تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
متى نستعيد الملكة نفرتيتى وحجر رشيد؟
بعد الاحتفال المبهر بافتتاح المتحف المصرى الكبير بجوار أهرامات الجيزة.. هل يمكن إعادة حجر رشيد من إنجلترا ورأس نفرتيتى من ألمانيا.. سؤال قفز إلى ذهنى.. لأنه حق أصيل لمصر صاحبة هذين الأثرين الهامين وغيرهما من الآثار التى تم تهريبها أو حتى إهداؤها إلى بعض الدول لوضعها بالمتحف الجديد ضمن المعروضات الهائلة.
والحقيقة.. الموضوع ليس بالسهل ولكن لن يضيع حق وراءه مطالب.. خاصة وان الحديث عن هذين الأثرين اللذين نحن بصددهما كثر وخرجت أفواه عديدة سواء على المستوى الرسمى أو الشعبى تطالب بعودتهما لدرجة أنه تمت الدعوة لاستفتاء بشأن ذلك الأمر الذى معه بدأت انجلترا بالذات تعيد النظر فى إعادة حجر رشيد بعدما استولت عليه من فرنسا التى اكتشفته حملتها النابليونية على مصر بعد خروجها مدحورة بعد ثلاث سنوات من الاحتلال عام 1801 فما الذى حدث؟
الاجابة جاءت فى صحيفة الإندبندنت البريطانية التى نشرت قبل حوالى سنة عن وجود اتجاه داخل إدارة المتحف البريطانى فى لندن لإجراء مراجعات بشأن آلية رد بعض التحف والآثار من بينها حجر رشيد إلى دولها الأصلية حتى ان تلك القطع تم اقتناؤها خلال الحقبة الاستعمارية لبريطانيا لكثير من الدول.
وقالت الصحيفة ان الأمر يحتاج إلى قرار سيادى وجرئ من بريطانيا خاصة وان المطالبات من المسئولين فى مصر زادت وتم جمع الملايين من التوقيعات بخصوص ذلك وان هناك ضغوطاً على المتحف البريطانى لإرجاع الحجر لأنه ليس كمثله أثر متسائلين كيف يعقل ان يكون مفتاح الشفرة خارج البلاد.. يقصدون أنه لولا ترجمة الكتابات الهيروغليفية والديموطيقية القديمة ما تمت معرفة اللغة المصرية القديمة وما تم التعرف على الحضارة الفرعونية وأسرتها الـ 30 وملوكها حتى عملية فك رموز الحجر الذى كان والحمد لله مكتوباً بثلاث لغات منها اليونانية القديمة والتى قادت علماء الحملة الفرنسية بالتعاون مع علماء آثار ولغات قديمة من بريطانيا إلى مقارنة اللغتين المصريتين القديمتين باليونانية لنفس النص المكتوب على الحجر، وبالتالى تم التوصل إلى كنة الحروف المصرية وبالتالى الكلمات ثم الجملة لذا تم اطلاق «مفتاح الشفرة» على حجر رشيد.
الحقيقة: علينا كمصريين طرق الحديد وهو ساخن.. اعنى الاجواء الرائعة المصاحبة لافتتاح المتحف الكبير كحدث تاريخى هام.. وما يضمه من آثار للحضارة المصرية القديمة ومثل هذا الحجر جزء من تلك الحضارة وهذه مسئولية وزارتى الخارجية والسياحة والآثار بالذات.. بالاضافة إلى تجديد الدعوة للاستفتاء الشعبى وجمع ملايين التوقيعات وارسالها إلى بريطانيا والى منظمة اليونسكو المعنية بالتراث كما يمكن إذا لم تكن استجابة بريطانيا رفع دعوى قضائية امام المحاكم الدولية المختصة وهو اجراء ضرورى نجح فى استعادة آثار مهربة من قبل كما يمكن لمصر ان تستغل مطالبة فرنسا لانجلترا أكثر من مرة لاستعادته أو حتى كإعارة مقابل لوحة نسيج بابو البريطانى المعروضة فى فرنسا وهى أشهر قطعة اثرية بريطانية ترجع إلى ألف عام عن الغزو النورماندى وفق تقارير نشرتها صحيفة الفاينانشيال تايمز.
أما بالنسبة لرأس نفرتيتى والتى سعدت بمشاهدتها خلال زيارتى لألمانيا فستكون بنفس حجر رشيد فى المطالبة بشدة لإعادتها إلى بلده الاصلى بعد اكتشاف تلك الرأس عام 1912 فى تل العمارنة وهو تمثال نصفى للملكة الفرعونية وأثارت أيضاً جدلاً عنيفاً بين مصر ألمانيا بسبب المطالبة بإعادته واصرار ألمانيا على الرفض بحجة أن التمثال رمز ثقافى لبرلين وطبعاً هذا مرفوض ثقافياً وتاريخياً إذا كيف لتمثال مصرى ان يكون رمزاً لمدينة غربية، كما أنه علينا كمصريين ألا نهادن فى هذا الأمر الذى يمثل جزءاً من تاريخنا نحته النحات المصرى عام 1345 ق.م لزوجة الفرعون إخناتون من الأسرة الـ 18 الفرعونية ويشتهر بتخليه عن تعدد الآلهة المصرية التقليدية وإدخال عبادة جديدة تركزت على «آتون» والتى توصف بأنها ديانة توحيدية فلابد من طرق كافة الأبواب لاستعادة آثارنا المنهوبة والمهربة وتخصيص برامج وحملات على كافة وسائل الاعلام وتبصير العالم بأهمية تواجد تلك الآثار فى متاحف بلدها التى خرجت منه فى غفلة من الزمن خاصة ما كنا بصدده أو حتى استعادتها مدة زمنية إذا دخلت المفاوضات إلى طريق مسدود.
> وأخيراً:
الاحتفالية بافتتاح المتحف المصرى الكبير لا يمكن وصفها لأنها كانت قمة فى الروعة والترتيب أبهرت الضيوف قبل المصريين الذين تابعوا بشغف على مدى أكثر من ساعتين برنامج الحفل التاريخى.
> وجود كنوز الملك الذهبى فى المتحف فكرة عبقرية لأهمية مقتنيات هذا الفرعون التى تزيد على 5170 قطعة تم نحتها بدقة متناهية.
> أتمنى زيادة البعثات سواء المصرية أو الأجنبية لإجراء عمليات تنقيب خاصة فى وادى الملوك والملكات بالبر الغربى بالأقصر وعدم اليأس لأن يقينى وجود ملوك آخرين لم يتم الكشف عن مقابرهم مثلما حدث مع توت غنخ آمون الذى تم اكتشافه بالصدفة.
> إذا كانت هذه هى كنوز فرعون مات صغيراً وتم دفنه وعمل كنوزه أو مقتنياته على عجل فكيف كان الحال إذا ما كانت عظمة مقتنيات الملوك الكبار مثل رمسيس الثانى أو امنحتب أو مرنبتاح أو سنفرو أو خوفو وخفرع ومنكاورع وغيرهم.
> أتمنى تخصيص أول نوفمبر من كل عام يوماً لدخول المصريين بالمجان لتمكين الأسر البسيطة لمشاهدة عروض هذا المتحف.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية