تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

المعادلة الصعبة !

إعلان وزارة الصحة والسكان انخفاض عدد المواليد فى مصر.. ولأول مرة منذ ٥٠ عاما.. خبر لا يجب أن يمر مرور العابرين ويستحق التوقف والتأمل.. والبحث عن الأسباب..

خاصة أن الحملات والمحاولات الرسمية السابقة منذ حملة حسنين ومحمدين، التى عرفها وعاصرها جيلى.. إلى حملة أسرة صغيرة تساوى حياة أفضل فشلت تمامًا فى تحصيل هذه النتيجة المفاجئة.

إن جهود وزارة الصحة والسكان.. وهى مشكورة ومقدرة.. إلا أننا عند استعراضها لا ينبغى إغفال أرقامًا رسمية أخرى تتحدث عن انخفاض نسبة الزواج.. وارتفاع نسبة الطلاق.

ولا شك فى أن جهود الدولة فى خفض نسبة المواليد هى سبب.. ولكنها ليست السبب الوحيد.. وإن كان مهما.. إلا أن هناك أسبابًا أهم، فقد تزامنت هذه الجهود الرسمية مع أسباب أخرى يجب وضعها فى الاعتبار.

فالدولة ممثلة فى وزارة الصحة وضعت خطة عاجلة تستهدف خفض نسبة الإنجاب لـ ٢،١ طفل لكل سيدة بحلول ٢٠٢٧.. شملت توسيع مراكز المشورة الأسرية بنسبة١٠٠%.. وتوفير وسائل تنظيم الأسرة بنسبة ٧٠%.. وخفض الولادات القيصرية إلى٦٢ %.. مع زيادة نسبة الرضاعة الطبيعية بنسبة ٧٣%.. وزيادة المباعدة الإنجابية لمدة تتراوح بين ٣ و٥ سنوات.. وهى من أهم أسباب خفض المواليد فى الخطة.. وذلك نزولا من 2.54 فى٢٠٢٣ إلى 2.41 فى ٢٠٢٤.. فيما وصف الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء أرقامه بأنها إبطاء لمعدل الزيادة السكانية بواقع
٢٢٠ مولودًا يوميًا.. ونزولاً من ٥٣٨٥ إلى ٥١٦٥ مولودًا.

ورغم أنها جهود لا ينكرها أحد إلا أن عوامل أخرى كان لها التأثير الأكبر فى خفض نسبة المواليد.. والأرقام تضعنا أمامها، حيث ارتفعت نسبة الطلاق إلى 3.5%.. وانخفضت نسبة الزواج 2.5%.. والأسباب لم تعد خافية على أحد كارتفاع المهور.. واشتعال الأسعار.. وزيادة معدلات التضخم.. وصعوبة تدبير مسكن.. بعد أن اشتعلت أسعار التمليك والإيجار الجديد معها.. وتحت تأثير انخفاض قيمة العملة.. ووجود ملايين اللاجئين.. وعدم وجود تشريع يضع سقف الزيادة شقق الإيجار الجديد المتاحة.. كلها أسباب أدت إلى تراجع نسبة الزواج على النحو المذكور.. وانخفاض معدلات الزيادة السكانية.

فجيل زد من أبنائنا اليوم لم يعد يعتبر الزواج واجبًا اجتماعيًا وسنة كونية بقدر

ورغم أن انخفاض معدلات الإنجاب يقابله نموًا ملحوظًا فى خدمات الصحة والتعليم والإسكان.. إلا أننى أتمنى مع عام جديد صرنا على أبوابه أن تنجح مصر فى تحقيق المعادلة الصعبة.. خفض الانجاب مع زيادة نسبة الزواج وانخفاض نسبتى الطلاق والعنوسة.

المعادلة كما قلت صعبة.. ولكنها ممكنة.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية