تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
الدبلوماسية الرئاسية.. وقوة الدور المصرى
تجديد الخطاب المصرى.. فى السياسات والعلاقات الدولية والخارجية إنجاز عظيم يؤكد استعادة دور وثقل ومكانة الدولة المصرية.. على الصعيدين الإقليمى والدولى، فأصبحت الرقم الأهم والأكبر فى المعادلة الإقليمية.. والحقيقة أن قوة الخارج انطلقت من قوة الداخل سواء بالنجاحات التى تحققت.. أو حالة الاصطفاف خلف القيادة التى ترسخت.. كل ذلك أدى إلى تغيير حقيقى. حكمة.. وتوازن.. واحترام متبادل.. وندية وشموخ.. وشراكات إستراتيجية
الدبلوماسية الرئاسية.. وقوة الدور المصرى "4"
أسباب كثيرة وراء عودة مصر لدورها وثقلها ومكانتها الإقليمية والدولية، فلم تأت صدفة أو من فراغ ولكن نتاج عمل خلاق، وجهود متواصلة، تأتى فى إطار تجديد الخطاب المصرى فى الداخل والخارج، والسبب الحقيقى وراء تنامى الدور والثقل المصرى فى الشرق الأوسط إلى سدة القيادة والريادة يعود بالدرجة الأولى إلى قوة الداخل بعد نجاح كبير للإصلاح والبناء والتنمية.. وأن قوة الداخل والخارج وراءها بالفعل قائد عظيم، نجح فى تنفيذ رؤيته بإرادة قوية بعد عقود من التراجع وغياب الدور المتوهج.
الحقيقة أن قوة الداخل، والنجاحات والإنجازات التى تحققت واصطفاف الشعب المصرى وراء قيادته السياسية كان له عظيم الأثر بالدفع بمصر إلى استعادة دورها على الصعيدين الإقليمى والدولى وباتت رمانة ميزان وركيزة الأمن والاستقرار فى المنطقة والرقم الأكبر والأهم فى المعادلة الإقليمية وكذلك التأثير والعلاقات الدولية المنفتحة على الجميع دون استثناء فى إطار واضح المعالم والملامح، يرتكز على التوازن والاحترام المتبادل والندية وعدم التدخل فى الشئون الداخلية، وإعلاء التفاوض والتسويات السياسية والسلمية للأزمات الإقليمية والدولية، وتغليب لغة الحوار بين المتصارعين داخلياً أو على مستوى الدولة إيماناً بأن الصراعات والحروب لا تفضى إلى نتيجة بل تؤدى إلى إهدار الوقت الذى يمكن أن يستثمر فى البناء وتحقيق تطلعات الشعوب، وأيضاً يستنزف الثروات والموارد،
ولذلك فإن صوت العقل وتغليب لغة الحوار وبذل الجهود نحو السلام هو الخيار الأمثل بدلاً من النزاعات والتناحر والصراع.
مصر دولة عظيمة ومحورية فى الشرق الأوسط اختارت السلام عن قناعة وقوة، - سلام الأقوياء- وهى من أكثر الدول التزاماً بالقوانين والشرعية الدولية، لا تتدخل فى شئون الآخرين ولا تعتدى ولا تهاجم أى دولة أخرى، ولا تهدد أحداً، ولكنها لا تتهاون أو تفرط فى حماية أمنها القومى وحقوقها المشروعة ومصالحها العليا، أو المساس بحدودها وسلامة أراضيها، أو تهديد أمنها واستقرارها وهى تتعامل بشرف وصدق مع الجميع، وتحرص على إقامة علاقات تعاون وشراكة استراتيجية مع الجميع، وتربطها علاقات استراتيجية مع القوى الكبرى فى العالم مثل الولايات المتحدة والصين والدول الأوروبية وروسيا والهند، دون انحياز لطرف على حساب آخر، أو علاقة بديلة لعلاقة أخرى وترفض بشكل قاطع الاستقطاب أو التواجد فى معسكر والابتعاد عن آخر، فهى تبحث عن مصالحها وشعبها فى إطار من الاحترام المتبادل، خاصة فيما يتعلق بأمور السيادة واستقلال قرارها الوطنى.
من يقرأ سنوات ما قبل عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى يكتشف أن دور مصر تراجع فى المنطقة، وانغلقت على نفسها، وأهملت علاقاتها بالقارة الافريقية وهو الأمر الذى كان له تداعيات ونتائج سلبية، وباتت مستهدفة فى مصالحها العليا التى ترتبط بأمنها القومى وحالة التراجع والضعف والانشغال بتحديات وأزمات الداخل، جعلت المؤامرات والمخططات تنشط لاستهداف أمنها واستقرارها، ثم جاءت أحداث 25 يناير 2011 لتزيد الطين بلة، وترسخ حالة الانشغال والإنغلاق على النفس، بسبب تحديات وتهديدات الداخل من فوضى وإرهاب وتراجع على كافة المستويات.
مع تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مسئولية حكم مصر بدأت ملامح سياسة خارجية جديدة وعلاقات دولية ذات محددات واضحة أبرزها توضيح المفاهيم الخاطئة وإصلاحها بعد ثورة 30 يونيو العظيمة، ونجحت مصر باقتدار فى ذلك، وباتت علاقاتها مع جميع الدول الكبرى منفتحة وقوية وارتكزت على حكمة الرئيس السيسى وعلاقاته الوطيدة بقادة وزعماء العالم، وما لمسه قادة العالم فى الرئيس السيسى، من حكمة وشموخ ونجاح وذكاء وصدق ومصداقية، وإرادة واضحة لبناء بلاده على أسس تواكب التطور فى العالم واستفادت مصر من علاقاتها القوية مع العالم فى مسيرة البناء والتنمية فى تبادل الخبرات والاستفادة من التجارب المتقدمة حتى أن زيارات الرئيس السيسى للدول الكبرى كانت فرصة للقاء رؤساء كبريات الشركات العالمية، ورجال المال والأعمال للاستفادة من خبراتهم وامكانياتهم وقدراتهم فى تحقيق رؤية مصر للبناء والتنمية وإقامة الدولة العصرية، وهو ما حدث مع الكثير من دول العالم خاصة الدول الأوروبية مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وأيضاً روسيا والمجر والصين والهند.
الرئيس السيسى أخذ على عاتقه استعادة دور مصر فى القارة الافريقية وثقة الأشقاء الأفارقة من جديد، وقد حدث بالفعل وشهدت العلاقات «المصرية - الافريقية» نجاحات كبيرة، خاصة فى ظل النوايا المصرية الصادقة والجهود المكثفة لدعم ومساندة الأشقاء فى القارة السمراء.. وأصبحت مصر تتحدث مع العالم عن قضايا وتحديات القارة الافريقية واحتياجها الشديد إلى التنمية واستغلال ثرواتها ومواردها وفق شراكة عادلة مع الدول الكبرى تحقق المنفعة المتبادلة ولكن بشكل منصف، والبحث عن آليات للتمويل، وفق مبادئ تراعى الظروف والتحديات فى القارة السمراء مع العمل على ترسيخ التكامل بين دولها، وزيادة التبادل التجارى، والتعاون فى مجالات كثيرة وإنشاء منطقة تجارة حرة افريقية، والربط البرى والسكة الحديد بين دولها وهو ما يجسد الاستثمار الأمثل لموارد القارة الطبيعية وثرواتها وهى محط أنظار واهتمام هذا العالم، بالإضافة إلى أن مصر عملت على إيقاف الصراعات والنزاعات وفق تسويات سياسية وسلمية وتغليب لغة الحوار.
أيضاً مصر تولى اهتماماً فريداً، وتقوم بدور عظيم فى العمل العربى المشترك، والتقارب بين دول الأمة العربية وعلاقات مصر فى كافة المجالات بشقيقاتها فى أفضل حال وهناك تعاون وشراكات بين مصر والدول العربية ودول الخليج، وتحظى هذه العلاقات بأهمية وأولوية رئاسية كبيرة، وتدافع مصر عن قضايا أمتها وهى تؤكد دائماً على أهمية تغليب لغة الحوار فى دول الأزمات، والحفاظ على الدولة الوطنية ومؤسساتها ووحدة أراضيها، وأهمية عدم التدخلات الخارجية فى شئونها الداخلية، وخروج كافة القوات الأجنبية، وضرورة إعلاء المصلحة الوطنية لهذه الدول، والجلوس على مائدة التفاوض لحل الأزمات والوصول إلى حالة التوافق بين جميع الفئات والأطياف سواء فى ليبيا أو سوريا أو السودان أو لبنان أو اليمن، وغيرها وتعتبر مصر ما يدور فى هذه الدول الشقيقة شأناً داخلياً
لذلك هناك قواعد ومبادئ وثوابت تحكم تجديد الخطاب المصرى فيما يتعلق بعلاقاتها الدولية والخارجية.
أولاً: الاحترام المتبادل لإرادة الشعوب وأمور السيادة والقرار الوطنى وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدولة، وهذا البند هو ركيزة رؤية مصر لسياساتها الخارجية، حيث تحظى علاقاتها بدول العالم بالتقدير والاحترام وتبادل المصالح المشتركة، واحترام خصوصية كل دولة وطبيعتها، وعدم التدخل فى شئونها وقراراتها.
ثانياً: تتسم سياسات مصر الدولية والخارجية بالحكمة والتوازن، فمصر دولة منفتحة على الجميع، وفى كافة دوائر ومسارات العلاقات المصرية، لا توجد لديها علاقة على حساب أخرى، فعلاقات مصر مع الجميع قوية ترقى إلى درجة ومستوى الشراكة سواء مع الولايات المتحدة، أو الصين أو روسيا أو الدول الأوروبية مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، وكذلك الهند فهى مدعوة لحضور قمة العشرين وأيضاً انضمت لتجمع «البريكس» وهو ما يبرز عبقرية التوازن والحكمة الرئاسية فى علاقات مصر الدولية، كما أنها ترفض بشكل قاطع الاستجابة لمحاولات الاستقطاب، فليست تنحاز لمعسكر على حساب آخر، كما أنها تتمتع بالشموخ واستقلال القرار الوطنى ورفض للإملاءات والضغوط وتتمسك بسياساتها المتوازنة والحقيقة أن هذا الإنجاز الكبير والحالة الفريدة تعود لحكمة الرئيس عبدالفتاح السيسى، وعلاقاته القوية مع قادة العالم، بما فيها من ثقة ومصداقية واحترام لقائد وطنى عظيم، أنقذ بلاده وبنى دولته وحقق آمال شعبه.
ثالثاً: مصر تدرك قيمتها ومكانتها وما لديها من حضارة وقوة وقدرة، وأن التعامل باحترام وتوازن لا يمنع التعامل «بندية».. فمصر لا تعمل إلا لمصالحها العليا، وتحقيق آمال شعبها، وما يتواكب مع سيادتها وأمنها، فالادراك انك قوى وقادر وجدير بالمكانة، هو أبرز أسس التعامل بندية وشموخ والحقيقة أن الرئيس السيسى هو من رسخ وعظم هذا المبدأ، لذلك فإن الدولة المصرية لا تساق، أو تجبر على اتخاذ مواقف وقرارات، ولا تخضع للضغوط والإملاءات، فهى دولة عظيمة.
رابعاً: الاستثمار فى علاقات مصر الدولية والخارجية، هو إضافة لقوة وقدرة الدولة المصرية، وتوظيف حقيقى لصالح أكبر عملية بناء وتنمية شاملة، وتحقيق المشروع الوطنى للتقدم، بل وانجازه بأعلى المعايير والمواصفات العالمية، من هنا حققت مصر بعلاقاتها القوية الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة وامكانياتها التكنولوجية الهائلة واستقدام كبريات الشركات العالمية للعمل فى مصر.
وأيضاً نجاح الدبلوماسية الرئاسية فى عرض الفرص المصرية الكثيرة التى جاءت من تجربة ملهمة فى البناء والتنمية، وأيضاً احداث شراكات عالمية تقوم على المنفعة المتبادلة، وبالتالى فإن التنمية فى مصر كانت ومازالت «زى الكتاب ما بيقول».
خامساً: مصر لم تتسبب يوماً فى اشعال نزاعات أو صراعات بل ان سياساتها هى العمل على إطفاء الحرائق المشتعلة ووأد الصراعات قبل اشتعالها والعمل على تسوية الصراعات والنزاعات بوسائل سلمية وتفاوضية فى إطار تغليب لغة الحوار، وهذه دعوة مصر دائماً، وتأكيدها بأن الحروب والاقتتال لن يحقق أى أهداف سوى مزيد من الخراب والدمار واهدار واستنزاف ثروات وموارد البلاد، لذلك فإن السلام والحوار هو الحل من أجل بلوغ الأهداف وإنهاء النزاعات.
سادساً: العمل على تحقيق العدالة الدولية فى ظل سياسات الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير، والحكم على ما يحدث فى منطقة بنفس الأجواء والاسباب بطريقة مختلفة عما يحدث فى منطقة أخرى وهو ما يعكس حاجة المنظومة الأممية والدولية إلى الاصلاح وهذا ما طالب به الرئيس السيسى فى كلمته بالجمعية العامة للأمم المتحدة.. لذلك فإن مصر دائماً صوتها يصدح بالحق والعدل، وتريد توحيد المعايير وتطبيقها على الجميع دون استثناء لذلك فإن مواقف مصر تتسم بالصدق والنزاهة، والالتزام الكامل بالمواثيق والقوانين الدولية، وهو ما فوت الفرصة أمام المتربصين والمتآمرين.
سابعاً: إن مصر تعمل وفق رؤية وادارة عبقرية تدرك محاولات التوريط والاستدراج لذلك فإن حكمة قيادتها السياسية، وإلمامها بالأهداف الخبيثة، وأيضاً عقيدة الدولة المصرية حالت دون استدراج مصر، وفشلت كل المحاولات، لأن مصر دولة عظيمة، يقودها قائدعظيم لم يغامر بوطنه يوماً، واحتفظ له بالقوة والقدرة والتقدم المستمر وتحقيق الانجازات والنجاحات.
ثامناً: من يقرأ مواقف مصر الشامخة والشريفة وآخرها، موقفها من العدوان الإسرائيلى على غزة ومحاولات تنفيذ المخطط الصهيونى فى تصفية القضية الفلسطينية، وتهجير الفلسطينيين قسرياً ودفعهم للنزوح إلى الحدود المصرية من أجل أوهام التوطين فى سيناء، يدرك تماماً قوة وقدرة مصر وتصديها بحسم وشجاعة وصلابة للمؤامرة، وإطلاق «الخطوط الحمراء» التى لا تستطيع أى قوة تجاوزها أو عبورها، مثلما حدث فى مواجهة تهديدات أخرى مثل «سرت- الجفرة» وما يتعلق بموارد مصر المائية، لذلك مصر أجهضت مشروع الشيطان لتصفية القضية الفلسطينية، والتهجير القسرى، والتوطين على حساب الأراضى المصرية، ورسخت مفهوم حل الدولتين للتسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 عاصمتها القدس الشرقية.
يقيناً نجح الرئيس السيسى فى صناعة الفارق فى بناء قوة وقدرة مصر على الصعيدين الداخلى والخارجى، وفق رؤية ثاقبة، ولم يكن تنامى وتعاظم دور مصر وثقلها على المستويين الإقليمى والدولى ليتحقق لولا قوة الداخل ووقوفها على أرض شديدة الصلابة، وارادة ترتكز على الحكمة والسياسات الرشيدة والانفتاح على جميع دول العالم فى إطار من الاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية وتبادل المصالح والمنافع والتعاون والشراكات الاستراتيجية بعد عقود من التراجع، والعودة إلى الخلف، وافتقاد الدور المصرى فى مواقع ومناطق عديدة..
عادت مصر لتقود بما لديها من دور وثقل ومكانة إقليمية ودولية وهى مفتاح الأمن والاستقرار والسلام فى الشرق الأوسط بفضل رؤية الرئيس السيسى، وارادته، وأيضاً أسباب القوة والقدرة المصرية، بعد نجاح أكبر تجربة للبناء والتنمية، لذلك امتلكت مصر رصيداً دولياً غير محدود، يقوم على علاقات التعاون والصداقة والشراكة بل ونجحت فى احياء علاقات قديمة لها تاريخ بعيد وزار الرئيس السيسى دولاً لم يزرها من قبل أى رئيس مصرى.. لذلك كانت ومازالت انجازاته ونجاحاته فى الداخل والخارج، هى من صنعت قوة وقدرة مصر، ومواقفها الثابتة وخطوطها الحمراء.
تحيا مصر
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية