فى الأيام الثلاثة الأولى من حرب أكتوبر بلغت الخسائر الإسرائيلية طائرة كل ساعة ودبابة كل 15 دقيقة منها اللواء «المدرع 190» الذى يقوده الكولونيل عساف يأجورى مما دفع «تل أبيب» لتسميته «الاثنين الحزين».

 تقابلت مع أسد الفرقة الثانية العميد يسرى عمارة الذى قام بأسر الكولونيل عساف عندما كان برتبة نقيب وقد استمعت منه القصة وأنا أقضى فترة تجنيدى طالبًا بكلية «الضباط الاحتياط « بعد 12 عامًا من انتصارات أكتوبر 73 وكان المقدم يسرى عمارة ابن الشرقية معلمًا ومحاضرًا بالكلية وتقابلت معه ومعى صديقى وزميلى ورفيق رحلة الكفاح المرحوم الأستاذ ياسر رزق عندما أصبحت محررًا عسكريًا ونحن نجهز لإعداد الكتاب.. وقال لنا العقيد يسرى عمارة إن مشاعر الألم والحزن كانت تعصف به بعد إصابته وهو يرقد فى مستشفى المعادى بعيدًا عن زملائه الذين يعزفون سيمفونية النار والتحرير.. فمنذ تخرجه بالكلية الحربية عام 69 وهو يحلم بيوم تتكلم فيه البندقية وتقول للعالم هكذا يقاتل المصريون ويحققون النصر.
 

 ويتذكر أسد الفرقة الثانية عندما حضر صباح 6 أكتوبر العقيد جلال مروان قائد الكتيبة التى يقود سريتها المضادة للدبابات ويخبره وأقرانه من الضباط أن ساعة الصفر المنتظرة ستكون فى الثانية من بعد الظهر ويبدأ فى الشرح لهم خطة التحرك مؤكدًا على عدم إبلاغ الجنود إلا فى وقت متأخر حتى لا يشعر العدو بتحركات غير عادية.. ومع الموجات الأولى للعبور واجتياز قناة السويس تحركت الكتيبة ودوت هتافات «الله أكبر» فى منطقة الفردان شمال الإسماعيلية التى تتمركز بها الكتيبة وزادت مع رفع العلم المصرى خفاقًا فوق أرض سيناء.. ويمضى أول يوم قتال بنجاح.

 وفى اليوم الثانى يواصل أبطالنا البواسل تحقيق النجاح ويسيطرون على 9 كيلومترات شرق قناة السويس.. ويحل يوم الاثنين 8 أكتوبر ويبدأ العدو فى تحريك الاحتياطى الاستراتيجى والتقدم فى اتجاه قواتنا وبدأوا بلوائهم المدرع 190مصحوبًا بقوات شرسة فقفز رجال الكتيبة من مركباتهم وسحقوا الدبابات المعادية وشاركهم رجال اللواء الرابع المصرى المجاور لهم العديد من الدبابات والمركبات المدرعة عند تبة الشجرة.. وتفشل القوات المعادية فى هجومها المضاد ويتحول يوم 8 أكتوبر يومًا حزينًا فى إسرائيل بعد فشلهم وخسارتهم اللواء المدرع 190 الذى كان يقوده الكولونيل عساف يأجورى وأسره.. وللحديث بقية.