تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > عبد الرازق توفيق > خطاب‭ ‬اللحظة‭ ‬الراهنة ‭ 2/1

خطاب‭ ‬اللحظة‭ ‬الراهنة ‭ 2/1

ما‭ ‬يجرى‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬ومن‭ ‬حولنا‭ ‬من‭ ‬صراعات‭ ‬وأطماع‭ ‬ومخططات‭ ‬ودول‭ ‬تتهاوى‭ ‬وتسقط‭ ‬بسبب‭ ‬أخطاء‭ ‬كارثية لا‭ ‬يخفى‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬ما‭ ‬يجرى‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬ومن‭ ‬حولنا‭ ‬من‭ ‬صراعات‭ ‬وأطماع‭ ‬ومخططات‭ ‬ودول‭ ‬تتهاوى‭ ‬وتسقط‭ ‬بسبب‭ ‬أخطاء‭ ‬كارثية‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬هذه‭ ‬الدول،‭ ‬لم‭ ‬تنتبه‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬معالجتها‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬وهناك‭ ‬دول‭ ‬ضاعت‭ ‬ويصعب‭ ‬عودتها‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬بنفس‭ ‬القوة،‭ ‬وباتت‭ ‬مهددة‭ ‬بالتقسيم‭  ‬وتلاشى‭ ‬قدراتها،‭ ‬وهناك‭ ‬مخطط‭ ‬لتفريغ‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬دولها،‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬أشباه‭ ‬دول‭ ‬أو‭ ‬إلى‭ ‬دويلات،‭ ‬تتصارع‭ ‬فيها‭ ‬طوائف‭ ‬وفرق،‭ ‬وميليشيات‭ ‬وجماعات‭ ‬إرهابية،‭ ‬بل‭ ‬دخل‭ ‬جسدها‭ ‬فيروس‭ ‬الفتن‭ ‬والانقسام‭ ‬والفوضى‭ ‬والتدخلات‭ ‬الخارجية‭ ‬والأجنبية،‭ ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬المخطط‭ ‬يتحول‭ ‬فى‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬منه‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬تبقى‭ ‬عصية‭ ‬قوية‭ ‬وقادرة‭ ‬صلبة‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬تهديدات‭ ‬وأطماع‭ ‬ومخططات‭ ‬تستهدفها‭ ‬فى‭ ‬الأساس‭ ‬لأنها‭ ‬حجر‭ ‬الزاوية،‭ ‬وعمود‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية،‭ ‬وأهم‭ ‬تحد‭ ‬يواجه‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬هو‭ ‬الوعى‭ ‬الحقيقي،‭ ‬والإدراك‭ ‬لما‭ ‬يحاك‭ ‬للوطن‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬اصطفاف‭ ‬الشعب،‭ ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬تعظيم‭ ‬عملية‭ ‬التفهيم‭ ‬والاستيعاب‭ ‬لما‭ ‬يجرى‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬خاصة‭ ‬مجابهة‭ ‬حملات‭ ‬الأكاذيب‭ ‬و»أحاديث‭ ‬الأفك‮»‬‭ ‬والشائعات‭ ‬والتشكيك‭ ‬والتشويه‭ ‬والتحريض‭ ‬فى‭ ‬محاولات‭ ‬بائسة‭ ‬لتحريك‭ ‬المصريين‭ ‬للهدم‭ ‬والتدمير‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬الدول‭ ‬الأخري،‭ ‬لكن‭ ‬المواطن‭ ‬المصرى‭ ‬يختلف،‭ ‬وعى‭ ‬الدرس‭ ‬جيدًا‭ ‬سواء‭ ‬لما‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬يناير‭ ‬2011‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬وأدرك‭ ‬حقيقة‭ ‬الميليشيات‭ ‬والجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬المتأسلمة‭ ‬والتى‭ ‬تتحرك‭ ‬طبقا‭ ‬لريموت‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬اشاعة‭ ‬الفوضى‭ ‬والإرهاب‭ ‬وتنشط‭ ‬أبواقها‭ ‬لنشر‭ ‬الأكاذيب‭ ‬والأباطيل‭.‬
مصر‭ ‬هى‭ ‬الهدف‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬فى‭ ‬ذلك،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يفزعنا‭ ‬أو‭ ‬يخيفنا‭ ‬ولكن‭ ‬يستوجب‭ ‬اليقظة‭ ‬والحذر‭ ‬وأهمية‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬وعى‭ ‬الناس‭ ‬واصطفاف‭ ‬الشعب،‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬السلاح‭ ‬الأهم‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬المواجهة‭ ‬لأنه‭ ‬باختصار‭ ‬محور‭ ‬الشر‭ ‬لا‭ ‬يقوى‭ ‬على‭ ‬دولة‭ ‬قوية‭ ‬وقادرة‭ ‬وتقف‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬صلبة‭ ‬مثل‭ ‬مصر،‭ ‬ولديها‭ ‬مقومات‭ ‬النصر‭ ‬والعبور،‭ ‬وإذا‭ ‬تأملنا‭ ‬الدول‭ ‬التى‭ ‬سقطت‭ ‬نجد‭ ‬أنها‭ ‬تعرضت‭ ‬للاستدراج‭ ‬والاستنزاف‭ ‬والاضعاف‭ ‬لسنوات‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جرها‭ ‬إلى‭ ‬حروب‭ ‬وصدامات،‭ ‬أو‭ ‬تفجير‭ ‬داخلها‭ ‬باستغلال‭ ‬نعرات‭ ‬الطائفية‭ ‬والمذهبية،‭ ‬والفرق‭ ‬والتشيع‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭ ‬غير‭ ‬موجود‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬بفضل‭ ‬الله‭ ‬ثم‭ ‬حكمة‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬التى‭ ‬لم‭ ‬تستدرج‭ ‬لاستنزاف‭ ‬ولم‭ ‬تدخل‭ ‬فى‭ ‬مغامرات‭ ‬بل‭ ‬حفظت‭ ‬وحافظت‭ ‬على‭ ‬قوة‭ ‬وقدرة‭ ‬مصر،‭ ‬وابدعت‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬ومؤسساتها،‭ ‬وباتت‭ ‬مصر‭ ‬دولة‭ ‬القانون‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المعيار‭ ‬فيها‭ ‬للمواطنة،‭ ‬بلا‭ ‬تمييز‭ ‬أو‭ ‬تفرقة‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬فإن‭ ‬مصر‭ ‬ليس‭ ‬لديها‭ ‬ما‭ ‬تخاف‭ ‬منه،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬بها‭ ‬نقاط‭ ‬ضعف‭ ‬أو‭ ‬ثغرات‭ ‬ولم‭ ‬تتعرض‭ ‬للاستنزاف‭ ‬والاضعاف،‭ ‬لذلك‭ ‬هى‭ ‬فى‭ ‬منتهى‭ ‬القوة‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬لا‭ ‬تجرؤ‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬على‭ ‬الصدام‭ ‬المباشر‭ ‬معها‭ ‬ويبقى‭ ‬التحدى‭ ‬الأهم،‭ ‬هو‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬ترمومتر‭ ‬الوعى‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬فى‭ ‬أعلى‭ ‬درجاته،‭ ‬وكذلك‭ ‬تعظيم‭ ‬الاصطفاف‭ ‬والتماسك‭ ‬الوطني،‭ ‬لكن‭ ‬ذلك‭ ‬يتطلب‭ ‬تضافر‭ ‬واستنفار‭ ‬كافة‭ ‬الجهود‭ ‬من‭ ‬‮«‬خلال‭ ‬خطاب‭ ‬اللحظة‭ ‬الراهنة‮»‬‭ ‬والذى‭ ‬يتضمن‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬البنود‭ ‬والإجراءات‭ ‬المهمة‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظرى‭ ‬كالتالي‭:‬
أولاً‭: ‬وهنا‭ ‬لا‭ ‬أجامل،‭ ‬إذا‭ ‬قلت‭ ‬إن‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬وضع‭ ‬ايدينا‭ ‬على‭ ‬المضمون‭ ‬الرئيسى‭ ‬لخطاب‭ ‬اللحظة‭ ‬الراهنة،‭ ‬وهو‭ ‬التواصل‭ ‬المباشر‭ ‬مع‭ ‬المصريين‭ ‬خاصة‭ ‬الشباب‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬بالفعل‭ ‬مع‭ ‬الطلاب‭ ‬والطالبات‭ ‬المتقدمين‭ ‬للالتحاق‭ ‬بإكاديمية‭ ‬الشرطة،‭ ‬وكان‭ ‬حديثًا‭ ‬مهمًا‭ ‬وبسيطًا‭ ‬ونخرج‭ ‬منه‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬الرسائل‭ ‬التى‭ ‬تمثل‭ ‬حجر‭ ‬أساس‭ ‬الوعى‭ ‬الحقيقي،‭ ‬فالرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬تحدث‭ ‬بشرح‭ ‬وافِ‭ ‬عن‭ ‬قضايا‭ ‬وتحديات‭ ‬ونجاحات‭ ‬كثيرة‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬وأيضا‭ ‬عن‭ ‬الواقع‭ ‬المحلى‭ ‬والإقليمى‭ ‬وتناول‭ ‬الحروب‭ ‬الجديدة‭ ‬خاصة‭ ‬الأكاذيب‭ ‬وآلية‭ ‬صناعتها،‭ ‬ولماذا‭ ‬تدار‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬مصر،‭ ‬واختصرها‭ ‬الرئيس‭ ‬فى‭ ‬عبارة‭ ‬واحدة‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬لها‭ ‬خصوم،‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬مصلحة‭ ‬هؤلاء‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مصر‭ ‬قوية‭ ‬ومتقدمة‭ (‬كويس‭) ‬لذلك‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نتحدث‭ ‬مع‭ ‬الناس‭ ‬والشباب‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬بنفس‭ ‬منهجية‭ ‬حديث‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬وتناوله‭ ‬للقضايا‭ ‬المختلفة‭ ‬تحديات،‭ ‬انجازات،‭ ‬تهديدات،‭  ‬ومخاطر،‭ ‬وآمال‭ ‬ومستقبل‭ ‬واعد‭ ‬وتفسير‭ ‬واضح‭ ‬وشفاف‭ ‬لرؤية‭ ‬عمل‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬وطالبت‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬الحديث‭ ‬فى‭ ‬الإعلام،‭ ‬والمسئولين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬السياق‭ ‬الذى‭ ‬تحدث‭ ‬به‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي،‭ ‬وهو‭ ‬دور‭ ‬الدكتور‭  ‬مدبولى‭ ‬وحكومته،‭ ‬خاصة‭ ‬الدكتور‭ ‬مصطفى‭ ‬مدبولى‭ ‬لأنه‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬وما‭ ‬المانع‭ ‬أن‭ ‬يتحدث‭ ‬وزراء‭ ‬سابقون‭ ‬فى‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬وبدون‭ ‬ذكر‭ ‬اسماء‭ ‬لدينا‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬يؤدى‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬بشكل‭ ‬جيد،‭ ‬وأيضا‭ ‬وزراء‭ ‬حاليون‭ ‬وخبراء،‭ ‬ونستطيع‭ ‬أن‭ ‬نستثمر‭ ‬بعض‭ ‬الفعاليات‭ ‬أو‭ ‬نوجدها،‭ ‬أو‭ ‬اغتنام‭ ‬فرصة‭ ‬العام‭ ‬الدراسى‭ ‬فى‭ ‬الجامعات،‭ ‬وأيضا‭ ‬فى‭ ‬الإعلام‭ ‬الأوسع‭ ‬انتشارًا‭.‬
ثانيًا‭: ‬عرض‭ ‬واف‭ ‬وواقعى‭ ‬وجذاب‭ ‬للتحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬والمخاطر‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬متوفر‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬فما‭ ‬يدور‭ ‬حولنا‭ ‬يقنع‭ ‬الحجر،‭ ‬لكن‭ ‬يبقى‭ ‬المهم‭ ‬عرض‭ ‬أهدافه،‭ ‬وأسبابه‭ ‬وما‭ ‬يرنو‭ ‬إليه‭ ‬وموقف‭ ‬مصر‭ ‬منه،‭ ‬وجهود‭ ‬مصر‭ ‬وإدارتها‭ ‬لهذه‭ ‬الصراعات‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬بحكمة‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬الإدراك‭ ‬أنها‭ ‬الهدف،‭ ‬وكيف‭ ‬استعدت‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذا‭ ‬المخطط‭.. ‬وما‭ ‬لديها‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬وقدرة،‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬تعدد‭ ‬المصادر‭ ‬والضيوف‭ ‬لشرح‭ ‬هذا‭ ‬المشهد‭ ‬بشكل‭ ‬مستفيض‭ ‬دون‭ ‬ملل‭ ‬أو‭ ‬رتابة‭.‬
وغداً‭ ‬الجزء‭ ‬الثانى‭ ‬من‭ ‬خطاب‭ ‬اللحظة‭ ‬الراهنة
تحيا مصر

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية