تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > عبد الرازق توفيق > رؤية‭ ‬السيسى‭.. ‬قمة‭ ‬العدل‭ ‬والسلام

رؤية‭ ‬السيسى‭.. ‬قمة‭ ‬العدل‭ ‬والسلام

مبادئ‭ ‬واضحة،‭ ‬وشاملة‭ ‬كفيلة‭ ‬أن‭ ‬تنهى‭ ‬الصراع،‭ ‬وتحقق‭ ‬العدل‭ ‬والسلام،‭ ‬وتضع‭ ‬العالم‭ ‬أمام‭ ‬مسئولياته‭ ‬فى‭ ‬حل‭ ‬جذرى‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬وينهى‭ ‬معاناة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬ويتيح‭ ‬لهم‭ ‬إقامة‭ ‬دولتهم‭ ‬المستقلة‭ ‬واستعادة‭ ‬حقوقهم‭ ‬المشروعة‭ ‬لكن‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يتحرك‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولى‭ ‬الذى‭ ‬يواجه‭ ‬اختيارًا‭ ‬تاريخيًا‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬القيم‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والإنسانية‭ ‬والتوقف‭ ‬عن‭ ‬ازدواجية‭ ‬المعايير‭ ‬ولإنقاذ‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وإنهاء‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬التى‭ ‬يتعرضون‭ ‬لها،‭ ‬وإنفاذ‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬والوقف‭ ‬الفورى‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭.‬

رؤية‭ ‬السيسى‭.. ‬قمة‭ ‬العدل‭ ‬والسلام

على‭ ‬مدار‭ ‬75‭ ‬عامًا‭ ‬هى‭ ‬عمر‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬قدمت‭ ‬مصر‭ ‬تضحيات‭ ‬ومواقف،‭ ‬تجسد‭ ‬أنها‭ ‬الداعم‭ ‬والراعى‭ ‬التاريخى‭ ‬للقضية‭ ‬المحورية‭ ‬لأمة‭ ‬العرب،‭ ‬وقبل‭ ‬اندلاع‭ ‬الأحداث‭ ‬الأخيرة،‭ ‬بين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والكيان‭ ‬الصهيونى‭ ‬دعت‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬إيقاف‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المستمرة،‭ ‬من‭ ‬استيطان‭ ‬وابتلاع‭ ‬للأراضى‭ ‬والحقوق‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المشروعة،‭ ‬والقتل‭ ‬والتنكيل‭ ‬والاعتقالات‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تتوقف‭ ‬فى‭ ‬حق‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬وتدنيس‭ ‬المقدسات‭ ‬واقتحامات‭ ‬متكررة‭ ‬للمسجد‭ ‬الأقصي،‭ ‬وضرب‭ ‬بعرض‭ ‬الحائط‭ ‬لكافة‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬والقوانين‭ ‬والمواثيق‭ ‬والمرجعيات‭ ‬الدولية،‭ ‬وأيضًا‭ ‬من‭ ‬السياسات‭ ‬الأحادية،‭ ‬وعدم‭ ‬قيام‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬بالتزاماتها‭ ‬والأخلاقيات‭ ‬التى‭ ‬تفرضها‭ ‬القوانين‭ ‬الدولية‭ ‬والقانون‭ ‬الإنسانى‭ ‬الدولي،‭ ‬واندلعت‭ ‬مواجهات‭ ‬متكررة‭ ‬نجحت‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬احتوائها،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬التهدئة‭ ‬ووقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬ودعوات‭ ‬مستمرة‭ ‬لإحياء‭ ‬مسار‭ ‬السلام‭ ‬وعودة‭ ‬المفاوضات‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬الدولتين،‭ ‬بإقامة‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المستقلة‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬4‭ ‬يونيو‭ ‬1967‭ ‬دولة‭ ‬تعيش‭ ‬جنبًا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬فى‭ ‬أمن‭ ‬وسلام‭ ‬ولطالما‭ ‬خاطب‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬الشعبين‭ ‬الفلسطينى‭ ‬والإسرائيلى‭ ‬بالتحلى‭ ‬بالشجاعة‭ ‬والإقدام‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬خطوة‭ ‬السلام‭ ‬والتعايش‭ ‬الآمن‭ ‬والمشترك‭.‬
مصر‭ ‬لم‭ ‬تدخر‭ ‬وسعًا‭ ‬أو‭ ‬جهدًا‭ ‬فى‭ ‬دعوة‭ ‬العالم‭ ‬والشد‭ ‬على‭ ‬أيدى‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولى‭ ‬بأهمية‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬حلول‭ ‬سلمية‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬لإنهاء‭ ‬الصراع‭ ‬فى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬الإقليمى‭ ‬والدولي،‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬سلام‭ ‬أو‭ ‬استقرار‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬بدون‭ ‬وجود‭ ‬حل‭ ‬عادل‭ ‬وشامل‭ ‬ودائم‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وتحدثت‭ ‬مرارًا‭ ‬وتكرارًا‭ ‬مع‭ ‬كافة‭ ‬القوى‭ ‬الدولية‭ ‬الفاعلة‭ ‬فى‭ ‬العالم،‭ ‬وكذلك‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬حل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والتحذير‭ ‬من‭ ‬مغبة‭ ‬الممارسات‭ ‬الإجرامية‭ ‬والأحادية‭ ‬للاحتلال‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬لكن‭ ‬مازال‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولى‭ ‬يطلق‭ ‬يد‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيونى‭ ‬فى‭ ‬ارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬الإبادة‭ ‬والمجازر‭ ‬وقتل‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬وحصار‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وسياسات‭ ‬التجويع،‭ ‬والاعتقالات،‭ ‬والاستيطان‭ ‬وهدم‭ ‬المنازل،‭ ‬واعتقال‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وانتهاك‭ ‬المقدسات‭ ‬الدينية‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬ردع‭ ‬أو‭ ‬حسم‭ ‬أو‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬توقف‭ ‬آلة‭ ‬الإجرام‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬وحرب‭ ‬الإبادة‭.. ‬وكأن‭ ‬إسرائيل‭ ‬خارج‭ ‬المنظومة‭ ‬الأممية‭ ‬والدولية‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬تواطؤ‭ ‬دولى‭ ‬وازدواجية‭ ‬المعايير‭ ‬الفاضحة،‭ ‬وسياسات‭ ‬الكيل‭ ‬بمكيالين‭.‬
منذ‭ ‬اندلاع‭ ‬الصراع‭ ‬الفلسطينى‭ ‬‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬والتصعيد‭ ‬العسكرى‭ ‬الصهيوني،‭ ‬فى‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي،‭ ‬لم‭ ‬تهدأ‭ ‬مصر‭ ‬وتبذل‭ ‬جهوداً‭ ‬متواصلة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬والتهدئة‭ ‬وعدم‭ ‬السماح‭ ‬باستمرار‭ ‬العقاب‭ ‬الجماعى‭ ‬وحرب‭ ‬الإبادة‭ ‬والحصار‭ ‬والتجويع‭ ‬وقطع‭ ‬المياه‭ ‬والكهرباء‭ ‬والاعتقالات‭ ‬واستهداف‭ ‬المستشفيات‭ ‬والمدارس‭ ‬والمساجد‭ ‬والكنائس‭ ‬وقتل‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬وإفراط‭ ‬وحشى‭ ‬وبربرى‭ ‬فى‭ ‬استخدام‭ ‬القوة‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين‭ ‬الأبرياء‭ ‬والعزل،‭ ‬والتعنت‭ ‬فى‭ ‬إدخال‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والإغاثية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تخفيف‭ ‬معاناة‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬الأوضاع‭ ‬المأساوية‭ ‬والكارثية‭ ‬التى‭ ‬يعيشها‭ ‬الأشقاء‭ ‬بعد‭ ‬نفاد‭ ‬الوقود،‭ ‬وانهيار‭ ‬الخدمة‭ ‬الصحية‭ ‬وتوقف‭ ‬المستشفيات‭ ‬وخروجها‭ ‬من‭ ‬الخدمة،‭ ‬ثم‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بربرية‭ ‬القصف‭ ‬والدمار‭ ‬والقتل،‭ ‬وإجبارهم‭ ‬على‭ ‬النزوح‭ ‬والتهجير‭ ‬القسرى‭ ‬ودفعهم‭ ‬إلى‭ ‬الحدود‭ ‬المصرية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تنفيذ‭ ‬المخطط‭ ‬الصهيونى‭ ‬لتوطين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬فى‭ ‬سيناء‭ ‬وبما‭ ‬يشكل‭ ‬خطرًا‭ ‬داهماً‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬المصرى‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حذرت‭ ‬منه‭ ‬مصر‭ ‬بحسم‭ ‬وقوة‭ ‬ورفض‭ ‬قاطع‭ ‬واعتبرته‭ ‬خطاً‭ ‬أحمر،‭ ‬وأمناً‭ ‬قومياً‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التهاون‭ ‬أو‭ ‬التفريط‭ ‬فى‭ ‬حمايته‭ ‬وما‭ ‬قد‭ ‬يجرها‭ ‬إلى‭ ‬الحرب‭.‬
إسرائيل‭ ‬بممارساتها‭ ‬الإجرامية،‭ ‬ومحاولات‭ ‬إخلاء‭ ‬غزة‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تصدت‭ ‬له‭ ‬مصر‭ ‬بقوة‭ ‬وحسم‭ ‬وتعمل‭ ‬مصر‭ ‬وقيادتها‭ ‬السياسية‭ ‬على‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المحاور‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاتصالات‭ ‬والزيارات‭ ‬واللقاءات‭ ‬المكثفة‭ ‬بالرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬إيمانًا‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬بدور‭ ‬وثقل‭ ‬مصر‭ ‬وأنها‭ ‬مفتاح‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬فى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬لذلك‭ ‬تسابق‭ ‬الزمن‭ ‬لإدخال‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والإغاثية‭ ‬إلى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬متطلبات‭ ‬وتعداد‭ ‬سكانها‭ ‬وفى‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬والمعاناة‭ ‬الكارثية‭ ‬والإجرام‭ ‬الذى‭ ‬يرتكبه‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيونى‭ ‬وفى‭ ‬ظل‭ ‬التعنت‭ ‬الذى‭ ‬تمارسه‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬رفضت‭ ‬مصر‭ ‬عبور‭ ‬الأجانب‭ ‬من‭ ‬منفذ‭ ‬رفح‭ ‬البري،‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬عبور‭ ‬المساعدات‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬المصرى‭ ‬إلى‭ ‬الجانب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬حيث‭ ‬تعرض‭ ‬معبر‭ ‬رفح‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬الفلسطينى‭ ‬للقصف‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة،‭ ‬ومصر‭ ‬لم‭ ‬تغلق‭ ‬معبر‭ ‬رفح‭ ‬منذ‭ ‬اندلاع‭ ‬الأحداث،‭ ‬لكن‭ ‬بربرية‭ ‬إسرائيل‭ ‬حالت‭ ‬دون‭ ‬دخول‭ ‬المساعدات‭ ‬وعندما‭ ‬رفض‭ ‬الكيان‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬دخول‭ ‬الجرحى‭ ‬والمصابين‭ ‬للعلاج‭ ‬فى‭ ‬الأراضى‭ ‬المصرية،‭ ‬أوقفت‭ ‬مصر‭ ‬دخول‭ ‬الأجانب‭ ‬واشترطت‭ ‬دخول‭ ‬الجرحى‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬لعلاجهم‭ ‬فى‭ ‬المستشفيات‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬تدمير‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬للمستشفيات‭ ‬ومحاصرتها‭ ‬بل‭ ‬واستهداف‭ ‬سيارات‭ ‬الإسعاف‭ ‬وقتل‭ ‬المرضى‭ ‬والمصابين‭.. ‬ثم‭ ‬إن‭ ‬مصر‭ ‬هى‭ ‬صاحبة‭ ‬النصيب‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬شاحنات‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والإغاثية،‭ ‬وأيضًا‭ ‬تسابق‭ ‬المصريون‭ ‬فى‭ ‬التبرع‭ ‬بالدم‭ ‬لنجدة‭ ‬أشقائهم‭ ‬الفلسطينيين‭.‬
الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬الموقف‭ ‬المصري،‭ ‬وثوابته‭ ‬الشريفة‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬يدعونا‭ ‬إلى‭ ‬الفخر‭ ‬والاعتزاز‭ ‬بقيادتنا‭ ‬السياسية،‭ ‬فمصر‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والحقوق‭ ‬المشروعة‭ ‬للأشقاء،‭ ‬ومع‭ ‬كافة‭ ‬قضايا‭ ‬الأمة‭ ‬بشرف‭ ‬وبوجه‭ ‬واحد،‭ ‬تتحدث‭ ‬فى‭ ‬العلن،‭ ‬كما‭ ‬تتحدث‭ ‬فى‭ ‬الغرف‭ ‬المغلقة،‭ ‬وموقفها‭ ‬واضح‭ ‬وثابت،‭ ‬على‭ ‬مرأى‭ ‬ومسمع‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬نجحت‭ ‬فى‭ ‬احتواء‭ ‬وكشف‭ ‬وإجهاض‭ ‬مخطط‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬والتهجير‭ ‬القسري،‭ ‬وتوطين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الأراضى‭ ‬المصرية‭ ‬والأردنية‭ ‬وفضحت‭ ‬المخططات‭ ‬الصهيونية‭ ‬للتوسع‭ ‬وإقامة‭ ‬إسرائيل‭ ‬الكبرى‭ ‬وشبكة‭ ‬المصالح‭ ‬المترابطة‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬محور‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬والهيمنة‭ ‬وتدمير‭ ‬الدول‭ ‬وتقسيمها‭ ‬ونهب‭ ‬ثرواتها‭.‬
مصر‭ ‬تواجه‭ ‬بشموخ‭ ‬وندية‭ ‬ضغوطًا‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬وتتصدى‭ ‬لإملاءات،‭ ‬بحسم‭ ‬وقوة،‭ ‬وترفض‭ ‬مغريات‭ ‬كثيرة،‭ ‬تسعى‭ ‬للنيل‭ ‬من‭ ‬ثوابتها‭ ‬الشريفة،‭ ‬لكنها‭ ‬لا‭ ‬تبالي،‭ ‬وتدير‭ ‬ظهرها‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬المحاولات‭ ‬بل‭ ‬وتفرض‭ ‬ثوابتها‭ ‬على‭ ‬الجميع،‭ ‬وتطالب‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولى‭ ‬بأداء‭ ‬دوره‭ ‬الأخلاقى‭ ‬والإنسانى‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تقوض‭ ‬منظومة‭ ‬الإنسانية‭ ‬على‭ ‬سياسة‭ ‬ازدواجية‭ ‬المعايير‭ ‬والوحشية‭ ‬والبربرية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬والانحياز‭ ‬والدعم‭ ‬المطلق‭ ‬والتأييد‭ ‬الأعمى‭ ‬لها‭.‬
جاءت‭ ‬كلمة‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬فى‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬المشتركة‭ ‬غير‭ ‬العادية‭ ‬التى‭ ‬عقدت‭ ‬أمس‭ ‬بالرياض‭ ‬لتجسد‭ ‬ثوابت‭ ‬الموقف‭ ‬المصرى‭ ‬الشريف،‭ ‬وجهود‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬المصرية‭ ‬التى‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬محاصرة‭ ‬وتطويق‭ ‬واحتواء‭ ‬التصعيد‭ ‬العسكرى‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬وإفشال‭ ‬المخطط‭ ‬الذى‭ ‬يراد‭ ‬تنفيذه‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬وأيضًا‭ ‬رفع‭ ‬وتخفيف‭ ‬المعاناة‭ ‬عن‭ ‬الأشقاء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬واستعادة‭ ‬حقوقهم‭ ‬المشروعة،‭ ‬وإقامة‭ ‬دولتهم‭ ‬المستقلة،‭ ‬وإنهاء‭ ‬الأزمة‭ ‬الراهنة،‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬استئناف‭ ‬مسار‭ ‬السلام‭ ‬والمفاوضات‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭.‬
رسائل‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬وثوابت‭ ‬الموقف‭ ‬المصري،‭ ‬التى‭ ‬انطلقت‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬تاريخى‭ ‬للقاهرة،‭ ‬وموقف‭ ‬واضح‭ ‬وحاسم‭ ‬جاءت‭ ‬واضحة‭ ‬ومدوية‭ ‬وحاسمة،‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬يتعرض‭ ‬له‭ ‬الأشقاء‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬من‭ ‬ظروف‭ ‬استثنائية‭ ‬يتعرضون‭ ‬للقتل‭ ‬والحصار‭ ‬ويعانون‭ ‬من‭ ‬ممارسات‭ ‬لا‭ ‬إنسانية‭ ‬تعود‭ ‬بنا‭ ‬إلى‭ ‬العصور‭ ‬الوسطى‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬يستوجب‭ ‬وقفة‭ ‬جادة‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولى‭ ‬إذا‭ ‬أراد‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬مصداقيته‭ ‬السياسية‭ ‬والأخلاقية‭ ‬التى‭ ‬تجلت‭ ‬سوءاته‭ ‬فى‭ ‬معايير‭ ‬مزدوجة‭ ‬واختلال‭ ‬المنطق‭ ‬السليم‭ ‬وتهافت‭ ‬الادعاءات‭ ‬الإنسانية‭ ‬التى‭ ‬تسقط‭ ‬سقوطًا‭ ‬مدويًا‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الامتحان‭ ‬الكاشف‭ ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي‭.‬
أكدت‭ ‬كلمة‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬فى‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬المشتركة‭ ‬غير‭ ‬العادية‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الثوابت‭ ‬والمبادئ‭ ‬المصرية‭ ‬التى‭ ‬لم‭ ‬تتغير‭ ‬يومًا،‭ ‬وتجلت‭ ‬بوضوح‭ ‬وقوة‭ ‬خلال‭ ‬الأزمة‭ ‬الراهنة‭.‬
مصر‭ ‬أدانت‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬اندلاع‭ ‬الأزمة‭ ‬الراهنة،‭ ‬والتصعيد‭ ‬العسكرى‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬الذى‭ ‬شكل‭ ‬عقاب‭ ‬جماعي،‭ ‬وحرب‭ ‬إبادة‭ ‬ومحاولات‭ ‬للتهجير‭ ‬القسرى‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬وحصاراً‭ ‬لا‭ ‬إنسانياً‭ ‬وحرب‭ ‬تجويع،‭ ‬استهداف‭ ‬وقتل‭ ‬وترويع‭ ‬جميع‭ ‬المدنيين‭ ‬من‭ ‬الجانبين‭ ‬وجميع‭ ‬الأعمال‭ ‬والممارسات‭ ‬المنافية‭ ‬لمبادئ‭ ‬القانون‭ ‬الدولى‭ ‬والقانون‭ ‬الدولى‭ ‬الإنساني،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬مصر‭ ‬تجدد‭ ‬إدانتها‭ ‬الواضحة‭ ‬مع‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬سياسات‭ ‬العقاب‭ ‬الجماعى‭ ‬لأهالى‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬قتل‭ ‬وحصار‭ ‬وتهجير‭ ‬قسرى‭ ‬غير‭ ‬مقبولة‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬تبريرها‭ ‬بالدفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس‭ ‬ولا‭ ‬بأية‭ ‬دعاوى‭ ‬أخرى‭ ‬وتستوجب‭ ‬وقفها‭ ‬على‭ ‬الفور‭.‬
6‭ ‬بنود‭ ‬جاءت‭ ‬فى‭ ‬كلمة‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي،‭ ‬شكلت‭ ‬مطالب‭ ‬وثوابت‭ ‬الموقف‭ ‬المصري،‭ ‬وخارطة‭ ‬طريق‭ ‬لإيقاف‭ ‬التصعيد‭ ‬العسكرى‭ ‬فى‭ ‬غزة‭ ‬وإنهاء‭ ‬معاناة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وإنقاذ‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬مصير‭ ‬مجهول،‭ ‬وضعها‭ ‬أمام‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولى‭ ‬وبالأخص‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬ليتحمل‭ ‬مسئولية‭ ‬مباشرة‭ ‬لتحقيقها‭ ‬وهى‭ ‬كالتالي‭:‬
أولاً‭: ‬الوقف‭ ‬الفورى‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬فى‭ ‬القطاع‭ ‬بلا‭ ‬قيد‭ ‬أو‭ ‬شرط،‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬لقوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬أن‭ ‬تتذرع‭ ‬بحق‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس،‭ ‬فهو‭ ‬ليس‭ ‬كذلك‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬فما‭ ‬تمارسه‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬هو‭ ‬استخدام‭ ‬مفرط‭ ‬فى‭ ‬القوة‭ ‬فى‭ ‬حق‭ ‬المدنيين‭ ‬الأبرياء‭ ‬والعزل‭ ‬وعقاب‭ ‬جماعى‭ ‬يشمل‭ ‬القتل‭ ‬والحصار‭ ‬والتجويع‭ ‬والتهجير‭ ‬القسري‭.‬
استمرار‭ ‬وإطالة‭ ‬زمن‭ ‬الصراع‭ ‬سيؤدى‭ ‬حتمًا‭ ‬إلى‭ ‬اتساع‭ ‬نطاق‭ ‬ورقعة‭ ‬الصراع‭ ‬ودخول‭ ‬أطراف‭ ‬أخرى‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬لهذا‭ ‬الصراع‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يهدد‭ ‬بنشوب‭ ‬حرب‭ ‬شاملة‭ ‬تأكل‭ ‬الأخضر‭ ‬واليابس‭ ‬وتهدد‭ ‬أمن‭ ‬وسلام‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والعالم‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حذرت‭ ‬منه‭ ‬مصر‭ ‬مرارًا‭ ‬وتكرارًا‭ ‬وفى‭ ‬كل‭ ‬المناسبات‭ ‬واللقاءات،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬بدأت‭ ‬إرهاصاته‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الإقليمى‭ ‬أو‭ ‬الدولى‭ ‬وأن‭ ‬استمرار‭ ‬هذا‭ ‬التصعيد‭ ‬العسكرى‭ ‬سوف‭ ‬يؤدى‭ ‬إلى‭ ‬انزلاق‭ ‬لحرب‭ ‬شاملة‭ ‬او‭ ‬ربما‭ ‬حرب‭ ‬دولية‭ ‬تكون‭ ‬ساحتها‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬الوقف‭ ‬الفورى‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬سوف‭ ‬يجنب‭ ‬الجميع‭ ‬ويلات‭ ‬وتداعيات‭ ‬هذا‭ ‬الصراع‭ ‬ودخول‭ ‬أطراف‭ ‬أخري،‭ ‬وأيضًا‭ ‬فإن‭ ‬الوقف‭ ‬الفورى‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬يعنى‭ ‬إتاحة‭ ‬الوقت‭ ‬لإنقاذ‭ ‬أهالى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وتخفيف‭ ‬معاناتهم،‭ ‬واستعادة‭ ‬الحياة‭ ‬الطبيعية‭ ‬لهم‭ ‬ومداواة‭ ‬جرحاهم‭ ‬لأن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬هو‭ ‬حرب‭ ‬إبادة‭ ‬مكتملة‭ ‬الأركان‭.‬
ثانيًا‭: ‬أكد‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬فى‭ ‬كلمته‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬كافة‭ ‬الممارسات‭ ‬التى‭ ‬تستهدف‭ ‬التهجير‭ ‬القسرى‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬إلى‭ ‬أى‭ ‬مكان‭ ‬داخل‭ ‬أو‭ ‬خارج‭ ‬أرضهم،‭ ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تستهدف‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القصف‭ ‬الجوى‭ ‬المتواصل‭ ‬بالقنابل‭ ‬والصواريخ‭ ‬المدمرة‭ ‬وآلة‭ ‬القتل‭ ‬الفتاكة‭ ‬وتدمير‭ ‬العمارات‭ ‬والمنازل‭ ‬والمستشفيات‭ ‬والمدارس‭ ‬والمساجد‭ ‬والكنائس‭ ‬وسيارات‭ ‬الإسعاف،‭ ‬وقطع‭ ‬الكهرباء‭ ‬والمياه‭ ‬والاتصالات‭ ‬والوقود‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬لإخلاء‭ ‬القطاع‭ ‬تمامًا،‭ ‬بعد‭ ‬منع‭ ‬أى‭ ‬مقومات‭ ‬للحياة‭ ‬فيه‭ ‬سواء‭ ‬أمن‭ ‬أو‭ ‬مياه‭ ‬وغذاء‭ ‬وكهرباء‭ ‬ووقود‭ ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تسعى‭ ‬لتحويله‭ ‬إلى‭ ‬مكان‭ ‬للأشباح،‭ ‬لإجبارهم‭ ‬على‭ ‬النزوح‭ ‬من‭ ‬القطاع‭ ‬والتوجه‭ ‬إلى‭ ‬الجنوب‭ ‬حيث‭ ‬الأراضى‭ ‬المصرية‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬وبعد‭ ‬فإن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تستهدف‭ ‬قصفهم‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬ومنطقة‭ ‬بلا‭ ‬رحمة‭ ‬أو‭ ‬إنسانية‭.‬
لذلك‭ ‬فإن‭ ‬محاولات‭ ‬تهجير‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وإجبارهم‭ ‬على‭ ‬النزوح،‭ ‬مرفوضة‭ ‬بشكل‭ ‬قاطع‭ ‬سواء‭ ‬داخل‭ ‬فلسطين‭ ‬أو‭ ‬خارجها‭ ‬إلى‭ ‬حدود‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬خاصة‭ ‬مصر‭ ‬والأردن‭ ‬وهى‭ ‬جريمة‭ ‬تتنافى‭ ‬مع‭ ‬قواعد‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬والقانون‭ ‬الدولى‭ ‬الإنساني،‭ ‬فإسرائيل‭ ‬قوة‭ ‬وسلطة‭ ‬احتلال‭ ‬تحاول‭ ‬تزييف‭ ‬الواقع‭ ‬القانوني،‭ ‬بترويج‭ ‬مبدأ‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس،‭ ‬أو‭ ‬تنفيذ‭ ‬سياسات‭ ‬الاستيطان،‭ ‬أو‭ ‬التهجير‭ ‬القسرى‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬دولة‭ ‬احتلال‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬القانون‭ ‬أو‭ ‬قرارات‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية،‭ ‬ولا‭ ‬تعرف‭ ‬الرحمة‭ ‬أو‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وتستند‭ ‬إلى‭ ‬تواطؤ‭ ‬بعض‭ ‬القوى‭ ‬الدولية‭ ‬الفاعلة‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬التى‭ ‬تحمى‭ ‬جرائم‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭.‬
مصر‭ ‬منذ‭ ‬اللحظة‭ ‬الأولى‭ ‬حذرت‭ ‬من‭ ‬محاولات‭ ‬التهجير‭ ‬القسري،‭ ‬والتوطين‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬أراضيها‭ ‬وأنه‭ ‬أمر‭ ‬يعد‭ ‬قضية‭ ‬أمن‭ ‬قومى‭ ‬وخطاً‭ ‬أحمر‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التهاون‭ ‬أو‭ ‬التفريط‭ ‬فى‭ ‬حمايته‭.‬
ثالثًا‭:‬‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولى‭ ‬أن‭ ‬يضطلع‭ ‬بمسئوليته‭ ‬فى‭ ‬ضمان‭ ‬أمن‭ ‬المدنيين‭ ‬الأبرياء‭ ‬طبقًا‭ ‬لمبادئ‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬والقانون‭ ‬الدولى‭ ‬الإنساني،‭ ‬وعليه‭ ‬أن‭ ‬يتخلى‭ ‬عن‭ ‬السياسات‭ ‬المتناقضة،‭ ‬وازدواجية‭ ‬المعايير،‭ ‬والكيل‭ ‬بمكيالين‭ ‬التى‭ ‬أصبحت‭ ‬تهدد‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬وثقة‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬وأصبحنا‭ ‬أمام‭ ‬نظام‭ ‬عالمى‭ ‬ينهار‭ ‬بسرعة‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬التخلى‭ ‬عن‭ ‬مسئولياته‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والإنسانية‭ ‬وازدواجية‭ ‬المعايير‭ ‬وتواطئه‭ ‬أمام‭ ‬الإجرام‭ ‬الصهيوني‭.‬
رابعًا‭:‬‭ ‬ضمان‭ ‬النفاذ‭ ‬الآمن‭ ‬والسريع‭ ‬والمستدام‭ ‬للمساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والإغاثية‭ ‬لإنقاذ‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬فتح‭ ‬مصر‭ ‬لمعبر‭ ‬رفح‭ ‬بشكل‭ ‬دائم‭ ‬لكن‭ ‬السبب‭ ‬فى‭ ‬تباطؤ،‭ ‬وعدم‭ ‬تناسب‭ ‬المساعدات‭ ‬التى‭ ‬تدخل‭ ‬لسكان‭ ‬القطاع‭ ‬مع‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬وأعدادهم‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬التعنت‭ ‬والإجرام‭ ‬الصهيونى‭ ‬الذى‭ ‬يستهدف‭ ‬حصار‭ ‬وتجويع‭ ‬وقتل‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬لذلك‭ ‬تحمل‭ ‬مصر‭ ‬إسرائيل‭ ‬مسئوليتها‭ ‬الدولية‭ ‬باعتبارها‭ ‬القوة‭ ‬القائمة‭ ‬بالاحتلال،‭ ‬وهذا‭ ‬التعبير‭ ‬والتوصيف‭ ‬المصرى‭ ‬‮«‬قوة‭ ‬احتلال‮»‬،‭ ‬تبنى‭ ‬عليه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المبادئ‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬مفهوم‭ ‬حق‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس‭ ‬أو‭ ‬التهجير‭ ‬القسرى‭ ‬أو‭ ‬توفير‭ ‬احتياجات‭ ‬وحماية‭ ‬المدنيين‭.‬
خامسًا‭:‬‭ ‬مصر‭ ‬أكدت‭ ‬مرارًا‭ ‬وتكرارًا‭ ‬وفى‭ ‬كافة‭ ‬المحافل‭ ‬واللقاءات‭ ‬الدولية،‭ ‬وخلال‭ ‬أيام‭ ‬الأزمة‭ ‬الراهنة‭ ‬والصراع‭ ‬الدائر‭ ‬والمتصاعد‭ ‬بين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والكيان‭ ‬الصهيونى‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬سبيل‭ ‬لحل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وترسيخ‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والسلام‭ ‬فى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والعالم‭ ‬إلا‭ ‬بحل‭ ‬الدولتين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تتبناه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬خاصة‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬والفاعلة‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مستقلة‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬4‭ ‬يونيو‭ ‬1967‭ ‬عاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭ ‬وهو‭ ‬الطريق‭ ‬الأمثل‭ ‬لتسوية‭ ‬الصراع‭ ‬وإنهاء‭ ‬كافة‭ ‬أسباب‭ ‬التوتر‭ ‬والتصعيد،‭ ‬والصراعات‭ ‬فى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬فالقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬متجمدة‭ ‬دون‭ ‬حل‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬75‭ ‬عامًا،‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬مراوغات‭ ‬إسرائيل‭ ‬وتنصلها‭ ‬من‭ ‬أى‭ ‬التزامات‭ ‬أو‭ ‬اتفاقيات‭ ‬وسياساتها‭ ‬الاحادية‭ ‬التى‭ ‬أفضت‭ ‬إلى‭ ‬الصراع‭ ‬الدائر‭ ‬الذى‭ ‬يهدد‭ ‬بحرب‭ ‬شاملة‭.‬
سادسًا‭: ‬ان‭ ‬مصر‭ ‬القوية‭ ‬القادرة‭ ‬الشريفة‭ ‬لن‭ ‬تفرط‭ ‬أبدًا‭ ‬فى‭ ‬حقوق‭ ‬الأشقاء‭ ‬المشروعة‭ ‬ولن‭ ‬تسمح‭ ‬بإبقاء‭ ‬الجرائم‭ ‬غير‭ ‬الإنسانية‭ ‬‮«‬جرائم‭ ‬الحرب‮»‬‭ ‬وحرب‭ ‬الإبادة‭ ‬التى‭ ‬يرتكبها‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيونى‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬تمر‭ ‬بدون‭ ‬حساب‭ ‬لأن‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬تقويضاً‭ ‬للنظام‭ ‬العالمي،‭ ‬وما‭ ‬يتمسك‭ ‬به‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولى‭ ‬من‭ ‬مبادئ‭ ‬وأخلاقيات‭ ‬وإنسانية،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬مصر‭ ‬تدعو‭ ‬وتطالب‭ ‬بإجراء‭ ‬تحقيق‭ ‬دولى‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬ارتكابه‭ ‬من‭ ‬انتهاكات‭ ‬ضد‭ ‬القانون‭ ‬الدولى‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬استخدام‭ ‬أسلحة‭ ‬محظورة‭ ‬والتلويح‭ ‬باستخدام‭ ‬السلاح‭ ‬النووى‭ ‬والمجازر‭ ‬والفظائع‭ ‬وحرب‭ ‬الإبادة‭ ‬والتهجير‭ ‬القسرى‭ ‬والحصار‭ ‬وهو‭ ‬بالفعل‭ ‬يستوجب‭ ‬تحقيقاً‭ ‬دولياً‭ ‬ومحاسبة‭ ‬لحماية‭ ‬المبادئ‭ ‬والقيم‭ ‬الأخلافية‭ ‬والإنسانية،‭ ‬وهو‭ ‬امتحان‭ ‬واختبار‭ ‬للمجتمع‭ ‬الدولى‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬جادًا‭ ‬فى‭ ‬محاسبة‭ ‬المجرمين‭ ‬أم‭ ‬هناك‭ ‬تواطؤ‭ ‬وازدواجية‭ ‬معايير،‭ ‬ويسقط‭ ‬النظام‭ ‬الدولى‭ ‬والأممى‭ ‬والقوانين‭ ‬الإنسانية‭ ‬وأحاديث‭ ‬الغرب‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بما‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬اننا‭ ‬نعيش‭ ‬فى‭ ‬زمن‭ ‬وعصور‭ ‬الغاب،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬مصر‭ ‬تطالب‭ ‬بإجراء‭ ‬تحقيق‭ ‬دولى‭ ‬لإجلاء‭ ‬الحقيقة‭ ‬وكشف‭ ‬المتورطين‭ ‬ومحاسبتهم‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬مناطق‭ ‬أخري،‭ ‬وكذلك‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬غض‭ ‬الطرف‭ ‬عنه‭ ‬فى‭ ‬مناطق‭ ‬أخري،‭ ‬وما‭ ‬يجرى‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬إسرائيلية‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬هو‭ ‬اختبار‭ ‬وامتحان‭ ‬حقيقى‭ ‬للمجتمع‭ ‬الدولي‭.‬
الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬كلمة‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬جاءت‭ ‬شاملة‭ ‬جسدت‭ ‬ثوابت‭ ‬الموقف‭ ‬المصرى‭ ‬ووضعت‭ ‬العالم‭ ‬والمجتمع‭ ‬الدولى‭ ‬أمام‭ ‬مسئولياته‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والإنسانية،‭ ‬ووضعت‭ ‬المسئولية‭ ‬عن‭ ‬خطورة‭ ‬اتساع‭ ‬رقعة‭ ‬الصراع‭ ‬بين‭ ‬يديه‭ ‬لذلك‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬أن‭ ‬يتحد‭ ‬لإنفاذ‭ ‬الحل‭ ‬العادل‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وإنهاء‭ ‬الاحتلال‭ ‬بما‭ ‬يليق‭ ‬بمبادئ‭ ‬وأخلاق‭ ‬وإنسانية‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬ويتسق‭ ‬مع‭ ‬قيم‭ ‬العدل‭ ‬والحرية‭ ‬واحترام‭ ‬الحقوق‭ ‬جميع‭ ‬الحقوق‭ ‬وليس‭ ‬بعضها‭.‬
كلمة‭ ‬شجاعة‭ ‬وواضحة‭ ‬ومواقف‭ ‬ثابتة‭ ‬وشريفة‭ ‬تؤكد‭ ‬قوة‭ ‬الدور‭ ‬المصري،‭ ‬وما‭ ‬تبذله‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬لحقن‭ ‬دماء‭ ‬الأشقاء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬حقوقهم‭ ‬المشروعة،‭ ‬وإقامة‭ ‬دولتهم‭ ‬المستقلة‭ ‬والقمة‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬المشتركة‭ ‬غير‭ ‬العادية‭ ‬أكدت‭ ‬على‭ ‬الثوابت‭ ‬المصرية‭ ‬لأنها‭ ‬هى‭ ‬السبيل‭ ‬الوحيد‭ ‬ليعم‭ ‬السلام‭ ‬والإنسانية‭.‬
تحيا مصر

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية