تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
الحرب الخفية بين إسرائيل و إيران
في رؤيتها الاستيراتيجية لردع القوى الإسلامية الراديكالية التي تهدد مشروعها الصهيوني المسياني، وحلمها الإمبراطوري في التسيد على منطقة الشرق الأوسط ، وقيادتها، والاستيلاء على ثروات بلادها وإخضاع دولها وشعوبها، وضعت إسرائيل إيران منذ عدة سنوات على لوحة التنشين، لردعها والقضاء مبكرا على إمكانية امتلاكها لسلاح يهدد بشكل حقيقي أمنها، ويعطل تنفيذ أطماعها غير المشروعة، سواء بامتلاك (إيران) للسلاح النووي، أو سلاح تكتيكي مثل الصواريخ بعيدة المدى على سبيل المثال.
ومع توتر العلاقة بين إسرائيل و إيران وارتفاع منسوبه في ظل حكم اليمين الإسرائيلي - الحالي - الأكثر تطرفا في تاريخ الكيان الصهيوني، جاء التصعيد الأخير بقرار من نتنياهو وزمرته، والذي بدا للبعض أنه مفاجئ على الرغم من انتظاره منذ سنوات، ليطرح (التصعيد) تساؤلات حول طبيعة هذه المواجهة:
هل هي حرب عسكرية تقليدية؟، أم أننا نشهد تتويجًا لعملية استخباراتية معقدة وطويلة الأمد؟..
بعض التحليلات تشير إلى أن إسرائيل تشن حربًا خفية على إيران تركز بشكل كبير علي الاختراق والعمل السري، منذ ما يقرب من عقدين من الزمان، ووفقًا لهذه الرؤية، ركزت إسرائيل أولا جهودها على اختراق الجبهة الداخلية الإيرانية، فعملت على بناء شبكات عملاء واسعة وتجنيد جواسيس داخل الأراضي الإيرانية، مستفيدة من أي نقاط ضعف محتملة أو اضطراب واستياء داخلي.
ولم يقتصر الاختراق على تجنيد الأفراد، بل امتد إلى تهريب المعدات اللوجستية إلى داخل إيران، وشملت هذه المعدات أجهزة تنصت متطورة، طائرات مسيرة صغيرة، ومتفجرات، وحتى أجهزة تحديد المواقع (GPS) التي تُستخدم لتحديد أهداف دقيقة، وأدوات أخرى منحت إسرائيل قدرة كبيرة على تنفيذ عمليات سرية دون الحاجة إلى اختراق مباشر من الخارج، والتقليل من مخاطر الاكتشاف، وزيادة فعالية الهجمات، وتحقق لها هذا في ضربة البداية للهجمة الحالية، من خلال تنفيذ "ضربات نوعية قوية" داخل إيران، شملت اغتيال عدد من قادة الحرس الثوري الإيراني، وعلماء نوويين بارزين، ولم تكن لتنجح هذه العمليات دون الوصول إلى معلومات استخباراتية دقيقة، وتخطيطًا على مستوى عال جدًا، ولم تحقق إسرائيل هذا إلا بعد تمكن أجهزتها الأمنية من اختراق عميق للأوساط العسكرية والعلمية الإيرانية، والوصول إلى أهداف حساسة تكون عادةً محصنة بشكل كبير، ولم تكن لتصل إليها دون الحصول على معلومات تفصيلية عن تحركاتها والروتين الأمني لها، وهو - بالفعل - ما حصلت عليه من خلال المعلومات التي وفرتها الشبكات الاستخباراتية العميلة الراسخة في الداخل الإيراني.
وإذا ما أردنا أن نخرج مما سبق بدرس مستفاد، فملخصه أن اليقظة الأمنية وتماسك الجبهة الداخلية للدول هما من أهم عوامل أمنها وآمانها، وتزيد هذه الأهمية في عصر الحروب الهجينة، التي لم تعد تقتصر على صد الهجمات العسكرية التقليدية، بل تمتد إلى منع الاختراقات، وتمتين الجبهة الداخلية، ومكافحة الاستقطاب السياسي أو الجهوي او الأيدولجي بين المواطنين، وزيادة الثقة بين النظام الحاكم والمواطن، حتى لا تكون ثغرات تستغلها أجهزة الدول المعادية لتجنيد العملاء ونشر المعلومات المضللة ومن ثم الاختراق والتخريب.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية