تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
الدبلوماسية الرئاسية .. وإدارة الأزمة الراهنة
اتصالات دولية بالقيادة السياسية لم تنقطع.. مبادئ وثوابت راسخة.. وفق رؤية شاملة.. بناء رأى عام إقليمى ودولى يتحدث الآن عن حتمية إيصال المساعدات الإنسانية والعمل على احتواء التصعيد ودعم مسار التهدئة.. وتحذيرات مدوية من محاولات تصفية القضية الفلسطينية.. وان الأمن القومى المصرى خط أحمر.. ووعى محلى حقيقى واصطفاف وطنى حول قائد عظيم.. كل ذلك حقق هدف إجهاض «مخطط الشيطان» وإفشال المؤامرة التى استهدفت محاولات إحياء مشروعات صهيونية
موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية فى الماضى والحاضر.. لا يحتاج شرحاً أو توضيحاً أو تفسيراً.. فقد بذلت الغالى والنفيس قدمت الأرواح والدماء من أجل نصرة الحق الفلسطيني.. ولعل الموقف الشريف والأداء المشرف الذى يدعونا إلى الفخر تجاه ما يتعرض له الأشقاء الفلسطينيون فى قطاع غزة ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان مصر لم ولن تفرط فى ثوابتها.. وكونها الراعى التاريخى للقضية الفلسطينية.
الحقيقة ان موقف القيادة السياسية المصرية اتسق مع الشموخ المصري.. وعبر عن قوة وقدرة الدولة المصرية.. ودورها ومكانتها وثقلها وأنها تقف على أرض شديدة الصلابة.. لا تخشى فى الحق أى قوة على الأرض.. وان انحيازها ودعمها اللامحدود للحق الفلسطينى المشروع هو عقيدة وليس قراراً طارئاً.
الحقيقة ان مصر نجحت من خلال جهود الدبلوماسية الرئاسية الخلاقة.. ووضع العالم أمام مسئولياته تجاه ما يحدث فى قطاع غزة من عنف متصاعد وتبنى إسرائيل سياسات العقاب الجماعي.. من حصار وتجويع وتهجير وقتل ومعاناة للمدنيين الأبرياء والأطفال والنساء.. وتمكنت مصر من صياغة رأى عام فى المجتمع الدولى والحشد الإقليمى بأن الأولوية لحماية المدنيين وادخال وايصال المساعدات الإنسانية والإغاثية وأهمية وحتمية ايقاف آلة القتل الإسرائيلية للأبرياء فى غزة.
الحقيقة أيضاً ان موقف مصر الثابت لم يتزحزح على الإطلاق ولم يتغير.. فعلى مدار السنوات الماضية.. طالب الرئيس عبدالفتاح السيسى بضرورة ايجاد حل وتسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.. ولم تتخل يوماً مصر عن ثوابتها وعلى الدوام تتواصل مع الشركاء الإقليميين والدوليين من أجل استئناف مسار المفاوضات من أجل الوصول إلى سلام دائم وشامل وعادل وتطالب بالحقوق الفلسطينية المشروعة فى كافة المحافل الدولية والأممية وفى اللقاءات الثنائية ولطالما حذرت من تفاقم الأوضاع وغياب الأفق السياسى للحل.. واستمرار الضغط على الشعب الفلسطينى ومعاناته.. جراء سياسات الاحتلال البربرية والوحشية والتوسع فى الاستيطان وانتهاك المقدسات والتمادى فى سياسات الاعتقال وقتل الأطفال والنساء وضرب بعرض الحائط القوانين والمواثيق والمبادئ الدولية.. وغياب تام لقواعد القانون الدولى الإنسانى وعدم قيام قوات الاحتلال كقوة محتلة بواجباتها والتزاماتها التى يقرها القانون لذلك وقع هذا الانفجار المدوى الذى ينذر باشعال المنطقة.. ولطالما لعبت مصر دوراً محورياً وأساسياً فى اطفاء حرائق مشتعلة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى من خلال وساطات أدت إلى التهدئة ووقف إطلاق النار.. لكن تعاود إسرائيل وحكوماتها المتطرفة اليمينية فى إشعال الحريق من جديد بانتهاكات وممارسات صارخة.
أيضاً مصر سعت لإنهاء الانقسام الفلسطينى وإعادة ترتيب البيت الفلسطينى وتوحيد الكلمة والجهود والاصطفاف بحثاً عن الحقوق الفلسطينية المشروعة.. بدلاً من حالة الفرقة بين الفصائل الفلسطينية التى لا تحقق مصالح قضيتهم.. ناهيك عن الدعم المستمر من جانب مصر لدعم تحسين جودة الحياة بقطاع غزة وإمدادها بالكهرباء بالإضافة إلى تخصيص 500 مليون دولار لإعادة الإعمار.. والحقيقة ان الأشقاء فى فلسطين لديهم تقدير عميق للرئيس السيسى على ما يقدمه للأشقاء من دعم ومساندة وسعى لتوحيد الصف الفلسطينى والدفاع عن حقوق الأشقاء المشروعة.
بدا الموقف المصرى ساطعاً ومتألقاً وشريفاً فى الأحداث والتصعيد الأخير الذى انطلق بعملية "طوفان الأقصي" التى نفذتها الكتائب الفلسطينية ثم العملية الإسرائيلية "السيوف الحديدية" التى فاقت وتجاوزت كل الأعراف والقوانين الإنسانية وأسرفت فى القتل والتدمير والخراب وقطع المياه والكهرباء والخراب إلى حد وصل إلى الإبادة الجماعية.. وتجاوزت مبدأ حق الدفاع عن النفس إلى عقاب جماعى لأهالى قطاع غزة وسكانها الذين يبلغ تعدادهم 2.3 مليون شخص وصل الأمر إلى الحصار والتجويع والتهجير.. فى مخطط مشبوه ومؤامرة واضحة من خلال الضغط بكل أشكال البربرية والوحشية على أهالى قطاع غزة واطلاق دعوات إسرائيلية وغربية للفلسطينيين فى الاتجاه إلى الحدود المصرية وبالتالى تحقيق مخطط الشيطان الصهيونى البائس لتوطين الفلسطينيين فى سيناء وهو ما فضحته مصر وتصدت له بحسم.. بالتأكيد ان محالاوت تهجير الفلسطينيين واخلاء قطاع غزة هو تصفية وقتل للقضية الفلسطينية وطمس لحقوق الفلسطينيين المشروعة على حساب الأمن القومى المصرى وبما يحقق هدف إسرائيل الكبرى وهو بداية الطريق لتحقيق حلم الشيطان.
القارئ لتفاصيل ومضمون ومحتوى الموقف المصرى العظيم والمشرف والشامخ فى التعامل مع التصعيد العسكرى الإسرائيلى فى قطاع غزة وممارسة الوحشية والبربرية من قبل قوات الاحتلال أو حول ما حدث بين الجانبين منذ السابع من أكتوبر الجارى يصل إلى محددات ومبادئ وثوابت الموقف المصرى العظيم الذى حول دفة المؤامرة وأبطلها بقوة وقدرة وحسم وهو الأمر الذى انتبه له شرفاء العالم
.. والمواطن المصرى الواعى بما يحاك لوطنه.. وقضية العرب المحورية القضية الفلسطينية.. لذلك شعر المواطن المصرى والشعوب العربية بقوة وعظمة موقف مصر وقيادتها السياسية وهو ما أكد ان مصر أبداً لن تتخلى عن القضايا العربية.. أو عن ثوابتها وان خيارها الإستراتيجى للسلام لا يتعارض أبداً مع انحيازها لقضايا أمتها العربية فهى فى صدارة وطليعة الدفاع عن الحق العربى والقضية الفلسطينية قولاً وفعلاً فى الماضى والحاضر.
لذلك أستطيع القول ان مصر ودبلوماسيتها الرئاسية والاتصالات المكثفة من قادة العالم والشركاء الدوليين والإقليميين بالرئيس السيسى تجسد أهمية وقدر ومكانة ودور مصر وتمسكها بثوابتها وموقفها الشريف الذى لم ولن يتزحزح وانها قلبت الطاولة فى وجه المتآمرين والواهمين فى محاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب أطراف أخري.. وافشال مخطط التوطين على حساب الأمن القومى المصرى حيث حددت القيادة السياسية المصرية "خط أحمر جديد" ، وأعلنت بوضوح وحسم وقوة وقدرة ان الأمن القومى المصرى "خط أحمر" لا تفريط أو تهاون فى حمايته وان مخطط الشيطان الصهيونى فى محاولة توطين الفلسطينيين فى سيناء لتصفية القضية الفلسطينية وعلى حساب أمن مصر القومى لم ولن يتحقق.. لأن مصر عظيمة وشريفة ولديها قيادة وطنية لا تقبل المساس بحبة رمل واحدة.
أستطيع ان أضع مجموعة النقاط المضيئة التى تدعونا كمصريين وكعرب بالفخر بكبيرة العرب وأم الدنيا.. الحصن والسند للأمة العربية.. المقاتل والمدافع عن قضاياها وحقوقها المشروعة كالآتى:
أولاً: لا سبيل لترسيخ الأمن والاستقرار فى المنطقة واحلال السلام إلا بتسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وفقاً وطبقاً لمرجعيات الشرعية الدولية.. ولابد من العودة لطاولة المفاوضات.. واستئناف واحياء عملية السلام.. وايقاف الآلة الإسرائيلية للقتل والبطش وانتهاك القوانين الدولية والإنسانية.
ثانياً: ان ما حدث من تصعيد عسكرى بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى ناتج بالدرجة الأولى لتفاقم المعاناة الفلسطينية جراء ممارسات الاحتلال وغياب الأفق السياسى للحل ووصوله إلى حالة الانسداد والتعنت والضرب بالقوانين الدولية والمرجعيات الخاصة بالشرعية الدولية عرض الحائط.
ثالثاً : مصر أعلنت منذ اللحظة الأولى لاندلاع الاحداث وانطلاق آلة العنف الإسرائيلى وفى إدراك حقيقى لمخطط الشيطان انها لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية من خلال اجبار سكان قطاع غزة على النزوح وسياسات التجويع والتهجير ولن تسمح فى ذات الوقت بالمساس بالأمن القومى المصرى فهو خط أحمر لا تهاون ولا تفريط فى حمايته.
رابعاً: مصر لم تعبأ بمحاولات استعراض القوة فى محيطها ولم تخضع لإملاءات أو ابتزاز ولن تقبل المساس بأمنها القومى أو أراضيها أو المساس بحقوق الشعب الفلسطينى المشروعة أو تصفية قضيتهم.. وانها قادرة على حماية هذه الأهداف بكافة السبل والوسائل.. وان على المجتمع الدولى ان يتحمل مسئولياته فى ايقاف التصعيد العسكرى والقتل والعنف والحذر من توسيع دائرة النزاع والصراع ودخول أطراف أخرى بما ينبئ بأكل الأخضر واليابس وان الجميع خاسرون وهى رسائل قوية ومدوية لكل من يهمه الأمر.
خامساً: مصر كانت ومازالت لا تعرف المواربة أو الخوف.. ولكن تقول أمام العالم وتعلن عن ثوابتها ومطالبها ولعل ما قاله الرئيس السيسى على الهواء مباشرة فى سابقة استثنائية يكشف عظمة القيادة المصرية خلال استقباله أنتونى بلينكن وتأكيده بأن رد الفعل الإسرائيلى تجاوز مبدأ حق الدفاع عن النفس وتحول إلى عقاب جماعى لقطاع غزة وان تراكم حالات الغضب والكراهية على مدار 40 عاماً وانه ليس هناك أفق سياسى لحل القضية الفلسطينية.. وان مصر والعرب والعالم الإسلامى لم يعرف اضطهاد اليهود أو قمعهم بل انهم تعرضوا لذلك فى أوروبا وإنه من المهم خفض حالة التوتر وادخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
مصر أكدت جدارتها بقيادة المنطقة وتعويل العالم عليها فى ترسيخ الأمن والاستقرار واحلال السلام.. ولعل ذلك بدا واضحاً فى حجم اتصالات هاتفية غير مسبوقة للرئيس السيسى من قادة العالم رؤساء روسيا والولايات المتحدة وفرنسا والقادة العرب ورؤساء وزراء بريطانيا وإيطاليا وكندا و المستشار الألمانى والنمساوى والرئيس البرازيلى واعتقد ان معظم وأغلبية زعماء أو قادة العالم هاتفوا الرئيس السيسى لأنهم يدركون ان مصر مفتاح الحل.. وان لديها الرؤية العادلة والتصور الكامل لأسباب ما حدث وبالتالى ركائز أمن واستقرار الشرق الأوسط وبالتالى أمن واستقرار العالم.. قبل أن تتسع دائرة النزاع والصراع ودخول أطراف أخري.
سادساً: ان مصر هدفها احتواء الموقف ومنع توسعة رقعة النزاع والعنف والصراع بما يهدد أمن واستقرار المنطقة لذلك يجب تغليب صوت العقل والحكمة ومسار دعم التهدئة واستعادة الاستقرار.
سابعاً: الأولوية المصرية تكمن فى حماية المدنيين ومنع استهدافهم.. ودخول المساعدات الانسانية والاغاثية وضرورة توفير النفاذ الآمن للمساعدات الانسانية والاغاثية بصورة عاجلة وانه لا عبور من معبر رفح لجميع الجنسيات الأجنبية إلا بدخول المساعدات والقوافل الإنسانية والاغاثية لنجدة الفلسطينيين فى قطاع غزة وتخفيف معاناتهم.. بسبب خطورة الأوضاع فى القطاع وهو الأمر الذى جسد قوة الشموخ المصرى ونال احترام شعوب الأمة العربية التى تعول على مصر العظيمة فى حماية مقدرات وحقوق الأمة العربية.
ثامناً: ان توافد طائرات المساعدات الدولية على مطار العريش يجسد رسالة مهمة للغاية ان سيناء فى أعلى درجات الأمن والاستقرار وانها مصدر الخير والإنسانية وأيضاً استعداد مصر لاستقبال المزيد من المساعدات الإنسانية والإغاثية الدولية من ميناء العريش.. هو رسالة لنجاح مسار البناء والتنمية والتعمير الذى أصاب قوى الشر بالجنون والأوهام وان مصر قادرة على حماية أمنها القومى ومقدراتها ومشروعها الوطنى للبناء والتنمية والتقدم.. وان مصر تكثف جهودها واتصالاتها ومشاوراتها لتوفير ممر آمن وعاجل لتقديم المساعدات الإنسانية للأشقاء الفلسطينيين فى قطاع غزة.
تاسعاً : مصر التى تدافع عن الإنسانية والسلام والاستقرار وتبذل جهودا مكثفة من أجل ادخال المساعدات بالتنسيق مع منظمات الأمم المتحدة والصليب الأحمر ومؤسسات المجتمع المدنى لرفع المعاناة عن المدنيين وعن الشعب الفلسطينى فى غزة لكن التعنت والرفض الإسرائيلى يقف حائلا دون تحقيق ذلك وهو ما أصبح معلوماً لدى الرأى العام الإقليمى والدولى بأن الحكومة الإسرائيلية ترفض حتى وقتنا هذا السماح بدخول المساعدات وخروج الجرحى وحاملى الجنسيات الأجنبية.
عاشراً: مصر تستضيف 9 ملايين ضيف من دول تتعرض لأزمات داخلية عنيفة نتيجة اقتتال أهلى وظروف أمنية صعبة.. لذلك فروا إلى مصر بحثا عن الأمن والأمان.. وفارق كبير بين حالة هؤلاء وبين استضافة الأشقاء الفلسطينيين لأن ذلك يهدد بتصفية قضيتهم.. لذلك طالبتهم مصر بالصمود والبقاء على أرضهم والتمسك بها حتى لا يتحقق المخطط الشيطانى وهو ما أصبح قناعة وإيماناً عبر عنه الفلسطينيون مسئولين ومواطنين ومؤسسات دينية عريقة وقدموا الشكر والتحية لـ«مصر- السيسى» التى تسعى إلى إحياء وحل القضية وعودة حقوقهم المشروعة وليس تصفية القضية.
حادى عشر: توجيه مصر الدعوة لاستضافة قمة إقليمية دولية "قمة السلام" من أجل مناقشة وتناول تطورات القضية الفلسطينية تستهدف الوصول إلى حلول جذرية وتسوية شاملة وعادلة ووضع الجميع والمجتمع الدولى أمام مسئولياتهم والبحث عن مخرج لحالة التصعيد.. وايجاد مقاربة وتسوية شاملة تعالج الأزمة وأسبابها من الجذور وتؤكد أمن واستقرار المنطقة واحلال السلام فى الشرق الأوسط والتصدى إلى التطرف واشعال المنطقة وتوسيع دائرة النزاع والصراع وهو ما يهدد أمن واستقرار المنطقة.. لذلك هناك استجابة إقليمية ودولية للحضور والمشاركة فى القمة التى تستضيفها القاهرة السبت القادم انطلاقاً من دور ومكانة وثقل "مصر- السيسي"..
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية