تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

احتلال‭ ‬العقول

الشر‭ ‬هو‭ ‬الشر‭.. ‬لكن‭ ‬تتغير‭ ‬أدواته‭ ‬ووسائله‭.. ‬باتت‭ ‬الحروب‭ ‬تتجاوز‭ ‬استخدام‭ ‬الأسلحة‭ ‬التقليدية‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬التاريخ‭ ‬وتطورها‭ ‬حتى‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬الأسلحة‭ ‬الفتاكة‭ ‬والدمار‭ ‬الشامل‭.. ‬لكن‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬باتت‭ ‬تنزعج‭ ‬من‭ ‬الحروب‭ ‬النظامية‭ ‬والتقليدية‭ ‬نظراً‭ ‬لخسائرها‭ ‬الفادحة‭ ‬فى‭ ‬الأرواح‭ ‬والأموال‭ ‬وذهبت‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬أنواع‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬الحروب‭ ‬أقل‭ ‬تكلفة‭ ‬وثمناً‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬الخسائر‭ ‬البشرية‭ ‬أو‭ ‬التكلفة‭ ‬المالية‭ ‬فوجدت‭ ‬ضالتها‭ ‬فى‭ ‬حروب‭ ‬جديدة‭ ‬تطلقها‭ ‬لا‭ ‬تذكر‭ ‬مقارنة‭ ‬بالحروب‭ ‬النظامية‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬عدم‭ ‬تحملها‭ ‬خسائر‭ ‬بشرية‭ ‬وربما‭ ‬ثمن‭ ‬بعض‭ ‬الصواريخ‭.. ‬فالحروب‭ ‬الجديدة‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬احتلال‭ ‬عقول‭ ‬شعوب‭ ‬الدولة‭ ‬المستهدفة‭ ‬والسيطرة‭ ‬عليها‭ ‬وتوجيهها‭ ‬طبقا‭ ‬لأهداف‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭.‬
احتلال‭ ‬العقول‭ ‬هو‭ ‬أهم‭ ‬مراحل‭ ‬تدمير‭ ‬الدول‭ ‬وتشريد‭ ‬الشعوب‭.. ‬وبالتالى‭ ‬تسهل‭ ‬عملية‭ ‬احتلال‭ ‬وابتلاع‭ ‬الأرض‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬موارد‭ ‬وثروات‭ ‬ومقدرات‭ ‬عندما‭ ‬تصل‭ ‬المرحلة‭ ‬إلى‭ ‬اللادولة‭ ‬وشعوب‭ ‬تساق‭ ‬إلى‭ ‬أقدارها‭ ‬بفعل‭ ‬الفوضى‭ ‬والإرهاب‭ ‬والقهر‭ ‬والتبعية‭ ‬للعدو‭ ‬وتسكن‭ ‬غياهب‭ ‬العدم‭ ‬وتجز‭ ‬على‭ ‬أصابع‭ ‬الندم‭ ‬والحسرة‭ ‬على‭ ‬ضياع‭ ‬الأوطان‭ ‬وتلعن‭ ‬نفسها‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬وقت‭ ‬وكل‭ ‬حين‭.. ‬بعدما‭ ‬فقدت‭ ‬أغلى‭ ‬النعم‭ ‬وهى‭ ‬الوطن‭ ‬وأسيره‭ ‬لميليشيات‭ ‬الإرهاب‭ ‬والإجرام‭ ‬والتى‭ ‬تستبيح‭ ‬كل‭ ‬محرم‭ ‬وترتكب‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬غير‭ ‬أخلاقي‭.. ‬اذن‭ ‬بات‭ ‬الموت‭ ‬أفضل‭ ‬وأكرم‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الشعوب‭ ‬التى‭ ‬اقترفت‭ ‬يداها‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬احتلت‭ ‬عقولها‭ ‬تخريب‭ ‬وتدمير‭ ‬وتضييع‭ ‬أوطانها‭.. ‬فالشعوب‭ ‬هى‭ ‬حجر‭ ‬الزاوية‭ ‬فى‭ ‬حماية‭ ‬الوطن‭ ‬والحفاظ‭ ‬عليه‭ ‬وإذا‭ ‬فقدت‭ ‬الوعى‭ ‬والفهم‭ ‬والهوية‭ ‬واستلمت‭ ‬لعمليات‭ ‬غسيل‭ ‬واحتلال‭ ‬العقول‭ ‬تساق‭ ‬إلى‭ ‬أقدارها‭ ‬وتدخل‭ ‬فى‭ ‬طور‭ ‬اهدم‭ ‬نفسك‭ ‬بنفسك‭.. ‬ثم‭ ‬تبدأ‭ ‬مهمة‭ ‬العدو‭ ‬الذى‭ ‬قام‭ ‬باحتلال‭ ‬العقول‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬احتلال‭ ‬الأرض‭ ‬دون‭ ‬عناء‭ ‬أو‭ ‬تكلفة‭ ‬أو‭ ‬ثمن‭.‬
دول‭ ‬كثيرة‭ ‬تحيط‭ ‬بنا‭ ‬دفعت‭ ‬ثمناً‭ ‬باهظاً‭ ‬ووجودياً‭ ‬بفعل‭ ‬الثورات‭ ‬الملوثة‭ ‬التى‭ ‬حركتها‭ ‬أياد‭ ‬آثمة‭ ‬من‭ ‬العملاء‭ ‬والمرتزقة‭ ‬والمأجورين‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬هذه‭ ‬الأوطان‭ ‬بمقابل‭ ‬بخس‭ ‬ثمناً‭ ‬للخيانة‭ ‬فلا‭ ‬تهون‭ ‬من‭ ‬خطورة‭ ‬الغزو‭ ‬الثقافى‭ ‬والغرق‭ ‬فى‭ ‬مستنقعات‭ ‬التدنى‭ ‬والابتذال‭ ‬والسطحية‭ ‬والأناماليه‭ ‬وفقدان‭ ‬الإرادة‭ ‬والأمل‭ ‬والولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬وهدم‭ ‬منظومات‭ ‬الأخلاق‭ ‬وتدمير‭ ‬الهوية‭ ‬والشخصية‭ ‬الوطنية‭ ‬لانه‭ ‬بتدميرها‭ ‬تسهل‭ ‬عمليات‭ ‬الاختراق‭ ‬والاحتلال‭ ‬للعقول‭.. ‬بل‭ ‬يتحول‭ ‬الانتماء‭ ‬الوطنى‭ ‬إلى‭ ‬تبعية‭ ‬لقوى‭ ‬الشر‭ ‬وليس‭ ‬مجرد‭ ‬اعجاب‭ ‬وانبهار‭ ‬والدول‭ ‬التى‭ ‬تهمل‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬البناء‭ ‬الفكرى‭ ‬والثقافى‭ ‬والتوعوى‭ ‬وربط‭ ‬الإنسان‭ ‬بتاريخه‭ ‬وحاضره‭ ‬وترسيخ‭ ‬منظومة‭ ‬الثقافة‭ ‬الوطنية‭ ‬والحضارية‭ ‬والهوية‭ ‬وبناء‭ ‬الشخصية‭ ‬فهى‭ ‬عرضة‭ ‬للاحتلال‭ ‬خاصة‭ ‬ان‭ ‬آلة‭ ‬الغزو‭ ‬الممنهج‭ ‬للعقول‭ ‬لا‭ ‬تنتهى‭ ‬ولا‭ ‬تنقطع‭ ‬مهما‭ ‬تعرضت‭ ‬فى‭ ‬البدايات‭ ‬للفشل‭.. ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬كما‭ ‬فعل‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬هذا‭ ‬القائد‭ ‬العظيم‭ ‬الملهم‭ ‬الذى‭ ‬استشرف‭ ‬المخاطر‭ ‬على‭ ‬الوطن‭ ‬والعقل‭ ‬المصرى‭ ‬هو‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬ومؤسساتها‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬وطنية‭ ‬صحيحة‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬بناء‭ ‬الحجر‭ ‬أو‭ ‬التطور‭ ‬والتوسع‭ ‬العمرانى‭ ‬وشق‭ ‬جسور‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد‭ ‬وتمكين‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬وأبرزها‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬الجيش‭ ‬الوطني‭.. ‬والشرطة‭ ‬المدنية‭ ‬ولكن‭ ‬كانت‭ ‬ومازالت‭ ‬رؤيته‭  ‬أوسع‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬‭.. ‬لذلك‭ ‬ترى‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬دائماً‭ ‬يؤكد‭ ‬ويكرر‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬دور‭ ‬الإعلام‭ ‬والثقافة‭ ‬والدراما‭ ‬والسينما‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الدينية‭ ‬والتعليم‭ ‬فى‭ ‬عملية‭ ‬استنهاض‭ ‬وطنى‭ ‬لبث‭ ‬الصحوة‭ ‬واليقظة‭ ‬من‭ ‬خطورة‭ ‬عمليات‭ ‬استهداف‭ ‬العقل‭ ‬المصرى‭ ‬المتعمدة‭.. ‬ويكفى‭ ‬ان‭ ‬يقول‭ ‬الرئيس‭ ‬ان‭ ‬عملاً‭ ‬درامياً‭ ‬واحداً‭ ‬أو‭ ‬فيلماً‭ ‬سينمائياً‭ ‬ربما‭ ‬يفوق‭ ‬فى‭ ‬تأثيره‭ ‬قراءة‭ ‬ألف‭ ‬كتاب‭.. ‬لذلك‭ ‬يذكرنا‭ ‬دائماً‭ ‬ويشد‭ ‬على‭ ‬أيدينا‭ ‬ويوفر‭ ‬لنا‭ ‬كافة‭ ‬الامكانيات‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬ننسى‭ ‬أهمية‭ ‬هذا‭ ‬البعد‭ ‬والمحور‭ ‬الذى‭ ‬أصفه‭ ‬بالإستراتيجى‭ ‬والوجودي‭.. ‬لأن‭ ‬مصر‭ ‬كدولة‭ ‬قوية‭ ‬وقادرة‭ ‬ورادعة‭ ‬تتجنب‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬المواجهة‭ ‬المباشرة‭ ‬معها‭ ‬أو‭ ‬الصدام‭ ‬المباشر‭.. ‬لذلك‭ ‬تلجأ‭ ‬هذه‭ ‬القوى‭ ‬والكيانات‭ ‬الشيطانية‭ ‬إلى‭ ‬أساليب‭ ‬أخرى‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ ‬الحروب‭ ‬الحديثة‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬تجنباً‭ ‬لخسائر‭ ‬فادحة‭ ‬إذا‭ ‬فكرت‭ ‬هذه‭ ‬القوى‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬وأبرز‭ ‬هذه‭ ‬الأساليب‭ ‬هى‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬الحروب‭ ‬بالوكالة‭ ‬وتسخير‭ ‬الإرهاب‭ ‬لمحاولة‭ ‬ابتزاز‭ ‬واستنزاف‭ ‬وتركيع‭ ‬الدولة‭ ‬وقد‭ ‬نجحت‭ ‬مصر‭ ‬بامتياز‭ ‬فى‭ ‬بتر‭ ‬الإرهاب‭ ‬والقضاء‭ ‬عليه‭ ‬واستعادة‭ ‬كامل‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭.. ‬ربما‭ ‬تلجأ‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬إلى‭ ‬وسائل‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬الحصار‭ ‬الاقتصادى‭ ‬أو‭ ‬تعمد‭ ‬توتير‭ ‬وإشعال‭ ‬المحيط‭ ‬المجاور‭ ‬للدولة‭ ‬المصرية‭ ‬وشيطنة‭ ‬الدول‭ ‬المحيطة‭ ‬والتى‭ ‬يتأثر‭ ‬بها‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬محاولة‭ ‬لتشتيت‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬وانهاكها‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬محاولة‭ ‬استدراجها‭ ‬وتوريطها‭ ‬فى‭ ‬صراعات‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬سوف‭ ‬تستنزف‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬قدراتها‭ ‬وهى‭ ‬محاولة‭ ‬للاضعاف‭ ‬والارباك‭.. ‬لكن‭ ‬مصر‭ ‬أيضاً‭ ‬وبحكمة‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬والإدراك‭ ‬المبكر‭ ‬واستشراف‭ ‬المستقبل‭ ‬والوعى‭ ‬بتفاصيل‭ ‬ما‭ ‬يحاك‭ ‬ويستهدف‭ ‬مصر‭.. ‬نجحت‭ ‬فى‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬المستنقعات‭ ‬وتتصرف‭ ‬بحكمة‭ ‬واتزان‭ ‬وحركة‭ ‬ونشاط‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬اخماد‭ ‬واحتواء‭ ‬هذه‭ ‬الصراعات‭ ‬والحرائق‭ ‬فى‭ ‬داخل‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬بالتركيز‭ ‬على‭ ‬إنهاء‭ ‬مسببات‭ ‬الصراع‭ ‬الداخلى‭ ‬واقناع‭ ‬جميع‭ ‬الأطياف‭ ‬والقوى‭ ‬السياسية‭ ‬داخل‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬بأهمية‭ ‬إعلاء‭ ‬المصلحة‭ ‬الوطنية‭ ‬وتغليب‭ ‬لغة‭ ‬الحوار‭.‬
حروب‭ ‬الجيل‭ ‬الرابع‭ ‬والخامس‭ ‬هى‭ ‬أخطر‭ ‬من‭ ‬الحروب‭ ‬التقليدية‭ ‬والنظامية‭ ‬التى‭ ‬عرفناها‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬التاريخ‭ ‬وإذا‭ ‬تصفحنا‭ ‬تطورات‭ ‬الحروب‭ ‬الجديدة‭ ‬نجدها‭ ‬ان‭ ‬تكلفتها‭ ‬بسيطة‭ ‬بضعة‭ ‬ملايين‭ ‬من‭ ‬الدولارات‭ ‬لشراء‭ ‬عملاء‭ ‬مأجورة‭ ‬وأجهزة‭ ‬وأدوات‭ ‬ووسائل‭ ‬تكنولوجية‭ ‬وربما‭ ‬تزيد‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬الحروب‭ ‬بالوكالة‭ ‬للميليشيات‭ ‬والجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬مثل‭ ‬الإخوان‭ ‬المجرمين‭.. ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬مدينة‭ ‬فإن‭ ‬الحروب‭ ‬الجديدة‭ ‬تؤدى‭ ‬إلى‭ ‬تدمير‭ ‬وطن‭ ‬بالكامل‭ ‬وإسقاطه‭ ‬والحروب‭ ‬الجديدة‭ ‬كذلك‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬عداء‭ ‬للدولة‭ ‬والوطن‭ ‬وهو‭ ‬عكس‭ ‬الحرب‭ ‬النظامية‭ ‬التى‭ ‬يكون‭ ‬فيها‭ ‬اصطفاف‭ ‬الشعب‭ ‬هو‭ ‬أهم‭ ‬الأسلحة‭.. ‬والحرب‭ ‬النظامية‭ ‬يكون‭ ‬العدو‭ ‬فيها‭ ‬متطوراً‭ ‬ومعروفاً‭ ‬أما‭ ‬الحروب‭ ‬الجديدة‭ ‬فالعدو‭ ‬خفى‭ ‬يتلاعب‭ ‬بالعقول‭ ‬حتى‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬السيطرة‭ ‬عليها‭ ‬واحتلالها‭ ‬وسهولة‭ ‬تحريكها‭ ‬طبقا‭ ‬لأهدافه‭.‬
من‭ ‬هنا‭ ‬تكمن‭ ‬خطورة‭ ‬حملات‭ ‬الأكاذيب‭ ‬والشائعات‭ ‬والتشويه‭ ‬والتشكيك‭ ‬وتزييف‭ ‬الوعى‭ ‬والغزو‭ ‬الثقافى‭ ‬والتدنى‭ ‬والابتذال‭ ‬وترويج‭ ‬الإساءات‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤدى‭ ‬إلى‭ ‬سطحية‭ ‬العقل‭ ‬وأيضاً‭ ‬خلق‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الاحتقان‭ ‬بين‭ ‬المواطن‭ ‬ودولته‭ ‬وهز‭ ‬الثقة‭ ‬بين‭ ‬الشعب‭ ‬والقيادة‭ ‬واضعاف‭ ‬الروح‭ ‬المعنوية‭ ‬وحالة‭ ‬الرضا‭ ‬وضرب‭ ‬الاصطفاف‭ ‬الوطني‭.‬
حملات‭ ‬الأكاذيب‭ ‬والشائعات‭ ‬والتشويه‭ ‬والتشكيك‭ ‬الشرسة‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬انها‭ ‬مستهدفة‭ ‬من‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬وأدواتهم‭ ‬وأبرزهم‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابية‭ ‬ومنابرها‭ ‬وأبواقها‭ ‬وخلاياها‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تتوقف‭ ‬عن‭ ‬بث‭ ‬الأكاذيب‭ ‬وترويج‭ ‬الشائعات‭ ‬عن‭ ‬مصر‭.. ‬وذلك‭ ‬يعنى‭ ‬ببساطة‭ ‬غير‭ ‬ان‭ ‬مصر‭ ‬دولة‭ ‬مستهدفة‭ ‬ولكن‭ ‬قوية‭ ‬وقادرة‭ ‬يخشاها‭ ‬الجميع‭.. ‬فالكذب‭ ‬والتشويه‭ ‬هو‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الضعف‭ ‬واليأس‭ ‬ويعكس‭ ‬حالة‭ ‬النجاح‭ ‬التى‭ ‬تحققها‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬الداخل‭.. ‬أو‭ ‬فى‭ ‬مواقفها‭ ‬الثابتة‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الخارجى‭ ‬إقليمياً‭ ‬ودولياً‭ ‬ومحاولات‭ ‬زحزحتها‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭ ‬وممارسة‭ ‬الضغوط‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حملات‭ ‬الأكاذيب‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬تتراجع‭ ‬عن‭ ‬ثوابتها‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬يحدث‭ ‬ولكن‭ ‬باءت‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الحملات‭ ‬الشيطانية‭ ‬بالفشل‭ ‬لسبب‭ ‬مهم‭ ‬جداً‭ ‬وهو‭ ‬وعى‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى‭ ‬وإرادته‭ ‬على‭ ‬الاصطفاف‭ ‬حول‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬وإدراكه‭ ‬لطبيعة‭ ‬ما‭ ‬يحاك‭ ‬ويراد‭ ‬لها‭.‬‭. ‬أقول‭ ‬ان‭ ‬احتلال‭ ‬العقول‭ ‬والسيطرة‭ ‬عليها‭ ‬هو‭ ‬أخطر‭ ‬أنواع‭ ‬الحروب‭.‬
تحيا مصر

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية