تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
من أجل هذا الفعل تلعب كرة القدم
المشهد الأهم والأكثر شهرة، فى بطولة الأمم الإفريقية 2025، التى تستضيفها حاليا دولة المغرب الشقيق، حدث خارج المستطيل الأخضر، وليس بداخله، وهو المشهد الذى صفق له الجمهور طويلا لحظة وقوعه، واستمر التصفيق عبر المنصات والشاشات بمختلف اللغات.
هذا المشهد الذى قام به لاعب المنتخب المصرى محمد شحاتة، أثناء الإحماء، انتظارا لانطلاق المباراة الأولى للمنتخب المصرى مع زيمبابوى؛ عندما شاهد طفلا مغربيا من الذين يجمعون الكرة، يرتعش من البرد، قام على الفور، بإهدائه قميصه، ليخفف عنه هذا الشعور، وقبل الطفل بتلقائية شديدة هذا الأمر.
ما فعله «محمد شحاتة» هو جوهر الرياضة بأخلاقها ومثلها العليا؛ فى هذه اللحظة لم يفكر فى شيء سوى حماية هذا الصبى، الذى يقف احتراما وتبجيلا لهذه اللعبة الأشهر، ولا يبغى سوى مشاهدة هؤلاء «اللعيبة» فى الملعب، فهو بالتأكيد أحد الناشئين والبراعم، ويتمنى أن يكون مكانهم فى الملعب، وأن يأتى هذا اليوم سريعا، لكى يمثل فريقه وبلده، يا ترى ماذا شعر هذا الطفل به من قيم، وما ترسخ لديه من شعور تجاه كرة القدم فى هذه اللحظة، بالتأكيد وصله المغزى الأكبر من هذه اللعبة، وهى التعامل الإيجابى مع الأحداث، وأن نعلى القيم الأخلاقية على أى منافسة، وأن يكون تفكيرنا جماعيا، لا فرديا.
فـ «كرة القدم» لعبة جماعية، ليست فى ممارستها فقط، بل فى قيمها، وما تريد أن ترسخه فى ذهن الجماهير، ليس الغرض المكسب والخسارة بالأهداف، وإنما ما يتجاوز «سطحية اللعبة» فى نتيجتها، إلى «عمق مغزاها».
بالتأكيد لم يكن فى ذهن محمد شحاتة كل هذه التحليلات، لكن من المؤكد أنه لم يغب فى ذهنه وهو يفعل ما فعله، المغزى الحقيقى للعبة، وقد عبر عن ذلك فى أحاديثه، بأنها «لقطة عادية»، فهذا الطفل المغربى هو أخوه، ولم يفكر سوى فى حماية هذا الأخ من الإيذاء، شعور قد نفتقده فى مجمل سلوكنا، أن نفكر فى الآخرين بقدر ما نفكر فى ذواتنا، بل علينا فى لحظات أن ننسى هذه الذوات، من أجل قيم ستظل حتى بعد رحيلنا.
سيبقى هذا المشهد خالدا فى سجل محمد شحاتة، بل إنه سجل «الهدف» الأغلى والأهم فى حياته، هذا الهدف الذى سيجعل من يتابعه، شغوفا به، مستمتعا بأدائه، راضيا عن أخلاقه، منحازا لهذه اللعبة بأخلاق فرسانها.
من أجل هذا تلعب كرة القدم بصفة خاصة، والرياضة عامة.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية