تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > طارق الطاهر > ماذا أعددنا لـ «أم كلثوم»؟

ماذا أعددنا لـ «أم كلثوم»؟

فى فبراير القادم تمر الذكرى الخمسون لرحيل أم كلثوم، والسؤال الذى طرحته على نفسى: ماذا أعددنا لأم كلثوم؟

السؤال مصدره سؤال آخر: ماذا استفدنا من مرور خمسين عامًا على رحيل طه حسين (أكتوبر ١٩٧٣)، الإجابة من وجهة نظرى هى مصدر خوفى على «خمسينية أم كلثوم»؛ لأنه ببساطة لم يحدث ما كنت أنتظره من أن تتحول خمسينية طه حسين إلى مشروع قومى، يستمد دلالاته وأفكاره من شخصية فريدة فى تاريخ هذا الوطن،

فبخلاف مؤلفاته التى أعيد نشرها، لم تواكبها ندوات لتحليلها واستنباط قيمها، ولم يتحول الأمر إلى «حالة» معرفية شاملة، نستنطق فيها قيم التنوير والوطنية.

بصراحة لم نقم بواجبنا تجاه طه حسين بما يليق، استنادًا لمجموعة القيم التى أرساها، ونود -لا سيما فى هذا التوقيت - أن نجد صداها فى الأجيال الحالية.

للأسف ضَيَّعنا من بين أيدينا فرصة كبرى، بأن نقيم عامًا كاملًا من الأنشطة والفعاليات والمؤتمرات والجوائز التى ترسخ لقيم التنوير والوطنية والدفاع عن تراب هذا البلد، لكى نعى جميعًا جوهر ما قدمه طه حسين -على سبيل المثال- من جهود فى سبيل قضية تحرير وطنه هو ومجايلوه وتلاميذه.

للأسف ركزنا على جانب وحيد فى سيرة طه حسين «المؤلفات»؛ لكننا لم نستغل هذه الخمسينية لمناقشة القضايا الأساسية التى طرحها صاحب «الأيام»، فلم نستفد من سيرته وكيفية تحويله الأحلام إلى واقع ملموس، وأن نعطى الأمل «لشبابنا» بأننا نستطيع تجاوز الصعوبات والمِحن، وكان من الممكن أن نتوسع فى هذه «الخمسينية»؛ لنلقى الضوء على مُجايلى طه حسين، الذين صنعوا بعلمهم وأدبهم وثقافتهم تاريخًا مجيدًا لأوطانهم.

ضاعت فرصة طه حسين.. فهل ستضيع فرصة أم كلثوم، أو سيتم اختصارها فى عدد من الحفلات!!

«أم كلثوم» اسم صاحب تاريخ متفرد، ليس صوتًا استثنائيًا فى تاريخ الغناء العربى فحسب، بل شخصية استثنائية فى جميع الأدوار التى لعبتها، وأهمها دورها المساند لقضايا وطنها، لا سيما بعد نكسة ١٩٦٧، يُضاف إلى ذلك أدوارها المتعددة فى الدفع بالصناعة المصرية ومؤازرتها للشركات الوطنية فى هذا المجال، دورها -كذلك- فى تجمع المرأة المصرية، وما فعله هذا التجمع من أنشطة مساهمة فى بناء الوطن، والشد من أزره فى المحن والمصاعب،

ويُضاف لذلك الكثير من الأدوار والمشروعات التى خرجت للنور، أو التى أجهضت مثل مشروع «دار أم كلثوم الخيرى».

ما أقصده أنه لابد من برنامج واضح تتضافر فى وضعه العديد من جهات ومؤسسات الدولة، لتقدم عامًا استثنائيا فى «حب أم كلثوم»، الذى يعنى بشكل من الأشكال «حب هذا الوطن».

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية