فيلسوف العسكرية المصرية وأحد رموزها الكبار الشهيد الفريق عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة الذى ارتقى شهيداً فى 9 مارس 1969 على خط النار وفى أقرب نقاط التماس مع العدو رغم تحذيرات مرافقيه لكنه القائد الذى قال يوما «إن القادة لا يولدون بل يصنعون» واذا حاربنا من المكاتب فلن نحقق الانتصار الذى نرجوه».

عبدالمنعم رياض ربما أجيال كثيرة لا تعرف عنه إلا أنه اسم ميدان أو مدرسة أو شارع لذا فنحن جميعا مقصرون فى تعريف تلك الأجيال بأولئك الأبطال وصناع المجد لهذا البلد. شغل منصب رئيس هيئة العمليات بالقوات المسلحة المصرية وفى عام 1964 رئيسًا لأركان القيادة العربية الموحدة وفى حرب 1967 قائدا عاما للجبهة الأردنية. شارك فى الحرب العالمية الثانية وحرب فلسطين عام 1948 والعدوان الثلاثى عام 1956 وحرب الاستنزاف. فى 8 مارس 1969 بدأت القوات المسلحة خطة لتدمير خط بارليف من خلال قصف مدفعى مكثف نال بشكل كبير من تحصيناته وكبد العدو خسائر كبيرة. وقرر فى اليوم التالى الذهاب الى الجبهة لمعرفة نتائج الخطة غير أنه كان على موعد مع الشهادة والانتصار لقيمة القائد الذى يسبق جنوده وليس خلفهم. كانت دماء الشهيد حافزا قويا للجيش المصرى للثأر من العدو وتحطيم اسطورته التى صنعتها دعايته، والانتقام للشهيد لم يتأخر حيث نفذت القوات الخاصة المصرية عمليات فى عمق سيناء بقيادة العقيد ابراهيم الرفاعى والتى حولت سيناء إلى كرة لهب أزعجت العدو وأطارت النوم من عينه, ولم يهنأ بما ظن أنه ناله من استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض الذى رقاه الرئيس جمال عبدالناصر إلى رتبة الفريق أول تحية لكل الشهداء فى يومهم المجيد.