تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

حرب الساعات الست

سعادة وفرحة لا توصف غطت وجوه المتواجدين فى مركز العمليات بعد سماعهم خبر نجاحنا فى الضربة الجوية الأولى، وأسرع اكثر من ضابط الى خارج الغرفة لنشر الخبر السعيد لباقى الضباط المتواجدين بالمركز.

توالت البلاغات على مركز العمليات وكان أولها من اللواء محمد سعيد الماحى مدير المدفعية عن بدء التمهيد النيرانى بأكثر من ألفى مدفع وهاون أطلقت قذائفها على مواقع القوات الاسرائيلية شرق القناة بسيناء..

ويصل أول بلاغ من الجيشين الثانى والثالث بنزول الموجات الاولى للعبور من قوات المشاة والصاعقة بألف قارب ليضع أكثر من 8 آلاف جندى مصرى أقدامهم على الضفة الشرقية لقناة السويس ويتسلقوا الساتر الترابى حاملين معداتهم وأسلحتهم ويقتحموا دفاعات العدو.. بينما يقوم رجال المهندسين العسكريين بفتح الثغرات فى الساتر بمدافع المياه وتشغيل المعديات وإقامة الكبارى لتعبر عليها الدبابات والمجنزرات ومدافع الميدان والمعدات الثقيلة.

ويأتى أغلى بلاغ فى الثانية والنصف برفع اول علم لمصر على الضفة الشرقية بعد 6 سنوات عجاف وترقص القلوب فرحا بهذا النبأ الذى كان حلما لكل المصريين انتظروا تحقيقه.. ويأتى بعد 16 دقيقة بلاغ بسقوط اول نقطة حصينة فى خط بارليف لتتهاوى بعد ذلك النقاط والحصون وتتوالى البيانات والبلاغات بنجاح قواتنا.. وفى السابعة والنصف مساء يأتى بيان بأن فرق المشاة الخمس قد عبرت واقتحمت القناة على طول المواجهة التى تبلغ 170 كيلومترا واستولت على 15 نقطة قوية حصينة وأقامت رؤوس كبارى بعمق من 3 الى 4 كيلومترات شرق القناة.

وبعد 6 ساعات من بدء الحرب وفى حوالى الثامنة يغادر الرئيس أنور السادات مركز العمليات بعد ان اطمأن الى نجاح العبور وتوجه الى قصر الطاهرة لمقابلة السفير السوفيتى الذى ألح فى طلب مقابلته.. ويؤكد لنا اللواء حسن الجريدلى ان الإعداد للحرب بدأ بعد نكسة يونيو 67 اقتصاديا وسياسيا ومعنويا وإعادة بناء قواتنا المسلحة واسترداد الرجال الثقة فى أنفسهم واستمرار تدريب الجنود مرات ومرات على العبور وصعود الساتر الترابى واقتحام النقاط الحصينة والاستيلاء عليها والاستعداد للهجمات المضادة من العدو المحتل لسيناء.

واختتم أمين عام وزارة الحربية ذكرياته بأن الإعداد لحرب أكتوبر لم يتم فى يوم وليلة بل استغرق 6 سنوات وأن اختيار التوقيت كان مجرد سطر فى ملف التخطيط حتى تحقق النصر ..وللحديث بقية.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية