تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

تأثيرات نفسية

أنعشت العيادات النفسية.. وحطمت العلاقات الزوجية.. وفتحت الطريق للتعاسة.. وضخمت الإحساس بالدونية.. وأججت مشاعر الغضب والتذمر.. كل هذا تفعله الإعلانات كما يقول عالم النفس الأمريكى «دونالد ديكسون» الذى يحذرنا من الآثار السلبية بل والمدمرة للإعلانات.

لم يبالغ د. ديكسون.. فالعيادات النفسية شهدت رواجا فى العقود الأخيرة كما تقول الدراسات بسبب الإعلانات التى تبثها وسائل الإعلام طوال النهار والليل.. والتى تقضى على فضيلة الرضا..وتترك المشاهد يعانى مشاعر غضب وإحساس بالبؤس لأنه لايستطيع شراء الأشياء التى تروج لها تلك الاعلانات..

وهكذا باتت الاعلانات سببا من أسباب الاكتئاب الذى يحتاج لعلاجه الذهاب إلى العيادات النفسية. والإعلانات حطمت العلاقات الزوجية.. لأن أحد أهدافها اقناع الزوجة بأن كل الأجهزة والأدوات التى تستخدمها فى بيتها ومطبخها تحتاج لتغيير.. حينئذ تفتح بوابات المشاجرات على مصاريعها أمام الزوجين..

فالزوجة تريد شراء موبايل أكثر حداثة..أو ثلاجة ببابين.. أو غسالة لا يحتاج فتحها للانحناء.. وهكذا تتحول بيوت أغنياء وفقراء إلى ساحات حرب.. فالزوج الذى لديه قدرة مادية يرى أن زوجته مسرفة ولا تؤمن بالمثل المصرى القديم «خد من التل يختل».. والزوج ذو الإمكانات المحدودة يرى أنه قد ارتكب خطأ فادحا حين قرر الزواج من امرأة لاتعرف المثل الذى قاله الجدود الحكماء «على قد لحافك مد رجلك».والإعلانات فتحت الطريق إلى التعاسة..

فلم يعد الأمر مقصورا على نسف مطبخك أو حمامك.. بل نسف بيتك كله.. وانطلق إلى بيت جديد حوله كل ما يلزمك من وسائل الراحة.. فهناك مول كبير على بعد أمتار.. وناد على بعد دقائق.. ومدارس ومطاعم وملاعب جولف تحيط بك من كل جانب.. وقبل أن ينتهى الإعلان تكون التعاسة قد أحاطت بالمشاهد من كل جانب. والاعلانات تؤجج الاحساس بالدونية.. فالقائمون عليها يحرصون على أن تضم أكثر النساء جمالا.. وأكثر الرجال وسامة.. مع خلفية وإطار فاخر يوحى بالرفاهية والسعادة..

وهكذا تسيطر على المشاهد الذى يهتم بمظهره وشكله.. فكرة إجراء عملية تجميل.. ليكتشف حين لايجد مكانا يجلس عليه فى عيادة طبيب التجميل المزدحمة أن هناك هوس تجميل أصاب ليس فقط المسنين بل أيضا الشباب.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية