تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > عبد الرازق توفيق > المشروعات‭ ‬القومية‭.. ‬وبناء‭ ‬القدرة‭ ‬‮«‬4‮»

المشروعات‭ ‬القومية‭.. ‬وبناء‭ ‬القدرة‭ ‬‮«‬4‮»

جدوى‭ ‬المشروعات‭ ‬القومية‭ ‬ونجاحاتها‭ ‬وإنجازاتها‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬ترصدها‭ ‬من‭ ‬جنون‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬وأبواق‭ ‬ومنابر‭ ‬الإعلام‭ ‬المعادى‭ ‬لمصر‭.. ‬خاصة‭ ‬فيما‭ ‬يطلقونه‭ ‬من‭ ‬حملات‭ ‬الأكاذيب‭ ‬والشائعات‭ ‬والتشكيك‭ ‬والتشويه‭.. ‬لذلك‭ ‬هذه‭ ‬المشروعات‭ ‬القومية‭ ‬العملاقة‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭ ‬والتى‭ ‬دفعت‭ ‬مصر‭ ‬للتنافسية‭ ‬العالمية‭ ‬وامتلاك‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬أصابتهم‭ ‬بالجنون‭ ‬فكلما‭ ‬ازدادت‭ ‬الهجمة‭ ‬شراسة‭.. ‬أدركنا‭ ‬عبقرية‭ ‬المشروعات‭ ‬القومية‭.‬


المشروعات‭ ‬القومية‭.. ‬وبناء‭ ‬القدرة‭ ‬‮«‬4‮»‬


الجميع‭ ‬يدرك‭ ‬أهمية‭ ‬وحتمية‭ ‬تنفيذ‭ ‬أكبر‭ ‬ملحمة‭ ‬بناء‭ ‬وتنمية‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬انطلقت‭ ‬قبل‭ ‬9‭ ‬سنوات‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭ ‬والقطاعات‭.. ‬والجميع‭ ‬أيضًا‭ ‬يدرك‭ ‬ويعى‭ ‬أهمية‭ ‬وضرورة‭ ‬المشروعات‭ ‬القومية‭ ‬العملاقة‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬والقطاعات‭ ‬وفى‭ ‬كافة‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد‭.. ‬لإنقاذ‭ ‬مصر‭ ‬وشعبها‭ ‬من‭ ‬براثن‭ ‬المعاناة‭ ‬العميقة‭ ‬والخطر‭ ‬الداهم‭.. ‬وإيجاد‭ ‬حلول‭ ‬جذرية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أفكار‭ ‬خلاقة‭ ‬لتلال‭ ‬الأزمات‭ ‬والمشاكل‭ ‬المتراكمة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عقود‭ ‬ماضية‭.‬
هذا‭ ‬الإدراك‭ ‬والوعى‭ ‬الحقيقى‭ ‬تصاعد‭ ‬وتوهج‭ ‬مع‭ ‬التحسن‭ ‬والتغيير‭ ‬إلى‭ ‬الأفضل‭ ‬الذى‭ ‬شهدته‭ ‬حياة‭ ‬المصريين‭ ‬ومعيشتهم‭.. ‬وتحسين‭ ‬جودة‭ ‬الخدمات‭ ‬المقدمة‭ ‬لهم‭.. ‬وانخفاض‭ ‬حدة‭ ‬الأزمات‭ ‬المتراكمة‭.. ‬هذه‭ ‬ناحية‭.. ‬أما‭ ‬الوجه‭ ‬الآخر‭ ‬لأهمية‭ ‬وحتمية‭ ‬وجدوى‭ ‬المشروعات‭ ‬القومية‭ ‬العملاقة‭ ‬والذى‭ ‬أدركه‭ ‬المصريون‭ ‬جيدًا‭ ‬عندما‭ ‬تعرض‭ ‬العالم‭ ‬لهزات‭ ‬وأزمات‭ ‬عنيفة‭ ‬وطاحنة‭ ‬بسبب‭ ‬جائحة‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬‭ ‬ثم‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬ــ‭ ‬الأوكرانية‭ ‬والتى‭ ‬ألقت‭ ‬بظلالها‭ ‬على‭ ‬أكبر‭ ‬الاقتصادات‭ ‬العالمية‭ ‬وبطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬مصر‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭.. ‬لكن‭ ‬نجحت‭ ‬ثمار‭ ‬ونتائج‭ ‬وعوائد‭ ‬وجدوى‭ ‬المشروعات‭ ‬القومية‭ ‬فى‭ ‬حماية‭ ‬المصريين‭ ‬وتوفير‭ ‬احتياجاتهم‭.. ‬وتخفيف‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الخارج‭ ‬فى‭ ‬توفير‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية‭ ‬لهم‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ليس‭ ‬بالهين‭.. ‬فلم‭ ‬يشعر‭ ‬المصريون‭ ‬بأى‭ ‬نقص‭ ‬أو‭ ‬عجز‭ ‬فى‭ ‬الأسواق‭.‬
الذين‭ ‬يتحدثون‭ ‬بدون‭ ‬علم‭ ‬وبغير‭ ‬موضوعية‭ ‬عن‭ ‬فقه‭ ‬الأولويات‭ ‬وأحيانا‭ ‬يطالبون‭ ‬بعدم‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشروعات‭ ‬القومية‭ ‬دفعة‭ ‬واحدة‭.. ‬أقول‭ ‬لهم‭ ‬هل‭ ‬كانت‭ ‬مصر‭ ‬بظروفها‭ ‬وأزماتها‭ ‬ومشاكلها‭ ‬وانهيارها‭ ‬ومعاناة‭ ‬شعبها‭ ‬ومحدودية‭ ‬اقتصادها‭ ‬تتحمل‭ ‬التأخير‭ ‬أو‭ ‬التفكير‭ ‬فى‭ ‬رفاهية‭ ‬الأولويات‭ ‬وأسأل‭ ‬أيضًا‭ ‬ألم‭ ‬تكسب‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشروعات‭ ‬القومية‭ ‬بأسرع‭ ‬وقت‭ ‬وأعلى‭ ‬المعايير‭ ‬والمواصفات‭.. ‬وماذا‭ ‬لو‭ ‬تأخر‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشروعات‭ ‬إلى‭ ‬وقتنا‭ ‬هذا‭ ‬فى‭ ‬أتون‭ ‬الأزمات‭ ‬العالمية‭.. ‬واسأل‭ ‬أيضًا‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشروعات‭ ‬القومية‭ ‬بهذه‭ ‬الكثافة‭ ‬وفى‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬والقطاعات‭.. ‬ماذا‭ ‬كنا‭ ‬سنفعل‭ ‬مع‭ ‬أزمات‭ ‬عالمية‭ ‬طاحنة‭.. ‬ألم‭ ‬تؤد‭ ‬هذه‭ ‬المشروعات‭ ‬أن‭ ‬تقف‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬قدميها‭ ‬وتصمد‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬الأزمات‭ ‬العالمية‭ ‬بل‭ ‬أصبحنا‭ ‬بسببها‭ ‬نمتلك‭ ‬الفرص‭ ‬الكثيرة‭.. ‬ونتطلع‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل‭ ‬الواعد‭.‬
كنا‭ ‬فى‭ ‬أشد‭ ‬وأمس‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬مشروع‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬طريق‭ ‬وكوبرى‭ ‬ومصنع‭ ‬وميناء‭. ‬وفدان‭ ‬زراعى‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬أمامنا‭ ‬اختيار‭ ‬سوى‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشروعات‭ ‬بناء‭ ‬الإنسان‭ ‬المصرى‭ ‬وتخليصه‭ ‬من‭ ‬كم‭ ‬هائل‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬والمعاناة‭ ‬التى‭ ‬تراكمت‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عقود‭.. ‬لذلك‭ ‬‮«‬اللى‭ ‬إيده‭ ‬فى‭ ‬المية‭ ‬مش‭ ‬زى‭ ‬اللى‭ ‬إيده‭ ‬فى‭ ‬النار‮»‬‭ ‬وكما‭ ‬يقولون‭ ‬‮«‬إللى‭ ‬على‭ ‬البر‭ ‬عوام‮»‬‭.‬
وأسألهم‭.. ‬كيف‭ ‬كنتم‭ ‬ترون‭ ‬أحوال‭ ‬سيناء‭ ‬والصعيد‭ ‬والريف‭ ‬المصري‭.. ‬والكهرباء‭ ‬والغاز‭ ‬والخدمات‭ ‬المقدمة‭ ‬للمواطنين‭.. ‬وحال‭ ‬الزراعة‭ ‬والصناعة‭.. ‬والبنية‭ ‬التحتية‭.. ‬والسكة‭ ‬الحديد‭ ‬والطرق‭.. ‬هل‭ ‬كانت‭ ‬مصر‭ ‬فعلا‭ ‬مثل‭ ‬أوروبا‭.. ‬أو‭ ‬دولة‭ ‬على‭ ‬المفتاح‭ ‬آمنة‭ ‬ومستقرة‭ ‬ومتقدمة‭.. ‬هل‭ ‬يعرف‭ ‬هؤلاء‭ ‬أن‭ ‬حرب‭ ‬مصر‭ ‬المقدسة‭ ‬على‭ ‬الإرهاب‭ ‬بلغت‭ ‬تكلفتها‭ ‬90‭ ‬مليار‭ ‬جنيه‭ ‬بمعدل‭ ‬مليار‭ ‬جنيه‭ ‬شهريا‭ ‬لمدة‭ ‬90‭ ‬شهرًا‭.. ‬ألم‭ ‬تكن‭ ‬سيناء‭ ‬فى‭ ‬خطر‭ ‬داهم‭ ‬ألم‭ ‬يكن‭ ‬المصريون‭ ‬لديهم‭ ‬استعداد‭ ‬للتنازل‭ ‬عن‭ ‬الطعام‭ ‬والشراب‭ ‬وشعارهم‭ ‬المهم‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والاستقرار؟‭ ‬الحقيقة‭ ‬ان‭ ‬من‭ ‬يتحدثون‭ ‬بهذه‭ ‬اللغة‭ ‬يفتقدون‭ ‬للموضوعية‭ ‬والواقعية‭ ‬ويسكنون‭ ‬الأبراج‭ ‬العاجية‭ ‬وينعمون‭ ‬برومانسية‭ ‬التنظير‭.. ‬ولا‭ ‬يعرفون‭ ‬ما‭ ‬حجم‭ ‬التحديات‭ ‬والأزمات‭ ‬والمشاكل‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬تواجه‭ ‬مصر‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬شفا‭ ‬الضياع‭.. ‬كانت‭ ‬تطاردنا‭ ‬الفوضى‭ ‬وتحاصرنا‭ ‬التحديات‭ ‬وتضغط‭ ‬علينا‭ ‬احتياجات‭ ‬الناس‭.. ‬وكان‭ ‬حتمًا‭ ‬ولابد‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬شرنقة‭ ‬الانهيار‭ ‬ولكن‭ ‬ذلك‭ ‬أمر‭ ‬يسير‭ ‬لكنه‭ ‬احتاج‭ ‬إلى‭ ‬قرار‭ ‬وشجاعة‭ ‬الإصلاح‭ ‬ورؤية‭ ‬البناء‭ ‬الشامل‭ ‬والمتزامن‭.. ‬لقد‭ ‬أضعنا‭ ‬وقتا‭ ‬طويلا‭ ‬يحسب‭ ‬بالعقود‭ ‬وتركنا‭ ‬مصر‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬خرابة‭ ‬وكهنة‭ ‬وفى‭ ‬دائرة‭ ‬وقلب‭ ‬الخطر‭.‬
لا‭ ‬أدرى‭ ‬ماذا‭ ‬كان‭ ‬حال‭ ‬مصر‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تنفذ‭ ‬هذا‭ ‬الحجم‭ ‬غير‭ ‬المسبوق‭ ‬من‭ ‬المشروعات‭ ‬القومية‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬والأوضاع‭ ‬والتحديات‭ ‬والأخطر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬شعباً‭ ‬يزيد‭ ‬تعداده‭ ‬السكانى‭ ‬2‭.‬5‭ ‬مليون‭ ‬نسمة‭ ‬سنويا‭.. ‬أى‭ ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬دولة‭ ‬جديدة‭ ‬تضاف‭ ‬إلى‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭.. ‬فمن‭ ‬أين‭ ‬لدولة‭ ‬منهكة‭ ‬فقدت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬قوتها‭ ‬ومواردها‭ ‬بسبب‭ ‬الفوضى‭ ‬وبلغت‭ ‬خسائرها‭ ‬450‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬من‭ ‬أين‭ ‬المدارس‭ ‬والمستشفيات‭ ‬والجامعات‭ ‬والخدمات‭ ‬والسلع‭ ‬الأساسية‭ ‬والسكن‭ ‬وفرص‭ ‬العمل‭ ‬لهذه‭ ‬الأرقام‭ ‬المؤلمة‭ ‬فى‭ ‬دولة‭ ‬فى‭ ‬الأصل‭ ‬محدودة‭ ‬الموارد‭ ‬وأضف‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬حالة‭ ‬الإنهاك‭ ‬وغياب‭ ‬الإصلاح‭ ‬ورؤية‭ ‬البناء‭ ‬وعدم‭ ‬مواكبة‭ ‬التنمية‭ ‬والتقدم‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬اجهاز‭ ‬الفوضى‭ ‬والتدمير‭ ‬والتخريب‭ ‬المتعمد‭ ‬والممنهج‭ ‬فى‭ ‬أحداث‭ ‬يناير‭ ‬وما‭ ‬تلاها‭ ‬حتى‭ ‬عزل‭ ‬نظام‭ ‬الإخوان‭ ‬المجرمين‭ ‬عن‭ ‬الحكم‭ ‬وما‭ ‬تلاها‭ ‬من‭ ‬استهداف‭ ‬للدولة‭ ‬المصرية‭.. ‬هل‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬يمكن‭ ‬التفكير‭ ‬فى‭ ‬وضع‭ ‬أولويات‭ ‬وكل‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬حولنا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬إصلاح‭ ‬وبناء‭ ‬وتنمية‭.. ‬ولا‭ ‬أحد‭ ‬يمكنه‭ ‬الانتظار‭.‬
‮«‬أحاديث‭ ‬الإفك‮»‬‭ ‬التى‭ ‬تروجها‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬عن‭ ‬المشروعات‭ ‬القومية‭ ‬تكشف‭ ‬عن‭ ‬حالة‭ ‬جنون‭ ‬ورعب‭ ‬من‭ ‬نجاحات‭ ‬وإنجازات‭ ‬مصر‭ ‬وتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬فى‭ ‬النهوض‭ ‬والتقدم‭ ‬ورضا‭ ‬شعبي‭.. ‬وثقة‭ ‬المصريين‭ ‬فى‭ ‬رؤية‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬لأن‭ ‬المشروعات‭ ‬القومية‭ ‬تزيد‭ ‬مصر‭ ‬قوة‭ ‬وقدرة‭ ‬وسوف‭ ‬أسوق‭ ‬بعض‭ ‬الأرقام‭ ‬التى‭ ‬تكشف‭ ‬أهمية‭ ‬المشروعات‭ ‬القومية‭ ‬وحجم‭ ‬النجاح‭ ‬الذى‭ ‬تحقق‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬الناتج‭ ‬المحلى‭ ‬فى‭ ‬2010‭ ‬ــ‭ ‬200‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭.. ‬وبلغ‭ ‬الآن‭ ‬4‭.‬5‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭.. ‬وارتفعت‭ ‬معدلات‭ ‬التصدير‭ ‬كانت‭ ‬فى‭ (‬2010‭) ‬22‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬لتصل‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬54‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭.‬
تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬المشروعات‭ ‬القومية‭ ‬بنظرة‭ ‬شمولية‭.. ‬وليس‭ ‬بالتجزئة‭ ‬والفصل‭ ‬لتجد‭ ‬فى‭ ‬النهاية‭ ‬أننا‭ ‬أمام‭ ‬منظومة‭ ‬متكاملة‭ ‬ومستقبل‭ ‬واضح‭ ‬المعالم‭.. ‬فلدينا‭ ‬محور‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬وقناة‭ ‬السويس‭ ‬الجديدة‭ ‬وتطوير‭ ‬جميع‭ ‬الموانئ‭ ‬العالمية‭.. ‬والمنطقة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للقناة‭.. ‬والموانئ‭ ‬الجافة‭.. ‬وشبكة‭ ‬الطرق‭ ‬العصرية‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭.‬
لك‭ ‬أن‭ ‬تتخيل‭ ‬وتسأل‭ ‬نفسك‭ ‬ماذا‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬تقم‭ ‬مصر‭ ‬بسداد‭ ‬حصة‭ ‬الشركاء‭ ‬الأجانب‭ ‬من‭ ‬شركات‭ ‬البترول‭ ‬العالمية‭ ‬والتى‭ ‬تراكمت‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬سنوات‭ ‬الفوضى‭.. ‬ثم‭ ‬بدأت‭ ‬فى‭ ‬البحث‭ ‬والتنقيب‭ ‬فى‭ ‬شرق‭ ‬المتوسط‭ ‬لتكتشف‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬إيني‮»‬‭ ‬الإيطالية‭ ‬حقل‭ ‬ظهر‭ ‬الذى‭ ‬أصرَّ‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬وبإرادة‭ ‬صلبة‭ ‬على‭ ‬دخوله‭ ‬الخدمة‭ ‬والإنتاج‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬وماذا‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬حقل‭ ‬ظهر‭ ‬وما‭ ‬هى‭ ‬تكلفة‭ ‬استيراد‭ ‬مصر‭ ‬الباهظة‭ ‬من‭ ‬الغاز‭ ‬ومن‭ ‬كان‭ ‬سيعوضها‭ ‬عن‭ ‬عوائد‭ ‬التصدير‭ ‬المليارية‭ ‬والتى‭ ‬بلغت‭ ‬8‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬سنويا‭.. ‬إذن‭ ‬السؤال‭ ‬هل‭ ‬المشروعات‭ ‬القومية‭ ‬والإنفاق‭ ‬عليها‭ ‬جاءت‭ ‬بعوائدها‭ ‬وحققت‭ ‬أهدافها‭ ‬قولا‭ ‬واحداً‭ ‬وهل‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المفيد‭ ‬أن‭ ‬تتأخر‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬إعداد‭ ‬قاعدة‭ ‬الانطلاق‭ ‬والتأسيس‭ ‬لأن‭ ‬تكون‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الدول‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭ ‬الجديدة‭ ‬والمتجددة‭ ‬والهيدروجين‭ ‬الأخضر‭ ‬وهى‭ ‬تمتلك‭ ‬مقومات‭ ‬ذلك‭.. ‬وتستطيع‭ ‬تصديرها‭ ‬إلى‭ ‬الخارج‭ ‬وأوروبا‭ ‬بما‭ ‬يدعم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطنى‭ ‬ويخلق‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬ويفتح‭ ‬المجال‭ ‬أمام‭ ‬تحسين‭ ‬الخدمات‭ ‬وجودة‭ ‬الحياة‭ ‬للمواطن‭.. ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬النجاح‭ ‬محصلة‭ ‬الرؤية‭ ‬الرئاسية‭ ‬والأفكار‭ ‬الخلاقة‭.. ‬لزيادة‭ ‬الموارد‭ ‬المصرية‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬شديدة‭ ‬المحدودية‭ ‬قبل‭ ‬السيسى‭.‬
لم‭ ‬يكن‭ ‬لدى‭ ‬مصر‭ ‬وقت‭ ‬للتأخير‭ ‬ولمزيد‭ ‬من‭ ‬التخلف‭ ‬عن‭ ‬الركب‭ ‬العالمى‭ ‬للتطور‭ ‬والتقدم‭.. ‬لذلك‭ ‬كان‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تبذل‭ ‬أقصى‭ ‬طاقتها‭.. ‬وبمعدلات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭.. ‬وتدخل‭ ‬فى‭ ‬سباق‭ ‬مع‭ ‬الزمن‭.. ‬فكان‭ ‬الهدف‭ ‬الهدف‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تنجو‭ ‬وتعبر‭ ‬وتتعافى‭ ‬ثم‭ ‬الانطلاق‭ ‬بقوة‭ ‬لملاحقة‭ ‬التطور‭ ‬والتقدم‭ ‬هذا‭ ‬صنعه‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭.. ‬وتجسدت‭ ‬رؤيته‭ ‬بين‭ ‬الإنقاذ‭ - ‬ولا‭ ‬أعنى‭ ‬هنا‭ ‬فقط‭ ‬الإنقاذ‭ ‬من‭ ‬المؤامرة‭ ‬والفوضى‭ ‬والإرهاب‭ ‬ولكن‭ ‬أيضًا‭ ‬الإنقاذ‭ ‬الاقتصادى‭ - ‬ثم‭ ‬وضع‭ ‬أسباب‭ ‬الانطلاق‭ ‬إلى‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والتقدم‭.‬
الحقيقة‭ ‬وبلغة‭ ‬بسيطة‭.. ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لدينا‭ ‬شيء‭ ‬قبل‭ ‬السيسى‭.. ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬فى‭ ‬حيلتنا‭ ‬أى‭ ‬شئ‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬نعيشه‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬انهيار‭.. ‬لا‭ ‬أمن‭ ‬ولا‭ ‬استقرار‭.. ‬لا‭ ‬عمل‭ ‬ولا‭ ‬إنتاج‭.. ‬ولا‭ ‬رؤية‭ ‬أو‭ ‬إرادة‭.. ‬مشاكل‭ ‬وأزمات‭ ‬ومعاناة‭.. ‬فكيف‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬أولويات‭ ‬فى‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشروعات‭ ‬القومية‭.. ‬وإذا‭ ‬سألنا‭ ‬هؤلاء‭ ‬ما‭ ‬هى‭ ‬الأولويات‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظركم‭.. ‬لا‭ ‬تجد‭ ‬رداً‭ ‬أو‭ ‬إجابة‭.. ‬وإذا‭ ‬تحدثوا‭ ‬وباغتهم‭ ‬بسؤال‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬عشرات‭ ‬القضايا‭ ‬والملفات‭ ‬والأزمات؟‭ ‬يصابون‭ ‬بالخرس‭ ‬والارتباك‭.‬
وإذا‭ ‬كانت‭ ‬المشروعات‭ ‬القومية‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬ضرورة‭ ‬حتمية‭.. ‬فإن‭ ‬المشروعات‭ ‬العملاقة‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬بناء‭ ‬الإنسان‭ ‬وتحسين‭ ‬جودة‭ ‬حياته‭.. ‬وتوفير‭ ‬الحياة‭ ‬والعيش‭ ‬الكريم‭ ‬له‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬أهمية‭ ‬عن‭ ‬مشروعات‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭.. ‬لذلك‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬لأى‭ ‬تأخير‭ ‬أو‭ ‬تأجيل‭ ‬أو‭ ‬حديث‭ ‬عن‭ ‬الأولويات‭ ‬بعدما‭ ‬بلغت‭ ‬المعاناة‭ ‬بالمواطن‭ ‬المصرى‭ ‬حداً‭ ‬خطيرا‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬قرى‭ ‬الريف‭ ‬المصري‭. ‬لذلك‭ ‬أطلق‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬مشروعات‭ ‬قومية‭ ‬عملاقة‭ ‬تستهدف‭ ‬بناء‭ ‬الإنسان‭ ‬وتحسين‭ ‬جودة‭ ‬حياته‭ ‬والخدمات‭ ‬المقدمة‭ ‬له‭.. ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬نجاحات‭ ‬وإنجازات‭ ‬أكبر‭ ‬عملية‭ ‬تنمية‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬البلاد‭ ‬تضع‭ ‬عوائدها‭ ‬ومردودها‭ ‬لصالح‭ ‬المواطن‭ ‬نفسه‭.‬
لكن‭ ‬تكمن‭ ‬المشروعات‭ ‬العملاقة‭ ‬فى‭ ‬إنشاء‭ ‬المستشفيات‭ ‬والمجمعات‭ ‬الطبية‭ ‬العملاقة‭ ‬وتزويدها‭ ‬بأحدث‭ ‬الأجهزة‭ ‬الطبية‭ ‬فى‭ ‬مختلف‭ ‬التخصصات‭ ‬وأيضا‭ ‬رفع‭ ‬كفاءة‭ ‬التوعية‭ ‬وتوسعتها‭ ‬وإطلاق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬الرئاسية‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬فيروس‭ ‬سى‭ ‬وقوائم‭ ‬الانتظار‭ ‬و‮«‬100‭ ‬مليون‭ ‬صحة‮»‬‭ ‬إلا‭ ‬خطوات‭ ‬مهمة‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬بناء‭ ‬الإنسان‭ ‬المصرى‭ ‬ثم‭ ‬تبنى‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬وامتلاكها‭ ‬لإرادة‭ ‬سياسية‭ ‬نافذة‭ ‬لتحقيق‭ ‬حلم‭ ‬التأمين‭ ‬الصحى‭ ‬الشامل‭ ‬وهو‭ ‬مشروع‭ ‬قومى‭ ‬لبناء‭ ‬وتمكين‭ ‬الإنسان‭ ‬المصري‭.. ‬وقد‭ ‬بنت‭ ‬مصر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬700‭ ‬مستشفى‭ ‬جديد‭.. ‬ووفرت‭ ‬وصنعت‭ ‬الأدوية‭.. ‬ونجحت‭ ‬المشروعات‭ ‬القومية‭ ‬فى‭ ‬تحسين‭ ‬ملف‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حقق‭ ‬الصمود‭ ‬ونتائج‭ ‬عظيمة‭ ‬خلال‭ ‬جائحة‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬‭.‬
نفس‭ ‬الأمر‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتعليم‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬المشروعات‭ ‬القومية‭ ‬للتوسع‭ ‬فى‭ ‬إنشاء‭ ‬المدارس‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬معدلات‭ ‬الكثافة‭ ‬فى‭ ‬الفصول‭ ‬الدراسية‭.. ‬والنمو‭ ‬المستمر‭ ‬للسكان‭.. ‬تحديات‭ ‬فرضت‭ ‬الإنفاق‭ ‬على‭ ‬مشروعات‭ ‬عملاقة‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬التعليم‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬التعليم‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الجامعى‭ ‬أو‭ ‬الجامعى‭ ‬إيمانا‭ ‬بأن‭ ‬التعليم‭ ‬تأخر‭ ‬كثيرا‭ ‬وأنه‭ ‬هو‭ ‬عماد‭ ‬التقدم‭ ‬ويصنع‭ ‬الفارق‭ ‬فى‭ ‬تعظيم‭ ‬قدرات‭ ‬الدول‭ ‬لذلك‭ ‬بات‭ ‬التعليم‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬نقطة‭ ‬ضوء‭ ‬تنتظر‭ ‬المزيد‭ ‬فى‭ ‬القريب‭ ‬وأقامت‭ ‬الدولة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجامعات‭ ‬الجديدة‭ ‬حيث‭ ‬الجامعات‭ ‬الأهلية‭.. ‬والخاصة‭.. ‬والتكنولوجية‭ ‬والتطبيقية‭ ‬والدولية‭.. ‬وبات‭ ‬التعليم‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬وضع‭ ‬أفضل‭ ‬يتواكب‭ ‬مع‭ ‬التطور‭ ‬فى‭ ‬العالم‭.. ‬ويتسق‭ ‬مع‭ ‬متطلبات‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬فى‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج‭.. ‬إذن‭ ‬هل‭ ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬الانتظار‭ ‬أو‭ ‬تأخير‭ ‬أو‭ ‬وضع‭ ‬أولويات‭ ‬فى‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشروعات‭ ‬القومية‭.. ‬الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬مسارات‭ ‬ومجالات‭ ‬وقطاعات‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬وتنفيذ‭ ‬المشروعات‭ ‬القومية‭ ‬لا‭ ‬غنى‭ ‬عنها‭.. ‬والتأخير‭ ‬فى‭ ‬تنفيذها‭ ‬كان‭ ‬سيزيد‭ ‬من‭ ‬أوجاع‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن‭.‬
السؤال‭ ‬المهم‭ ‬أيضا‭ ‬هل‭ ‬كانت‭ ‬الظروف‭ ‬والأوضاع‭ ‬والتحديات‭ ‬والمعاناة‭ ‬فى‭ ‬محافظات‭ ‬الصعيد‭.. ‬كانت‭ ‬الحياة‭ ‬فيها‭ ‬لا‭ ‬تطاق‭.. ‬انهيار‭ ‬وتراجع‭ ‬وتدنٍ‭ ‬فى‭ ‬الخدمات‭.. ‬وإهمال‭ ‬وتهميش‭ ‬وحرمان‭ ‬تراكم‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عقود‭.. ‬لذلك‭ ‬استحوذ‭ ‬الصعيد‭ ‬وبشكل‭ ‬عاجل‭ ‬على‭ ‬1‭.‬8‭ ‬تريليون‭ ‬جنيه‭ ‬من‭ ‬إجمالى‭ ‬حجم‭ ‬الاستثمارات‭ ‬فى‭ ‬التنمية‭.. ‬لم‭ ‬يتوقف‭ ‬الأمر‭ ‬عند‭ ‬ذلك‭ ‬بل‭ ‬أطلقت‭ ‬المبادرة‭ ‬الرئاسية‭ ‬‮«‬حياة‭ ‬كريمة‮»‬‭ ‬المشروع‭ ‬الأضخم‭ ‬والأعظم‭ ‬تطوير‭ ‬وتنمية‭ ‬قرى‭ ‬الريف‭ ‬المصرى‭  ‬الذى‭ ‬يستهدف‭ ‬توفير‭ ‬الحياة‭ ‬والعيش‭ ‬الكريم‭ ‬لـ‭ ‬58‭ ‬مليون‭ ‬مواطن‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬المحافظات‭ ‬لكن‭ ‬قرى‭ ‬الصعيد‭ ‬تضمنتها‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬جميعا‭ ‬كأولوية‭ ‬وأسبقية‭ ‬بسبب‭ ‬الظروف‭ ‬والوضع‭ ‬فى‭ ‬الصعيد‭ ‬كونه‭ ‬الأكثر‭ ‬احتياجا‭ ‬للتنمية‭ ‬العاجلة‭.‬
فى‭ ‬مشروع‭ ‬تطوير‭ ‬وتنمية‭ ‬قرى‭ ‬الريف‭ ‬المصرى‭.. ‬كل‭ ‬مشروع‭ ‬منهم‭ ‬يعد‭ ‬مشروعًا‭ ‬قوميًا‭ ‬ضخمًا‭ ‬فمحطات‭ ‬المياه‭ ‬فى‭ ‬المراحل‭ ‬الثلاث‭ ‬وفى‭ ‬جميع‭ ‬القرى‭ ‬تعتبر‭ ‬مشروعا‭ ‬عملاقا‭ ‬بتكلفة‭ ‬عالية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬مشروعات‭ ‬محطات‭ ‬الصرف‭ ‬الزراعى‭ ‬والمستشفيات‭ ‬والمدارس‭.. ‬والطرق‭.. ‬والمجمعات‭ ‬الحكومية‭ ‬والزراعية‭ ‬وتوصيل‭ ‬الغاز‭ ‬للمنازل‭.. ‬وتبطين‭ ‬الترع‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المشروعات‭ ‬تمثل‭ ‬مشروعا‭ ‬ضخما‭ ‬كل‭ ‬فى‭ ‬مجاله‭ ‬وقطاعه‭ ‬وجاءت‭ ‬تكلفة‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬350‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تزيد‭ ‬تكلفة‭ ‬المشروع‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬تريليون‭ ‬جنيه‭ ‬لكن‭ ‬السؤال‭ ‬ما‭ ‬هى‭ ‬عوائد‭ ‬هذا‭ ‬المشروع؟‭ ‬أقول‭ ‬لك‭ ‬إن‭ ‬أعظم‭ ‬استثمار‭ ‬هو‭ ‬الاستثمار‭ ‬فى‭ ‬البشر‭ ‬وبناء‭ ‬الإنسان‭.. ‬لأن‭ ‬المواطن‭ ‬هو‭ ‬ركيزة‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬وبناء‭ ‬وتقدم‭ ‬الدول‭.. ‬وأيضا‭ ‬فإن‭ ‬إعداد‭ ‬وتأهيل‭ ‬وتعليم‭ ‬المواطن‭ ‬يصب‭ ‬فى‭ ‬خانة‭ ‬التقدم‭ ‬وتعزيز‭ ‬فرص‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬والمستفيد‭ ‬هو‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن‭.‬
المشروعات‭ ‬القومية‭.. ‬منحت‭ ‬المصريين‭ ‬تجربة‭ ‬تنموية‭ ‬ملهمة‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الأصعدة‭.. ‬وأكسبتهم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬النجاح‭ ‬رغم‭ ‬الصعوبات‭ ‬والتحديات‭.. ‬وأنقذت‭ ‬الشعب‭ ‬من‭ ‬حصار‭ ‬الأزمات‭ ‬والمعاناة‭.. ‬وفتحت‭ ‬أمام‭ ‬مصر‭ ‬أبواب‭ ‬المستقبل‭ ‬الواعد‭.. ‬وخلقت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الفرص‭.. ‬وسدت‭ ‬ثغرات‭ ‬النقص‭ ‬والعجز‭ ‬وحمت‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائى‭ ‬وخفضت‭ ‬فواتير‭ ‬التصدير‭ ‬ودعمت‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المصرى‭ ‬بالقدرة‭ ‬على‭ ‬الصمود‭ ‬وتعدد‭ ‬شرايينه‭.. ‬وعملت‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬الإنسان‭ ‬المصرى‭ ‬وأتاحت‭ ‬أمامه‭ ‬فرصا‭ ‬كثيرة‭.‬
انعكاسات‭ ‬المشروعات‭ ‬القومية‭ ‬على‭ ‬اكتساب‭ ‬خبرات‭ ‬هائلة‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬شركات‭ ‬المقاولات‭ ‬المصرية‭ ‬أصبح‭ ‬لديها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشروعات‭ ‬عملاقة‭ ‬فى‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭.‬
السيسى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المشروعات‭ ‬القومية‭ ‬التى‭ ‬ارتكزت‭ ‬على‭ ‬رؤى‭ ‬وأفكار‭ ‬خلاقة‭ ‬تتخطى‭ ‬العقبات‭ ‬والتحديات‭ ‬ومحدودية‭ ‬الموارد‭.. ‬صنع‭ ‬الفارق‭.. ‬وحقق‭ ‬نتائج‭ ‬فاقت‭ ‬التوقعات‭.. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يدركه‭ ‬المواطن‭ ‬الآن‭ ‬عندما‭ ‬يسأل‭ ‬نفسه‭ ‬أين‭ ‬كنا‭ ‬قبل‭ ‬هذه‭ ‬المشروعات‭ ‬القومية‭ ‬العملاقة‭.. ‬وكيف‭ ‬أصبحنا‭ ‬مع‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشروعات‭ ‬القومية‭.‬
السيسى‭ ‬وضع‭ ‬أمامه‭ ‬أحوال‭ ‬وأوضاع‭ ‬مصر‭ ‬وأزماتها‭ ‬وتحدياتها‭ ‬ومعاناتها‭.. ‬ووضع‭ ‬رؤية‭ ‬وحلولاً‭ ‬وأفكاراً‭ ‬خلاقة‭.. ‬أصبحت‭ ‬حقيقة‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬فى‭ ‬شكل‭ ‬مشروعات‭ ‬قومية‭ ‬عملاقة‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭ ‬والقطاعات‭ ‬فى‭ ‬النهاية‭ ‬غيرت‭ ‬وجه‭ ‬الحياة‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬الأفضل‭.‬
السيسى‭ ‬أيضا‭ ‬وضع‭ ‬خارطة‭ ‬مصر‭ ‬أمامه‭ ‬وتأمل‭ ‬موقع‭ ‬مصر‭ ‬الجغرافى‭ ‬الفريد‭.. ‬ثم‭ ‬وضع‭ ‬الرؤية‭ ‬للاستثمار‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الموقع‭ ‬وتحويله‭ ‬إلى‭ ‬قيمة‭ ‬مضافة‭.. ‬بتحويل‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬مركز‭ ‬للخدمات‭ ‬وتجارة‭ ‬اللوجيستيات‭ ‬والتجارة‭ ‬العالمية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬فرص‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المصري‭.. ‬ويضيف‭ ‬عوائد‭ ‬جديدة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬موجودة‭ ‬من‭ ‬قبل‭.‬
المشروعات‭ ‬القومية‭.. ‬كانت‭ ‬ومازالت‭ ‬واقعية‭ ‬وحتمية‭.. ‬ونتائجها‭ ‬وعوائدها‭ ‬تثبت‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬الأرض‭.. ‬خاصة‭ ‬ثمارها‭ ‬للوطن‭ ‬والمواطن‭.‬

تحيا مصر

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية