تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > عبد الرازق توفيق > الاستثمار‭ ‬فى‭ ‬الشهر‭ ‬الكريم

الاستثمار‭ ‬فى‭ ‬الشهر‭ ‬الكريم

منابر‭ ‬تتلالأ‭.. ‬ودروس‭ ‬وحلقات‭ ‬ذكر‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬بيوت‭ ‬الله‭.. ‬وصلاة‭ ‬القيام‭ ‬والتراويح‭.. ‬انه‭ ‬شهر‭ ‬القرآن‭.. ‬لذلك‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬يتحول‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬إلى‭ ‬أكبر‭ ‬منصة‭ ‬لبناء‭ ‬الوعى‭ ‬الدينى‭.. ‬والفهم‭ ‬الصحيح‭ ‬للدين‭ ‬والتعرف‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬حلال‭ ‬وحرام؟‭.. ‬بمعنى‭ ‬ان‭ ‬نستغل‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬الكريم‭ ‬فى‭ ‬تربية‭ ‬وتنشئة‭ ‬وإصلاح‭ ‬المجتمع‭ ‬وإعلاء‭ ‬القيم‭ ‬والفضائل‭ ‬والترشيد‭ ‬والتراحم‭ ‬والتكافل‭ ‬وقول‭ ‬وشهادة‭ ‬الحق‭.. ‬وإدراك‭ ‬قيمة‭ ‬النعمة‭.. ‬نقول‭ ‬للناس‭ ‬الحق‭.. ‬ان‭ ‬مصر‭ ‬كادت‭ ‬تضيع‭ ‬وتسقط‭ ‬وتذهب‭ ‬بلا‭ ‬رجعة‭.. ‬لولا‭ ‬ملحمة‭ ‬ومعجزة‭ ‬قادها‭ ‬قائد‭ ‬وطنى‭ ‬شريف‭.. ‬أليس‭ ‬هذا‭ ‬واقعاً‭ ‬وحقاً‭.. ‬لابد‭ ‬ان‭ ‬نصرح‭ ‬ونجاهر‭ ‬به‭.. ‬أليس‭ ‬ما‭ ‬نعيشه‭ ‬من‭ ‬أمن‭ ‬وأمان‭ ‬واستقرار‭ ‬ورخاء‭ ‬وتوافر‭ ‬لكل‭ ‬الأشياء‭ ‬والسلع‭ ‬نعمة‭ ‬تستوجب‭ ‬الشكر؟‭.. ‬وفى‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬حولنا‭ ‬من‭ ‬كوارث‭ ‬إنسانية‭ ‬ومعاناة‭ ‬وفوضى‭ ‬وانفلات‭.. ‬ألسنا‭ ‬فى‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬نظرتنا‭ ‬لفلسفة‭ ‬الصيام؟‭.. ‬وألا‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يتحول‭ ‬الشهر‭ ‬للطعام‭ ‬والملذات‭ ‬والسهرات‭.. ‬ولكن‭ ‬للتطهر‭ ‬والتراحم‭ ‬والتكافل‭ ‬والاحساس‭ ‬بالآخرين‭ ‬وبالوعى‭ ‬الحقيقى‭.. ‬إنه‭ ‬أقوى‭ ‬منصة‭ ‬لبناء‭ ‬الوعى‭ ‬الدينى‭ ‬والفهم‭ ‬بمنظور‭ ‬الشرع‭ ‬لكل‭ ‬قضايانا‭.‬

رمضان‭.. ‬أعظم‭ ‬منصة‭ ‬لبناء‭ ‬الوعى‭ ‬الدينى‭.. ‬وتعريف‭ ‬الناس‭ ‬بالحلال‭ ‬والحرام‭.. ‬وإيقاظ‭ ‬الضمائر‭ ‬وإصلاح‭ ‬النفوس


الاستثمار‭ ‬فى‭ ‬الشهر‭ ‬الكريم

لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نفرط‭ ‬فى‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬الكريم‭ ‬فهو‭ ‬فرصة‭ ‬ثمينة‭ ‬للجميع‭ .. ‬ولا‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬نحوله‭ ‬إلى‭ ‬مجرد‭ ‬التفرغ‭ ‬للتمتع‭ ‬بكل‭ ‬الملذات‭ ‬والطعام‭ ‬والشرب‭ ‬بل‭ ‬للتقرب‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬والعبادة‭ ‬والتطهر‭ ‬من‭ ‬الذنوب‭ ‬والآثام‭ ‬والصفح‭ ‬والعفوعن‭ ‬الناس‭ ‬وفتح‭ ‬صفحات‭ ‬جديدة‭ ‬مع‭ ‬النفس‭.. ‬فعلينا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬القرآن‭ ‬ان‭ ‬نعمل‭ ‬على‭ ‬استعادة‭ ‬أنفسنا‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬نملأ‭ ‬الفراغات‭ ‬التى‭ ‬تركت‭ ‬بداخلنا‭ ‬بالصدق‭ ‬والشفافية‭ ‬مع‭ ‬الله‭ ‬والتوبة‭ ‬الصادقة‭.. ‬ان‭ ‬نزرع‭ ‬الأرض‭ ‬البور‭ ‬بداخلنا‭ ‬بالإيمان‭ ‬والاطمئنان‭ ‬والصفاء‭ ‬والندم‭ ‬والسلام‭ ‬وطلب‭ ‬العفو‭ ‬من‭ ‬الناس‭.. ‬فربما‭ ‬تأخذنا‭ ‬الأيام‭ ‬والانشغال‭ ‬وننسى‭ ‬أننا‭ ‬قد‭ ‬أسأنا‭ ‬لأحد‭ ‬أو‭ ‬استقوينا‭ ‬على‭ ‬ضعيف‭.. ‬أو‭ ‬ظلمنا‭ ‬بريئاً‭ ‬أو‭ ‬تفاخرنا‭ ‬على‭ ‬محروم‭.. ‬أو‭ ‬شعرنا‭ ‬أننا‭ ‬شيء‭ ‬أمام‭ ‬قدرة‭ ‬الله‭ ‬وفى‭ ‬ملكوته‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نهدر‭ ‬هذه‭ ‬الفرصة‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تأتى‭ ‬إلا‭ ‬كل‭ ‬عام‭.. ‬نعم‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬فرصة‭ ‬عظيمة‭ ‬وثمينة‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نضيعها‭ ‬فى‭ ‬عبث‭ ‬ونوم‭ ‬وسهر‭ ‬ولهو‭ ‬وأزمات‭ ‬ومشاكل‭.. ‬بل‭ ‬نتفرغ‭ ‬لنغير‭ ‬أنفسنا‭ ‬وزيادة‭ ‬رصيدنا‭ ‬من‭ ‬الإيمان‭.. ‬وأن‭ ‬نبكى‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬فاتنا‭ ‬وما‭ ‬ارتكبته‭ ‬أيدينا‭.. ‬وان‭ ‬نبدى‭ ‬الندم‭ ‬والتوبة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬اقترفناه‭ ‬ونتوسل‭ ‬لرب‭ ‬غفور‭ ‬رحيم‭.. ‬فهو‭ ‬غافر‭ ‬الذنب‭ ‬وقابل‭ ‬التوب‭ ‬وشهر‭ ‬القرآن‭ ‬أيضاً‭ ‬فرصة‭ ‬لتغيير‭ ‬أنفسنا‭ ‬إلى‭ ‬الأفضل‭.‬
رمضان‭ ‬فرصة‭ ‬عظيمة‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المستويات‭ ‬للإنسان‭ ‬نفسه‭ ‬وأيضاً‭ ‬المجتمع‭ ‬والدولة‭.. ‬لكن‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬انه‭ ‬شهر‭ ‬فارق‭ ‬والأكثر‭ ‬أهمية‭ ‬وهو‭ ‬شهر‭ ‬القرآن‭ ‬والتدبر‭ ‬والتطهر‭ ‬والتوبة‭ ‬والإحسان‭ ‬والعطاء‭.. ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬نحقق‭ ‬أهدافاً‭ ‬وثماراً‭ ‬كثيرة‭ ‬نقوِّم‭ ‬بها‭ ‬أنفسنا‭ ‬ومجتمعاتنا‭.. ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬هو‭ ‬منصة‭ ‬قوية‭ ‬لتصحيح‭ ‬الأفكار‭ ‬والتنشئة‭ ‬والتربية‭ ‬وبناء‭ ‬الوعى‭ ‬الدينى‭ ‬الصحيح‭.. ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يواجه‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬من‭ ‬قضايا‭ ‬ومظاهر‭ ‬وظواهر‭.. ‬تمثل‭ ‬أهمية‭ ‬كبيرة‭ ‬لنا‭ ‬وترتبط‭ ‬بحياتنا‭.. ‬

فإذا‭ ‬كان‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬هو‭ ‬شهر‭ ‬الذكر‭ ‬والأحاديث‭ ‬وقراءة‭ ‬القرآن‭ ‬والدروس‭ ‬وحلقات‭ ‬الفقه‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نحوله‭ ‬إلى‭ ‬منصة‭ ‬لتوعية‭ ‬الناس‭ ‬بالحلال‭ ‬والحرام‭ ‬لإيقاظ‭ ‬ضمائرهم‭.. ‬وبناء‭ ‬العلم‭ ‬والوعى‭ ‬والفهم‭ ‬بداخلهم‭.. ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬الأزمات‭ ‬المتلاحقة‭ ‬وتداعياتها‭ ‬المؤلمة‭ ‬وما‭ ‬نتج‭ ‬عنها‭ ‬من‭ ‬ظواهر‭ ‬غريبة‭ ‬على‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬من‭ ‬أنانية‭ ‬وانتهازية‭ ‬ومغالاة‭ ‬واحتكار‭ ‬وجشع‭ ‬وتخزين‭ ‬وإخفاء‭ ‬للسلع‭ ‬ورفع‭ ‬فى‭ ‬الأسعار‭ ‬والناس‭ ‬تفعل‭ ‬ذلك‭ ‬دون‭ ‬ضمير‭ ‬أو‭ ‬دراية‭ ‬بأنه‭ ‬حرام‭.. ‬وأمور‭ ‬تغضب‭ ‬المولي‭- ‬عز‭ ‬وجل‭- ‬لذلك‭ ‬تحدث‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬خلال‭ ‬الاحتفال‭ ‬بيوم‭ ‬الشهيد‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬حديث‭ ‬أئمة‭ ‬الدين‭ ‬فى‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬والخوف‭ ‬على‭ ‬الأوطان‭ ‬وألا‭ ‬نعطى‭ ‬أو‭ ‬ندير‭ ‬ظهرنا‭ ‬لوطننا‭

.. ‬وعن‭ ‬محاولات‭ ‬العبث‭ ‬فى‭ ‬سلام‭ ‬و‭ ‬استقرار‭ ‬واقتصاد‭ ‬الوطن‭ ‬سواء‭ ‬كما‭ ‬كانوا‭ ‬يفعلون‭ ‬فى‭ ‬سوق‭ ‬العملات‭ ‬الأجنبية‭ ‬والمضاربات‭ ‬وتحويل‭ ‬الدولار‭ ‬إلى‭ ‬سلعة‭ ‬للاتجار‭ ‬فيها‭.. ‬وخلق‭ ‬السوق‭ ‬السوداء‭ ‬والموازية‭ ‬والتلاعب‭ ‬فى‭ ‬أسعار‭ ‬وتوافر‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية‭.. ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬كان‭ ‬يستوجب‭ ‬حملة‭ ‬يقودها‭ ‬رجال‭ ‬وأئمة‭ ‬الدين‭ ‬لتوضح‭ ‬الأمور‭ ‬ووضع‭ ‬النقاط‭ ‬على‭ ‬الحروف‭ ‬والتأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يجرى‭ ‬حرام‭.. ‬وان‭ ‬ما‭ ‬يتحصل‭ ‬عليه‭ ‬التجار‭ ‬الجشعون‭ ‬والمحتكرون‭ ‬من‭ ‬أرباح‭ ‬ومكاسب‭ ‬بسبب‭ ‬الجشع‭ ‬والاحتكار‭ ‬هو‭ ‬حرام‭ ‬وسحت‭ ‬ويغضب‭ ‬المولي‭- ‬عز‭ ‬وجل‭- ‬ويدخل‭ ‬النار‭.‬

ربما‭ ‬كان‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬هو‭ ‬شهر‭ ‬العبادة‭ ‬والصوم‭ ‬والصلاة‭ ‬والتقرب‭ ‬إلى‭ ‬الله‭.. ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬نحول‭ ‬دروسنا‭ ‬وعظاتنا‭ ‬وخطاباتنا‭ ‬وخطبنا‭ ‬وحلقات‭ ‬الذكر‭ ‬وبرامجنا‭ ‬الدينية‭ ‬والأحاديث‭ ‬والدروس‭ ‬فى‭ ‬المساجد‭ ‬الكبرى‭ ‬والصغرى‭ ‬إلى‭ ‬منصات‭ ‬للوعى‭ ‬نشرح‭ ‬فيها‭ ‬للناس‭ ‬أمورهم‭ ‬نبين‭ ‬لهم‭ ‬الحلال‭ ‬من‭ ‬الحرام‭ ‬نوضح‭ ‬لهم‭ ‬حقائق‭ ‬الأمور‭.. ‬نتحدث‭ ‬بعلم‭ ‬وفهم‭ ‬عن‭ ‬أبعاد‭ ‬وتداعيات‭ ‬وأسباب‭ ‬الأزمات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العالمية‭ ‬وتأثيراتها‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬مثل‭ ‬مصر‭.. ‬ودور‭ ‬المواطنين‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬تاجر‭ ‬أو‭ ‬مستهلك‭.. ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬نبنى‭ ‬وعياً‭ ‬شاملاً‭ ‬ودينياً‭ ‬قاطعاً‭ ‬يعرف‭ ‬الناس‭ ‬أمور‭ ‬دينهم‭ ‬ويبنى‭ ‬بداخلهم‭ ‬ضميراً‭ ‬دينياً‭ ‬وأخلاقياً‭ ‬وتربية‭ ‬وتنشئة‭ ‬دينية‭.. ‬ونغرس‭ ‬فيهم‭ ‬التقوى‭ ‬ومخافة‭ ‬الله‭.‬

بعض‭ ‬الناس‭ ‬للأسف‭ ‬يخلطون‭ ‬بين‭ ‬مفهوم‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬قضايا‭ ‬المجتمع‭ ‬والدولة‭ ‬والاقتصاد‭ ‬ويعتبرونها‭ ‬خلطاً‭ ‬بين‭ (‬الدين‭ ‬والسياسة‭) ‬وهذا‭ ‬غير‭ ‬صحيح‭ ‬فبناء‭ ‬الوعى‭ ‬الشامل‭ ‬الدينى‭ ‬والاقتصادى‭ ‬والاجتماعى‭ ‬لا‭ ‬يعنى‭ ‬أبداً‭ ‬سياسة‭ ‬أو‭ ‬الدعوة‭ ‬والترويج‭ ‬لحزب‭ ‬فالحفاظ‭ ‬على‭ ‬وعى‭ ‬المجتمع‭ ‬وفهمه‭ ‬يقينا‭ ‬من‭ ‬ركائز‭ ‬الوجود‭ ‬والبقاء‭ ‬ومقومات‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬ولا‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬نترك‭ ‬وسيلة‭ ‬أو‭ ‬منصة‭ ‬لبناء‭ ‬الوعى‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬الحروب‭ ‬الشرسة‭ ‬والمستمرة‭ ‬على‭ ‬عقول‭ ‬الشعوب‭ ‬ومحاولات‭ ‬تجريف‭ ‬هويتها‭ ‬وتزييف‭ ‬وعيها‭ ‬ودفعها‭ ‬إلى‭ ‬التدمير‭ ‬والتخريب‭ ‬وإسقاط‭ ‬دولها‭.. ‬ولا‭ ‬أدرى‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬يتحدث‭ ‬الأئمة‭ ‬فى‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تمثل‭ ‬حزباً‭ ‬وليست‭ ‬سياسة‭ ‬على‭ ‬الاطلاق‭.. ‬انها‭ ‬أمور‭ ‬الناس‭ ‬وقضاياهم‭ ‬وبناء‭ ‬الوعى‭ ‬يحافظ‭ ‬على‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن‭ ‬وترسيخ‭ ‬الفهم‭ ‬هو‭ ‬مصلحة‭ ‬أساسية‭ ‬تصب‭ ‬فى‭ ‬صالح‭ ‬الإنسان‭.. ‬لذلك‭ ‬أيها‭ ‬الأئمة‭ ‬والعلماء‭ ‬لا‭ ‬تضيعوا‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬فى‭ ‬الحديث‭ ‬فى‭ ‬قضايا‭ ‬لا‭ ‬تسمن‭ ‬ولا‭ ‬تغنى‭ ‬من‭ ‬جوع‭.. ‬لا‭ ‬تشعرونا‭ ‬انكم‭ ‬من‭ ‬كوكب‭ ‬آخر‭.. ‬تحدثوا‭ ‬بلغة‭ ‬وهموم‭ ‬وشواغل‭ ‬الناس‭.. ‬ارصدوا‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬جيداً‭.. ‬وتحدثوا‭ ‬للناس‭ ‬بالدين‭ ‬والقرآن‭ ‬والسنة‭ ‬والأدلة‭ ‬من‭ ‬الشريعة‭.. ‬

لا‭ ‬تتركوا‭ ‬الناس‭ ‬أسرى‭ ‬الأنانية‭ ‬والانتهازية‭ ‬والجشع‭ ‬والملذات‭ ‬ولا‭ ‬تتركوهم‭ ‬أسرى‭ ‬لمحاولات‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬لتزييف‭ ‬وعيهم‭ ‬واضعاف‭ ‬ولائهم‭ ‬وانتمائهم‭ ‬وتقريبهم‭ ‬إلى‭ ‬الشيطان‭.‬
تحدثوا‭ ‬للناس‭ ‬وقولوا‭ ‬شهادة‭ ‬حق‭ ‬ذكروهم‭ ‬بالأيام‭ ‬السوداء‭ ‬والنكبات‭ ‬التى‭ ‬حدثت‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬2011‭ ‬وعهد‭ ‬الإخوان‭ ‬وكيف‭ ‬ضاع‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬وانتشر‭ ‬الرعب‭ ‬والهلع‭ ‬والخوف‭ ‬والفزع‭.. ‬وهاجر‭ ‬الاطمئنان‭ ‬وكيف‭ ‬انتشر‭ ‬الفقر‭ ‬والعوز‭ ‬وترسخت‭ ‬الأزمات‭ ‬والتحديات‭ ‬وغاب‭ ‬الأمن‭ ‬وفقدنا‭ ‬الحماس‭.. ‬حدثوا‭ ‬الناس‭ ‬عن‭ ‬سنوات‭ ‬الخراب‭ ‬والدمار‭ ‬التى‭ ‬شهدتها‭ ‬مصر‭ ‬قبل‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭.. ‬وكيف‭ ‬أصبحت‭ ‬مصر‭ ‬خلال‭ ‬الـ10‭ ‬سنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬واحة‭ ‬للأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والاستقرار‭ ‬والبناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والفرص‭ ‬والخير‭ ‬قادم‭ ‬والاستثمارات‭ ‬التى‭ ‬تتدفق‭ ‬والأمل‭ ‬والتفاؤل‭ ‬والاهتمام‭ ‬ببناء‭ ‬الإنسان‭ ‬وتوفير‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬لهم‭ ‬وأسأل‭ ‬هنا‭ ‬أئمة‭ ‬ورجال‭ ‬الدين‭ ‬أليست‭ ‬هذه‭ ‬شهادة‭ ‬حق؟‭.. ‬أليس‭ ‬من‭ ‬الدين‭ ‬ان‭ ‬نقولها‭ ‬بأمانة؟‭.. ‬أليس‭ ‬من‭ ‬الدين‭ ‬ألا‭ ‬نخاف‭ ‬فى‭ ‬الحق‭ ‬لومة‭ ‬لائم؟‭

.. ‬لماذا‭ ‬نخاف‭ ‬من‭ ‬قول‭ ‬الحق‭.. ‬لماذا‭ ‬يتسلح‭ ‬البعض‭ ‬بالحياد‭ ‬رغم‭ ‬انه‭ ‬إذا‭ ‬تعلق‭ ‬بالوطن‭ ‬هو‭ ‬الخيانة‭ ‬بعينها‭.. ‬فلا‭ ‬حياد‭ ‬مع‭ ‬الوطن‭.‬

الحقيقة‭ ‬ان‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬أيضاً‭ ‬ليس‭ ‬فرصة‭ ‬للإسراف‭ ‬فى‭ ‬الطعام‭ ‬والشراب‭ ‬وكثرة‭ ‬الشراء‭ ‬واكتناز‭ ‬السلع‭ ‬والملذات‭ ‬والذهاب‭ ‬والانفاق‭ ‬بالآلاف‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬السلع‭ ‬والحلويات‭ ‬والأطعمة‭.. ‬لابد‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭.. ‬وهنا‭ ‬عن‭ ‬المقتدرين‭ ‬أتحدث‭ ‬فى‭ ‬حدود‭ ‬المعقول‭ ‬والمنطقى‭ ‬والذى‭ ‬أمرنا‭ ‬به‭ ‬الدين‭.. ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬نقوم‭ ‬بعد‭ ‬الإفطار‭ ‬بإلقاء‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬50٪‭ ‬من‭ ‬الطعام‭ ‬فى‭ ‬صناديق‭ ‬القمامة‭.. ‬

علينا‭ ‬ان‭ ‬نأكل‭ ‬ونشرب‭ ‬ونشترى‭ ‬بالقدر‭ ‬الكافى‭ ‬والمعقول‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬نضغط‭ ‬على‭ ‬السلع‭ ‬والأسواق‭ ‬أولاً‭.. ‬وأيضاً‭ ‬لأنه‭ ‬شهر‭ ‬الصيام‭ ‬والتكافل‭ ‬والرحمة‭.. ‬لذلك‭ ‬علينا‭ ‬ألا‭ ‬ننسى‭ ‬الفقراء‭ ‬ونفتح‭ ‬أبواب‭ ‬التراحم‭ ‬والتكافل‭ ‬والعطاء‭ ‬ونعطى‭ ‬حق‭ ‬المولى‭- ‬عز‭ ‬وجل‭- ‬فالمفترض‭ ‬ان‭ ‬يشعرنا‭ ‬صيامنا‭ ‬بمشاعر‭ ‬المحرومين‭ ‬وغير‭ ‬القادرين‭.. ‬تلك‭ ‬هى‭ ‬الفلسفة‭ ‬الأساسية‭.. ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يتحول‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬لشهر‭ ‬الطعام‭ ‬والشراب‭ ‬والملذات‭ ‬والمكسرات‭ ‬والسهر‭ ‬والكافيهات‭.. ‬ولكن‭ ‬شهر‭ ‬التطهر‭ ‬والتقرب‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬والتعبد‭ ‬وقراءة‭ ‬القرآن‭ ‬وإصلاح‭ ‬الأحوال‭ ‬والعلاقات‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬الصفاء‭ ‬والنقاء‭ ‬وبناء‭ ‬الوعى‭ ‬الدينى‭ ‬الصحيح‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬المجتمع‭.. ‬لكن‭ ‬الخطورة‭ ‬أن‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬شهر‭ ‬المقاهى‭ ‬والتفاخر‭ ‬والمتع‭ ‬الفائتة‭.. ‬والتمتع‭ ‬الحلال‭ ‬بالنعم‭ ‬ليس‭ ‬حراماً‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬ولكن‭ ‬الاعتدال‭ ‬والترشيد‭ ‬مطلوبان‭.‬

لذلك‭ ‬أقول‭ ‬ونحن‭ ‬فى‭ ‬البدايات‭ ‬علينا‭ ‬ألا‭ ‬نفوت‭ ‬الفرصة‭ ‬ونضيع‭ ‬شهراً‭ ‬عظيماً‭ ‬كريماً‭ ‬فى‭ ‬أمور‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬لها‭ ‬بالشهر‭ ‬الكريم‭.. ‬ولكن‭ ‬علينا‭ ‬ان‭ ‬نستغل‭ ‬الفرصة‭ ‬فى‭ ‬الاستزادة‭ ‬بالعلم‭ ‬والوعى‭ ‬وقراءة‭ ‬القرآن‭ ‬والصلاة‭ ‬والقيام‭ ‬والاستغفار‭ ‬والذكر‭ ‬والفهم‭ ‬والتراحم‭ ‬والتكافل‭ ‬والعمل‭.. ‬فرمضان‭ ‬ليس‭ ‬شهر‭ ‬النوم‭ ‬والطعام‭ ‬والسهر‭ ‬واللهو‭ ‬واللعب‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬فرصة‭ ‬ثمينة‭.‬
شهر‭ ‬رمضان‭ ‬الكريم‭ ‬هو‭ ‬أعظم‭ ‬منصة‭ ‬لبناء‭ ‬الوعى‭ ‬الدينى‭ ‬وايقاظ‭ ‬الضمائر‭ ‬والتعرف‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬حلال‭ ‬وحرام‭.. ‬لذلك‭ ‬علينا‭ ‬ان‭ ‬نختار‭ ‬قائمة‭ ‬طويلة‭ ‬لقضايانا‭ ‬واهتماماتنا‭ ‬وشواغلنا‭ ‬وتحدياتنا‭ ‬وأبرز‭ ‬الظواهر‭ ‬السلبية‭ ‬التى‭ ‬يعانى‭ ‬منها‭ ‬مجتمعنا‭.. ‬ونضعها‭ ‬تحت‭ ‬ميكروسكوب‭ ‬الدين‭ ‬ونخرج‭ ‬بدروس‭ ‬وآراء‭ ‬وثوابت‭ ‬تجعلنا‭ ‬أمام‭ ‬وعى‭ ‬حقيقى‭ ‬وبوصلة‭ ‬تدفعنا‭ ‬نحو‭ ‬الطريق‭ ‬الصحيح‭ ‬والقويم‭ ‬وهذا‭ ‬دور‭ ‬العلماء‭ ‬الأجلاء‭ ‬والأئمة‭ ‬الفاضلين‭ ‬الذين‭ ‬هم‭ ‬مطالبون‭ ‬بعدم‭ ‬التقليدية‭ ‬والنمطية‭.‬

تحيا مصر

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية