل‭ ‬مرة‭.. ‬لأننا‭ ‬أمة‭ ‬حية‭ ‬تمتلك‭ ‬مقومات‭ ‬الخلود‭ ‬والبقاء‭.‬

مع‭ ‬ذكرى‭ ‬25‭ ‬أبريل‭ ‬عيد‭ ‬تحرير‭ ‬سيناء‭ ‬أتوقف‭ ‬عند‭ ‬حقيقة‭ ‬راسخة‭ ‬وثابتة،‭ ‬ان‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬خاض‭ ‬معركة‭ ‬مقدسة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تطهير‭ ‬سيناء‭ ‬من‭ ‬الإرهاب‭ ‬لينجز‭ ‬العبور‭ ‬الثانى‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬الفيروز‭.. ‬فقد‭ ‬تعرضت‭ ‬لهجمة‭ ‬إرهابية‭ ‬شرسة‭ ‬تحالفت‭ ‬فيها‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬وسعت‭ ‬إلى‭ ‬كسر‭ ‬الإرادة‭ ‬المصرية‭ ‬وابتزازها‭.. ‬لكن‭ ‬بفضل‭ ‬تضحيات‭ ‬عظيمة‭ ‬قدمها‭ ‬أبطال‭ ‬الجيش‭ ‬العظيم‭ ‬والشرطة‭ ‬الوطنية‭ ‬فى‭ ‬حرب‭ ‬ضد‭ ‬الإرهاب‭ ‬استمرت‭ ‬9‭ ‬سنوات‭ ‬وانتصرت‭ ‬بفضل‭ ‬أرواح‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬3‭ ‬آلاف‭ ‬شهيد‭ ‬و12‭ ‬ألف‭ ‬مصاب‭ ‬وبتكلفة‭ ‬وصلت‭ ‬لما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬مليار‭ ‬جنيه‭.. ‬

لكن‭ ‬النتيجة‭ ‬ملحمة‭ ‬وطنية‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬المعجزة‭.. ‬فمصر‭ ‬انتصرت‭ ‬على‭ ‬الإرهاب‭ ‬بمفردها‭ ‬وطهرت‭ ‬رمالها‭ ‬واستعادت‭ ‬كامل‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭.. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬فشلت‭ ‬فيه‭ ‬دول‭ ‬كبرى‭ ‬وأخرى‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬20‭ ‬عاماً‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬المستحيل‭.‬
الأمر‭ ‬المهم‭ ‬الذى‭ ‬أتوقف‭ ‬عنده‭ ‬أيضاً‭ ‬ان‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬هو‭ ‬أول‭ ‬رئيس‭ ‬مصرى‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬تحقيق‭ ‬الانتصار‭ ‬فى‭ ‬سيناء‭ ‬وإطلاق‭ ‬أكبر‭ ‬ملحمة‭ ‬بناء‭ ‬وتنمية‭ ‬فى‭ ‬أرض‭ ‬سيناء‭.. ‬لم‭ ‬تحدث‭ ‬من‭ ‬قبل‭.. ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬يحاك‭ ‬ويستهدف‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬الطيبة‭ ‬وما‭ ‬تعرضت‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العصور‭ ‬من‭ ‬حملات‭ ‬وهجمات‭ ‬وأطماع‭ ‬ومؤامرات‭ ‬ومخططات‭

. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬يستحق‭ ‬التحية‭ ‬والتقدير‭ ‬والاعتزاز‭.. ‬بما‭ ‬تبناه‭ ‬من‭ ‬إرادة‭ ‬ورؤية‭ ‬وقدرة‭ ‬على‭ ‬تحدى‭ ‬التحدي‭.. ‬وهدف‭ ‬إستراتيجى‭ ‬وطني‭.. ‬لتأمين‭ ‬وحماية‭ ‬وصون‭ ‬وتحصين‭ ‬سيناء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أمرين‭ ‬غاية‭ ‬فى‭ ‬الأهمية‭ ‬تضمن‭ ‬عدم‭ ‬تكرار‭ ‬ما‭ ‬تعرضت‭ ‬له‭ ‬سيناء‭ ‬من‭ ‬تهديدات‭ ‬ومخاطر‭ ‬كالآتي‭:

أولاً‭: ‬بناء‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬وقوة‭ ‬الردع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جيش‭ ‬وطنى‭ ‬قوى‭ ‬وقادر‭ ‬يتمتع‭ ‬بأعلى‭ ‬درجات‭ ‬الكفاءة‭ ‬والاستعداد‭ ‬القتالى‭ ‬والجاهزية‭ ‬ومع‭ ‬هذه‭ ‬القدرة‭ ‬فإنه‭ ‬يتبنى‭ ‬عقيدة‭ ‬شريفة‭ ‬يحمى‭ ‬ويدافع‭ ‬ولا‭ ‬يعتدى‭ ‬أو‭ ‬يهاجم‭ ‬أحداً‭.. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬الاستثمار‭ ‬الذى‭ ‬رسخه‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬وتطوير‭ ‬وتحديث‭ ‬الجيش‭ ‬المصرى‭ ‬العظيم‭ ‬وتزويده‭ ‬بأحدث‭ ‬منظومات‭ ‬التسليح‭ ‬فى‭ ‬العالم‭.. ‬رؤية‭ ‬عظيمة‭ ‬وقراءة‭ ‬استباقية‭ ‬واستشراف‭ ‬للمستقبل‭ ‬لما‭ ‬يحدث‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬صراعات‭ ‬وتوترات‭ ‬وأطماع‭ ‬وتهديدات‭ ‬ومخاطر‭.. ‬فالقوة‭ ‬المصرية‭ ‬جل‭ ‬أهدافها‭ ‬وغاياتها‭ ‬هى‭ ‬حماية‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭.. ‬وفى‭ ‬القلب‭ ‬منه‭ ‬سيناء‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬ومازالت‭ ‬تتعرض‭ ‬لمؤامرات‭ ‬وأطماع‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬تواجه‭ ‬بشموخ‭ ‬وصلابة‭ ‬وقوة‭ ‬من‭ ‬قائد‭ ‬وطنى‭ ‬عظيم‭ ‬وهدف‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬الاستثمار‭ ‬فى‭ ‬القوة‭ ‬هو‭ ‬حماية‭ ‬مشروعها‭ ‬الوطنى‭ ‬لتحقيق‭ ‬التقدم‭.‬

ثانياً‭: ‬تبنت‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬برؤية‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬مشروعاً‭ ‬وطنياً‭ ‬عملاقاً‭ ‬لبناء‭ ‬وتنمية‭ ‬وتعمير‭ ‬سيناء‭ ‬أطلق‭ ‬تزامناً‭ ‬مع‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬الإرهاب‭ ‬وانتهت‭ ‬مرحلته‭ ‬الأولى‭ ‬باستثمارات‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬650‭ ‬مليار‭ ‬جنيه‭.. ‬وانطلقت‭ ‬قبل‭ ‬عدة‭ ‬أشهر‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانية‭ ‬منه‭ ‬بتكلفة‭ ‬360‭ ‬مليار‭ ‬جنيه‭ ‬لتنعم‭ ‬سيناء‭ ‬بالاطمئنان‭ ‬والبناء‭ ‬والرخاء‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭.. ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬قوة‭ ‬وقدرة‭ ‬وصلابة‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬ومؤسساتها‭.. ‬لذلك‭ ‬يحسب‭ ‬للرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬أنه‭ ‬وضع‭ ‬سيناء‭ ‬فى‭ ‬قلب‭ ‬الحماية‭ ‬والبناء‭ ‬والتنمية‭ ‬ولتظل‭ ‬مطمئنة‭ ‬لا‭ ‬يمسسها‭ ‬سوء‭ ‬ولن‭ ‬يتكرر‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭.‬
تحيا مصر

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية