يستكمل المشيرمحمدعلى فهمى قائد قوات الدفاع الجوى ذكرياته قائلاً : تأكيداً للسرية تركنا للقوات مظاريف مغلقة يفتحها قادة التشكيلات عندما تصلهم كلمة «كودية» .. وفى صباح السادس من اكتوبر73 ذهب اللواء حسنى مبارك قائد القوات الجوية لممارسة رياضة التنس لمدة ساعة كعادته كل يوم وذلك بعدما أخبرالجميع بسفره وعدد من الطيارين الى ليبيا .

وفى العاشرة صباحاً ذهب قائد القوات الجوية الى وزير الحربية لكى يطمئن على الاستعدادات وموقف قواتنا .. وفى الواحدة والنصف بعد عودته لقيادة قواتنا الجوية أعطى هو والقادة الكلمة «جبار» وشعر الجميع أن ورقة الأسئلة سُلمت والامتحان بدأ وعلينا انتظار الإجابات.. وشرع كل قائد تشكيل فى اتخاذ الإجراءات التى تدربوا عليها لتأمين الحشد الهائل من الطائرات والقاذفات العابرة الى سيناء من نيران طائرات ووسائل دفاع القوات المعادية .. وعبرت طائراتنا فى «الثانية و4 دقائق» قناة السويس متجهة الى أهدافها .. وبعدها بدقيقة هدر أكثر من 4 آلاف مدفع على امتداد الجبهة وخط بارليف بمعدل «75 طلقة فى الثانية» .. وفى «الثانية و20 دقيقة» بدأت الموجات الأولى من جنود المشاة فى اقتحام القناة من السويس الى بورسعيد.
 

ولم ننتظر كثيراً، ففى التوقيت الذى وضعته الخطة تماماً جاء العدو فى الثانية و40 دقيقة .. وتوالت البلاغات باقتراب طائرات معادية ومزق الصمت انطلاق الصواريخ المضادة للطائرات والطلقات المتتابعة من مواسير المدافع وتتهاوى الطائرات ذات النجمة السداسية الزرقاء واحدة وراء الأخرى.. وتلتقط أجهزة الرادار فى الخامسة إشارة لاسلكية تحمل أوامر من الجنرال بنيامين بيليد قائد الطيران الإسرائيلى الى طياريه بتجنب الاقتراب من قناة السويس لمسافة تقل عن 15 كيلو متراً..

وتهدأ المعركة فى السماء الى حين بعد أن أسقطنا ما بين 16 و18 طائرة واستمرت قواتنا الباسلة فى التدفق الى البر الشرقى واكتساب الأرض .. وبدأ الظلام يسدل أستاره .. ووجه قائد الدفاع الجوى الى مؤتمر بغرفة العمليات وذلك بعد توقف النشاط المعادى نتيجة لخسائره .. وتوقع المشير فهمى أن يعيد العدو توازنه والنظر فى خطته ويستكمل حشد طياريه المتميزين ..

وتوقع المشير فهمى حجماً أكبر من طائرات العدو مع أول ضوء فى اليوم الثانى.. ويستكمل المشير محمد على فهمى الحديث عن الذكريات ويتذكر أول اتصال بينه وبين الرئيس أنور السادات بعد بدء الحرب وكان صباح 8 أكتوبر فى غرفة عمليات القوات المسلحة وتسمية إسرائيل «الإثنين الحزين» .. وللحديث بقية.