تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > عاطف عبد الغني > الحرب ونهاية العالم في الفكر الديني اليهودي

الحرب ونهاية العالم في الفكر الديني اليهودي

يعيش العالم الآن في عام 5785 بالتقويم اليهودي، وحسب رؤيتهم، يعني هذا التاريخ نهاية السنة السادسة (باعتبار أن كل ألف عام يُعدّ سنة). وعليه، يكون العالم قد اقترب كثيرًا من السنة السابعة، وهي سنة قدوم "مسيح اليهود" الذي ينتظرونه.

وفي التلمود البابلي، هناك علامات أو إشارات لهذا القدوم؛ إذ يقول التلمود:

"في السنة السادسة ستكون هناك اضطرابات، وفي السنة السابعة سيأتي ابن داود. الحرب هي أيضًا نهاية العالم".

هذه هي عقيدة الصهاينة الدينيين، أمثال الوزيرين سموتريتش وبن جفير، وغيرهما من الصهاينة الدينيين في حكومة نتنياهو الحالية، هؤلاء الذين يضعون علي رؤوسهم الطاقية المحاكة يدويًا، وتُسمي "كيبا سروجا"، وهي رمز اجتماعي–ديني بات معروفًا في الفضاء العام الإسرائيلي.

ويعتقد هؤلاء أنه لابد لهم (لليهود) أن يعيشوا فترة معاناة تُسمي AtchaltaDe'Geulah وتنطق بالعبرية "أتشالتا ديجئولا"، ومعناها "بداية الفداء"، وهي فترة المعاناة التي تسبق انطلاق عملية الخلاص فعليًا.

وقبل وخلال العمل علي إنشاء دولة اليهود في فلسطين (إسرائيل)، وإعلان قيامها حوالي منتصف القرن العشرين، وما بعد ذلك، كان الصهاينة الدينيون يؤكدون بكل الطرق والحيل لإقناع اليهود أنفسهم والعالم، أن الدولة اليهودية بمعناها السياسي مرتبطة بالدين، وذلك سعيًا لاغتصاب فلسطين، وتم توظيف العقيدة اليهودية في هذا الصدد، وذلك بإحالة قيام دولة إسرائيل إلي سلسلة من النبوءات التلمودية والتأويلات اللاهوتية التي تتراوح بين نهاية العالم، وظهور المسيح اليهودي ، وعودة شعب إسرائيل إلي "أرضه الموعودة"، علي اعتبار أنه مخططٌ إلهي مُعدّ سلفًا، حسبما أخبرتهم أساطيرهم المقدسة، وهكذا تم إسباغ القداسة المتأصلة علي الكيان السياسي المسمي "إسرائيل"، وعززت أدبيات الصهيونية الدينية هذا التصور، وكان من أبرز كتابها الحاخام مناحيم مندل كاشير، الذي ربط في كتابه "العصر العظيم" بين الزمن المعاصر والمفاهيم الدينية عن مجيء المسيح من نسل النبي القائد الحربي داوود ويسمونه بالعبرية "هما شياح بن ديفيد" ليعيد لليهود أيام مجد داوود وسليمان.

هناك أيضا كتاب الحاخام يعقوب موشيه بيرجمان "هل يمكن لدولة إسرائيل أن تكون بداية الفداء؟"،

وعشرات الكتب وآلاف المقالات والدروس الدينية التي تلقي في المدارس الدينية "الياشفا" التي تفرّخ دواعش اليهودية، لكن المرجعية الأولي والمنظّر الأكبر لتيار الصهيونية الدينية في العصر الحديث هو الحاخام أبراهام يتسحاق هكوهين كوك (المولود في لاتفيا الروسية 1865 والمتوفي 1935)، وهو أبرز مفكري الصهيونية الدينية وأول حاخام أكبر لليهود الأشكناز في فلسطين، في النصف الأول من القرن العشرين،

يقول كوك في إحدي رسائله:
"بداية الفداء تلوح أمامنا بلا شك.. بعد نهاية الأزمنة المُعلنة، وبعد نفي شعب إسرائيل وعودته، وبعد أن تبدأ الأرض في الإثمار مجددًا، كما في سفر حزقيال (36:8)، حينها فقط تبدأ هذه البداية."، وبصفته الحاخام الأكبر لطائفة الأشكناز وزعيم الصهيونية الدينية في فلسطين خلال فترة الانتداب البريطاني (1918–1948)، منح كوك البركة الدينية للمشروع الصهيوني. ومن موقع سلطته راح يُبشر بأن حق الشعب اليهودي في فلسطين هو "إرادة الله"، وأن علي الحاخامات أن يفعلوا كل ما في وسعهم لإقناع يهود العالم بالقدوم إلي فلسطين واستعمارها.. وللحديث بقية.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية