تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
هل انتهى عصر الصورة
هل من الممكن أن نقول فى هذه اللحظة المليئة بالصراعات، وكذلك بالتقدم التكنولوجى، وما خلفه من «ذكاء اصطناعى»: إن الصورة عنوان الحقيقة.
بلا شك إن للصورة «أهميتها وتفردها»، وربما تستطيع أن تنطق بما تعجز مقالات عن الإشارة لدلالته، وما تعكسه فى النفس البشرية من الشعور بالرضا أو السخط، لاسيما ما لهذه «الصورة» من أهمية فى أوقات النزاعات والحروب التى نعيشها الآن.
لكن الواقع يقول عكس ذلك تمامًا، فلم تعد «الصورة» قادرة على نقل الحقيقة بأكملها، بل إنها أصبحت -فى بعض الأحيان- أداة من أدوات التزييف، وهذا ما أشارت إليه «سيلجى فورسوند» فى كلمتها التى شاركت بها فى مؤتمر «صحافة الحرب والصراع فى العصر الرقمى.. ما هى المخاطر»، الذى أقيم مؤخرًا بالقاعة الشرقية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.
سيلجى تتولى منصب رئيس قسم التحقق فى المنظمة النرويجية للتحقق من الحقائق والتدقيق فى المعلومات، وقد أشارت لدور هذه المنظمة فى هذا المجال، وضربت مثلًا لعملها عقب انتشار صورة لجندى يحارب فى صفوف الجيش الأوكرانى ضد روسيا، وزيه يحمل شارة الجيش النرويجى، وكان السؤال: هل النرويج مشاركة أصلًا فى الحرب؟
وبالفعل تبين عن طريق إخضاع هذه الصورة «للتحقق»، أنه تم اصطناعها على «زى» الجندى، واكتُشف ذلك عبر استخدام «الضوء»، الذى أظهر الفبركة.
ولمعرفة المزيد من سلبيات «الذكاء الاصطناعى» قام إرنى جينسن المستشار الأول لجمعية المحررين النرويجيين فى كلمته بعنوان «الأخلاق والتوازن والحقيقة فى تغطية الحروب»، بإذاعة فيديو لمراسلة تزعم فيه قيام أحد المتحاربين فى الحرب الروسية الأوكرانية، بارتكاب جرائم حرب، وقامت بسرد الحكاية باللغة العربية، وبعد أن تألمنا لما روت، كانت المفاجأة، أن هذا «الحديث» مفبرك، وأن المتحدثة لا تعرف العربية أساسًا، لكن عن طريق برنامج فى «الذكاء الاصطناعي» تم إقناعنا بأن ما قيل هو الحقيقة.
إن هذا المؤتمر طرح العديد من الإشكاليات الحالية، التى تواجه المؤسسات الإخبارية فى إطار سعيها لنقل حقائق ما يحدث على الأرض، خاصة فى مناطق النزاعات، والأهوال التى تقابل الصحفيين والإعلاميين للقيام بمهامهم، يضاف لذلك «الثورة التكنولوجية» التى تستطيع أن تقلب الأمور «رأسًا على عقب».
هذه الدورة السادسة من مؤتمر القاهرة للإعلام، طرحت العديد من الموضوعات التى توجه مهنة الإعلام، وهو ما يتطلب حوارًا أوسع، تتبناه المؤسسات والجهات العاملة فى مهنة الإعلام.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية