عند الرابعة و7 دقائق من بعد ظهر السادس من أكتوبر 1973 انطلق صوت حلمى البلك بأغلى كلمات سمعها المصريون‎ قائلًا: نجحت قواتنا فى اقتحام قناة السويس بقطاعات عديدة واستولت على نقاط العدو القوية وقامت برفع علم مصر على الضفة الشرقية، كما قامت القوات السورية باقتحام مواقع العدو فى مواجهتها وحققت نجاحاً مماثلاً.. كل شيء تغير، الوجوه تهللت فرحاً ببشارة النصر وتعالت الأصوات «الله أكبر.. النصر لمصر» فقد سقطت الأوهام وتحطمت جدران الهزيمة وانهارت أساطير الجيش الذى لا يقهر وتناول المصريون إفطارهم أمام البيوت وكلهم فخر بعد أن جاء «الطوفان» المصرى ليكتب تاريخاً جديداً فى كتب العسكرية.

بعد ما يقرب من 40 دقيقة جاء البيان السادس ليزف لنا أنه نتيجة لنجاح قواتنا قام العدو بدفع قواته الجوية بأعداد كبيرة تصدت لها مقاتلاتنا واشتبكت معها فى معارك عنيفة أسفرت عن تدمير11 طائرة للعدو وفقدنا 10 طائرات.. وحمل البيان السابع فى السابعة والنصف بأن قواتنا نجحت فى عبور قناة السويس على طول المواجهة والاستيلاء على الشاطئ الشرقى للقناة وتواصل قتالها مع العدو بنجاح وقامت قواتنا البحرية بحماية الجانب الأيسر لقواتنا على ساحل البحر الأبيض المتوسط وقامت بضرب الأهداف المهمة للعدو على الساحل الشمالى لسيناء وإصابتها إصابات مباشرة.
وبعد منتصف الليل بـ 37 دقيقة كان البيان الثامن وجاء فيه أن العدو قام بعد آخر ضوء بهجمات مضادة بالدبابات والمشاة الميكانيكية ضد قواتنا التى عبرت قناة السويس ومن اتجاهات مختلفة وقد تمكنت قواتنا من صد جميع هذه الهجمات وتدمير العدو وتكبيده خسائر كبيرة فى الأفراد والمعدات ولا زالت قواتنا تقاتل بنجاح.. وبليل 6 أكتوبر وحتى صباح اليوم الـ 7 استمر قتال قواتنا مع العدو ودارت معارك عنيفة قام العدو خلالها بهجمات مضادة محاولاً استعادة الموقف ولكنه فشل وتمكنت قواتنا من صد هجماته مع تكبيده خسائر كبيرة وقامت قواتنا البحرية بتدمير 5 قطع بحرية للعدو وقصف بعض المناطق المعادية بالشاطئ الشرقى لخليج السويس وكانت خسائر العدو 27 طائرة و60 دبابة و15 موقعاً حصيناً، أما خسائر قواتنا فهى 15 مقاتلة وبعض الطائرات الهليكوبتر وما زالت قواتنا تتدفق وتواصل تقدمها.. وللحديث بقية.