تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
«بروك» .. لا يرحم جمهوره!
كلما أصبح الناس أكثر وحشية.. بدا عليهم أكثر وأكثر أنهم يتذوقون الفن.. هذا كلام واحد من أهم مخرجى المسرح المعاصرين وهو المخرج الانجليزى الراحل «بيتر بروك» الذى يرى أن المسرحية إذا لم تثر المشاعر والذكاء والذاكرة والخيال بحيث لا يستطيع عقلك أن يتجول بين مشاكلك وأنت تشاهدها.. فهى إذن مسرحية رديئة. «بيتر بروك» الذى تم إطلاق اسمه على الدورة الـ 29 لمهرجان المسرح التجريبى المقام حاليا فى مصر عندما قرر أن يواجه الجمهور بمسرحيات تجريبية كان يعرف أنه يجب أن يكون قادرا على رؤية المقاعد الخالية فى المسرح فالجمهور لا يتقبل الجديد بسهولة.. ومع ذلك استمر فى تجاربه وفى تقديم مسرح لا يعرف مشاعر الرحمة تجاه الجمهور.. فى سيرته الذاتية البديعة التى حملت عنوان «أربعون عاما فى استكشاف المسرح» وترجمها فاروق عبدالقادر يحاول «بروك» الإجابة عن أسئلة عديدة منها: ماهى وظيفة المسرح؟.. وهل يستطيع المسرح أن يغير حياتنا؟.. وهل سيأتى وقت يجب أن يحال فيه المسرح إلى المعاش؟.. «بروك» يرى أن المسرح الاجتماعى مات ودفن.. فالمسرح يجب أن يكون مسرحا.. لا محاضرة «ولا مجموعة من المواعظ» ولا منشورا دعائيا.. «شكسبير» كان عشقه الأول والأخير.. والفصل الذى كتبه فى سيرته الذاتية ويحمل عنوان «وما شكسبير» هو أعمق الكتابات التى كتبت عن شكسبير.. فأعماله فى رأى «بروك» تختلف كل الاختلاف عن أعمال المؤلفين الآخرين .. فكل كلمة أو سطر أو شخصية أو حدث كتبه شكسبير لا يوجد له فقط تفسيرات متعددة بل تفسيرات لا حصر لها وتلك سمة من سمات الواقع ومع ذلك يعترف «بروك» بأن شكسبير أصبح خلال القرن العشرين يثير ضجر الجمهور العادى الذى يذهب إلى المسرح ليستمتع ويتسلى. «بروك» كون فى عام 1970 فريقا من الممثلين من جنسيات مختلفة جاب معهم العالم كله وقدموا عروضهم فى قلب إفريقيا وفى أطراف استراليا وفى آسيا وأمريكا.. وخلال مسيرة حياته خاض تجارب فى اخراج الأوبرا والتى سماها فن الضجيج وأيضا أخرج عددا من الأفلام. إنه رجل عشق مهنته وجمهوره الذى يجب أن يتلقى حين يذهب إلى المسرح لكمة على الفك ترغمه على أن يعمل ذكاءه ليفهم ما يحدث له وما يحدث فى العالم من حوله!
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية