تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

كان كل شيء يسير بصورة طبيعية، 9 أيام انقضت من شهررمضان، و»مدرسة المشاغبين» تشغل الرأى العام، والمدارس تبدأ أسبوعها الثانى، وطلاب الفترة المسائية ما زالوا فى انتظار الانصراف إلى الفصول.

كنت بالصف الخامس الابتدائى بالفترة الصباحية، واجلس لأستذكر دروسى، وصوت راديوالجيران يصلنى، والإذاعة تذيع برامجها اليومية، وأغانى «أهلاً شهر الصوم، ورمضان جانا»، وفى الساعة الثانية و10 دقائق انقطع الإرسال، وانطلق المارش العسكرى، وانجذبت للراديوانتظاراً للقادم، وقلبى ينبض بعنف، لينطلق صوت المذيع «حلمى البلك»، ويقول بنبرة هادئة: هنا القاهرة، جاءنا الآن البيان التالى من القيادة العامة للقوات المسلحة: «قام العدو فى الواحدة والنصف من بعد ظهر اليوم بمهاجمة قواتنا فى منطقتى الزعفرانة والسخنة فى خليج السويس، بواسطة عدة تشكيلات من قواته الجوية، عندما كانت بعض من زوارقه البحرية تقترب من الساحل الغربى من الخليج، وتقوم قواتنا حاليًا بالتصدى للقوات المغيرة».
 

فجأة سمعت ضجيجاً فى الشارع، والبعض يهتف الله اكبر، وعرفت من والدى «رحمة الله عليه» بعد أن عاد من عمله فى غرفة عمليات محافظة القاهرة، أن الحرب بدأت بهجوم من جيشنا والقوات السورية على العدو بسيناء وهضبة الجولان، وتمر 25 دقيقة، وأنا وجيرانى فى انتظار ما يطمئننا ويبدد خوفنا، وتتصاعد المشاعر حتى تأتى الساعة الثانية و35 دقيقة، ويتوقف الإرسال، واسمع المارش العسكرى، ويأتى صوت «يحيى عبد العليم» معلناً: «هنا القاهرة، جاءنا الآن البيان التالى: ردًا على العدوان الغادر الذى قام به العدو ضد قواتنا، تقوم حاليًا بعض من تشكيلاتنا الجوية بقصف قواعده وأهدافه العسكرية فى الأراضى المحتلة».

بدأت تباشير النصر، فجاء البيان الثالث فى الثالثة عصراً، عندما قال «حلمى البلك»: «إلحاقًا بالبيان الثانى، نفذت قواتنا الجوية مهامها بنجاح، وأصابت مواقع العدو بإصابات مباشرة، وعادت جميع طائراتنا إلى قواعدها سالمة عدا طائرة واحدة».. وفى الثالثة والنصف، وبصوت «يحيى عبد العليم»، كان البيان الجديد: «حاولت قوات معادية الاستيلاء على جزء من أراضينا غرب القناة، وقد تصدت لها قواتنا البرية، وقامت بهجوم ناجح ضدها، بعد قصفات مركزة من مدفعيتنا على النقاط القوية المعادية، ثم قامت بعض من قواتنا باقتحام قناة السويس، ومطاردة العدو إلى الضفة الشرقية فى بعض مناطقها، ولا يزال الاشتباك مستمراً».. وتتعالى الأصوات بهتافات: «الله أكبر.. الله أكبر.. النصر لمصر».. نعم هى معركة الحسم.. وللحديث بقية

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية