تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

اللعب‭ ‬ع‭ ‬المكشوف

لم‭ ‬تستطع‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬أن‭ ‬تخفى‭ ‬نواياها‭ ‬الخبيثة‭ ‬تجاه‭ ‬مصر‭.. ‬ومخططاتها‭ ‬الشيطانية‭.. ‬ومؤامراتها‭ ‬لفرض‭ ‬الحصار‭ ‬والتضييق‭ ‬وخنق‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المصرى‭.. ‬لقد‭ ‬نطقها‭ ‬الصهيونى‭ ‬إيلى‭ ‬كوهين‭.. ‬وأفيجدور‭ ‬ليبرمان‭.. ‬فما‭ ‬يجرى‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬براً‭ ‬وبحراً‭ ‬يستهدف‭ ‬مصر‭ ‬ومحاولات‭ ‬تركيعها‭ ‬وابتزازها‭ ‬حتى‭ ‬تتنازل‭ ‬أو‭ ‬تفرط‭ ‬فى‭ ‬ثوابتها‭ ‬ومواقفها‭ ‬الشريفة‭ ‬وخطوطها‭ ‬الحمراء‭.. ‬فى‭ ‬المقابل‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬مسئولية‭ ‬وطنية‭ ‬كبيرة‭ ‬فى‭ ‬تحدى‭ ‬المؤامرة‭.. ‬وعلى‭ ‬الدولة‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬تواجه‭ ‬بيد‭ ‬من‭ ‬حديد‭ ‬الجشع‭ ‬والاحتكار‭.‬


اللعب‭ ‬ع‭ ‬المكشوف

محاولات‭ ‬ابتزاز‭ ‬ومساومة‭ ‬وتركيع‭ ‬مصر‭ ‬باتت‭ ‬واضحة‭.. ‬ومكشوفة‭.. ‬ليست‭ ‬سراً‭.. ‬ولكن‭ ‬على‭ ‬مرأى‭ ‬ومسمع‭ ‬الجميع‭.. ‬أصبحت‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬تجاهر‭ ‬باستهداف‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬تخالف‭ ‬ثوابتها‭ ‬ومبادئها‭ ‬ومواقفها‭ ‬الشريفة‭ ‬وعقيدتها‭ ‬المقدسة‭.. ‬فى‭ ‬عدم‭ ‬التفريط‭ ‬والتهاون‭ ‬فى‭ ‬أرضها‭.. ‬فقد‭ ‬وصلت‭ ‬البجاحة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬الحدود‭.. ‬فقد‭ ‬خرج‭ ‬علينا‭ ‬الصهيونى‭ ‬إيلى‭ ‬كوهين‭ ‬يهددنا‭ ‬إما‭ ‬أن‭ ‬نوافق‭ ‬على‭ ‬أهدافهم‭ ‬ومطالبهم‭ ‬الخبيثة‭.. ‬وإما‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأزمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وارتفاع‭ ‬سعر‭ ‬الدولار‭.‬
بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬كوهين‭ ‬لا‭ ‬يتحدث‭ ‬بلسان‭ ‬إسرائيل‭.. ‬فهى‭ ‬أضعف‭ ‬من‭ ‬بيت‭ ‬العنكبوت‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬خارت‭ ‬قواها‭.. ‬واهتزت‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬تحتها‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬المقاومة‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تحمل‭ ‬سوى‭ ‬أسلحة‭ ‬خفيفة‭ ‬وربما‭ ‬بدائية‭ ‬الصنع‭.. ‬فنحن‭ ‬نقترب‭ ‬من‭ ‬الشهر‭ ‬الرابع‭ ‬للعدوان‭ ‬الصهيونى‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬والأراضى‭ ‬الفلسطينية‭.. ‬وإسرائيل‭ ‬لم‭ ‬تحصد‭ ‬سوى‭ ‬الفشل‭ ‬الذريع‭ ‬فى‭ ‬ميادين‭ ‬القتال‭.. ‬ولم‭ ‬تجن‭ ‬سوى‭ ‬الانقسام‭ ‬فى‭ ‬الداخل‭.. ‬وتتعرض‭ ‬لهزات‭ ‬اقتصادية‭ ‬عنيفة‭.. ‬افقدتها‭ ‬عشرات‭ ‬المليارات‭ ‬من‭ ‬الدولارات‭.. ‬وضاعت‭ ‬الاستثمارات‭.. ‬وهربت‭ ‬الشركات‭.. ‬وتوقفت‭ ‬السياحة‭.. ‬وتجمد‭ ‬الإنتاج‭.. ‬وهجرها‭ ‬من‭ ‬يحملون‭ ‬الجنسية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بحثاً‭ ‬عن‭ ‬مكان‭ ‬آمن‭ ‬فى‭ ‬العالم‭.. ‬ولولا‭ ‬حماية‭ ‬الغرب‭ ‬ودعمه‭ ‬وتأييده‭ ‬لسقطت‭ ‬إسرائيل‭ ‬دون‭ ‬رجعة‭.‬
فضح‭ ‬كوهين‭ ‬نوايا‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬الخبيثة‭ ‬ومخططها‭ ‬الشيطانى‭ ‬فى‭ ‬ممارسة‭ ‬الضغوط‭ ‬والحصار‭ ‬والتضييق‭ ‬والخنق‭ ‬لمصر‭ ‬خاصة‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الاقتصادى‭.. ‬والمشهد‭ ‬فى‭ ‬الإقليم‭ ‬براً‭ ‬وبحراً‭ ‬يشير‭ ‬بوضوح‭ ‬إلى‭ ‬المؤامرة‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬وابتزازها‭ ‬ومحاولات‭ ‬إجبارها‭ ‬وتركيعها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬مطالب‭ ‬الشيطان‭ ‬وأوهامه‭ ‬وأطماعه‭.. ‬فلم‭ ‬يكن‭ ‬كوهين‭ ‬وحده‭ ‬الذى‭ ‬يمارس‭ ‬البجاحة‭.. ‬ولكن‭ ‬أفيجدور‭ ‬ليبرمان‭ ‬تمادى‭ ‬فى‭ ‬استهداف‭ ‬مصر‭ ‬بتصريحات‭ ‬أقل‭ ‬ما‭ ‬توصف‭ ‬به‭ ‬أنها‭ ‬رديئة‭.. ‬فمحاولات‭ ‬تعليق‭ ‬الفشل‭ ‬الذريع‭ ‬لإسرائيل‭.. ‬على‭ ‬شماعة‭ ‬مصر‭ ‬أمر‭ ‬متوقع‭.. ‬ودولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬أقل‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تتحرش‭ ‬أو‭ ‬تتجرأ‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬لأنها‭ ‬تعرف‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الجميع‭ ‬شدة‭ ‬المصريين‭ ‬فى‭ ‬الماضى‭ ‬والحاضر‭.. ‬وتدرك‭ ‬قدر‭ ‬وقوة‭ ‬مصر‭.. ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬الرد‭.‬
ابتزاز‭ ‬إسرائيل‭ ‬وحلفائها‭ ‬من‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬يؤكد‭ ‬شرف‭ ‬الموقف‭ ‬والثوابت‭ ‬المصرية‭.. ‬والرفض‭ ‬القاطع‭ ‬والحاسم‭ ‬لمطالبهم‭ ‬الشيطانية‭.. ‬فلا‭ ‬تصفية‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭.. ‬ولا‭ ‬تهجير‭.. ‬ولا‭ ‬توطين‭ ‬ولن‭ ‬تتحقق‭ ‬أوهام‭ ‬قديمة‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬أمن‭ ‬مصر‭ ‬القومى‭ ‬أو‭ ‬قدسية‭ ‬أراضيها‭.. ‬فلا‭ ‬تفريط‭ ‬ولا‭ ‬تهاون‭.. ‬مهما‭ ‬بلغت‭ ‬بجاحة‭ ‬الابتزاز‭ ‬والحصار‭ ‬الممنهج‭.. ‬براً‭ ‬وبحراً‭.. ‬وافتعال‭ ‬وصناعة‭ ‬اضطرابات‭ ‬وصراعات‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬تنال‭ ‬من‭ ‬مصالح‭ ‬مصر‭.. ‬ولن‭ ‬نستدرج‭ ‬لفخاخ‭ ‬منصوبة‭ ‬للدولة‭ ‬المصرية‭.. ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استنزافها‭ ‬وإضعافها‭ ‬وإهدار‭ ‬مواردها‭.. ‬بل‭ ‬إن‭ ‬الاستنزاف‭ ‬المعاكس‭ ‬هو‭ ‬الذى‭ ‬حدث‭ ‬بفضل‭ ‬عمق‭ ‬الرؤية‭ ‬وقوة‭ ‬الحكمة‭ ‬لدى‭ ‬القيادة‭ ‬المصرية‭ ‬التى‭ ‬تدير‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬والأزمات‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬مصر‭ ‬بذكاء‭ ‬وعبقرية‭ ‬وثبات‭ ‬وثقة‭.. ‬فمصر‭ ‬تعرف‭ ‬متى‭ ‬وكيف‭ ‬ترد‭.. ‬وتضع‭ ‬خطوطاً‭ ‬حمراء‭ ‬لأمنها‭ ‬القومى‭.. ‬ومحاذير‭ ‬وقف‭ ‬أمامها‭ ‬أعداؤها‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬عجز‭.. ‬لا‭ ‬يملكون‭ ‬إلا‭ ‬الجعجعة‭ ‬السياسية‭.. ‬والتصريحات‭ ‬منتهية‭ ‬الصلاحية‭.. ‬وللاستهلاك‭ ‬المحلى‭.‬
كوهين‭ ‬فضح‭ ‬نوايا‭ ‬الشيطان‭.. ‬وسلوكياته‭ ‬وممارساته‭ ‬وابتزازه‭ ‬الذى‭ ‬يستهدف‭ ‬مصر‭.. ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬الأمر‭ ‬مجرد‭ ‬استشعار‭ ‬لمؤامرة‭ ‬بل‭ ‬نطق‭ ‬بها‭ ‬هذا‭ ‬الكوهين‭ ‬ومعه‭ ‬ليبرمان‭ ‬الذى‭ ‬يهذى‭ ‬بكلام‭ ‬وتخاريف‭ ‬وخزعبلات‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬حقد‭ ‬وغل‭.. ‬ومرارة‭ ‬الهزيمة‭ ‬النكراء‭ ‬والفشل‭ ‬الذريع‭.‬
قولاً‭ ‬واحداً‭.. ‬مصر‭ ‬هى‭ ‬الهدف‭.. ‬فكل‭ ‬ما‭ ‬يجرى‭ ‬من‭ ‬حولنا‭.. ‬محاولات‭ ‬لابتزاز‭ ‬مصر‭.. ‬وخنق‭ ‬اقتصادها‭.. ‬وتركيعها‭ ‬ومخطط‭ ‬الشيطان‭.. ‬لإحداث‭ ‬الفوضى‭ ‬ظناً‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬إحكام‭ ‬الحصار‭ ‬الاقتصادى‭ ‬وصناعة‭ ‬أزمة‭ ‬سوف‭ ‬يحرك‭ ‬شعباً‭ ‬امتلك‭ ‬الحقيقة‭ ‬والوعى‭ ‬الحقيقى‭.. ‬والفهم‭ ‬الصحيح‭ ‬والاصطفاف‭ ‬الوطنى‭.. ‬والإدراك‭ ‬لما‭ ‬يحاك‭ ‬لمصر‭ ‬من‭ ‬مؤامرات‭ ‬ومخططات‭ ‬وحصار‭ ‬وابتزاز‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬العظيم‭ ‬لن‭ ‬تخيل‭ ‬عليه‭ ‬ألاعيب‭ ‬الشيطان‭.. ‬بل‭ ‬قرر‭ ‬أن‭ ‬يتحدى‭ ‬ويتحمل‭ ‬ويصبر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬ينتصر‭ ‬الوطن‭.‬
الحقيقة‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬شعب‭ ‬مصر‭ ‬العظيم‭ ‬يضرب‭ ‬أروع‭ ‬الأمثلة‭ ‬فى‭ ‬العطاء‭ ‬والتفانى‭ ‬والاحتشاد‭ ‬خلف‭ ‬الوطن‭.. ‬بوعيه‭ ‬وصبره‭ ‬وتحمله‭.. ‬لكن‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬يعيشون‭ ‬معنا‭.. ‬ظنى‭ ‬أنهم‭ ‬خارج‭ ‬‮«‬كتالوج‮»‬‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى‭ ‬وطبيعته‭ ‬وهويته‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬إلا‭ ‬الإيثار‭ ‬وإنكار‭ ‬الذات‭ ‬والعطاء‭.. ‬وهنا‭ ‬أتحدث‭ ‬عمن‭ ‬سلكوا‭ ‬طريق‭ ‬الجشع‭ ‬والاحتكار‭ ‬والمغالاة‭ ‬ومحاولات‭ ‬العبث‭ ‬فى‭ ‬الأسواق‭.. ‬والدولار‭ ‬والذهب‭.. ‬وتخزين‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية‭.. ‬هؤلاء‭ ‬طغت‭ ‬عليهم‭ ‬الأنانية‭ ‬والانتهازية‭ ‬وابتعدوا‭ ‬عن‭ ‬درب‭ ‬الوطنية‭.. ‬فالمصريون‭ ‬لم‭ ‬يعتادوا‭ ‬على‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬السلوكيات‭ ‬والممارسات‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬أوقات‭ ‬الشدائد‭ ‬والتحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬الوطن‭.. ‬فهذا‭ ‬الشعب‭ ‬العظيم‭ ‬ضرب‭ ‬أروع‭ ‬الأمثلة‭ ‬فى‭ ‬الوطنية‭ ‬قديماً‭ ‬وحديثاً‭ ‬فيكفى‭ ‬أن‭ ‬أقول‭: ‬إن‭ ‬محاضر‭ ‬الشرطة‭ ‬لم‭ ‬تسجل‭ ‬أى‭ ‬جريمة‭ ‬وحتى‭ ‬لو‭ ‬جريمة‭ ‬نشل‭ ‬أو‭ ‬سرقة‭.. ‬خلال‭ ‬أيام‭ ‬حرب‭ ‬أكتوبر‭.. ‬الجميع‭ ‬تفرغ‭ ‬واصطف‭ ‬خلف‭ ‬الوطن‭.. ‬يؤازر‭ ‬بعضهم‭ ‬بعضا‭.. ‬وقبلها‭ ‬صبر‭ ‬المصريون‭ ‬وتحملوا‭ ‬وطأة‭ ‬وقسوة‭ ‬الأزمات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والحياتية‭ ‬وعدم‭ ‬توفر‭ ‬السلع‭ ‬خاصة‭ ‬ان‭ ‬80٪‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬القومى‭ ‬كان‭ ‬موجهاً‭ ‬للمجهود‭ ‬الحربى‭ ‬لتحقيق‭ ‬الثأر‭ ‬والنصر‭ ‬واسترداد‭ ‬الأرض‭ ‬والكرامة‭.. ‬وهم‭ ‬المصريون‭ ‬أيضاً‭ ‬الذين‭ ‬نزلوا‭ ‬بعشرات‭ ‬الملايين‭ ‬فى‭ ‬الشوارع‭ ‬والميادين‭ ‬لعزل‭ ‬حكم‭ ‬الإخوان‭ ‬المجرمين‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أدركوا‭ ‬أن‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية‭ ‬تتآمر‭ ‬على‭ ‬الوطن‭.. ‬وتتعاون‭ ‬مع‭ ‬أعدائه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الإضعاف‭ ‬والإفشال‭ ‬والإسقاط‭ ‬وتحقيق‭ ‬مطالب‭ ‬وخطط‭ ‬الشيطان‭.‬
المصريون‭ ‬شعب‭ ‬عظيم‭.. ‬لديهم‭ ‬من‭ ‬الصبر‭ ‬والتحمل‭ ‬والوعى‭ ‬الحقيقى‭.. ‬ما‭ ‬يفوق‭ ‬التصور‭ ‬والتوقع‭.. ‬فعندما‭ ‬وثقوا‭ ‬فى‭ ‬قيادة‭ ‬وطنية‭ ‬اسثتنائية‭.. ‬وأدركوا‭ ‬أنه‭ ‬الحل‭ ‬الأمثل‭ ‬ولا‭ ‬بديل‭ ‬عنه‭.. ‬قبلوا‭ ‬بقرار‭ ‬الإصلاح‭ ‬الشامل‭.. ‬وتداعياته‭ ‬الصعبة‭ ‬والقاسية‭.. ‬ونجح‭ ‬الإصلاح‭ ‬بجدارة‭.. ‬وحصدوا‭ ‬ثماره‭ ‬فى‭ ‬تغيير‭ ‬منظومة‭ ‬الخدمات‭ ‬والارتقاء‭ ‬بجودة‭ ‬الحياة‭.. ‬وعندما‭ ‬استشعر‭ ‬المصريون‭ ‬الخطر‭ ‬على‭ ‬الوطن‭ ‬وحدوده‭ ‬وأمنه‭ ‬القومى‭.. ‬وأدركوا‭ ‬حجم‭ ‬المؤامرة‭ ‬على‭ ‬مصر‭.. ‬تدفقوا‭ ‬بمشاركة‭ ‬تاريخية‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬فى‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭.. ‬وألقوا‭ ‬وراء‭ ‬ظهورهم‭ ‬الأزمات‭ ‬والمعاناة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬فلا‭ ‬صوت‭ ‬يعلو‭ ‬فوق‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن‭.‬
لذلك‭ ‬أقول‭ ‬للقلة‭ ‬القليلة‭ ‬الذين‭ ‬اختاروا‭ ‬طريق‭ ‬الجشع‭ ‬والاحتكار‭ ‬والمغالاة‭ ‬ومحاولات‭ ‬الإضرار‭ ‬بالاقتصاد‭ ‬المصرى‭ ‬بالعبث‭ ‬فى‭ ‬أسواق‭ ‬الدولار‭ ‬والذهب‭.. ‬الوطن‭ ‬أبقى‭ ‬وأعظم‭ ‬من‭ ‬انتهازيتهم‭ ‬وأنانيتهم‭.. ‬فما‭ ‬فائدة‭ ‬الثروات‭ ‬الهائلة‭ ‬والأموال‭ ‬الطائلة‭ ‬إذا‭ ‬سقط‭ ‬الوطن‭ ‬لا‭ ‬قدر‭ ‬الله؟‭ ‬فلا‭ ‬أدرى‭ ‬كيف‭ ‬أشخص‭ ‬هؤلاء‭.. ‬وكيف‭ ‬انتزعت‭ ‬منهم‭ ‬عزة‭ ‬الضمير‭.. ‬والوطنية‭.. ‬بل‭ ‬والوازع‭ ‬الدينى‭ ‬والأخلاقى‭.. ‬فالمفروض‭ ‬أن‭ ‬تسمو‭ ‬قيم‭ ‬الإيثار‭ ‬وإنكار‭ ‬الذات‭ ‬والحلال‭ ‬على‭ ‬الإنانية‭ ‬والمغالاة‭ ‬والجشع‭ ‬والرغبة‭ ‬المريضة‭ ‬فى‭ ‬المكسب‭ ‬الحرام‭.. ‬لذلك‭ ‬هل‭ ‬هؤلاء‭ ‬نتاج‭ ‬ثقافة‭ ‬هشة‭ ‬وأخلاقيات‭ ‬رديئة‭ ‬من‭ ‬عقود‭ ‬الماضى‭.. ‬بسبب‭ ‬سياسة‭ ‬الانفتاح‭ ‬الثقافى‭ ‬والأخلاقى‭ ‬غير‭ ‬المحسوب‭ ‬فى‭ ‬عقود‭ ‬مضت؟‭ ‬أم‭ ‬ثقافة‭ ‬الفوضى‭ ‬التى‭ ‬ظهرت‭ ‬فى‭ ‬أحداث‭ ‬يناير‭ ‬2011‭ ‬من‭ ‬أنانية‭ ‬وانتهازية‭ ‬وميول‭ ‬متطرفة‭.. ‬وعنيفة‭.. ‬والمكسب‭ ‬السريع‭ ‬والحرام‭.. ‬أم‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬فشلت‭ ‬معهم‭ ‬منظومة‭ ‬الأسرة‭ ‬والمدرسة‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الدينية؟
الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬القلة‭ ‬القليلة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬الذين‭ ‬جنحوا‭ ‬للاحتكار‭ ‬والجشع‭ ‬والمغالاة‭ ‬والعبث‭ ‬فى‭ ‬مصالح‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن‭ ‬لا‭ ‬يمثلون‭ ‬المصريين‭ ‬وليسوا‭ ‬عنواناً‭ ‬للشخصية‭ ‬المصرية‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭.. ‬فالمصرى‭ ‬الحقيقى‭ ‬هو‭ ‬الذى‭ ‬ينتفض‭ ‬عندما‭ ‬تمر‭ ‬بالوطن‭ ‬ضائقة‭ ‬أو‭ ‬أزمة‭.. ‬يضحى‭ ‬بالغالى‭ ‬والنفيس‭.. ‬فالمصريون‭ ‬قبل‭ ‬حرب‭ ‬أكتوبر‭.. ‬كانوا‭ ‬يتبرعون‭ ‬بالذهب‭ ‬والمال‭.. ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬ينتصر‭ ‬الوطن‭.. ‬ولم‭ ‬يعترض‭ ‬أحد‭ ‬على‭ ‬ضيق‭ ‬الحال‭ ‬وعدم‭ ‬توافر‭ ‬السلع‭.. ‬فما‭ ‬بالنا‭ ‬الآن‭ ‬السلع‭ ‬جميعها‭ ‬متوفرة‭ ‬وبكميات‭ ‬بلا‭ ‬حدود‭.. ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬قلة‭ ‬تتلاعب‭ ‬وتحتكر‭ ‬وتغالى‭ ‬فى‭ ‬الأسعار‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬المواطنين‭ ‬فى‭ ‬وقت‭ ‬أزمة‭.. ‬وتحولوا‭ ‬إلى‭ ‬تجار‭ ‬أزمات‭.. ‬وسماسرة‭ ‬حرب‭ ‬فالعالم‭ ‬جميعاً‭ ‬يواجه‭ ‬معضلة‭ ‬معقدة‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬فى‭ ‬الأسعار‭ ‬ومعدلات‭ ‬التضخم‭ ‬بسبب‭ ‬أزمات‭ ‬وصراعات‭ ‬دولية‭ ‬وإقليمية‭ ‬طاحنة‭.. ‬والجميع‭ ‬يواجهون‭ ‬هذا‭ ‬التحدى‭ ‬وبطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬مصر‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.. ‬تواجه‭ ‬نفس‭ ‬الأزمة‭.. ‬وتزيد‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬بفعل‭ ‬حصار‭ ‬وتضييق‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬محاولة‭ ‬ابتزازها‭.. ‬وتركيعها‭ ‬وكسر‭ ‬إرادتها‭.. ‬والمفترض‭ ‬أن‭ ‬تتخذ‭ ‬هذه‭ ‬القلة‭ ‬موقفاً‭ ‬مختلفاً‭ ‬ومغايراً‭ ‬فى‭ ‬مساندة‭ ‬الناس‭ ‬وتحقيق‭ ‬ربح‭ ‬معقول‭ ‬ومنطقى‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬العبث‭ ‬والفساد‭ ‬والتلاعب‭ ‬فى‭ ‬الأسواق‭.. ‬فالأسعار‭ ‬طبيعى‭ ‬أن‭ ‬ترتفع‭ ‬بسبب‭ ‬الأزمة‭ ‬العالمية‭.. ‬ومشكلة‭ ‬مصر‭ ‬الوحيدة‭ ‬هى‭ ‬وجود‭ ‬فجوة‭ ‬دولارية‭ ‬قريباً‭ ‬تخف‭ ‬حدتها‭.. ‬والدولة‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭.. ‬ولن‭ ‬تبقى‭ ‬هناك‭ ‬أى‭ ‬مشكلة‭ ‬أخرى‭.. ‬لكن‭ ‬المخزى‭ ‬أن‭ ‬يقدم‭ ‬هؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬يحملون‭ ‬جنسية‭ ‬مصر‭.. ‬وتربوا‭ ‬من‭ ‬خيرها‭.. ‬على‭ ‬الإضرار‭ ‬باقتصادها‭.. ‬وزيادة‭ ‬الأزمة‭ ‬والمعاناة‭ ‬عند‭ ‬الناس‭ ‬لكننى‭ ‬أشتم‭ ‬رائحة‭ ‬إجراءات‭ ‬قاسية‭ ‬ورادعة‭.. ‬الدولة‭ ‬بصدد‭ ‬اتخاذها‭ ‬حيال‭ ‬هؤلاء‭ ‬المرضى‭ ‬بالجشع‭ ‬والاحتكار‭ ‬والأنانية‭ ‬فلو‭ ‬اتخذت‭ ‬وطبقت‭ ‬الإجراءات‭ ‬ضد‭ ‬عشر‭ ‬حالات‭.. ‬لن‭ ‬يجرؤ‭ ‬أى‭ ‬محتكر‭ ‬آخر‭ ‬على‭ ‬ممارسة‭ ‬جشعه‭.. ‬فأحياناً‭ ‬لا‭ ‬تفلح‭ ‬إلا‭ ‬القوة‭ ‬والردع‭.. ‬فنحن‭ ‬نواجه‭ ‬حرباً‭ ‬حقيقية‭ ‬ليست‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬واحدة‭.. ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬دول‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭.. ‬التى‭ ‬تحاول‭ ‬تعطيل‭ ‬وضرب‭ ‬مصادر‭ ‬الدخل‭ ‬القومى‭ ‬من‭ ‬العملات‭ ‬الأجنبية‭ ‬مثل‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭.. ‬وتحويلات‭ ‬المصريين‭ ‬فى‭ ‬الخارج‭ ‬والسياحة‭.. ‬فهناك‭ ‬حرب‭ ‬شاملة‭ ‬تدار‭ ‬ضد‭ ‬مصر‭.. ‬تستهدف‭ ‬تضييق‭ ‬الخناق‭ ‬الاقتصادى‭ ‬عليها‭ ‬لتركيعها‭ ‬وإثنائها‭ ‬عن‭ ‬مواقفها‭ ‬الشريفة‭.. ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬مواجهة‭ ‬مصر‭ ‬عسكرياً‭ ‬أو‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬نظراً‭ ‬لقوة‭ ‬مصر‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬الردع‭.. ‬لذلك‭ ‬تتكاثر‭ ‬الآن‭ ‬ألاعيب‭ ‬الشيطان‭ ‬من‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬والمؤسسات‭ ‬والمنظمات‭ ‬التابعة‭ ‬لها‭ ‬والتى‭ ‬تدين‭ ‬لها‭ ‬بالولاء‭ ‬وتحركها‭ ‬مثل‭ ‬عرائس‭ ‬المارونيت‭ ‬مثل‭ ‬ما‭ ‬تحرك‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابية‭.‬
الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬ظاهرة‭ ‬الجشع‭ ‬والاحتكار‭ ‬والفساد‭ ‬والمغالاة‭ ‬والأنانية‭ ‬والانتهازية‭ ‬لدى‭ ‬القلة‭ ‬القليلة‭ ‬هى‭ ‬محصلة‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬التسطيح‭.. ‬وغياب‭ ‬فكر‭ ‬بناء‭ ‬الإنسان‭ ‬بشكل‭ ‬صحيح‭ ‬وشامل‭.. ‬لكن‭ ‬الخير‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬وشعبها‭ ‬إلى‭ ‬أبد‭ ‬الدهر‭ ‬لذلك‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬ترميم‭ ‬وصياغة‭ ‬وتطوير‭ ‬لمنظومة‭ ‬الأخلاق‭ ‬التى‭ ‬ورثناها‭ ‬من‭ ‬عقود‭ ‬ماضية‭.. ‬وعلى‭ ‬المؤسسات‭ ‬التربوية‭ ‬الاهتمام‭ ‬غير‭ ‬المسبوق‭ ‬بترسيخ‭ ‬مبادئ‭ ‬وقيم‭ ‬العطاء‭ ‬والتفانى‭ ‬والإيثار‭ ‬والتدين‭ ‬الصحيح‭ ‬والضمير‭ ‬اليقظ‭.. ‬والعطاء‭ ‬والتجرد‭ ‬والوطنية‭ ‬خاصة‭ ‬الأسرة‭ ‬التى‭ ‬انشغل‭ ‬بعضها‭ ‬عن‭ ‬أبنائها‭ ‬سواء‭ ‬بفعل‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭.. ‬أو‭ ‬الأنماط‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬والمظهرية‭.. ‬أو‭ ‬ترك‭ ‬الأبناء‭ ‬فريسة‭ ‬لمواقع‭ ‬التواصل‭ ‬والسوشيال‭ ‬ميديا‭.. ‬وعدم‭ ‬إحداث‭ ‬توازن‭ ‬بين‭ ‬قيم‭ ‬ومبادئ‭ ‬ترسخها‭ ‬الأسرة‭.. ‬وبين‭ ‬ثقافة‭ ‬عشوائية‭ ‬وانتهازية‭ ‬تصدرها‭ ‬بعض‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الجديدة‭ ‬مثل‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭.. ‬والخلايا‭ ‬الإلكترونية‭.. ‬فقد‭ ‬غابت‭ ‬القناعة‭ ‬والإيمان‭ ‬بعطاء‭ ‬الله‭ ‬عن‭ ‬البعض‭ ‬وسلكوا‭ ‬وسائل‭ ‬المكسب‭ ‬السريع‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬كونها‭ ‬حلالاً‭ ‬أو‭ ‬حراماً‭.. ‬تطاردهم‭ ‬أحلام‭ ‬وأوهام‭ ‬الثراء‭ ‬السريع‭.‬
الحقيقة‭ ‬أننى‭ ‬قارنت‭ ‬بين‭ ‬الأسرة‭ ‬التى‭ ‬قدمت‭ ‬الابن‭ ‬أو‭ ‬الأب‭ ‬شهيداً‭ ‬فداءً‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن‭.. ‬وبين‭ ‬أسر‭ ‬قليلة‭ ‬قامت‭ ‬بتربية‭ ‬هؤلاء‭ ‬الجشعين‭ ‬والمحتكرين‭ ‬والعابثين‭ ‬فى‭ ‬مقدرات‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن‭.. ‬وجدت‭ ‬فارقاً‭ ‬بين‭ ‬السماء‭ ‬والأرض‭ ‬فإذا‭ ‬اتخذنا‭ ‬مثالاً‭.. ‬أن‭ ‬المصريين‭ ‬قدموا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬‮٣‬‭ ‬آلاف‭ ‬شهيد‭ ‬فداءً‭ ‬لشرف‭ ‬وكرامة‭ ‬وأمن‭ ‬وسلامة‭ ‬الوطن‭.. ‬ضحوا‭ ‬بأرواحهم‭ ‬ودمائهم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬تنعم‭ ‬بالأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والاستقرار‭ ‬والبناء‭ ‬والتنمية‭.. ‬وهذه‭ ‬الأسر‭ ‬القليلة‭ ‬التى‭ ‬أنجبت‭ ‬المتلاعبين‭ ‬والجشعين‭ ‬والمحتكرين‭ ‬قدمتهم‭ ‬للمجتمع‭ ‬للإضرار‭ ‬بالوطن‭ ‬والمواطن‭.. ‬وتحقيق‭ ‬الثراء‭ ‬والمكاسب‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬أمنه‭ ‬واستقراره‭.. ‬تخيل‭ ‬حجم‭ ‬الفارق‭ ‬بين‭ ‬الشهيد‭ ‬الذى‭ ‬قدم‭ ‬أغلى‭ ‬ما‭ ‬يملك‭ ‬لوطنه‭ ‬وهو‭ ‬روحه‭.. ‬وبين‭ ‬الجشع‭ ‬والمحتكر‭ ‬الذى‭ ‬يسعى‭ ‬لتحقيق‭ ‬مكاسب‭ ‬حرام‭ ‬ليلحق‭ ‬الضرر‭ ‬بالوطن‭ ‬والناس‭.. ‬نحن‭ ‬نحتاج‭ ‬لإعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬وتربية‭ ‬ونظر‭ ‬فى‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬النوعيات‭ ‬القليلة‭ ‬فى‭ ‬المجتمع‭ ‬والتى‭ ‬لا‭ ‬تمثل‭ ‬المصريين‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭.. ‬وهم‭ ‬القابضون‭ ‬على‭ ‬جمر‭ ‬الوطنية‭ ‬ومصلحة‭ ‬مصر‭ ‬وأمنها‭ ‬وسلامتها‭.. ‬لذلك‭ ‬وأقولها‭ ‬بصراحة‭.. ‬المؤسسات‭ ‬التربوية‭ ‬والدينية‭ ‬مطالبة‭ ‬بتحرك‭ ‬أكثر‭ ‬فاعلية‭.. ‬فالأزمة‭ ‬الأخلاقية‭ ‬لدى‭ ‬البعض‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬محور‭ ‬حديثنا‭ ‬واهتمامنا‭.. ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬خطبة‭ ‬الجمعة‭ ‬وعظة‭ ‬الأحد‭.. ‬فهناك‭ ‬أمور‭ ‬عاجلة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نركز‭ ‬فى‭ ‬الحديث‭ ‬عنها‭ ‬بوضوح‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬دينى‭ ‬وأخلاقى‭.. ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬ينفى‭ ‬التعامل‭ ‬الرادع‭ ‬والحاسم‭.. ‬ونشاط‭ ‬الأجهزة‭ ‬الرقابية‭.. ‬وزيادة‭ ‬قدرات‭ ‬منافذ‭ ‬الدولة‭.. ‬الثابتة‭ ‬والمتحركة‭ ‬لتوفير‭ ‬احتياجات‭ ‬المواطنين‭.. ‬بأسعار‭ ‬معقولة‭ ‬ومناسبة‭ ‬ولا‭ ‬نترك‭ ‬الأمور‭ ‬لتجار‭ ‬الأزمات‭ ‬وسماسرة‭ ‬الحروب‭.. ‬لزيادة‭ ‬معاناة‭ ‬الناس‭ ‬التى‭ ‬تدرك‭ ‬من‭ ‬أين‭ ‬جاءت‭ ‬الأزمة‭.. ‬نحاول‭ ‬قدر‭ ‬جهدنا‭.. ‬ضبط‭ ‬الأسواق‭.. ‬وزيادة‭ ‬المعروض‭ ‬فى‭ ‬منافذ‭ ‬الدولة‭ ‬الثابتة‭.. ‬وتحقيق‭ ‬كثافة‭ ‬وانتشار‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت‭ ‬للمنافذ‭ ‬المتحركة‭ ‬ويجب‭ ‬ألا‭ ‬تبالغ‭ ‬فى‭ ‬الأسعار‭ ‬وألا‭ ‬تنساق‭ ‬خلف‭ ‬تجار‭ ‬الجملة‭ ‬والتجزئة‭.. ‬وتقليص‭ ‬حلقات‭ ‬توزيع‭ ‬السلع‭ ‬لتأتى‭ ‬من‭ ‬المنبع‭ ‬إلى‭ ‬المنفذ‭ ‬حتى‭ ‬تستطيع‭ ‬تقليل‭ ‬الأسعار‭ ‬وتخفيضها‭ ‬إلى‭ ‬السعر‭ ‬المعقول‭ ‬والذى‭ ‬يحقق‭ ‬هامش‭ ‬ربح‭ ‬منطقياً‭.. ‬ومحاسبة‭ ‬الحاصلين‭ ‬على‭ ‬تراخيص‭ ‬من‭ ‬منافذ‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬ومراجعة‭ ‬الأسعار‭ ‬التى‭ ‬يبيعون‭ ‬بها‭ ‬فالحل‭ ‬الأمثل‭ ‬ليس‭ ‬فرض‭ ‬أسعار‭ ‬بعينها‭ ‬ولكن‭ ‬إيصال‭ ‬كميات‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية‭ ‬الهائلة‭ ‬التى‭ ‬تدفع‭ ‬فيها‭ ‬الدولة‭ ‬مليارات‭ ‬إلى‭ ‬منافذها‭ ‬لتحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬وضبط‭ ‬الأسعار‭.‬
المواطن‭ ‬أيضاً‭ ‬فى‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬من‭ ‬يتحدث‭ ‬معه‭.. ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬عملية‭ ‬الفهم‭ ‬وبث‭ ‬الطمأنينة‭.. ‬فالناس‭ ‬الآن‭ ‬تتحدث‭ ‬إلى‭ ‬نفسها‭ ‬ولا‭ ‬تجد‭ ‬مسئولاً‭ ‬يتحدث‭ ‬معها‭.. ‬لذلك‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬تكوين‭ ‬خلية‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬مستوى‭ ‬لتحقيق‭ ‬التواصل‭ ‬والوعى‭.. ‬وضبط‭ ‬الأسواق‭.. ‬والضرب‭ ‬بيد‭ ‬من‭ ‬حديد‭.. ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬الجشع‭.. ‬وطرح‭ ‬الأفكار‭ ‬والرؤى‭ ‬خاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتفعيل‭ ‬منظومة‭ ‬منافذ‭ ‬الدولة‭ ‬الثابتة‭ ‬والمتحركة‭ ‬وتقليل‭ ‬حلقات‭ ‬وصول‭ ‬السلع‭ ‬إليها‭ ‬وعدم‭ ‬الانسياق‭ ‬وراء‭ ‬تجار‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭.. ‬لأن‭ ‬البعض‭ ‬لا‭ ‬يهمهم‭ ‬سوى‭ ‬تحقيق‭ ‬أكبر‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬المكاسب‭ ‬والمال‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬معاناة‭ ‬المواطنين‭.. ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬تحرك‭ ‬جميع‭ ‬المؤسسات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬سواء‭ ‬التوعوية‭.. ‬أو‭ ‬الدينية‭.. ‬فلا‭ ‬يعقل‭ ‬ولا‭ ‬يتصور‭ ‬بشر‭.. ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬الرئيس‭ ‬بكل‭ ‬الأدوار‭.. ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭ ‬ويتابع‭ ‬أولاً‭ ‬بأول‭.. ‬ويتحدث‭ ‬مع‭ ‬الناس‭ ‬لذلك‭ ‬على‭ ‬باقى‭ ‬المسئولين‭ ‬التخلى‭ ‬عن‭ ‬التردد‭.. ‬والخوف‭.. ‬وهواجس‭ ‬لا‭ ‬أساس‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬الصحة‭.. ‬ويتحدث‭ ‬بشكل‭ ‬عقلانى‭ ‬ومنطقى‭ ‬وواقعى‭ ‬مع‭ ‬الناس‭.. ‬وأيضاً‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬تشكيل‭ ‬خلية‭ ‬عمل‭ ‬رقابية‭.. ‬تقوم‭ ‬بضبط‭ ‬الأسواق‭ ‬ومحاصرة‭ ‬الجشع‭ ‬والاحتكار‭.. ‬فنحن‭ ‬أمام‭ ‬حرب‭ ‬تستهدف‭ ‬مصر‭.. ‬الجميع‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يؤدى‭ ‬دوره‭ ‬بجهد‭ ‬استثنائى‭ ‬مثل‭ ‬المقاتل‭ ‬على‭ ‬الجبهة‭ ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬طعم‭ ‬النوم‭ ‬فى‭ ‬حال‭ ‬الاشتباك‭ ‬مع‭ ‬العدو‭.. ‬طالما‭ ‬أن‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬أعلنت‭ ‬عن‭ ‬نواياها‭ ‬ومخططاتها‭ ‬وأهدافها‭ ‬فى‭ ‬حصارنا‭ ‬والتضييق‭ ‬علينا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬نتخلى‭ ‬عن‭ ‬ثوابتنا‭ ‬الشريفة‭ ‬وهذا‭ ‬لن‭ ‬يحدث‭.. ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نقوم‭ ‬بدورنا‭ ‬جميعاً‭ ‬حكومة‭ ‬ومواطنين‭.. ‬نخبة‭ ‬وطنية‭.. ‬وأجهزة‭ ‬رقابية‭.‬
تحيا مصر

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية