تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

سلماوى فى العشرين

كعادته يفاجئك دائمًا الكاتب الكبير محمد سلماوى بما لا يخطر لك على بال، سواء بفكرة جديدة تلمع فى ذهنه، ويسعى إلى تحقيقها على أرض الواقع، أو كتابات مبشرة تنحاز إلى قضايا الناس وهموهم.

وهو فى الثمانين، وتحتفل به وزارة الثقافة فى مجلسها الأعلى، وإذا به بدلا من أن يقول كلمة شكر فقط، يخبرنا بما دار بينه وبين نفسه فى اليوم السابق للاحتفالية، هذه النفس التى ترفض الثمانين، وترى نفسها فى العشرين، بل الأدهى أنها ما زالت تعيش وتشعر بما شعرت به يوم مولده «السبت 26 مايو 1945».

هذا الحديث بين سلماوى ونفسه، ربما غطى برهافته وثقته بنفسه، على كلمات كثيرة قيلت، إذ استطاع بعبارات موجزة، أن يقدم ما يشبه سيرة مكتملة؛ أخبرنا عن الطبيب الذى تولى عملية ولادته؛ «على باشا إبراهيم»، وما تركه من أثر صغير فى عنقه، لجذبه عنوة بالجفت الطبى مرورًا بالأحداث الجسام التى وقعت فى ذات عام المولد،

حيث اتجه العالم إلى إنشاء منظمة الأمم المتحدة، واختير الأديب أندريه مالرو وزيرًا فى أول حكومة لفرنسا المحررة، وترك أديب نوبل الكبير نجيب محفوظ التاريخ القديم الذى شغله فى رواياته الأولى ونشر فى ذلك العام أول رواياته الواقعية «القاهرة الجديدة»..

وعدد سلماوى فى حديثه مع نفسه «ما حدث فى عام مولده»، ولم يكتف بذلك، بل امتد هذا الحوار الشيق إلى تقديم ملامح من تجربته، التى لخصتها نفسه بقولها: «أوجدت لك مكانًا فى الكتيبة الثقافية التى صنعت مجد مصر الحديث بالفكر والفن والأدب والموسيقى والسينما والفن التشكيلى».

وإذا كانت نفسه شاهدة على رحلة الكاتب الكبير محمد سلماوى ومكانته الرفيعة، فإننى أنا  أيضا - شاهد على هذه المكانة، منذ مكالمته الأولى لى فى صباح يوم جمعة منذ أكثر من عشرين عامًا، ليدعوننى لمرافقته فى مؤتمر بالبحرين، بصفته أمينًا عامًا لاتحاد الكتاب العرب، ومنذ ذلك التاريخ وأنا شاهد على المكانة المرموقة التى يتمتع بها دوليا، فضلا عن كتاباته المؤثرة فى مختلف نواحى الثقافة والفنون.
تحية لهذه الشخصية الاستثنائية فى حياتنا.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية