تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
توفيق الحكيم فى ذكراه
«لو كان عندى فلوس، كنت أذهب لأقضى فترة النقاهة فى سويسرا»!
هذا ما قاله الكاتب الكبير توفيق الحكيم قبل وفاته بعدة سنوات، فاتصل به الكاتب السورى نزار العظم ودعاه ليقضى فترة النقاهة فى ضيافته.
كلف رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للطيران والسفريات، بتقديم تذكرة سفر للحكيم فى الدرجة الأولى ذهابا وإيابا إلى سويسر، وقال إن توفيق الحكيم رجل له تاريخ عظيم وفضل على الأدب العربى وأقل ما يفعله أن يقدم له نفقات علاجه واستشفائه!
كان توفيق الحكيم خلال سنواته الأخيرة يتصور أن الناس قد نسوه وأنه عاش عمره يحرث فى البحر. كان يردد فى أحاديثه الخاصة أن حياته قد ذهبت هباء، دون أن يفعل شيئًا! وأنه أنفقها بلا معنى فى القراءة والتأليف.
الواقع أن توفيق الحكيم قد أثر فى أجيال كثيرة وهو جزء أساسى فى تكوينهم الروحى. ما من كاتب فى مصر أو خارج مصر (ممن يقرأون العربية ) إلا وقد خرج من عباءة توفيق الحكيم.
لقد ملأ الحكيم حياة أجيال كثيرة أدبًا حيًا نابضًا، علمهم كيف يكتبون القصص ويؤلفون الروايات. أضحكهم وأبكاهم.. وأضاء مصابيح كثيرة فى ظلام حياتهم.
عندما نقرأ كتابه «عودة الروح»، نشعر أنه البطل الحقيقى للقصة. كشف عن حبه الأول، ووصف أسرته وصفًا ساخرًا ضاحكًا. تحدث عن شعب مقهورمحطم يائس: جاء رجل نفخ فى الصور، فأيقظ النائمين وشجع الخائفين. فى يوم وليلة تحول الشباب إلى رجال ، وتحول الرجال إلى أبطال، وخرجت النساء من الحريم تهتف للوطن. كان هذا أجمل ما كُتب فى وصف ثورة 1919.
وفى كتاب « مذكرات نائب فى الأرياف « وصف صورة حيّة دقيقة للحياة فى الريف.. وكأنه يكتب مذكراته.
فى كل قصة أو مسرحية كتبها. تجد امرأة عرفها، أو فتاة أحبها، أوأحداثًا عاشها. لم يكن يكتب من الخيال وإنما كان يمزج الخيال بالحقيقة حتى يخفى شخصياته عن الناس.
عاش مصطفى أمين أحلى أيام شبابه مع توفيق الحكيم. كان رئيس تحرير آخر ساعة عندما كتب توفيق الحكيم مقاله الشهير الذى هاجم فيه الديمقراطية، وطالبت الأحزاب السياسية برأسه، واقترح بعض الوزراء فصله من وظيفته. لم يفزع توفيق الحكيم ولا تردد، استمر يتحدى ويهاجم.. حتى اكتفت الحكومة بخصم 15 يومًا من مرتبه!
تمر اليوم الذكرى الثامنة والثلاثون لرحيل الكاتب الكبير توفيق الحكيم.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية