تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
طه حسين الثانى
تحية واجبة لفضيلة الشيخ د. أحمد الطيب، شيخ الجامع الأزهر، على عقلانيته المفرطة فى إدارته لأكبر مؤسسة دينية فى العالم الإسلامى، فعبر سنوات مشيخته يخطو خطوات واسعة نحو تقريب «صحيح الدين»، ويبذل جهودًا كبيرة فى سبيل رفع قيمة ومكانة الأزهر الشريف.
وهو لا يتسم فقط بهذه العقلانية، وإنما يدمج مع ذلك عاطفة جياشة نحو أعمال الخير، ورعاية المحتاجين، وتشجيع طلبته، وهم فى منزلة الأبناء من قلبه، هذا التشجيع الذى أوصل أحد هؤلاء الطلبة، وهو فى سن الـ 17 عاما، إلى أن يؤم المصلين فى صلاة التراويح، من قلب الجامع الأزهر، ومن خلفه شيوخ كبار وأساتذة أجلاء، فى مشهد لا يحدث سوى فى مصر، التى تزخر بالموهوبين فى كل المجالات.
وإدراكا من فضيلته لهذا «الكنز» المكتشف وهو الطالب محمد أحمد حسن، صاحب البصيرة، والذى كان إماما فى صلاة التراويح، وجذب صوته الملايين من المتابعين عبر وسائل التواصل المختلفة، قابله وأسرته، وذلل صعابا فى طريق هذه الأسرة التى كانت سببا فى سعادة الملايين بصوت واحد من أبنائها، وقد طلب الشيخ محمد أن يتعلم الإنجليزية، ووافق فضيلته على دعمه فى هذا الاتجاه، ليكون خير سفير لرسالة الأزهر الشريف.
لكن ما توقفت عنده بحق هو طلب الشيخ د. أحمد الطيب من تلميذه محمد أحمد حسن أن يكون «طه حسين الثانى»، هذا الطلب الذى فوجئت به من قبل فضيلته، لأنه يحمل فى طياته العديد من المعانى، فـ «طه حسين» الذى تقدم - ذات يوم - فضيلة شيخ الجامع الأزهر فى عام 1927 ببلاغ ضده، استنادا لتقرير من علماء الأزهر، بعد أن نشر د. طه حسين كتابه «فى الشعر الجاهلى»، وقد دافع العميد عن نفسه، متبرئا من أى اتهام ينال صحيح عقيدته، جاء اليوم ليطلب أحد أبرز من تولوا شيخ الجامع الأزهر، من طالب نابغة أن يكون طه حسين الثانى.
تحية تقدير لفضيلة الإمام د. أحمد الطيب، الذى يمتلك قدرة كبيرة على العطاء، وإرسال الرسائل ذات المعنى البليغ والحكيم.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية