تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

تجديد‭ ‬الخطاب‭ ‬التربوى

تحدثت‭ ‬فى‭ ‬المقال‭ ‬السابق‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬دور‭ ‬المدرسة‭ ‬فى‭ ‬تربية‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حمايتهم‭ ‬وتحصينهم‭ ‬من‭ ‬ويلات‭ ‬وتداعيات‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬صراعات‭ ‬ومشاهد‭ ‬مأساوية‭ ‬وسلوكيات‭ ‬وأفكار‭ ‬شاذة‭ ‬وغريبة،‭ ‬وغزو‭ ‬ثقافى‭ ‬متعمد‭ ‬فى‭ ‬محاولة‭ ‬لاحتلال‭ ‬العقول‭ ‬وتشكيلها‭ ‬طبقاً‭ ‬لمخططات!

وفى‭ ‬الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬استعادة‭ ‬دور‭ ‬المدرسة‭ ‬يحتاج‭ ‬لإرادة‭ ‬قوية‭ ‬بلا‭ ‬تفريط،‭ ‬مع‭ ‬وضع‭ ‬رؤية‭ ‬شاملة‭ ‬لمحتوى‭ ‬اليوم‭ ‬الدراسى‭ ‬الذى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتوازن‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬التعليم‭ ‬والترفيه‭ ‬والتثقيف،‭ ‬والرياضة،‭ ‬والنقاش‭ ‬والحوار‭ ‬والتعليم‭ ‬التفاعلي،‭ ‬ورصد‭ ‬حقيقى‭ ‬لأهم‭ ‬التحديات‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬المجتمع،‭ ‬وأهمية‭ ‬ربط‭ ‬دور‭ ‬الأسرة‭ ‬بدور‭ ‬المدرسة،‭ ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬حوارات‭ ‬مستمرة‭ ‬ولقاءات‭ ‬متواصلة‭ ‬بين‭ ‬المدرسة‭ ‬‮«‬المعلم‮»‬،‭ ‬وأولياء‭ ‬الأمور،‭ ‬والاطمئنان‭ ‬باستمرار‭ ‬على‭ ‬نواتج‭ ‬التعلم‭ ‬والتربية‭ ‬فى‭ ‬المدرسة‭ ‬ومن‭ ‬المهم‭ ‬تشكيل‭ ‬مكتب‭ ‬فنى‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬التخصصات‭ ‬‮«‬التعليمية‭ ‬والتربوية‭ ‬والنفسية‮»‬‭ ‬لكل‭ ‬إدارة‭ ‬تعليمية‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬متابعة‭ ‬محصلة‭ ‬التعليم‭ ‬والتربية‭ ‬فى‭ ‬المدارس‭.‬

مع‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬الأسرة‭ ‬والمدرسة،‭ ‬علينا‭ ‬النظر‭ ‬أيضاً‭ ‬فى‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬ثقافات‭ ‬‮«‬التوك‭ ‬توك‮»‬،‭ ‬والميكروباص،‭ ‬والفوضى‭ ‬والزحام،‭ ‬وبقايا‭ ‬سلوكيات‭ ‬العشوائيات،‭ ‬فلا‭ ‬يعقل‭ ‬أن‭ ‬يختطف‭ ‬‮«‬التوك‭ ‬توك‮»‬‭ ‬‮‬الصنايعية‭ ‬المهرة‮‬‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يجمعون‭ ‬بين‭ ‬المهارة‭ ‬وأخلاق‭ ‬أولاد‭ ‬البلد‭ ‬من‭ ‬شهامة‭ ‬وأمانة،‭ ‬لذلك‭ ‬ذهب‭ ‬الكثيرون‭ ‬منهم‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬التوك‭ ‬توك‮»‬‭ ‬الأكثر‭ ‬راحة،‭ ‬والأسرع‭ ‬مكسباً،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التسرب‭ ‬من‭ ‬التعليم،‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬أسبابه‭ ‬‮«‬التوك‭ ‬توك‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬رسخ‭ ‬سلوكيات‭ ‬وألفاظاً‭ ‬وثقافة،‭ ‬وممارسات‭ ‬غريبة‭.‬

تتجه‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬الاستحداث‭ ‬منهج‭ ‬دراسى‭ ‬جديد‭ ‬هو‭ ‬مادة‭ ‬الوعي،‭ ‬فلماذا‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬منهج‭ ‬دراسى‭ ‬عن‭ ‬‮"‬الرقي" ‬لمحاربة‭ ‬ثقافات‭ ‬غريبة،‭ ‬وسلوكيات‭ ‬شاذة‭ ‬أيضاً،‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬إنهاء‭ ‬ظاهرة‭ ‬‮"‬السناتر"‬‭ ‬لاستعادة‭ ‬دور‭ ‬المدرسة،‭ ‬وعود‭ ‬المكتبات‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬‮«‬الكافيهات‮»‬،‭ ‬وتعليم‭ ‬الأبناء‭ ‬فضيلة‭ ‬الكفاح‭ ‬والنضال‭ ‬والتفانى‭ ‬والتعرف‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬وتمكينهم‭ ‬من‭ ‬أساليب‭ ‬التفكير‭ ‬والابتكار‮‬،‭ ‬وأيضاً‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬الاستقامة‭ ‬والاعتدال‭ ‬والوسطية،‭ ‬والحوار‭ ‬والنقاش‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الانحراف‭ ‬والتطرف‭ ‬والمغالاة‭ ‬والانغلاق‭ ‬وقبول‭ ‬الرأى‭ ‬والرأى‭ ‬الآخر!

‭ ‬للأسف‭ ‬عندما‭ ‬تمر‭ ‬من‭ ‬أمام‭ ‬المراكز‭ ‬أو‭ ‬السناتر‭ ‬التعليمية‭ ‬تجد‭ ‬تلاميذ‭ ‬وطلاباً‭ ‬يتشاجرون‭ ‬ولا‭ ‬يتحدثون،‭ ‬الذراع‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬اللسان،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬معارك‭ ‬أمام‭ ‬السناتر‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬استخدام‭ ‬الأسلحة‭ ‬البيضاء،‭ ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬تربيتهم‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬الحوار‭ ‬والنقاش‭ ‬والحديث‭ ‬المتبادل‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الصدام‭ ‬واستخدام‭ ‬الأيادى‭ ‬أو‭ ‬السلاح‭.‬

نحن‭ ‬أمام‭ ‬ظواهر‭ ‬غريبة‭ ‬علينا،‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نتخلص‭ ‬منها‭ ‬إذا‭ ‬امتلكنا‭ ‬الإرادة‭ ‬والرؤية‭ ‬والموضوعية‭ ‬فى‭ ‬التقييم،‭ ‬والخروج‭ ‬على‭ ‬النمطية‭ ‬والتقليدية،‭ ‬فإذا‭ ‬كنت‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬المدرسة‭ ‬فى‭ ‬التربية‭ ‬فأين‭ ‬المدرسة‭ ‬فى‭ ‬الأساس،‭ ‬وأين‭ ‬المعلم‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬الأحوال‭ ‬فهو‭ ‬منهك‭ ‬ومثقل‭ ‬ومشغول‭ ‬بالدروس‭ ‬الخصوصية،‭ ‬وهى‭ ‬تجارة‭ ‬مربحة‭ ‬لجأ‭ ‬إليها‭ ‬حتى‭ ‬غير‭ ‬المعلمين‭ ‬من‭ ‬تخصصات‭ ‬الهندسة‭ ‬والعلوم،‭ ‬واللغات‭ ‬وتدر‭ ‬عليهم‭ ‬دخلاً‭ ‬وفيراً‭ ‬ومغرياً،‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬الانضباط‭ ‬والاستقامة‭ ‬للمسار‭ ‬التعليمى‭ ‬قبل‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬التطوير،‭ ‬والتربية‭.‬

أيضاً‭ ‬يجب‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬فى‭ ‬طريق‭ ‬التعليم‭ ‬والتعلم‭ ‬والاتجاه‭ ‬إلى‭ ‬التعليم‭ ‬التفاعلى‭ ‬المباشر‭ ‬الذى‭ ‬يشبه‭ ‬ورش‭ ‬العمل‭ ‬الفكرية‭ ‬والحوارية،‭ ‬وهنا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يوصى‭ ‬المعلم‭ ‬بالقراءة‭ ‬المبدئية‭ ‬والاستباقية‭ ‬للدروس‭ ‬ووحدات‭ ‬المنهج‭ ‬الداسي‭.‬

فى‭ ‬إطار‭ ‬تجديد‭ ‬الخطاب‭ ‬التربوي،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬أتوجه‭ ‬بالتحية‭ ‬والتقدير‭ ‬لرؤية‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬فى‭ ‬التوسع‭ ‬العمراني،‭ ‬ومضاعفة‭ ‬المساحة‭ ‬العمرانية‭ ‬التى‭ ‬يعيش‭ ‬عليها‭ ‬المصريون‭ ‬للتخلص‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬وسلبيات‭ ‬وسلوكيات‭ ‬الزحام‭ ‬والتكدس‭ ‬والاختناق‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬العشوائيات‭ ‬وما‭ ‬خلفته‭ ‬من‭ ‬كوارث‭ ‬سلوكية‭ ‬وتربوية‭ ‬كانت‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬قنابل‭ ‬مجتمعية‭ ‬موقوتة‭.‬

وفى‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مسئول‭ ‬أن‭ ‬ينفذ‭ ‬الرؤية‭ ‬التى‭ ‬تتبناها‭ ‬الدولة‭ ‬ويلمس‭ ‬الجميع‭ ‬نتائجها‭ ‬وعوائدها‭ ‬دون‭ ‬إطلاق‭ ‬العنان‭ ‬لمقولة‭ ‬‮«‬كله‭ ‬تمام‮»‬‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬يشكل‭ ‬آفة‭ ‬قديمة‭ ‬قضى‭ ‬عليها‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حرصه‭ ‬على‭ ‬المتابعة‭ ‬المستمرة،‭ ‬والاطمئنان‭ ‬على‭ ‬المواصفات‭ ‬والمعايير‭ ‬والعوائد‭ ‬لكل‭ ‬عمل‭ ‬ومشروع‭ ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تترسخ‭ ‬هذه‭ ‬الثقافة‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬التربوية‭ ‬والسلوكية‭.. ‬وللحديث‭ ‬بقية‭.‬
تحيا مصر

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية