تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

تحديات‭ ‬الأمن‭ ‬القومى

التحديات‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬المصرى‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬لكن‭ ‬بفضل‭ ‬الرؤية‭ ‬واستشراف‭ ‬المستقبل،‭ ‬نجحت‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬‮٠١‬‭ ‬سنوات‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬جدار‭ ‬صلب‭ ‬لحماية‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬بإدراك‭ ‬حقيقى‭ ‬للمخاطر‭ ‬والتهديدات‭ ‬الحالية‭ ‬والمحتملة‭.. ‬وأيضاً‭ ‬بما‭ ‬تملكه‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬من‭ ‬حكمة‭ ‬القيادة،‭ ‬والعمل‭ ‬المتواصل‭ ‬لبناء‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬الشاملة‭ ‬والمؤثرة‭.. ‬فرغم‭ ‬الحرائق‭ ‬المشتعلة‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬الاتجاهات،‭ ‬والاضطرابات‭ ‬والصراعات‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬تظل‭ ‬وطن‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭.‬

يطرح‭ ‬البعض‭ ‬تساؤلاً‭ ‬مهماً‭ ‬عقب‭ ‬انتهاء‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬ما‭ ‬التحديات‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬المصري؟‭.. ‬والإجابة‭ ‬هنا‭ ‬لا‭ ‬تحمل‭ ‬جديداً،‭ ‬لكنها‭ ‬تحمل‭ ‬مزيداً‭ ‬من‭ ‬الثقة‭ ‬والتفاؤل،‭ ‬فليس‭ ‬هناك‭ ‬أخطر‭ ‬مما‭ ‬واجه‭ ‬مصر‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬المشهد‭ ‬الحالي،‭ ‬وما‭ ‬تموج‭ ‬به‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬صراعات‭ ‬واضطرابات‭ ‬وحرائق‭ ‬وآخرها‭ ‬التصعيد‭ ‬العسكرى‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬فى‭ ‬غزة‭ ‬وأهدافه‭ ‬فى‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وتهجير‭ ‬سكان‭ ‬القطاع‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية‭ ‬إلى‭ ‬الحدود‭ ‬المصرية‭ ‬والأردنية،‭ ‬بهدف‭ ‬تنفيذ‭ ‬مخطط‭ ‬التوطين! ‬

والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬حسم‭ ‬مبكراً،‭ ‬والمخطط‭ ‬أجهض‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬الصراع‭ ‬الحالي،‭ ‬بفضل‭ ‬القرار‭ ‬المصرى‭ ‬الحاسم‭ ‬والقاطع‭ ‬والإدارة‭ ‬العبقرية‭ ‬للموقف،‭ ‬الذى‭ ‬أكد‭ ‬وبشكل‭ ‬نهائى‭ ‬مدعوم‭ ‬‮«‬بخط‭ ‬أحمر‮»‬‭ ‬واضح‭ ‬لا‭ ‬تصفية‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ولا‭ ‬تهجير‭ ‬قسرياً‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬ولا‭ ‬توطين‭ ‬لهم‭ ‬فى‭ ‬سيناء،‭ ‬وأن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬يمس‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬المصرى‭ ‬لا‭ ‬تهاون‭ ‬ولا‭ ‬تفريط‭ ‬فى‭ ‬حمايته،‭ ‬وأنه‭ ‬خط‭ ‬أحمر‭ ‬تحت‭ ‬حماية‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬المصرية‭.‬

حسمت‭ ‬مصر‭ ‬أمرها‭ ‬مبكراً،‭ ‬أدركت‭ ‬قبل‭ ‬‮٠١‬‭ ‬سنوات،‭ ‬أنها‭ ‬محاطة‭ ‬بالتهديدات‭ ‬والمخاطر‭ ‬والمؤامرات،‭ ‬وأنها‭ ‬هدف‭ ‬مباشر‭ ‬لقوى‭ ‬الشر‭ ‬بعد‭ ‬فشل‭ ‬مخطط‭ ‬الفوضى‭ ‬والإرهاب‭ ‬ومحاولات‭ ‬فرض‭ ‬واقع‭ ‬فى‭ ‬سيناء‭ ‬بواسطة‭ ‬قوى‭ ‬الظلام‭ ‬والإرهاب‭ ‬لكن‭ ‬مصر‭ ‬أجهضت‭ ‬هذا‭ ‬المخطط‭ ‬وقضت‭ ‬على‭ ‬الإرهاب‭ ‬وطهرت‭ ‬سيناء‭ ‬من‭ ‬دنسه‭ ‬وأطلقت‭ ‬أكبر‭ ‬عملية‭ ‬تنمية‭ ‬فى‭ ‬أراضيها،‭ ‬وربطتها‭ ‬بباقى‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد‭ ‬فى‭ ‬القناة‭ ‬والدلتا‭ ‬وبات‭ ‬الوصول‭ ‬إليها‭ ‬أسرع‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬بفضل‭ ‬الرؤية‭ ‬الرئاسية‭ ‬فى‭ ‬إنشاء‭ ‬خمسة‭ ‬أنفاق‭ ‬أسفل‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الإجراءات‭ ‬ونجاحات‭ ‬عملية‭ ‬التنمية‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬جدار‭ ‬صلب‭ ‬لحماية‭ ‬سيناء‭ ‬ومضاعفة‭ ‬قوة‭ ‬التحصين‭ ‬والحماية‭.‬

مصر‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬‮٠١‬‭ ‬سنوات‭ ‬وبفضل‭ ‬رؤية‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬واستشرافه‭ ‬للمستقبل‭ ‬وقراءته‭ ‬العبقرية‭ ‬للمشهد‭ ‬الإقليمى‭ ‬والدولى‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬تولى‭ ‬حكم‭ ‬مصر‭ ‬وأدرك‭ ‬حجم‭ ‬التهديدات‭ ‬والمؤامرات‭ ‬الذى‭ ‬يستهدف‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬وحدودها‭ ‬وأراضيها‭ ‬وأمنها‭ ‬القومى‭ ‬بل‭ ‬وجودها‭ ‬وأن‭ ‬المؤامرة‭ ‬لم‭ ‬تنته‭ ‬بعد‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬ثورة‭ ‬‮٠٣‬‭ ‬يونيو‭ ‬العظيمة‭ ‬فى‭ ‬‮٣١٠٢‬‭ ‬قلبت‭ ‬الطاولة‭ ‬فى‭ ‬وجه‭ ‬المتآمرين‭ ‬والإخوان‭ ‬الخونة‭.. ‬لكن‭ ‬مصر‭ ‬أدركت‭ ‬أن‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬سوف‭ ‬‮«‬تعاود‭ ‬الكرة‮»‬‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬لذلك‭ ‬رأى‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬أن‭ ‬حماية‭ ‬مصر‭ ‬وتمكينها‭ ‬من‭ ‬امتلاك‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬والردع،‭ ‬والقوة‭ ‬الرشيدة‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬مقدس‭ ‬وحتمى‭ ‬لضمان‭ ‬الوجود‭ ‬وردع‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬تسول‭ ‬له‭ ‬نفسه‭ ‬المساس‭ ‬بأمن‭ ‬مصر‭ ‬القومى‭ ‬ووجودها‭. ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬المصريين‭ ‬ألا‭ ‬يخافوا‭ ‬أو‭ ‬يقلقوا‭ ‬فليس‭ ‬هناك‭ ‬أعقد‭ ‬أو‭ ‬أصعب‭ ‬من‭ ‬المؤامرات‭ ‬السابقة‭ ‬أو‭ ‬الحالية‭

‬وفى‭ ‬الحالتين‭ ‬الأولى‭ ‬انتصرت‭ ‬مصر‭ ‬وعبرت‭ ‬ونجحت‭ ‬والثانية‭ ‬مصر‭ ‬أكثر‭ ‬قوة‭ ‬وقدرة‭ ‬ليست‭ ‬القوة‭ ‬العسكرية‭ ‬وحدها‭ ‬ولكن‭ ‬قوة‭ ‬وعبقرية‭ ‬الإدارة‭ ‬الحكيمة‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬هذه‭ ‬المؤامرة‭ ‬وتمكنت‭ ‬من‭ ‬حسم‭ ‬الأمور‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير،‭ ‬وباتت‭ ‬اضغاث‭ ‬أحلام‭ ‬التهجير‭ ‬والتوطين‭ ‬فى‭ ‬سيناء‭ ‬مجرد‭ ‬أوهام‭ ‬فى‭ ‬عقول‭ ‬أصحابها‭ ‬وسلعاً‭ ‬منتهية‭ ‬الصلاحية‭ ‬بفضل‭ ‬قوة‭ ‬مصر‭ ‬التى‭ ‬يعمل‭ ‬لها‭ ‬ألف‭ ‬حساب،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬بفضل‭ ‬قيادتها‭ ‬باتت‭ ‬الأقوى‭ ‬فى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬والأكثر‭ ‬تأثيراً،‭ ‬وحضوراً‭ ‬فى‭ ‬قيادة‭ ‬المنطقة،‭ ‬لديها‭ ‬من‭ ‬القدرات‭ ‬الشاملة‭ ‬الكثير‭ ‬عسكرياً‭ ‬وسياسياً‭ ‬ودبلوماسياً‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬الأوراق‭ ‬والبدائل‭ ‬تتحرك‭ ‬بعبقرية‭ ‬واحترافية‭ ‬تجاه‭ ‬بلوغ‭ ‬أهدافها،‭ ‬ولا‭ ‬تخوض‭ ‬معركة‭ ‬تخسرها‭ ‬أبداً‭ ‬بل‭ ‬دائماً‭ ‬تربح‭ ‬وتعبر‭ ‬كافة‭ ‬التهديدات‭ ‬والمخاطر‭ ‬والمؤامرات‭ ‬ولا‭ ‬تستطيع‭ ‬أى‭ ‬قوة‭ ‬أن‭ ‬تفرض‭ ‬عليها‭ ‬ما‭ ‬ترفضه‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬الضغوط‭ ‬والإملاءات‭ ‬والإغراءات‭.‬

الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬مشهد‭ ‬التحديات‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬الأمن‭ ‬القومي،‭ ‬شديد‭ ‬الصعوبة‭ ‬والتعقيد،‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬ظلت‭ ‬مصر‭ ‬تتمسك‭ ‬بالهدوء‭ ‬والثقة‭ ‬ورباطة‭ ‬الجأش،‭ ‬واطمئنان‭ ‬لقوتها‭ ‬وقدرتها‭ ‬وسلامة‭ ‬أمنها‭ ‬القومى‭ ‬وأراضيها،‭ ‬وأكرر‭ ‬بفضل‭ ‬رؤية‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬لذلك‭ ‬كما‭ ‬يقولون‭ ‬مصر‭ ‬تعرف‭ ‬وتدرك‭ ‬كيف‭ ‬تتعامل‭ ‬وتدير‭ ‬تحدياتها‭.‬
وإذا‭ ‬استعرضنا‭ ‬حجم‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬المصرى‭ ‬سنجدها‭ ‬كثيرة‭ ‬وفى‭ ‬جميع‭ ‬الاتجاهات‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬وفى‭ ‬البر‭ ‬والبحر‭.. ‬لكن‭ ‬الإنجاز‭ ‬العظيم‭ ‬الذى‭ ‬حققته‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬أنه‭ ‬رغم‭ ‬سخونة‭ ‬المنطقة‭ ‬واشتعال‭ ‬دول‭ ‬الجوار،‭ ‬وتنامى‭ ‬الأطماع‭ ‬والمخططات‭ ‬والمؤامرات‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬ظلت‭ ‬أكثر‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬أمناً‭ ‬وأماناً‭ ‬واستقراراً‭ ‬بل‭ ‬هى‭ ‬المقصد‭ ‬والقبلة‭ ‬والوجهة‭ ‬للباحثين‭ ‬عن‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬وهذه‭ ‬معادلة‭ ‬لا‭ ‬تحققها‭ ‬إلا‭ ‬قيادة‭ ‬استثنائية‭ ‬وطنية‭ ‬شريفة

‭ ‬لكن‭ ‬السؤال‭ ‬أيضاً‭ ‬ما‭ ‬التحديات‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬المصرى‭ ‬وما‭ ‬الذى‭ ‬يدعونا‭ ‬للاطمئنان‭ ‬والثقة‭ ‬أن‭ ‬أمن‭ ‬مصر‭ ‬القومى‭ ‬سيظل‭ ‬آمناً‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬أى‭ ‬قوة‭ ‬المساس‭ ‬به؟

أولاً‭:‬‭ ‬مصر‭ ‬محاطة‭ ‬بحجم‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬اتجاه،‭ ‬نجد‭ ‬فى‭ ‬الغرب‭ ‬ليبيا‭ ‬الشقيقة،‭ ‬ولم‭ ‬تستقر‭ ‬الأوضاع‭ ‬فيها‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬ومازالت‭ ‬هناك‭ ‬حكومتان‭ ‬تحكمان‭ ‬البلاد‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬طرابلس‭ ‬أو‭ ‬بنى‭ ‬غازى‭ ‬ويوجد‭ ‬على‭ ‬أراضيها‭ ‬‮٠٢‬‭ ‬ألف‭ ‬مرتزق‭.. ‬وليبيا‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬الى‭ ‬سيرتها‭ ‬السابقة‭ ‬وينتظر‭ ‬توافق‭ ‬كامل‭ ‬بين‭ ‬المكونات‭ ‬الليبية‭ ‬المختلفة‭ ‬وعودة‭ ‬الدولة‭ ‬الليبية‭ ‬بمؤسساتها‭.. ‬ومصر‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬توحيد‭ ‬الصف‭ ‬الليبى‭ ‬وتقديم‭ ‬الدعم‭ ‬الكامل‭ ‬خاصة‭ ‬السياسى‭ ‬لخروج‭ ‬ليبيا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النفق‭ ‬لأنها‭ ‬قضية‭ ‬أمن‭ ‬قومى‭ ‬مصرى‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولي‭.‬
فى‭ ‬الاتجاه‭ ‬الجنوبي،‭ ‬نجد‭ ‬السودان‭ ‬الشقيق،‭ ‬يواجه‭ ‬أزمة‭ ‬حقيقية،‭ ‬وصراعاً‭ ‬داخلياً،‭ ‬وتدخلات‭ ‬خارجية‭ ‬تسعى‭ ‬لتأجيج‭ ‬الانقسام‭ ‬الداخلى‭ ‬والاقتتال‭ ‬الأهلي،‭ ‬وهناك‭ ‬أطماع‭ ‬خارجية،‭ ‬والسودان‭ ‬شديد‭ ‬الارتباط‭ ‬بالأمن‭ ‬القومى‭ ‬المصري،‭ ‬لذلك‭ ‬تعمل‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬الأزمة،‭ ‬واعتبرت‭ ‬أنها‭ ‬شأن‭ ‬داخلى‭ ‬سوداني،‭ ‬وحذرت‭ ‬من‭ ‬التدخل‭ ‬الأجنبى‭ ‬فيها،‭ ‬ودعت‭ ‬لإطلاق‭ ‬الحوار‭ ‬والتفاوض‭ ‬بين‭ ‬كافة‭ ‬الأطراف‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬وتسوية‭ ‬سلمية‭.‬
فى‭ ‬الاتجاه‭ ‬الشرقى‭ ‬حيث‭ ‬الحدود‭ ‬المصرية‭ ‬ـ‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بغزة‭ ‬وهى‭ ‬شديدة‭ ‬الدقة‭ ‬حيث‭ ‬يشهد‭ ‬القطاع‭ ‬ظروفاً‭ ‬غاية‭ ‬فى‭ ‬الصعوبة‭ ‬والتعقيد‭ ‬بسبب‭ ‬التصعيد‭ ‬العسكرى‭ ‬الاسرائيلى‭ ‬وإصراره‭ ‬على‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬والعقاب‭ ‬الجماعي،‭ ‬وحصار‭ ‬وتجويع،‭ ‬وقتل‭ ‬للمدنيين‭ ‬واستهداف‭ ‬للنساء‭ ‬والأطفال‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مظاهر‭ ‬ومقومات‭ ‬الحياة‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬وصفته‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬وآخرها‭ ‬‮«‬أونروا‮»‬‭ ‬أن‭ ‬القطاع‭ ‬غير‭ ‬صالح‭ ‬للحياة‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬بهدف‭ ‬إجبار‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬على‭ ‬ترك‭ ‬أراضيهم‭ ‬والنزوح‭ ‬والاتجاه‭ ‬إلى‭ ‬الحدود‭ ‬المصرية،‭ ‬وهو‭ ‬مخطط‭ ‬مكشوف‭ ‬يستهدف‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وتوطين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬فى‭ ‬سيناء،‭ ‬برعاية‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭.. ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يمثل‭ ‬تهديداً‭ ‬خطيراً‭ ‬للأمن‭ ‬القومي،‭ ‬ولكن،‭ ‬القيادة‭ ‬المصرية‭ ‬واجهت‭ ‬هذا‭ ‬المخطط‭ ‬بحسم‭ ‬وقوة‭ ‬وخطوط‭ ‬حمراء،‭ ‬ويقول‭ ‬إنه‭ ‬لن‭ ‬يحدث‭ ‬أبداً،‭ ‬وأن‭ ‬ذلك‭ ‬قد‭ ‬يجر‭ ‬مصر‭ ‬للحرب،‭ ‬لكن‭ ‬لأسباب‭ ‬كثيرة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المخطط‭ ‬بات‭ ‬فى‭ ‬عداد‭ ‬أضغاث‭ ‬الأحلام‭ ‬بسبب‭ ‬قوة‭ ‬الإرادة‭ ‬والموقف‭ ‬المصرى‭ ‬العظيم‭ ‬وبفضل‭ ‬قوة‭ ‬وقدرة‭ ‬مصر‭ ‬التى‭ ‬يدركها‭ ‬الجميع‭ ‬وأن‭ ‬مصر‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يفرض‭ ‬عليها‭ ‬واقعاً‭ ‬لا‭ ‬ترضاه،‭ ‬واتخذت‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬الشاملة‭ ‬لإنهاء‭ ‬هذا‭ ‬المخطط‭ ‬أو‭ ‬محاولات‭ ‬تنفيذه،‭ ‬لا‭ ‬تخاف‭ ‬ولا‭ ‬تهاب‭ ‬من‭ ‬أى‭ ‬قوة‭ ‬على‭ ‬الأرض‭.‬
الأمر‭ ‬المهم‭ ‬الذى‭ ‬يضمن‭ ‬أيضاً‭ ‬عدم‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذا‭ ‬المخطط‭ ‬وجود‭ ‬قيادة‭ ‬سياسية‭ ‬مصرية‭ ‬وطنية‭ ‬وشريفة‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬اصطفاف‭ ‬واحتشاد‭ ‬شعبى‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬حولها،‭ ‬وهو‭ ‬بمثابة‭ ‬تفويض‭ ‬كامل‭ ‬للقيادة‭ ‬السياسية‭ ‬لاتخاذ‭ ‬ما‭ ‬تراه‭ ‬مناسباً‭ ‬لحماية‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬المصرى‭ ‬وقد‭ ‬تجلى‭ ‬فى‭ ‬الإقبال‭ ‬التاريخى‭ ‬غير‭ ‬المسبوق‭ ‬للمشاركة‭ ‬فى‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬لاختيار‭ ‬الرئيس‭ ‬القادر‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬مصر‭ ‬وأمنها‭ ‬القومى‭ ‬من‭ ‬المؤامرات‭ ‬والمخططات‭.. ‬وبالتالى‭ ‬فإن‭ ‬أهم‭ ‬سلاح‭ ‬يستطيع‭ ‬إجهاض‭ ‬أى‭ ‬مؤامرة‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬العظيم‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد‭ ‬حول‭ ‬قيادته‭.‬

ثانياً‭:‬‭ ‬ما‭ ‬يطمئن‭ ‬الشعب‭ ‬العظيم‭ ‬على‭ ‬أمنه‭ ‬القومى‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬خبيرة‭ ‬ومحترفة‭ ‬وقارئة‭ ‬بشكل‭ ‬مبكر‭ ‬لما‭ ‬يدور،‭ ‬مدركة‭ ‬لمحاولات‭ ‬الاستدراج‭ ‬وجرها‭.. ‬من‭ ‬خلال‭ ‬لعبة‭ ‬توزيع‭ ‬الأدوار،‭ ‬وظهور‭ ‬بعض‭ ‬القوى‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬بينها‭ ‬عداوة‭ ‬وصراعاً‭ ‬وما‭ ‬خفى‭ ‬كان‭ ‬أعظم‭ ‬من‭ ‬علاقات،‭ ‬وخلق‭ ‬ذرائع‭ ‬لقوى‭ ‬الشر‭ ‬الكبرى‭ ‬لتنفيذ‭ ‬أهدافها‭ ‬جيداً‭.‬
الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬عريقة‭ ‬ومؤسساتها‭ ‬فى‭ ‬غاية‭ ‬القوة‭ ‬والمواكبة‭ ‬والإلمام‭ ‬بما‭ ‬يدور‭ ‬ويجرى‭ ‬ويحاك‭ ‬ويرسم‭ ‬من‭ ‬مخططات‭ ‬لمحاولات‭ ‬اصطياد‭ ‬مصر‭ ‬واستدراجها‭ ‬فلا‭ ‬تغرها‭ ‬التصريحات‭ ‬التى‭ ‬تبدو‭ ‬معادية‭ ‬لدول‭ ‬بعضها‭ ‬البعض،‭ ‬ومصر‭ ‬تعرف‭ ‬جيداً‭ ‬متى‭ ‬تتدخل،‭ ‬ومتى‭ ‬تصبر‭ ‬وتنتظر،‭ ‬والغباء‭ ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬يدركون‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬فاهمة‭ ‬وواعية‭ ‬لأبعاد‭ ‬اللعبة‭ ‬وطبيعة‭ ‬الأدوار‭ ‬فيها‭ ‬فما‭ ‬يحدث‭ ‬فى‭ ‬البر‭ ‬والبحر‭ ‬تحت‭ ‬سمع‭ ‬وبصر‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يبدأ،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬القاهرة‭ ‬سوف‭ ‬تجهض‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬قادم‭ ‬من‭ ‬مؤامرات،‭ ‬وما‭ ‬يجرى‭ ‬الآن‭ ‬مثل‭ ‬دحرها‭ ‬للمخططات‭ ‬من‭ ‬قبل‭.‬

ثالثاً‭:‬‭ ‬مصر‭ ‬قرأت‭ ‬مبكراً‭ ‬التهديدات‭ ‬المحتملة‭ ‬وطبيعة‭ ‬ما‭ ‬يواجهها‭ ‬من‭ ‬مؤامرات‭ ‬وإدراك‭ ‬أنها‭ ‬مستهدفة‭ ‬ولن‭ ‬تتوقف‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬عن‭ ‬استهدافها‭.. ‬لذلك‭ ‬عمل‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬ومنظومة‭ ‬الردع‭ ‬المصرية‭ ‬وتمثل‭ ‬ذلك‭ ‬فى‭ ‬القرار‭ ‬التاريخى‭ ‬والاستثنائى‭ ‬والفارق‭ ‬والذى‭ ‬أعاد‭ ‬للمنطقة‭ ‬توازنها‭ ‬بعد‭ ‬خلل‭ ‬استراتيجى‭ ‬فى‭ ‬موازين‭ ‬القوة‭ ‬جرى‭ ‬خلال‭ ‬عقود‭ ‬ماضية‭ ‬وذلك‭ ‬بتطوير‭ ‬وتحديث‭ ‬الجيش‭ ‬المصرى‭ ‬العظيم‭ ‬وتزويده‭ ‬بأحدث‭ ‬منظومات‭ ‬التسليح‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬درء‭ ‬وردع‭ ‬التهديدات‭ ‬الحالية‭ ‬والمحتملة‭ ‬وتأمين‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬المصرى‭ ‬والثروات‭ ‬والقدرات‭ ‬والحقوق‭ ‬المشروعة‭ ‬لمصر‭.. ‬
وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬تجسيد‭ ‬حقيقى‭ ‬للشموخ‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬تطبيق‭ ‬استراتيجية‭ ‬تنويع‭ ‬مصادر‭ ‬السلاح‭ ‬وهى‭ ‬استراتيجية‭ ‬طموحة‭ ‬بلا‭ ‬حدود‭ ‬تدرك‭ ‬عظمة‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬وجدارتها‭ ‬وأيضاً‭ ‬حجم‭ ‬التهديدات‭ ‬والمخططات‭ ‬التى‭ ‬تستهدفها‭ ‬وكذلك‭ ‬حماية‭ ‬المشروع‭ ‬الوطنى‭ ‬المصرى‭ ‬للتقدم‭ ‬من‭ ‬محاولات‭ ‬المساس‭ ‬والضرب‭ ‬والتعطيل،‭ ‬والأمر‭ ‬الذى‭ ‬يدعونا‭ ‬للفخر‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬تمتلك‭ ‬القوة‭ ‬الرشيدة‭ ‬التى‭ ‬تحمى‭ ‬وتصون‭ ‬ولا‭ ‬تعتدى‭ ‬ولا‭ ‬تطغي،‭ ‬وتتخذ‭ ‬من‭ ‬الصبر‭ ‬الاستراتيجى‭ ‬عقيدة‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يجرؤ‭ ‬أحد‭ ‬على‭ ‬المساس‭ ‬بمقدرات‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬البر‭ ‬والبحر‭ ‬والجو‭ ‬أو‭ ‬المساس‭ ‬بثروات‭ ‬وحقوق‭ ‬مصر‭ ‬المشروعة‭ ‬التى‭ ‬تعد‭ ‬أيضاً‭ ‬قضية‭ ‬أمن‭ ‬قومي‭.‬
فى‭ ‬‮«‬مصر‭ ‬ـ‭ ‬السيسي‮»‬‭.. ‬هناك‭ ‬مصطلحات‭ ‬فريدة‭ ‬وجديدة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬فى‭ ‬القاموس‭ ‬المصرى‭ ‬مثل‭ ‬القوة‭ ‬الرشيدة،‭ ‬والصبر‭ ‬الاستراتيجى‭ ‬والخطوط‭ ‬الحمراء،‭ ‬وحكمة‭ ‬القوة،‭ ‬وقوة‭ ‬الحكمة‭ ‬و»الأسد‭ ‬محدش‭ ‬يقدر‭ ‬يأكل‭ ‬لقمته‮»‬،‭ ‬والقوة‭ ‬تحمى‭ ‬السلام‭ ‬وتمنع‭ ‬العدوان،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬يصب‭ ‬فى‭ ‬استراتيجية‭ ‬عبقرية‭ ‬استشرفت‭ ‬المستقبل‭ ‬واستوعبت‭ ‬حجم‭ ‬التهديدات‭ ‬والمخاطر،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حماية‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬فربما‭ ‬ينظر‭ ‬البعض‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬صبر‭ ‬ضعف‭.. ‬أبداً‭ ‬وعلى‭ ‬الإطلاق‭.. ‬ولكن‭ ‬كل‭ ‬قرار‭ ‬يتخذ‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬حسابات‭ ‬وتقديرات‭ ‬موقف‭ ‬دقيقة‭ ‬وعلمية‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬قراءة‭ ‬سيناريوهات‭ ‬الحاضر‭ ‬والمستقبل،‭ ‬وإدراكاً‭ ‬لمحاولات‭ ‬الاستدراج‭ ‬والابتزاز،‭ ‬فما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتحقق‭ ‬بالقوة،‭ ‬يتم‭ ‬تحقيقه‭ ‬بأوراق‭ ‬وسياسات‭ ‬ودبلوماسية‭ ‬أكثر‭ ‬جدوى‭ ‬أو‭ ‬الصمت‭ ‬حيال‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬لأن‭ ‬مصر‭ ‬تفهم‭ ‬وتستوعب‭ ‬أهدافه‭ ‬طالما‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمس‭ ‬أمنها‭ ‬القومي،‭ ‬أو‭ ‬أنها‭ ‬مجرد‭ ‬فخاخ‭ ‬للاستدراج‭ ‬وهذا‭ ‬يظهر‭ ‬ويجسد‭ ‬عظمة‭ ‬وقوة‭ ‬وقدرة‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬الشاملة‭.‬

الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬قوة‭ ‬وقدرة‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬الجانب‭ ‬الدفاعى‭ ‬متعددة‭ ‬وشاملة‭ ‬قادرة‭ ‬وبكفاءة‭ ‬واحترافية‭ ‬وجاهزية‭ ‬ومواكبة‭ ‬للتطور‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬البر‭ ‬والبحر‭ ‬والجو،‭ ‬فمصر‭ ‬لديها‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أقوى‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬لأنها‭ ‬تدرك‭ ‬أن‭ ‬لديها‭ ‬شواطئ‭ ‬وسواحل‭ ‬ممتدة‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬الأحمر‭ ‬والمتوسط‭ ‬وأهم‭ ‬شريان‭ ‬ملاحى‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬هو‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬وثروات‭ ‬ومقدرات‭ ‬فى‭ ‬البحر‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الأهمية‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لها‭ ‬ما‭ ‬يؤمنها‭ ‬ويحفظ‭ ‬أمن‭ ‬مصر‭ ‬القومى‭ ‬وحقوقها‭ ‬بجدارة‭ ‬وكذلك‭ ‬مصر‭ ‬لديها‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أقوى‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬لديها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الوصول‭ ‬لاستئصال‭ ‬أى‭ ‬تهديد‭ ‬لأمنها‭ ‬القومي،‭ ‬باختصار‭ ‬مصر‭ ‬لديها‭ ‬أقوى‭ ‬جيوش‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وأحد‭ ‬أقوى‭ ‬جيوش‭ ‬العالم‭. ‬وهو‭ ‬أقوى‭ ‬جيوش‭ ‬الأرض‭ ‬وأعظمها‭ ‬بعقيدته‭ ‬وخبراته‭ ‬المتراكمة‭ ‬وبطولاته‭ ‬وانتصاراته،‭ ‬لكنه‭ ‬جيش‭ ‬وطنى‭ ‬شريف‭ ‬لا‭ ‬يعتدى‭ ‬على‭ ‬أحد،‭ ‬ولا‭ ‬يطغي،‭ ‬يحمى‭ ‬ويصون‭ ‬ولا‭ ‬يهاجم‭ ‬أو‭ ‬يطمع‭ ‬فى‭ ‬أحد،‭ ‬ولا‭ ‬يتحرك‭ ‬إلا‭ ‬دفاعاً‭ ‬عن‭ ‬الوطن‭ ‬وأمنه‭ ‬القومى‭ ‬فحدود‭ ‬مصر‭ ‬ثابتة‭ ‬وراسخة‭ ‬منذ‭ ‬فجر‭ ‬التاريخ‭.‬

رابعاً‭:‬‭ ‬مصر‭ ‬ستواصل‭ ‬مسيرة‭ ‬الاستثمار‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬لأنها‭ ‬السبيل‭ ‬الوحيد‭ ‬لحماية‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬وإدراكاً‭ ‬لحجم‭ ‬التحديات‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬وأنها‭ ‬تعيش‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬مشتعلة‭ ‬وملتهبة‭ ‬تشهد‭ ‬صراعات‭ ‬وأطماعاً‭ ‬ومخططات‭ ‬ومؤامرات‭ ‬وإرهاباً‭ ‬موظفاً‭ ‬تحركه‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬وأجهزة‭ ‬مخابراتها،‭ ‬لذلك‭ ‬القوة‭ ‬المصرية‭ ‬متعددة‭ ‬ومتنوعة‭ ‬منها‭ ‬ما‭ ‬تستطيع‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬مجابهة‭ ‬تهديدات‭ ‬من‭ ‬جيوش‭ ‬نظامية‭ ‬أو‭ ‬تهديدات‭ ‬من‭ ‬الحروب‭ ‬الجديدة‭ ‬مثل‭ ‬الإرهاب‭ ‬وحروب‭ ‬نوعية‭.. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬الاستثمار‭ ‬فى‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬هو‭ ‬صمام‭ ‬الأمان‭ ‬لحماية‭ ‬الوطن،‭ ‬ولعل‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يمتلك‭ ‬جيشاً‭ ‬وطنياً‭ ‬شريفاً‭ ‬قوياً،‭ ‬يمتلك‭ ‬أمناً‭ ‬واستقراراً،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أدركه‭ ‬المصريون‭ ‬جيداً‭ ‬وعن‭ ‬قناعة‭ ‬وإيمان‭ ‬وطبقاً‭ ‬لمجريات‭ ‬الواقع‭ ‬رغم‭ ‬حملات‭ ‬الأكاذيب‭ ‬والتشويه‭ ‬التى‭ ‬أطلقها‭ ‬تنظيم‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابى‭ ‬والعميل‭ ‬الذى‭ ‬يعمل‭ ‬كأداة‭ ‬فى‭ ‬يد‭ ‬الدول‭ ‬والقوى‭ ‬المعادية‭ ‬لمصر‭.‬
مصر‭ ‬قادرة‭ ‬وبجدارة‭ ‬وثقة‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬أمنها‭ ‬القومى‭ ‬من‭ ‬التهديدات‭ ‬والمؤامرات‭ ‬ولن‭ ‬يغيب‭ ‬عنها‭ ‬أبداً‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الاستثمار‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬وأن‭ ‬تظل‭ ‬منظومة‭ ‬الردع‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬أعلى‭ ‬درجاتها‭.‬

خامساً‭:‬‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬بمفهومه‭ ‬الشامل‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬الجوانب‭ ‬الدفاعية‭ ‬والعسكرية‭ ‬والتهديدات‭ ‬المعادية‭ ‬فهى‭ ‬واضحة‭ ‬للجميع‭ ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬عناصر‭ ‬أخرى‭ ‬للأمن‭ ‬القومى‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تعمل‭ ‬عليه‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الـ‭ ‬‮٠١‬‭ ‬سنوات‭ ‬الماضية‭ ‬فى‭ ‬أكبر‭ ‬مشروع‭ ‬وطنى‭ ‬للبناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والتقدم،‭ ‬ومن‭ ‬خلاله‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬الإنسان‭ ‬المصرى‭ ‬وتحسين‭ ‬جودة‭ ‬حياته‭ ‬والارتقاء‭ ‬بجودة‭ ‬الخدمات‭ ‬والرعاية‭ ‬الشاملة‭ ‬المقدمة‭ ‬له،‭ ‬وأيضاً‭ ‬بناء‭ ‬الوطن‭ ‬وتهيئة‭ ‬أنسب‭ ‬الظروف‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاكتفاء‭ ‬والاستغناء‭ ‬وإحداث‭ ‬نهضة‭ ‬حقيقية‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭ ‬والقطاعات‭ ‬خاصة‭ ‬التعليم‭ ‬والزراعة‭ ‬والصناعة‭ ‬وكذلك‭ ‬تحويل‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬الفرص،‭ ‬ودولة‭ ‬المستقبل‭ ‬الواعد،‭ ‬وسد‭ ‬الثغرات،‭ ‬وتحقيق‭ ‬آمال‭ ‬وتطلعات‭ ‬المواطن‭ ‬وبناء‭ ‬دولة‭ ‬حديثة‭ ‬عصرية‭ ‬تجلس‭ ‬فى‭ ‬الصفوف‭ ‬الأولى‭ ‬بين‭ ‬الكبار،‭ ‬منفتحة‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬بسياسات‭ ‬حكيمة‭ ‬ومتوازنة‭ ‬تربطها‭ ‬علاقات‭ ‬وشراكات‭ ‬استراتيجية‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الكبري،‭ ‬لا‭ ‬تتدخل‭ ‬فى‭ ‬شئون‭ ‬أحد‭.‬

الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬تمضى‭ ‬بثبات‭ ‬وثقة‭ ‬تؤمن‭ ‬أن‭ ‬قوة‭ ‬الداخل،‭ ‬واستمرار‭ ‬البناء،‭ ‬والتنمية‭ ‬لبلوغ‭ ‬التقدم،‭ ‬واصطفاف‭ ‬شعبها‭ ‬حول‭ ‬وطنهم‭ ‬وقيادته‭ ‬ووجود‭ ‬طموح‭ ‬وثقة‭ ‬وقدرة‭ ‬على‭ ‬النجاح‭ ‬وتجاوز‭ ‬التحديات‭ ‬والعقبات‭ ‬وتحقيق‭ ‬آمال‭ ‬وتطلعات‭ ‬المصريين‭ ‬فى‭ ‬حاضر‭ ‬ومستقبل‭ ‬أفضل‭ ‬هو‭ ‬صمام‭ ‬الأمان‭ ‬وأفضل‭ ‬السبل‭ ‬إلى‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬المصري،‭ ‬ولدينا‭ ‬قيادة‭ ‬وطنية‭ ‬استثنائية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬الحلم‭ ‬المصري،‭ ‬وتمكين‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬أعلى‭ ‬درجات‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬الشاملة‭ ‬والمؤثرة‭ ‬وفق‭ ‬رؤية‭ ‬استثنائية‭ ‬أتت‭ ‬ثمارها‭ ‬وصنعت‭ ‬الفارق‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬‮٠١‬‭ ‬سنوات،‭ ‬وتتطلع‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل‭ ‬بثقة‭ ‬واقتدار‭.‬

تحيا مصر

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية