تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
السيسى .. الطريق إلى الإصلاح والبناء
إنها عملية ارتكزت على مقاربة شاملة تشمل بناء الحجر والبشر.. وتراهن على بناء الإنسان ليصنع المستقبل الواعد..
السيسى .. الطريق إلى الإصلاح والبناء (22)
يظل الهدف الرئيسى والأساسى لأكبر عملية إصلاح وبناء فى تاريخ مصر يقودها الرئيس عبدالفتاح السيسى.. هو بناء دولة قوية تمتلك القدرة الشاملة والمؤثرة.. أيضاً قادرة على حماية أمنها القومى.. واستقراره بالمفهوم الشامل تستطيع أن تحقق آمال وتطلعات شعبها فى حاضرُ مزدهر ومستقبل واعد.. تتحول من حالة شبه وأشلاء الدولة إلى دولة حقيقية تمثل الجزء الرئيسى فى المعادلة الإقليمية.. وجزءاً لا غنى عنه فى المعادلة الدولية.. تتبنى الانفتاح على الجميع.. عقيدتها الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة دون السماح لأى قوة بالتدخل فى شئونها الداخلية.. وأيضاً ترسيخ مبدأ السيادة والدولة الوطنية.. وخصوصية كل دولة وظروفها.. وثوابتها وثقافاتها وحضارتها.
فى الحلقات السابقة عرضنا أسباباً حقيقية لتحويل مصر من حالة الركود والانغلاق والأزمات والتحديات وغياب الرؤية وضعف إرادة البناء من أجل المستقبل.. إلى حالة الحراك التنموى غير المسبوق والاشتباك مع التحديات والأزمات ومعالجة أخطاء وقصور الماضي.. ولم تكن الأمور سهلة على الاطلاق حتى تصل لمرحلة صناعة الأمل.. وتحقيق إنجازات ونجاحات فى كافة المجالات والقطاعات لكنها احتاجت رؤية وعزماً وإرادة صلبة على التنفيذ مع ايجاد الحلول والبدائل وكيفية الخروج من نفق الاشكاليات والمعوقات والعقبات من خلال أفكار خلاقة.. أوجدت حلولاً استثنائية.. فمن الأمور التى ترى فيها مظاهر الإعجاز فى الحالة المصرية ان صانع القرار تصدى بشجاعة ورؤية وحلول وأفكار من خارج الصندوق لحالة سابقة من العجز والاستسلام أمام تلال من الأزمات والتحديات.. فالرئيس السيسى قائد عظيم.. يمتلك الرؤى والحلول ولا يعرف الاستسلام لذلك نجح باقتدار وبما فاق التوقعات فى الوصول إلى معجزة التجربة المصرية الملهمة فى الإصلاح والبناء.. التى مضت فى طريق النجاح بالتفاف وثقة واطمئنان شعبى لقيادة استثنائية.. لم يعهد منها الشعب إلا المواقف المضيئة والشجاعة من الانقاذ إلى الإنجاز تلك هى شرعية قائد عظيم اختارته الجماهير عن إيمان وقناعة.. فكان عند حسن ظن الوطن والمواطن.. وقاد أكبر عملية تغيير حقيقى للأفضل فى وضعية دولة كادت تنهار وفى حياة شعب لطالما تطلع إلى الحياة الكريمة فوجدها فى عهد هذا القائد.
الحقيقة ان هناك جهداً لابد ان يبذل فى التوثيق والتأريخ لما تحقق وسوف يتحقق فى عهد الرئيس السيسي.. لأنه يمثل مرحلة ونقطة فارقة فى تاريخ هذا الوطن.. وكيف نجح هذا القائد العظيم فى تغيير حالة مصر من الضعف والاستكانة وغياب الطموح والأمل إلى حالة القوة والقدرة والإصلاح والبناء والتوهج والفرص والمستقبل الواعد.
هذا الجهد لابد ان يكون استثنائياً مدعوماً بكافة التفاصيل والأرقام والبيانات والتحديات التى تتعلق بحالة مصر قبل الرئيس السيسى والأرقام والبيانات والنجاحات والإنجازات والمشروعات العملاقة والصعود إلى المقدمة فى عهد هذا القائد العظيم إيماناً بأنه أعطى لهذا الوطن.. وصنع له أمجاداً وانقاذاً وإنجازاً لذلك لابد أن يتوقف عنده التاريخ ويأخذ حقه المستحق كقائد عظيم واستثنائى ولخلق مساحات خلاقة لبناء الوعى الحقيقى ويكون رصيداً زاخراً لتجارب هذا الوطن العظيم فى الإصلاح والبناء وكيفية بناء الأوطان وتقدمها.
من أهم ما تميزت به أعظم تجربة للإصلاح والبناء فى عهد الرئيس السيسى أنها عملت على بناء الحجر والبشر فى تزامن عبقري.. فمن المهم إصلاح العقول التى امتلأت خلال العقود الماضية بالوعى المزيف والأفكار الضالة مثل التطرف والتشدد والتعصب والحديث بدون علم وعدم الإلمام بالتفاصيل والحقائق ولا أبالغ إذا قلت انه كان هناك ضعف لدى البعض فى الولاء والانتماء وهو ما تجلى فى أحداث يناير 2011 فى استهداف مباشر لمؤسسات الدولة الوطنية المصرية بالأذى والإضرار وهو ما لا يعرفه المصريون.
الحقيقة ان الإصلاح والبناء المادى وهو ما تحقق فى جميع المجالات والقطاعات كان لابد ان يتواكب معه إصلاح من نوع آخر هو إصلاح فكرى وعقلى وتوعوى وعمل دءوب على رفع الروح المعنوية والوطنية وامتلاك أعلى درجات الطموح والاحتشاد للعمل والإنجاز والصبر والتضحيات ولعل ما أقدم عليه الرئيس السيسى فى مستهل رئاسته لمصر.. باطلاق مشروع قومى عظيم يصطف حوله المصريون وهو حفر قناة السويس الجديدة والدعوة للاكتتاب الوطنى رغم ان الدولة كانت قادرة على تحمل تكلفة وميزانية هذا المشروع العملاق الذى أحدث الفارق فى أهمية قناة السويس وتعظيم إيراداتها للدخل القومى لكن الرئيس استهدف جمع المصريين على قلب رجل واحد وهو ما تحقق بالفعل.. رغم الحملات الضارية من الأكاذيب والشائعات والتشكيك الذى استهدف هذا المشروع العظيم.
كان الهدف هو توحيد الجهود والقلوب وإدراك المصريين لمتطلبات النهوض بالوطن.. وهذا ما أعلنه الرئيس السيسى أيضاً فى خطاب الترشح للرئاسة بناء على إرادة جماهيرية عظيمة وانه شرح وشخص واستعرض التحديات والأزمات التى تواجه الدولة المصرية وأيضاً وضع الحلول للخروج من نفق هذه الأزمات وأوجزها فى العمل والصبر والتضحيات.. وأن الرئيس وحده لن يستطيع ان يفعل كل شيء.. لكن الشعب العظيم يستطيع ان يصنع المعجزات ويعبر كافة التحديات مهما بلغت وبذلك يكون هناك أمل وضوء كبير فى نهاية النفق وهو ما تحقق بالفعل على أرض الواقع.
قضية بناء الحجر والبشر معاً.. فكر خلاق وملهم خاصة وان العقول كانت فى أشد الحاجة إلى إصلاح ووعى حقيقى لمساندة ودعم أكبر عملية بناء وتنمية وتقدم فى تاريخ مصر.. لذلك حرص الرئيس السيسى دائماً على الحديث إلى المصريين بمنتهى الشفافية والمصارحة واطلاعهم على كافة التحديات والتطورات والإنجازات ودعوتهم دائماً للتعرف على ما ينفذ على أرض الواقع والاطمئنان الدائم على مستوياتهم المعيشية وظروفهم الحياتية والعمل على تحسينها فى مجابهة الأزمات العالمية والإرادة القوية لتوفير الحياة الكريمة لهم.. فلم تكن مؤتمرات الشباب وأحاديث الرئيس معهم والدعوة لكل من يعلم وصاحب خبرة وتخصيص للحديث فقط فى قضايا الشأن العام.. وإنهاء عقود الفوضى لحديث غير المتخصصين فى هذه القضايا وهو الأمر شكل وعياً مزيفاً أدى إلى فوضى عارمة واحتقان ملتهب.
الإصلاح والبناء من أجل بناء ووعى حقيقى كان هدفاً متوازياً مع البناء لأن الإيمان الرئاسى بقدرة المصريين على تحقيق المعجزات كان أكبر من أى تصور.. لذلك عمل على استعادة إرادتهم.. وصنع الأمل لهم.. وحشد قوتهم فى مواجهة ظروف معقدة وقاسية.. والحقيقة ان هذا الفكر والرؤى التى استهدفت استنهاض طاقة المصريين هى من كانت كما يقول الرئيس وراء صناعة هذه التجربة الملهمة.. لذلك دائماً يؤكد الرئيس السيسى ان الشعب المصرى هو البطل الحقيقى لما تحقق.. لكن هناك من هيأ وأعد وجهز الإنسان المصرى لاستعادة دوره وقوته فى تحويل الأزمات إلى إنجازات والاحباط إلى أمل كبير.
الحقيقة أيضاً ان المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» عملت على هذا الوتر فى رغبة رئاسية صادقة لبناء الإنسان لذلك اطلقت مشروع تطوير وتنمية الريف المصرى الذى يراهن على بناء وتأهيل الإنسان المصرى بعد عقود المعاناة والأزمات التى لاقاها على مدار 50 عاماً.. وأيضاً تحدث الرئيس عن أهمية استعادة دور القرية المصرية وتغييرها من حالة الاعتماد على المدن والدولة فى توفير احتياجاتها إلى حالة ان تكون القرية هى المنتجة والمصدر الرئيسى لاحتياجات ومستلزمات الحضر من السلع والمواد الغذائية فالقرية المصرية تعرضت لحالة انهيار وغياب دورها خلال العقود الماضية بعد التهميش والتجاهل وغياب رؤية البناء عنها.. فقد كانت على مدار التاريخ هى مصدر الخير للألبان واللحوم والبيض والعسل فكانت تعتمد كل قرية على ما توفره من داخل منازلها فى تربية الثروة الحيوانية والداجنة والألبان.. لكنها باتت تعتمد على المدن والدولة توفر احتياجاتها من العيش واللحوم والأجبان والدواجن.
لذلك الرئيس السيسى فى اهتمامه بالقرية المصرية وإعادتها إلى الإنتاج هو يستهدف تحقيق مجموعة من الأهداف الإستراتيجية هي:
أولاً: توفير الحياة الكريمة لأهالى الريف وتلبية كافة الخدمات التعليمية والصحية والرياضية والثقافية بما يضمن ويحقق إعداد وتأهيل قرية جديدة واعدة تواكب حالة التطور والتقدم العالمي.. وأيضاً تستطيع أن تؤدى دورها وتمثل قيمة مضافة لنهج الجمهورية الجديدة.
ثانياً: استعادة دور القرية المصرية المنتجة فى الاقتصاد الوطنى خاصة الأمن الغذائى من خلال مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر أقل أهدافها تحقيق الاكتفاءالذاتى للأسرة الواحدة من اللحوم والدواجن ومنتجات الألبان والبيض والخبز وأقصى أهدافها تصدير الفائض إلى الأسواق والمدن وهو ما يخفف العبء عن مؤسسات الدولة المنوطة بتوفير احتياجات المواطن فى القرى وتمثل ما يعادل 60٪ من تعداد السكان فى مصر وأطالب هنا بوضع رؤية شاملة مرتكزة على الإرادة لاستعادة دور القرية المنتجة والتى تشارك اجمالاً فى الاقتصاد القومى ومنظومة الأمن الغذائى وتعظم من دور المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر ولا أبالغ إذا طالبت بضرورة ان يكون ذلك إلزاماً من الأسر فى القرى المصرية وبدعم من الدولة.
ثالثاً: ان توفير الحياة الكريمة لأهالينا فى قرى الريف المصرى وتوفير الخدمات التعليمية والصحية والرياضية والثقافية والخدمية وايجاد فرص العمل يحول بين الشباب والأفكار الهدامة والمتطرفة والمتشددة ويخلق أجيالاً تتمتع بأعلى معايير الاستنارة.. لذلك فإن رؤية الرئيس السيسى فى الإصلاح والبناء هى رؤية عميقة وشاملة تحقق أهدافاً كثيرة.
رابعاً: ان تطوير وتنمية قرى الريف المصرى له جدوى اقتصادية شديدة الأهمية من خلال توفير تكلفة السفر والذهاب بعيداً لقضاء الخدمات والاحتياجات مثل التعليم و الصحة والخدمات الحكومية.. فإذا ما تواجدت فى القرى هذه الخدمات فإن معدلات استهلاك الوقود سوف تنخفض بشكل كبير.. وأيضاً الحصول على فرص عمل داخل المحافظات والقرى يخفف من الزحام والتكدس فى المدن والعواصم الكبرى وضمان ان مستوى الانفتاح والتعليم والثقافة وبناء الإنسان يتساوى فى المدن والحضر والريف وهو ما يعكس العدالة الجغرافية للبناء والتنمية.. لذلك انه إصلاح جاء بمقاربة شاملة تنقل مصر إلى آفاق ومرحلة جديدة وتراهن على بناء الإنسان المصرى والعطاء المنتظر منه بعد الإصلاح والبناء.
تحيا مصر
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية